جبل الجليد.. تقرير يرصد قمع أردوغان للإعلام المعارض

السبت 04/يوليو/2020 - 11:46 ص
طباعة جبل الجليد.. تقرير أميرة الشريف
 
أصدرت جمعية "حرية التعبير" التركية، تقريرا حول القيود المفروضة على "الإعلام الاجتماعي" في تركيا، مشيرة إلى أن تهديد الرئيس رجب طيب أردوغان، بغلق العديد من مواقع التواصل الاجتماعي؛ لن يأتي بجديد، سوى ترسيخ لوضع قائم بالفعل. 
ونشر موقع "آرتي غرتشك" التركي المعارض، التقرير تحت عنوان "مواقع الويب المحظورة 2019: الوجه الخفي من جبل الجليد".
وأعد التقرير كل من يامان آقدنيز، عضو هيئة التدريس بكلية الحقوق جامعة "إسطنبول بيلغي"، وأوزان غوفن، الباحث والخبير في مجال الشبكات والمواقع الإلكترونية.
وتناول التقرير القيود التي فرضت على وسائل الإعلام التركية خلال عام 2019، وتصادف موعد نشره مع تهديدات أردوغان الأخيرة بفرض مزيد من القيود على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.
وقدم التقرير بيانات إحصائية حول المواقع الإلكترونية، والإخبارية، وحسابات التواصل الاجتماعي والمحتويات التي تم حجب الوصول إليها في تركيا في 2019، ليكشف بذلك أن هناك "نوع من الإغلاق الجزئي المفروض على الإعلام الاجتماعي".
ووفق التقرير فقد حجبت السلطات التركية الوصول إلى 408 آلاف و494 موقع ويب العام الماضي.
كما ذكر التقرير أن السلطات التركية منعت الوصول إلى 130 ألف معين موارد(URL)، و7 آلاف حساب على تويتر"، و40 ألف تغريدة، و10 آلاف مقطع فيديو على "يوتيوب"، و6200 محتوى على موقع الفيسبوك.
وقال البروفيسور آقدنيز، إن "موسوعة ويكيبديا للمعلومات سبق وأن أغلقت في تركيا طيلة عامين ونصف العام".
وأضاف أن إصدار التقرير الجديد الخاص بالعام 2019، تزامن مع تهديدات أردوغان، فجاء مصادفة ولم نخطط له، وكان هذا بالأمر المثير بالنسبة لنا"، مشيرًا إلى أن "حجب الوصول إلى المواقع يتم بتركيا بشكل ليس له مثيل حول العالم". 
وأضاف آقدنيز قائلا: "فهناك أكثر من 408 آلاف موقع من بينهم 150 ألف معين موارد (URL) ذات محتوى إخباري"، مضيفًا "لكن علينا ألا ننسى أن هذه الممارسات أمر معتاد في تركيا، إذ نعاني من أزمة في حريات التعبير، والصحافة، والإنترنت".
وأوضح أن الهدف الرئيس من إصدار هذا التقرير هو تذكير الناس بتلك الأمور لأننا أحيانًا ننسى أن النظام الحاكم سبق وأن حجب مواقع تويتر، ويوتيوب، وكذلك ويكيبديا لأكثر من عامين.
والأربعاء الماضي، أعلن أردوغان عن اعتزامهم تمرير تعديلات قانونية من البرلمان لفرض الرقابة والسيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل إغلاقها.
وتعهد أردوغان في تصريحاته بتشديد السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما قال إنّ عائلته تعرضت لإهانات على الإنترنت، وطالب البرلمان بحظرها بالكامل.
وخلال اليومين الماضيين، شهدت مواقع التواصل الاجتماي نشر تعليقات ومنشورات، تتضمن إهانة لإسراء؛ ابنة أردوغان، وزوجها وزير الخزانة والمالية، براءت ألبيراق.
وكان ألبيرق، صهر أردوغان قد نشر بوقت سابق تغريدة على حسابه الرسمي بـ"تويتر، أعلن فيها مولد ابنه الرابع، إلا أنه قُوبل بتعليقات مهينة له ولزوجته إسراء.
وأعربت المعارضة التركية عن إدانتها واستنكارها لتصريحات أردوغان، مشددين على أن مثل هذه القرارات إن نفذت ستكون ترسيخًا وتأكيدًا لحالة واقعة على الأرض تسيطر فيها الدولة على كل شيء.
من جانبه أصدر المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون التركي (RTÜK) قرارًا بفرض عقوبات جزائية على قناتي "خلق تي في"، و"تيلي 1" التلفزيونيتين المعارضتين، وتسويد شاشاتيهما لمدة 5 أيام، بزعم انتهاك قوانين البث والإعلان.

بدوره، انتقد رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو قرار حجب البث، مؤكداً في تغريدة على حسابه في تويتر أنه "من غير المقبول أن تكون شاشة قنوات Halk TV وTELE1 باهتة ومظلمة، ولا يجب تقييد وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضاف أن "تركيا تحتاج إلى الثقة، كتم وسائل الإعلام يقطع أنفاس البلاد، الدولة التي لا تتمتع بالديمقراطية وحرية الرأي لا يمكنها النجاح في أي مجال".
كما امتعض القيادي في حزب الشعب الجمهوري المعارض والمرشح الرئاسي عام 2018 من القرار، وخاطب أردوغان في تغريدة على تويتر كاتباً: "أغلقت التعليقات على البث باليوتيوب، وأغلقت الجامعات، وأوقفت بث قناتي Halk TV و TELE1، وتهدد بحجب مواقع التواصل الاجتماعي، ماذا تريد أن تفعل؟ لم يبق لنا قنوات لنظهر عليها".

شارك