التدخل التركي في كردستان العراق.. مطالب حقوقية بموقف دولي حاسم ضد اطماع أردوغان

الأحد 05/يوليو/2020 - 12:22 ص
طباعة التدخل التركي في علي رجب
 


حالة من الادانات والرفض الواسع لعمليات الجيش التركي في كردستان العراق،  والتي تؤكد على انها عمليات احتلال ضمن مخططط تركي بدأ قبل نحو أربعة عقود، حيث شهد اقليم كردستان أول الهجمات العدوانية التركية على اراضي الاقليم، في 25 مايو من عام 1983، تخللتها بناء قواعد عسكرية وانتهاكات لحقوق الاناسن واسعة في كردستان العراق بدعوى مواجهة حزب العمال الكردستاني.
استنكرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان، شن القوات التركية أمس الجمعة، سلسلة غارات على الجبال المحيطة ببلدتي ديرلوك وشيلادزي، بمحافظة دهوك شمالي العراق، وذلك بعد أن شنت القوات العراقية هجوم غاشم منتصف الشهر الماضي، والذي استهدف شمال العراق، وذلك في سياق عملية مخلب نسر التركية، حيث قصفت 60 طائرة حربية تابعة للدولة التركية 81 موقعاً، بما في ذلك مناطق مدينة مخمور، سنجار، قنديل، زاب وزاكورك، كما استهدفت الغارات مخيم للاجئين على بعد 60 كيلومترًا من أربيل ويقطنه 15000 مدني وبالسياق قامت الغارات باستهداف مستشفى سردشت في شنكال.
وقد أفاد شهود عيان بأن القوات التركية المتوغلة داخل أراضي إقليم كردستان العراق منذ الخامس عشر من يونيو الماضي أقامت 24 مركزا عسكريا على قمم السلاسل الجبلية والمرتفعات التي احتلتها في محيط ناحيتي باتيفة ودركار. 
ومنذ ذلك التاريخ تقصف القوات التركية باستمرار مواقع محيطة بقرى تلك المناطق التي نزح عنها سكانها بسبب تمدد الغارات التركية. وتأتي الموجة الجديدة من الغارات بعد أيام قليلة من انتشار وحدات من قوات حرس الحدود التابعين للحكومة العراقية في المناطق الحدودية بقضاء زاخو في محافظة دهوك.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، احتمال اللجوء إلى استخدام السلاح الاقتصادي والتجاري، لإجبار تركيا على وقف هجماتها العسكرية في إقليم كردستان. كما قال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، إن بلاده تبحث التوجه لمجلس الأمن الدولي لوقف العمليات التركية العدائية.

وحسب السجلات التي كشفت عنها وزارة البيشمركة في اقليم كردستان العراق في 2019، فانه خلال الفترة مابين عامي 2015 و 2018، شنت الدولة 397 غارة جوية و 425 هجوماً مدفعياً على  288 قرية و منطقة داخل اراضي اقليم كردستان.

وخلال الهجمات في الاعوام 2017 و2018 و 2019، استشهد و اصيب 165 مدني من سكان الاقليم.
كما ارتكبت مجازر في اماكن متفرقة بحق سكان المنطقة، اعنفها في زراكله 2015 كورتك 2011،كندول 2000، شيلادزي 2019 وكورتك 2019.هذا ما عدا الهجمات التي طالت عمق الاراضي العراقية في مخيم مخمور و شنكال في مرحلة ظهور داعش و ما بعده، و التي راح فيها عشرات المدنيين بين شهيد و جريح.
ولا يمكن نسيان المواقف الوطنية التي صدر من سكان الاقليم، و لعل ابرز المواقف هذه هي التي تصدت لهجوم الدولة التركية و ابدت دعمها لمقاومة حزب العمال الكردستاني في عام 2008، حيث توجه المئات من المواطنين الى منطقة بامرني و وقفوا بوجه الهجوم التركي.
يقول السياسي العراقي المخضرم محمود عثمان وهو كان احد ابرز النواب العراقيين السابقين المناهضين للحملات التركية، انه عمل في زمن دورته البرلمانية على دفع البرلمان لاتخاذ قرار رفض تواجد القوات العسكرية التركية في العراق، وتعطيل الاتفاقية التي وقعتها مع نظام البعث، لكن هذه المبادرة لم تلاقي الترحيب الكافي، فعلى ما يبدو ان العراق كان له مصالح جيدة مع تركيا انذاك.
من جانبه أكد أيمن عقيل رئيس مؤسسة ماعت على موقفه الرافض للتدخلات التركية المتكررة على الأراضي العربية وتقويضها لسيادة هذه الدول، الأمر الذي يهدد السلم والأمن الإقليمي والعالمي.
 وطالب عقيل السلطات التركية بضرورة احترام حق الأفراد في الحياة والحرِّية وفي الشعور بالأمان طبقًا للمادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
 وطالب عقيل المجتمع الدولي بضرورة تحمل المسؤولية تجاه التصرفات غير المسئولة التي تقوم بها الحكومة التركية .
ودعا رئيس مؤسسة ماعت، الأمين العام للأمم المتحدة إلى تطبيق المادة الثانية والرابعة من ميثاق الأمم المتحدة والتي تحظر على الدول استخدام القوة الموجهة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للدول، والاعتداء على السيادة الإقليمية.

شارك