ردود أفعال دولية غاضبة على "بلطجة " إردوغان وتحويل أيا صوفيا لمسجد

الجمعة 10/يوليو/2020 - 11:50 م
طباعة ردود أفعال دولية هاني دانيال
 

توالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بتحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد، فى محاولة لدغدغة مشاعر المواطنين الأتراك، وتخفيف من حدة الهجوم الذى يتعرض له داخليا وخارجيا، على خلفية تورط إردوغان فى الأزمة الليبية ، وتهاوى الليرة التركية.

وسارعت الحكومة اليونانية بانتقاد الخطوة التركية بتحويل متحف "آيا صوفيا" في اسطنبول إلى مسجد، معتبرة ذلك بـ"استفزاز للعالم المتحضر".، حتى ولو كان عبر حكم قضائي، فى ظل علامات الاستفاهم حول تدخل إردوغان وحزبه فى الحكام القضائية وتسيسيها.

واكدت وزيرة الثقافة اليونانية، لينا مندوني إن النزعة "القومية التي يبديها أردوغان تعيد بلاده ستة قرون إلى الوراء".

كما انتقدت اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية، القرار التركى بشأن متحف آيا صوفيا، واعتبرت أن هذه الخطوة تعد تسيسا "صريحا" لمنشأة ذات "تاريخ معقد وتنوع غني".

 من جانبه قال الدكتور عوض شفيق أستاذ القانون الدولى بجنيف أن الموقف الدولى يري الخطوة التركية انتهاكا للحرية الدينية، كما انها تمثل أسلمة القسرية مثل ما يحدث لبعض الأفراد من قبل الجماعات المتطرفة، فلا يجوز اخضاع الفرد او الممتلك التقافى او الدينى للأسلمة

وحول موقف اليونسكو من هذه الخطوة، أكد شفيق بالنبسة لليونسكو لا يجوز إقدام تركيا على هذه الخطوة، وبطلان تغيير المعالم التقافية والدينية واخضاعها للإدارة الدينية للبلاد كما جاء فى توقيع المرسوم الصادر لاردوغان

وحول إمكانية فرض عقوبات دولية أو أوروبية على إردوغان، أكد أنه  لا توجد عقوبات يفرضها المجتمع الدولى، إلا لو تم تغيير معالم المتحف فى وقت النزاعات، حينها يمكن اعتبار هذه الخطوة جريمة حرب.

شدد الدكتور شفيق على هذه الخطوة التركية تعد خطوة مماثلة لتغيير معالم الممتلكات الثقافية والمعالم الاثرية للقدس على يد اسرائيل.

 نوه أن تركيا الناقلة للإرهاب والمتاجرة بالنساء وحماية لقطاء وأطفال جهاد النكاح، تعمل على خلق مناطق نزاعات فى سوريا، وليبيا، وحماية قطر ، وغيرها من الجرائم التى تقوم بها وفق عجز دولى عن المساءلة، وحتى الآن لم ينجح مجلس الأمن فى محاسبة تركيا باعتبارها دولة معادية وغازية وتتاجر بالنساء وغيرها من الجرائم التى تقع تحت طائلة القانون الدولى الإنسانى.

شدد أن الفشل الدولى مستمر نتيجة عدم القدرة على وقف الخطوات التى تقوم بها انقرة من خلال نقل مرتزقة إلى سوريا، ثم إلى ليبيا، والتعدى على ممتلكات وثروات ليبيا، كما فعلت ذلك فى سوريا والعراق، دون أى مساءلة، وهو ما يكشف عن حالة العوار التى يعانيها المجتمع الدولى.

من جانبه أكد ماجد سعد رئيس المنظمة المصرية الألمانية أن الرئيس التركى يحاول استعطاف العالم الاسلامي لغض النظر وتبرير احتلال ليبيا وسرقة النفط ، كما أنه يحاول اظهار نفسه بأنه الخليفة الإسلماي وحامي الحمي وتكوين شعبيه اسلامية زائفة.

شدد سعد على أن إردوغان يجيد المناورة، فهو يلعب على إمكانية استفزاز المجتمع الدولى بهذه الخطوة والمقايضة عليها مستقبلا فى حال اجباره على ترك ليبيا والخروج منها، فإما الاستيلاء على النفط الليبي ودعم حكومة السراج، وابتزاز ليبيا والحصول على مزيد من الأموال، وإما الاستيلاء على متحف آيا صوفيا، وفى كل الحالات لن يرضي سوي بتعويضات عن ذلك.

أبدي سعد دهشته من هذه الخطوة التركية فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إلى جانب انشغال العالم بجائحة كوفيد، وهو ما يعني استمرار المحاولات الاردوغانية للمقايضة والابتزاز كما يتبع دائما مع أوروبا للحصول على مزيد من الأموال، فقد فعل ذلك من قبل واستغل ورقة اللاجئين، كذلك الأزمة السورية، وغزو شمال العراق، كذلك السطو على ثورات ليبيا النفطية، بل وتهديد الأمن القومى المصري والأوروبي.

اعتبر سعد أن بلطجة إردوغان لن تمر بسهولة، وستعمل أوروبا على اتخاذ خطوات مناسبة تتماشي مع مطامعه ورغباته المستمرة فى الهيمنة والسطو  على ثروات الشعوب ، والابتزاز المستمر للجميع.

شارك