بعد نفاذ مخزون المرتزقة السوريين.. التشاديين وإرهابي الساحل ورقة أردوغان وتميم لدعم مليشيات طرابلس

الجمعة 03/يوليو/2020 - 12:36 ص
طباعة بعد نفاذ مخزون المرتزقة علي رجب
 

اختتم  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،  الخميس 2 يوليو 2020،  زيارة جديدة إلى الدوحة للقاء أمير قطر تميم بن حمد، وفي ظل استمرار التدخلات التركية في الدول العربية وعلى رأسها ليبيا وسوريا والعراق، بما يشكل بحث أنقرة عن دعم مالي كبير لعمليات تركيا العسكرية وكذلك البحث عن مرتزقة جدد مع اقتراب نفاذ المخزون السوري من المرتزقة، وياتي على رأسها مقاتلي القاعدة والجماعات المتجددة في منطقة الساحل والصحراء وكذلك المعارضة التشادية التي تقاتل مع ميليشيات طربلس.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية بأن الجانبين بحثا العلاقات بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في شتى المجالات،  كما ناقش الزعيمان أبرز تطورات الأوضاع في كل من فلسطين وليبيا وسوريا واليمن.
الأوضاع في ليبيا والتعاون التركي القطري في استمرار تنظيم الاخوان في السيطرة على مقاليد الأمور في طرابلس، ونهب الثروات الليبية وتهديد مصر ودول الجوار يعد ابرز الملفات التي نوقشت خلال الاجتماع.
في ظل تراجع أعداد المرتزقة السوريين التي تنقلهم تركيا  من إدلب وحلب إلى طرابلس، بعدما كانت تقل أولى رحلات الطيران تقل نحو ألف مرتزق كشفت اخر رحلة للنقل المرتزقة السوريين تراجع  الأرقام إلى أقل من 200 مرتزق، وسط رفض السوريين القتال في ليبيا في ظل ارتفاع قتلاهم خلال مواجهات مع الجيش الوطني البيبي.
مصادر ليبية رفض الكشف عن أسمها لـ"بوابة الحركات الإسلامية" حذرت من أن تركيا تستغل مرحلة "الهدنة" الغير معلنة في ليبيا بعد اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي الخطر الأحمر"سرت-الجفرة" لدعم مليشيات حكومة فايز السراج وتنظيم الإخوان بمزيدا من المرتزقة.
وأوضحت المصادر أن أردوغان وتميم، بحثا خلال الزيارة ملف دعم ميليشيات الوفاق بمزيد من المرتزقة استعداد للمعارك القادمة في ليبيا، وتعويض خسائر التي وقعت خلال الأسابيع الاخيرة.
ولفتت المصادر أنه  الاستخبارت التركية طالب النظام القطري بتنشيط علاقاته مع المعارضة التشادية والمقاتلين المتشددين في منطقة الساحل والصحراء وعلى رأسهم المتشددين في مالي والمعارضة التشادية لدعم ميليشيات طرابلس.
ومن أبرز التنظيمات التي تحالفت معها الميليشيات التشادية "تنظيم القاعدة" وكذلك ميليشيات "إبراهيم جضران" المتحالف أساسا مع القاعدة والتابع لها سابقا، كذلك قتال هذه العناصر ضمن ما يسمى بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي ـ قاعدة"والتي تعرضت معسكراتها في جبال وأودية متاخمة لبني وليد قبل أسبوع لقصف من طيران الجيش الليبي.
المصادر الليبية أكدت ان تركيا وقطر تستعدات لتنفيذ معارك استنزاف ضد الجيش الليبي في جنوب ووسط ليبيا، في ظل توقف معركة "سرت-الجفرة"، وان المترزقة التشاديين والمتشددين من مالي بالاضافة لبعض الميليشيات المحلية ستكون القوة الضاربة للمواجهات ضد الجيش الوطني الليبي.

ولدى قطر علاقات واسعة مع المعارضة التشادية والجماعات الارهابية في منطقة الساحل والصحراء، ويتكون المرتزقة التشاديون من عناصر "الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد" الذين انتقلوا للعمل في جنوب ليبيا كنشطاء يزعمون أنهم ليبيون، و"جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد" التي يقودها الجنرال محمد نوري الزعيم الشهير بالمعارضة التشادية الذي كاد يستولي على العاصمة أنجامينا عام 1998، وينتمي لقبائل أناكزة.
بجانب "المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية ومعظمهم من قومية "الدازاقرا" التشادية، وتجمع القوى من أجل التغيير في تشاد الذي ينتمي إلى القوميات التشادية المنتشرة شرق تشاد خاصة الزغاوة بزعامة الجنرال تيمان أردمي.
وتدعي غالبية المعارضة التشادية الانتماء لقومية التبو التي لها وجود بجنوب ليبيا لتبرير تواجدها، وتواترت الأنباء عن دعم حكومة "الوفاق" لتحركاتهم تحت غطاء سياسي تحت مسمى "قوات حماية الجنوب"، ولكنها تعتدي على المدنيين وتهجر الأهالي بقيادة حسن موسى التباوي.

كما تشهد دول الساحل الأفريقي التي تضم بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد نشاطا لتركيا وقطر تحت شعار التعاون والدعم، حيث لوحظ نشاطهما في مناطق عدة من الدول المذكورة، وعلاقتهم بالجماعات المتشددة والمتمردين.
ورصدت تقارير استخباراتية اختراق قطر وتركيا للساحل الأفريقي، وعلاقتها بـ "جبهة ماسينا"، الذي ارتبط بجماعات إرهابية، هي المسؤولة عن إشعال دول الساحل والصحراء، وعن معظم أعمال التخريب والقتل، والتي تحاربها قوات دولية لمكافحة الإرهاب بالمنطقة التي تضم خمس دول.
وفي يونيو 2012 كشفت الأسبوعية الفرنسية "لو كنار أنشيني" عن تمويل قطري سري للجماعات المسلحة التي استولت على شمال مالي منذ منتصف مارس 2012 وأعلنت جمهورية إسلامية عارضها المجتمع الدولي وتدخلت فرنسا عسكرياً لوضع حد لها، خاصة جماعة أنصار الدين وجماعة "موجاو" التي كانت وراء اختطاف سبعة دبلوماسيين جزائريين في مدينة غاو.
وكتبت الأسبوعية الفرنسية تحت عنوان "صديقنا في قطر يمول متشددي مالي"، أن الاستخبارات العسكرية الفرنسية كانت على علم بأن الجماعات المسلحة التي تنشط في شمال مالي تلقت مساعدات مالية بعملة الدولار من قبل قطر وبالنشاطات التي تقوم بها في مالي، مشددة بذلك على أن أمراء حكام الدوحة يمولون جماعات مسلحة قررت إنشاء دولة إسلامية على الحدود مع الجزائر وتقوم بنشاطات إرهابية داخل أراضي هذا البلد المجاور وفي منطقة الساحل.
وأكدت مصادر استخباراتية فرنسية أنه "استنادا لمعلومات جهاز الاستخبارات العسكرية، فإن الثوار الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وحركة أنصار الدين والقاعدة في المغرب الإسلامي وحركة متشددة أخرى قد تحصّلوا على دعم مالي من قطر. ومن الواضح أن خطف الأجانب، وتهريب المخدرات والسجائر لا يكفي لسدّ حاجات المجموعات المتشددة كثيرة الإنفاق".
وذكّرت الصحيفة المتخصصة فى نشر فضائح السّاسة بأنه سبق لها أن كشفت في 26 مارس 2011، نقلاً عن "الإدارة العامة للأمن الخارجي" (جهاز الاستخبارات الفرنسي)، تمويل قطر للجماعات المتشددة في القرن الإفريقي ومنطقة السّاحل الإفريقي. وهذا ما أكدته الاستخبارات العسكرية بوصفها لتلك المنطقة الشاسعة بـ«ملاذ جديد للإرهاب" لافتة إلى أن "هذا التطوّر ينبغي ألا يثير الدهشة. فمنذ ثلاث سنوات، انتبه عدد من السياسيين والعسكريين إلى الخطر.
وفى ٢٥ ديسمبر 2019، أعلنت الإدارة العامة للأمن الوطنى فى النيجر، عن القبض على مجموعة إرهابية تتكون من ثلاثة أشخاص، يحمل اثنان منهما الجنسية التركية، بالإضافة إلى متعاون محلى من مواطنى النيجر.
كما وجه ادو ديالو عمدة مدينة غاو شمال مالي، اتهامات لأمير الدوحة بتمويل الإرهابيين عبر مطاري غاو وتينبكتو، وتمويلهم تحت غطاء المساعدات الإنسانية والغذائية.
كذلك كشف ‏الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، ورئيس المجلس الانتقالى لأزواد، بلال آغ شريف فى حوار مع صحيفة الرياض: "كانت لنا ملاحظات قوية على جهات محسوبة على دولة قطر لعلاقتها بتنظيمات إرهابية فى منطقة أزواد بين عامى ٢٠١٢ و٢٠١٣ وذات أجندة بعيدة عن الأهداف السياسية والاجتماعية للشعب الأزوادي".

 العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني، تحدث أيضا وجود "مخطط لإنشاء دولة متطرفة في جنوب ليبيا ودول الجوار".
وقال المسماري خلال مؤتمر صحفي  في فبراير 2019، إن قائد المسلحين التشاديين تيمان إرتيمي يقود العمليات العسكرية جنوبي ليبيا من قطر.










شارك