تمويل الجماعات المتطرفة... الوجه الخفي للإرهاب القطري

الثلاثاء 11/أغسطس/2020 - 06:09 م
طباعة تمويل الجماعات المتطرفة... فاطمة عبدالغني
 
لا يكاد يذكر اسم قطر إلا وتُثار الشبهات بشأن دور محتمل يتعلق بدعم مشبوه للإرهاب، وتمويلات وإن حاولت الدوحة في كثير من الأحيان أن تمررها تحت مظلة العمل الخيري وجهود الإغاثة الإنسانية، إلا أن ملامحها ونواياها الخبيثة بدأت تتكشف في كثير من دول العالم.
وفي هذا السياق كشفت تقارير إخبارية بالوثائق كيف دعمت قطر وتركيا الجماعات المتطرفة، حيث سلطت التقارير الضوء على علاقة كل من قطر وتركيا بتمويل جبهة النصرة سابقا والتي باتت تعرف بهيئة تحرير الشام، إحدى أبرز أسباب الأزمة في سوريا.
وأكدت تقارير إعلامية استندت إلى دعاوى قضائية رفعت ضد بنوك قطرية وتقارير استخباراتية خليجية وأخرى أمريكية أن الدوحة دفعت مئات الملايين من الدولارات عبر تركيا لإطلاق سراح عدد من الرهائن عند الجبهة بالإضافة إلى تمويلها بالسلاح.
ونقلت مصادر صحفية عن تقرير وزارة الدفاع الأمريكية الصادر عن أواخر عام 2019، أن قطر من خلال تركيا زادت الدعم المادي واللوجيستي للهيئة، كما نقلت المصادر اعترافات زعيم تنظيم النصرة الملقب بأبو منصور المغربي الذي ألقي القبض عليه في العراق.
ولم تكتفي المصادر بذلك، بل سلطت الضوء على دعوى قضائية ضد مصرف قطر الإسلامي لجمعه تبرعات للإرهابيين، رفعها المصور الأمريكي ماثيو شرير بعد هروبه من الأسر لدى الهيئة، كما قامت قطر بدفع فدية طالبت بها هيئة تحرير الشام لإطلاق سراح مصور أمريكي هو ثيو كيرتس عام 2012، وفدية أخرى مقدارها 16 مليون دولار لإطلاق سراح 13 راهبة اختطفتهم الهيئة عام 2014، وأكثر من مليون دولار لإطلاق العديد من الأسرى.
وبحسب التقارير الصحفية فإن قطر سعت لتعزيز دورها على الساحة الدولية، وتحسين صورتها أمام الدول الغربية بعد دفع فدية إطلاق سراح مواطنيها لهيئة تحرير الشام عبر مصارف في تركيا ولبنان، وجمعيات خيرية يرأسها شقيق أمير قطر، بالإضافة إلى التنسيق مع الهلال الأحمر التركي لتمويل الجبهة بأكثر من 130مليون دولار لشراء سلاح ومعدات أخرى، وقيام طيار عسكري قطري يدعى جاسم السليطي بدعم الجبهة بالسلاح والذي اعتبرته واشنطن إرهابيا.
كما أكدت التقارير قيام قطر بتمويل جماعات إرهابية أخرى، في كل من فلسطين وليبيا بدعم من تركيا وتقديمها مساعدات مالية وأسلحة لحركة الشباب الصومالية.
فضح تمويلات قطر المشبوهة للإرهاب حول العالم تأتي في أعقاب مطالبة عدة سياسيين أوروبيين باتخاذ إجراءات عقابية ضد قطر كما تأتي هذه الدعوات عقب كشف شبكة فوكس نيوز الأمريكية عن إمداد الدوحة حزب الله بالأسلحة وتمويلها للمتطرفين.
ويرى المراقبون أن دور قطر وتركيا في دعم الإرهاب ليس جديدًا سواء على مستوى ما كشفت عنه الجهات الرسمية في الدوائر الغربية من جهة أو ما أوضحته تقارير ووثائق حصل عليها صحفيون غربيون بينت صلاتهم بالتنظيمات المتطرفة حيث سبق ونشر الصحافي الأمريكي ماثيو سراير وثائق عديدة تبرز دعم النظام القطري للميليشيات الإرهابية في إدلب ومن بينها أحرار الشام، والتنظيمات التابعة للقاعدة، إضافة لنقل الأموال لها عبر البنك الإسلامي القطري ما عرضه للخطف والاحتجاز قبل إطلاق سراحه في العام 2012.
وثمة استراتيجية إقليمية لدى قطر باتجاه مواصلة سياسة دعم لإرهاب بالمنطقة، كما أنها تعد أحد أدوات إيران بالإقليم، وكذا صرفها المال بهدف تجنيد المرتزقة وتقديم السلاح لهم كما ظهر في اليمن بيد الحوثيين وكذلك حزب الله.
فالوثائق التي كشفت عنها قوات سوريا الديمقراطية بعد القضاء على مناطق سيطرة داعش تبين الصلات المباشرة بين الدوحة وتركيا والتنظيمات الإرهابية.

شارك