حرب باردة بين قيس سعيد والغنوشي.. سقوط اخوان تونس يقترب

الجمعة 03/يوليو/2020 - 02:01 ص
طباعة  حرب باردة بين قيس علي رجب
 

يبدو ان تونس دخلت مرحلة جديدة من الصراع بين الرئيس قيس سعيد، ورئيس البرلمان وزعمي "اخوان تونس" راشد الغنوشي، في ظل مواقف قيس سعيد المنناهضة لمخططات الإخوان في الداخل التونسي وليبيا.

وقامت وسائل إعلام تونسية وعربية، بتداول تسريب صوتي جديد ينسب إلى رئيس حزب النهضة الإخوني ورئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، حيث يعتقد فيه بأنّ رؤية الرئيس التونسي، قيس سعيد، للحل في ليبيا غير واقعية وتنم عن عدم إدراك للموقف.

التسريب الصوتي، الذي يعُتقد عودته إلى إحدى النقاشات الجانبية ضمن اجتماع مجلس شورى النهضة الأخير قبل أيام، يعكس إصرار حركة النهضة على مخالفة رؤية الرئيس التونسي بخصوص الشأن الليبي، وتجاوز صلاحياته، إذ يخول الدستور التونسي لرئيس الجمهورية مهمة رسم سياسات الدولة الخارجية.

واتهم الغنوشي الرئيس التونسي بعدم إلمامه بالشأن الليبي وبأن حديثه على تشريك القبائل الليبية في حل الأزمة غير واقعي وغير قابل للتطبيق.

وخلال التسجيل ذاته، قال الغنوشي بأنه قام بالاتصال بالرئيس سعيد في احتفال انبعاث الجيش الوطني الأسبوع الماضي في محاولة لإصلاح العلاقة بينه وبين حكومة الوفاق بعد التصريحات الأخيرة في باريس، فيما قال الرئيس التونسي في باريس بأنّ شرعية حكومة الوفاق مؤقتة ولا يجب أن تستمر، مشيرا إلى ضرورة إيجاد شرعية أخرى تُستمد من إرادة الشعب الليبي، وأتبع الغنوشي تلك التصريحات بأخرى مناقضة، إذ قال خلال مجلس شورى النهضة بأنّ الوفاق هي الشرعية الوحيدة في ليبيا.

غير أن الشيء الأخطر في ذاك التسجيل يمكن في استخدام الغنوشي عبارة مهينة ضد الرئيس سعيد في محاولة للتقليل من شأنه ومن قدرته على استيعاب الخلاف الليبي، وفق ما ذكر موقع ميدل إيست، بينما نقلت العربية بأنّ الغنوشي قال: سعيد يتكلم عن أشياء لا يعرفها، حينما شبّه وضع ليبيا بوضع أفغانستان واقتراحه أنّ اللوجيركا هي مجلس القبائل هو الحل في ليبيا هو لا يعرف المجتمع الليبي، والليبيون نظروا لها كاحتقار لهم (حين) شبههم بالأفغان.

 

 

الصراع الدائر بين قيس سعيد وإخوان تونسي،  وصفته مجلة ”جون أفريك“ الفرنسية، في تقريرا لهانشر الخميس 2 يوليو 2020، بـ“حرب باردة“.

التقرير الفرنسي تسائل ما الذي دفع بالقيادي السابق في حركة ”النهضة“ أبو يعرب المرزوقي، منتصف يونيو الماضي، إلى مهاجمة سعيد والدعوة إلى ”محاكمة شعبية رمزية له“؟.

وأضاف التقرير أن المرزوقي، المقرب من الغنوشي، اتهم الرئيس قيس سعيد بـ ”تدمير أجهزة الدولة من خلال صلاحياته، وبعدم احترام إرادة المواطنين التي عبروا عنها خلال الثورة“، وفق قوله.

واعتبر التقرير أن هذا الهجوم يلخص حالة الخلاف الحادة والعميقة في مجال ممارسة السلطات بين ساكن قرطاج (رئيس الجمهورية)، وساكن باردو (رئيس البرلمان).

وأوضح التقرير أن ”سوء الفهم الحاصل تحول على مدار أشهر إلى خلافات دائمة بين رجلين يتعارضان في كل شيء“، مشيرا إلى أن الغنوشي ”يُعتبر أكثر ثقة بنفسه، حيث إن سعيد لا حزب له يدعمه“، ما دفع رئيس البرلمان إلى التصرف كرئيس ثانٍ للدولة.

هذا وعزز قرار من حزب النهضة للتحقيق في التسريب الأخير المنسوب للغنوشي، والتأكد من حقيقته، كما لا تعتبر هذه المرة الأولى التي تُسرب فيها تسجيلات للغنوشي وقيادات النهضة.

وأضاف التقرير: ”منذ بداية العهدة البرلمانية الحالية منح الغنوشي رئاسة البرلمان مع ديوان للرئيس، ولم يتردد في التدخل في السياسة الخارجية لتونس، التي تُعتبر مع الدفاع من صلاحيات رئيس الجمهورية“.

وخلص التقرير إلى أن ما يحصل هو خلاف عميق بين ”المثقف“ و ”السياسي“، وأنّ رئيس الجمهورية يستغل خطاباته النادرة لتصحيح الرؤية، كما هو الحال في خطاب تهنئة الشعب التونسي بالعيد، حين قال إن تونس ”لديها رئيس واحد فقط“.

 

وأعلنت نصاف الحمامي القيادية في حملة قيس سعيد الانتخابية أن حراك أنصار قيس سعيد سينطلق من أجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية و لمحاربة فساد الطبقة السياسية الحاكمة.

 

وقالت الحمامي في كلمة لها على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "حراك أنصار سعيد يريد تأسيس ثقافة سياسية جديدة بعيدة عن توجهات الإخوان التي دمرت الاقتصاد التونسي ورهنت البلاد للمصالح التركية".

وانتقدت السياسية المقربة من الرئيس التونسي محاولات الغنوشي الذي أسمته "رئيس إخوان تونس" للتدخل في ليبيا، واعتبرته بأنه يتعدى على صلاحيات الرئيس ومحاولة البلاد تونس للأجندات الخارجية.

ويتوقع مراقبون بأن صيف 2020 سيكون ساخنًا على المستوى السياسي في تونس في ظل التغير السريع للمواقف السياسية واندلاع الصراع بين قصر قرطاج ورئاسة البرلمان، فضلا عن توعد أكثر من طرف شعبي بالنزول الى الشارع من أجل إيقاف مؤامرات الإخوان.

   وأوضح حمزة المؤدب، الباحث في مركز كارنيجي، أن "راشد الغنوشي لم يخف قط كونه جزءًا من المحور التركي-القطري لكنه الآن رئيس البرلمان والمؤسسات التونسية تجد نفسها منخرطة بهذا المحور".

   وحذر المؤدب من "أن تؤدي الأزمة السياسية إلى تفاقم العواقب الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الصحية".

من جانبها أكدت المحامية التونسية وفاء الشاذلي، أنه وبكل تحد صارخ مازال راشد الغنوشي يصر على التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية ومنازعته فيها.

 

وقالت الشاذلي، في منشور لها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: “الغنوشي يصمم على أن الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا هي «حكومة السراج» وذلك ردا على تصريحات الرئيس بباريس”.

 

وأضافت ” أمام هذا التنازع الخطير وفوضي الحكم والإرباك الذي من شأنه أن يكون له انعكاسات خطيرة على أمننا القومي يحق لنا التساؤل ألا يوجد جنرال بجيشنا يتدخل لفض النزاع وإرجاع الأمور لنصابها وانقاذ تونس من هذا التدحرج الخطير؟”.

وتابعت “من ينقذنا من بلطجة شيخ البرلمان وكبح جماحه بالقانون الذي عجز الجميع على تطبيقه على هذه الرجل المارق؟”.

 

 

 

 

 

 

شارك