محللون غربيون: الإمارات قاطرة سلام تؤسس لتعايش حقيقي بالشرق الأوسط/تونس. مقتل رجل أمن و3 مسلحين في "هجوم إرهابي"/خبراء أميركيون: رغبة اللبنانيين في التغيير أقوى من «حزب الله»

الأحد 06/سبتمبر/2020 - 12:21 م
طباعة محللون غربيون: الإمارات إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 6 سبتمبر 2020.

«وورلد بوليتيكس ريفيو»: أنقرة تنتهك «معاهدة لوزان»

أكد تقرير لموقع «وورلد بوليتيكس ريفيو» الأميركي أن السياسة التركية الحالية تقوم على تحدي وانتهاك النظام الإقليمي الراهن في منطقة شرق المتوسط عبر الإعلان غير الرسمي عن رفض معاهدة لوزان التي وقعت عليها في 24 يوليو عام 1923، والتي تحدد وبكل وضوح الحدود البرية والبحرية لكل من تركيا والدول المجاورة لها. 
وقال الكاتب جوناثان جورفيت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسياساته العدوانية في شرق المتوسط يطوي صفحة تسعة عقود من التاريخ الحديث، وينتهك عمداً معاهدة دولية وقعت عليها تركيا مع كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا والبرتغال وبلغاريا وبلجيكا ويوغسلافيا. محذراً من عواقب مهمة وخطيرة إقليمياً ودولياً. وأشار إلى أن الانتهاكات التركية لا تقتصر على اليونان وقبرص بل امتدت مؤخراً إلى ليبيا، الذي يرى الرئيس التركي، بانتهازيته المعهودة، أنها فرصة لا يمكن أن تترك، خاصة مع اندلاع حرب هناك ووجود أرضية لزرع حكومة توافق على تنفيذ أجندته. واختتم بالقول إن التحركات التركية العدوانية في شرق المتوسط والأزمة التي تثيرها أنقرة قد يكون هدفها في النهاية هو ما يسعى إليه أردوغان طوال الوقت وهو «إعادة التفاوض على معاهدة لوزان».
وأعرب العديد من الخبراء والمحللين السياسيين عن قلقهم بشأن التصرفات التركية الهوجاء. وقال الكاتب الأميركي جيمس ستفاريديس في تحليله عبر وكالة «بلومبرج» إن البحر المتوسط طالما كان مفترق طرق استراتيجي عبر التاريخ لليونانيين والفرس والمصريين واليهود والفينيقيين والرومان، ولكن مؤخراً أصبحت المنطقة أكثر تقلباً وخطورة من الفترات التي كانت الدول العربية تخوض فيها حرباً ضد إسرائيل.
وأشار إلى عوامل منها ظهور ثروات مؤخراً في المناطق الاقتصادية الخاصة لكل من مصر، قبرص، اليونان وإسرائيل ورغبة هذه الدول في الاستفادة من هذه الثروات لصالح شعوبها، إلا أن هذه الثروات يبدو أنها أسالت لعاب النظام التركي الذي يعاني اقتصادياً وسياسياً على عدة صُعُد، ويرغب في الحصول على نصيب من هذه الثروات. وثانياً: يعتبر شرق البحر المتوسط أيضاً منطقة عبور للسفن الحربية التركية التي ترسل أسلحة إلى ميليشياتها المسلحة في ليبيا، وبالتالي تعتبر المنطقة استراتيجية بشكل كبير. 
ورغم محاولة الاتحاد الأوروبي فرض حظر أسلحة على النزاع الليبي، إلا أن عدم التزام أنقرة أدى في شهر يونيو الماضي إلى مواجهة بين السفن الحربية الفرنسية والتركية. وقال الكاتب، إن مثل هذا التصعيد الذي تتسبب به أنقرة جعل الناتو عالقاً بين مزيج من عوامل قابلة للانفجار في أي وقت، لافتاً إلى وجود انقسامات خطيرة في حلف الناتو، حيث يوجد توتر تركي يوناني مستمر، وتقف فرنسا بقوة وراء أثينا. ويحاول الألمان التوسط ولكن دون نجاح يذكر. وأكد أن أردوغان يعلم أنه بعيد عن كل من الناتو والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعزز نزعته للعمل مع روسيا (على الرغم من خلافهما على الجانبين في ليبيا). وطالب بضرورة تحرك واشنطن لحل هذا النزاع، لأن ما تقوم به تركيا حول البحر المتوسط إلى بؤرة بحرية هي الأكثر سخونة وخطورة في العالم.

محللون غربيون: الإمارات قاطرة سلام تؤسس لتعايش حقيقي بالشرق الأوسط

أصبحت معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل مصدر إلهام وتشجيع لعدد من الدول العربية والإسلامية الأخرى، التي ترى أن شجاعة الإمارات مثال يجب أن يحتذى به، وهي خطوة تسقط مسلمات، وتبني أسساً جديدة للسلام والتعايش في المنطقة، وفقاً لعدد من الخبراء والمحللين الغربيين.
وترى الكاتبة الأميركية هولي ماكاي، أن «معاهدة السلام»، والتي تم الإعلان عنها في 13 أغسطس الماضي، تدفع بالفعل الدول الأخرى إلى أن اقتفاء أثر الإمارات في إبرام معاهدات سلام مع إسرائيل.
وتوقعت الكاتبة، في تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية أن يعلن عدد من الدول، في المستقبل القريب، خطوات مماثلة لتلك التي اتخذتها الإمارات، ومن بينها البحرين، مشيرة إلى إشادة دول مثل مملكة البحرين وسلطنة عمان بالمعاهدة. 
وكانت البحرين وسلطنة عمان من أوائل الدول التي ثمّنت المعاهدة، التي أوقفت إسرائيل بموجبها ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية، داعية إلى التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. 
وذكرت ماكاي أن السودان أيضاً من بين الدول «المحتملة» للانضمام إلى قائمة صناع السلام، مشيرة إلى لقاء رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، عبدالفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في أوغندا في شهر فبراير الماضي، وهو ما يشير إلى احتمالية حدوث تقارب أو ربما خطوة على طريق إقامة علاقات ثنائية.
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، زار الخرطوم لعدة ساعات في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، وتناول موضوع حذف اسم السودان من قائمة الإرهاب الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وملف إقامة علاقات اعتيادية مع إسرائيل.
وقال الباحث في كلية دراسات الحرب بجامعة «كينجز كوليدج» في لندن، رافائيل ماركوس: «إن السودان يأمل في اتخاذ خطوات شجاعة وإخراج نفسه من قائمة الحكومة الأميركية للدول الراعية للإرهاب». وأضاف: «إن إبرام اتفاق مع إسرائيل سيحسن من مكانة البلاد على الساحة الدولية».
غير أن السودان أصدر قراراً في أغسطس الماضي، بإعفاء السفير حيدر بدوي صادق، من منصبه كناطق رسمي باسم وزارة الخارجية ومديراً لإدارة الإعلام، على خلفية تصريحات للأخير قال فيها: «إن بلاده تتطلع لإقامة علاقات اعتيادية مع إسرائيل».
وأكدت وزارة الخارجية السودانية في حينه، تلقيها بـ«دهشة» تصريحات السفير حيدر بدوي، حول سعي السودان لإقامة علاقات مع إسرائيل، و«أوجدت هذه التصريحات وضعاً ملتبساً يحتاج لتوضيح».
ومن جانبه، أشار المحلل والخبير السياسي، هارلي ليبمان، في واشنطن، لشبكة «فوكس نيوز»، أن الوساطة الإماراتية تُجسّد «الدبلوماسية في أفضل حالاتها»، وتمكنت الإمارات في نهاية المطاف من دعم الفلسطينيين وخدمة القضية الفلسطينية فعلاً، من دون شعارات لا طائل من ورائها من خلال وقف إسرائيل ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية.
وشدد الخبراء والمحللون على أن المعاهدة الإماراتية تأخذ القضية الفلسطينية إلى مستوى آخر وتطور سلاماً قائماً على التفاهم والتعايش الحقيقي، وليس سلاماً قائماً على مكاسب واتفاقيات اقتصادية ضئيلة لا تخدم شعوب المنطقة.

خبراء أميركيون: رغبة اللبنانيين في التغيير أقوى من «حزب الله»

خلص عدد من المحللين السياسيين الدوليين إلى أن اللبنانيين يخوضون الآن حرباً سياسية شعبية للتخلص من سطوة ميليشيات «حزب الله» الإرهابية وفسادها المستشري في لبنان، مطالبين الحكومة الأميركية والحكومات الغربية بشكل عام بدعمهم والوقوف بجانبهم لتخليص البلاد من قبضة الميليشيا.
وقالت الكاتبة السياسية ساندرا باركر إن أفضل تفسير متوفر حالياً لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 191 شخصاً وجرح الآلاف ويهدد بسحق لبنان اقتصادياً، هو أن الحكومة الفاسدة ومنعدمة الكفاءة سمحت لـ2750 طناً من نترات الأمونيوم بالبقاء في قلب ميناء المدينة دون أي معايير للأمان. 
وأوضحت في تحليلها على مجلة «ذي ناشونال إنتريست» الأميركية أنه «رغم وجود تحقيق مستمر في الانفجار، لكن لا يتطلب الأمر تحقيقاً لتحديد المسؤول النهائي عن المأساة الطويلة التي يعاني منها لبنان، لقد كشفت سنوات من المخالفات والفساد عن أن الساسة في لبنان، الذين تم تحديدهم على أنهم حزب الله وحلفائه، غير مهتمين برفاهية وحقوق الشعب اللبناني، ما ترغب به هذه الميليشيا هو الإبقاء على قبضتها الخانقة على لبنان وتنفيذ أجندتها الخاصة، ولا شيء بصرف النظر عن هذه الأولويات مهم، مهما كانت النتائج كارثية بقدر ما كانت متوقعة».
وعبر الإدارات المتعاقبة، قدمت الولايات المتحدة مليارات من المساعدات إلى القوات المسلحة اللبنانية على الرغم من حقيقة أن الدبلوماسيين الأميركيين ومجتمع الاستخبارات يعرفون أن قادة لبنان فشلوا في مواجهة «حزب الله» وتحول الجيش اللبناني في الواقع إلى عنصر مساعد للجماعة الإرهابية.
وشددت باركر على أن «لبنان بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة، لكن في هذا السياق، لبنان هنا هو الشعب، وليس المتواطئين الراغبين في الإرهاب أو المنتفعين الذين يخشونهم. 
وبناء على ذلك، يجب أن تتدفق المساعدات الأميركية إلى لبنان حصرياً من خلال المنظمات غير الحكومية التي تم فحصها، والتي لا علاقة لها بالإرهاب أو بالحكومة اللبنانية». وأضافت «يمر لبنان حالياً بنقطة تحول ويواصل اللبنانيون تظاهراتهم الرافضة لبقاء أي من المسؤولين الذين اختارهم حزب الله أو حلفاءه، إن مطالب اللبنانيين للتخلص من حزب الله أقوى من الحركة ومن داعميها، وبالتالي الانضمام إلى مطالب اللبنانيين بتغيير الوضع السياسي الحالي وإيجاد نظام خاضع للمساءلة في بيروت، وعلى كل من يهتم بمستقبل لبنان أن يطالب بتحرير لبنان من قبضة حزب الله وقطع شريان الدعم المالي عنه».
ومن جانبها، اتفقت المحللة السياسية «جيسي كابلين» مع باركر في تحليلها للواقع في لبنان، لافتة إلى أن لبنان الخاضع لسيطرة «حزب الله» لا يمكن أن يكون شريكاً جيداً للولايات المتحدة، وإن مساهمة الولايات المتحدة في إنقاذ لبنان ضعيفة جداً، لأنه على الرغم من العلاقة التاريخية بين واشنطن وبيروت، قامت الحكومة الأميركية بشكل تدريجي بتقييد علاقاتها مع البلاد نتيجة لموقف الحكومة المتساهل تجاه نفوذ وفساد «حزب الله» المنتشر في السياسة الوطنية.
وقالت «كل تلك الأمور يجب أن تعطي صانعي السياسة الغربيين وقفة، وتؤكد أهمية وقوف الغرب بجانب لبنان واللبنانيين في مسعاهم لاستعادة بلادهم وتأمين استقرارها».

تونس. مقتل رجل أمن و3 مسلحين في "هجوم إرهابي"

هاجم مسلحون اثنين من رجال الأمن فقتلوا واحدا وأصابوا الآخر، الأحد، في هجوم شهدته مدينة سوسة شرقي تونس، حسبما أعلن الحرس الوطني التونسي الذي أكد مقتل 3 من المهاجمين.

وقال المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبالي لـ"فرانس برس"، إن "دورية أمنية تضم اثنين من أعوان الحرس الوطني تعرضت للاعتداء بسكين من طرف إرهابي في وسط مدينة سوسة"، على بعد 140 كلم جنوب العاصمة تونس.

وأوضح أن قوات الأمن لاحقت المهاجمين الذين استولوا على أسلحة عنصري الحرس الوطني وسيارتهما، في أرجاء منطقة القنطاوي السياحية، مضيفا أن "3 إرهابيين قتلوا في تبادل إطلاق نار".

وشهدت مدينة سوسة السياحية أسوأ اعتداء من بين عدة هجمات جهادية في السنوات الأخيرة، قتل خلاله 38 شخصا معظمهم بريطانيون عام 2015 في إطلاق نار على شاطئ خاص بفندق.

المتوسط وأزمات أخرى.. تفاصيل "كسر العظام" بين تركيا وفرنسا

في تجاوز لكل اللغة الدبلوماسية المعتادة، وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه شخص "جن جنونه"، وهو تصريح عكس عمق الخلاف بين البلدين في خضم أزمة مشتعلة في شرق البحر المتوسط.

التصريحات التي أطلقها الوزير التركي يوم الجمعة ظهرت وكأنها رد فعل مباشر من جانب تركيا على الخطوات والتوجهات الإقليمية لفرنسا خلال الآونة الأخيرة، التي بدت كلها مناهضة لتركيا وسياساتها في المنطقة.

الفاعلية الفرنسية ظهرت على 4 مستويات رئيسية، في كل واحدة منها ثمة ما هو متباين مع التوجهات التركية، فقد مارست فرنسا كل طاقتها الذاتية لوقف لإطلاق النار في ليبيا، وهو ما نجحت فيه باريس، وظهر رئيس حكومة الوفاق فائز السراج الحليف الاستراتيجي لتركيا وكأنه وافق على المساعي الأوربية من دون موافقة كاملة من تركيا.

كذلك فأن فرنسا أظهرت أعلى درجات التضامن مع اليونان في التوتر الحديث الذي نشب بينها وبين تركيا، في ملف حقوق التنقيب عن الغاز بمنطقة شرق المتوسط، حتى إنها ضغطت لإحداث موقف أوروبي يهدد تركيا بفرض العقوبات، ما لم تتجاوب مع التحذيرات اليونانية الأوربية.
على مستوى أقرب جغرافيًا لتركيا، لعبت فرنسا دورا محوريا في إعادة ضبط الحياة السياسية والأمنية في لبنان، ورعت مشروعا توافقيا بين القوى السياسية، وبذلك ظهرت باريس وكأنها قطعت الطريق أمام التوجهات التركية لمد الفاعلية والنفوذ إلى البلد الجريح مستفيدة من مظلومية بعض طوائفه، وهو أمر كان نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي قد أعلنه خلال زيارته لبيروت عقب انفجار مرفأ المدينة في أغسطس الماضي.

لكن الحساسية التركية وصلت لذروتها بعد التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي أثناء زيارته لبغداد، الأربعاء، التي أعلن فيها عقب اجتماع مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني عن رفض فرنسا التدخلات الخارجية في الشؤون والأراضي العراقية، معتبرا أن العراق دولة ذات سيادة، وهي تصريحات قال المراقبون إنها تقصد العمليات العسكرية التركية في إقليم كردستان العراق بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني.

مجمل تلك الملفات، ومستويات التباين بين مواقف الطرفين، يُستدل منها على أنه ثمة ما يشبه الصراع الصفري بين الطرفين، سيشكل واحدا من أهم ديناميكيات التوازنات في المنطقة خلال الفترة المنظورة، وربما تكون دافعا لمزيد من الاستقطاب الإقليمي، التي لن تكون لصالح تركيا بعمومها، فالمتضامنون مع الموقف التركي لم يتجاوزوا الحلفاء التقليديين لها، قطر وحركة حماس في قطاع غزة.

صحيفة "ماريان ديل" بنسختها التركية، حللت الأمر في تقرير مطول عن التغيرات التي طرأت على علاقة الطرفين طوال الشهور الماضية، ففرنسا لم تكن كثيرة التدخل في شؤون بلدان شرق المتوسط، لكن الموقف والسلوكيات التركية من سوريا، سواء عبر ملف اللاجئين أو الحروب التي خاضتها أنقرة في مواجهة القوى العسكرية المحاربة للإرهاب، دفعت فرنسا لأن تكون من أشد المدافعين عن بقاء القوات الفرنسية والأميركية في منطقة شرق الفرات إلى أن يتحقق التوافق السياسي السوري النهائي، وهو أمر رأته تركيا مساسا بأمنها القومي.

وأضافت الصحيفة أن الموقف الفرنسي في شهر مارس 2019 بالبقاء عسكريا في منطقة شرق الفرات، حينما قررت الولايات المتحدة الانسحاب من شمال شرق سوريا، وفي مرحلة لاحقة أجبرت الولايات المتحدة على التراجع، ذلك دفع تركيا لأن تنال من فرنسا في المناطق الإفريقية، بالذات تلك التي كانت ضمن مناطق نفوذ باريس، مثل ليبيا وتونس ومالي، وهو ما أثار حنق فرنسا من كون التدخل التركي يثير النعرات الدينية والعنف الأهلي في تلك المناطق، وبالتالي يخلق المزيد من القلاقل لفرنسا.

الكاتب والباحث التركي عرفان كايا أولجر، عرض في بحث تحليلي مطول في موقع "كرييت" التركي أن التوجهات الفرنسية لا تذهب لأن تكون مجرد مناكفة بين دولة وأخرى أو رئيس وآخر، كما اعتادت سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع عدد من الدول الأوروبية لخلق أزمات قابلة للتطويق.

بل إن فرنسا حسب أولجر، ذاهبة لتشكيل أكبر منصة من الحلفاء الإقليميين لمناهضة تركيا، فأي توافق وتنسيق سياسي بين إسرائيل ومصر والإدارة اليونانية لقبرص، إلى جانب اليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية، كان سيكون مستحيلا تحققه بسبب الحساسيات السياسية بين هذه القوى، لولا الضغوط الفرنسية وإستراتيجيتها بعيدة المدى.

هذه القوى السياسية التي يمكن لها أن تشكل ما يشبه "تجمع أوبك" الخاص بالغاز حسب أولجر، فإنها قادرة على إعادة تركيا إلى حدودها البحرية الطبيعية، وهو ما يعني حرمان تركيا من كل خيرات شرق المتوسط، وبالتالي حرمانها منطقيا من كميات كبيرة من الموارد المالية، التي قد تنفقها على عشرات الآلاف من استطالاتها السياسية والعسكرية في دول نفوذها، وهو ما تسعى إليه فرنسا إستراتيجيا.

مراقبون متابعون لهذه "المواجهة" الفرنسية التركية، أجمعوا أن التحركات الفرنسية الأخيرة جاءت تحت تأثير 3 فاعليات في المشهد الشرق أوسطي.

ففرنسا تستشعر أن الولايات المتحدة ذاهبة إلى المزيد من تخفيف نفوذها وحضورها في الشرق الأوسط، وأن ملء الفراغ سيكون لصالح روسيا وتركيا وإيران، وأن جميع هذه الأطراف، وبالذات تركيا لأنها الأقرب، ستضر بالأمن القومي الأوروبي ما لم تتحرك قوى القارة لأخذ المكانة والدور المناسبين.

إلى جانب ذلك، فأن فرنسا ترى في مجمل التحركات التركية، سواء في مواجهة اليونان أو عبر تسعير الحرب الليبية، تقصد خلق مناطق نفوذ لابتزاز الاتحاد الأوربي مستقبلا خصوصا ماليا، وأن المواجهة الأكثر فاعلية لكبح ذلك هو ردم المحاولات التركية في مهدها وعدم السماح لها بالتحول إلى حالات مستعصية ودائمة.

أخيرا، فإن فرنسا تلقت تفاهما أميركيا روسيا ألمانيا مشتركا، يشجعها على خلق ورعاية تحالفات إقليمية قادرة على فهم أبعاد المشروع التركي، فباريس بحكم خبرتها التاريخية وشبكة علاقاتها التقليدية عبر المتوسط تبدو الأكثر أهلية لكبح التمدد التركي في المنطقة.

الجيش الليبي: تركيا تستخدم المرتزقة لفرض أمر واقع

قال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي إن مخرجات برلين تحتم خروج المرتزقة من بلاده، واتهم تركيا بالسعي لفرض أمر واقع في ليبيا من خلال ورقة المرتزقة.
وأوضح  العميد خالد المحجوب، السبت، في تصريحات لسكاي نيوز عربية، أن تركيا تحاول التخلص من قيادات التنظيمات الإرهابية عبر إرسالهم إلى ليبيا.

كما أكد أن أنقرة تستخدم ورقة المرتزقة في ليبيا لابتزاز أوروبا، وشدد على التمسك بإعلان القاهرة ومخرجات مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية.

وأشار مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي إلى أن  تركيا تتحكم بالمشهد في طرابلس.

والسبت، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تركيا نقلت نحو 350 قاصرا من سوريا إلى ليبيا، وذلك للقتال في صفوف الميليشيات المتطرفة.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن ما لا يقل عن 34 من أولئك القاصرين قتلوا أثناء المعارك الدائرة في ليبيا، وقد أعيدت جثامينهم إلى جانب نحو 500 جثة أخرى إلى سوريا عبر تركيا.

وأضاف مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متورط في نقل قرابة 19 ألف مرتزق سوري إلى الأراضي الليبية، إضافة إلى حوالي 10 آلاف متطرف من حاملي جنسيات مختلفة.

وبيّن أن هناك من يخضعون الآن لتدريبات عسكرية في تركيا، ويتم تحضيرهم لإرسالهم إلى ليبيا، في حال انهيار وقف إطلاق النار.

واعتبر عبدالرحمن أن: "زخم التجنيد التركي للمرتزقة خفّ في الآونة الأخيرة بعد التقارير الدولية التي تحدثت عن الأمر، لكن المرتزقة الموجودين في المعسكرات التركية، البالغ عدهم نحو 500، يعلمون أنهم ذاهبون للقتال في ليبيا في حال انهيار وقف إطلاق النار".

اليونان تضع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى

فيما واصلت مصادر إعلامية تأكيدها أنّ تركيا تحشد المزيد من قواتها على الحدود مع اليونان، رغم نفي أنقرة الرسمي، وضعت اليونان قواتها بالمقابل في حالة استنفار عشية مناورات تجريها تركيا، اليوم الأحد، بمشاركة الشطر الشمالي من قبرص.
وكانت صحيفة "هبرلار" التركية قالت إن قافلتي دبابات، انتقلت من ولاية هاتاي الجنوبية مع سوريا، إلى ولاية إدرنة الحدودية مع اليونان، وسط تصاعد التوتر بين البلدين شرق المتوسط.
من جهتها أكدت وكالة IHA التركية عن مصادر عسكرية قولها، إن قافلتين تحملان معدات ونحو 40 دبابة غادرت منطقة الريحانية بمحافظة هاتاي على الحدود مع سوريا، وأنه من المتوقع أن يتم إرسال هذه الدبابات إلى أدرنة بالقطار.
ونشرت وسائل إعلام محلية مقاطع تظهر شاحنات تنقل دبابات من منطقتي الريحانية وكوملو بولاية هاتاي الحدودية مع سوريا.
وتمّ ردّاً على ذلك وضع القوات المسلحة اليونانية في حالة تأهب قصوى.
ولم يصدر لغاية الآن بيان رسمي من وزارة الدفاع التركية بهذا الخصوص، إلا أنّ وكالة أنباء الأناضول الرسمية، نقلت عمّا أسمته "مصادر عسكرية" دون تحديدها، نفي إرسال دبابات إلى الحدود مع اليونان.
وأوضحت تلك المصادر أنه "ليس هناك إرسال لأي تعزيزات إلى الحدود اليونانية"، مؤكدة أن التنقلات العسكرية عمل مخطط له من قبل قيادة الجيش الثاني بولاية ملاطية.
ويرى مراقبون سياسيون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد لا يخطط لمواجهة مباشرة مع اليونان، وأن الأمر لا يتجاوز الاستعراض العسكري لفرض تنازلات من اليونان والاتحاد الأوروبي.
ويعتبر المراقبون، وفقاً لما رأته صحيفة "العرب" اللندنية واسعة الانتشار، أنّ تركيا تستفيد من رخاوة الموقف الأوروبي لتستمرّ في فرض سياسة الأمر الواقع من خلال الاستمرار في عمليات التنقيب، ومنع اليونان من التحرّك بحرية في مياهها الإقليمية، مشيرين إلى أن اليونان باتت على شفا مواجهة تركيا مدعومة فقط من فرنسا فيما اختار بقية الأوروبيين الرهان على المفاوضات طويلة المدى، وهي الاستراتيجية التي تحبّذها أنقرة للاستمرار في خططها.
ويأتي ذلك في ظل التوتر بين أنقرة وأثينا، ومحاولات دفعهما إلى التفاوض، بعد حشد بحري في المياه المتنازع عليها، واستعراضات جوية للقوة فوق بحري إيجه والمتوسط، أدت إلى احتكاكات مباشرة.
وتوترت في الأسابيع الأخيرة العلاقات بين تركيا واليونان، العضوين في حلف شمال الأطلسي، وتدهورت بشكل حاد، على خلفية قيام السفينة التركية "أوريس" بعمليات مسح زلزالية في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحث عن الثروات الخام هناك، وهي منطقة تعتبرها اليونان ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.
كما تجري تركيا أيضا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في المنطقة التي تعتبرها قبرص منطقتها الاقتصادية الخالصة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجّه السبت تهديدا جديدا لليونان بسبب التوترات المتصاعدة في شرق المتوسط، عشية بدء قواته مناورات عسكرية في المنطقة.
وقال في كلمة خلال افتتاحه مدينة طبية في إسطنبول "سيدركون أن تركيا تملك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط والوثائق المجحفة التي تُفرض عليها"، في إشارة الى المناطق المتنازع عليها بين تركيا واليونان.
وأضاف مُشددا "إما أن يفهموا بلغة السياسة والدبلوماسية، وإما بالتجارب المريرة التي سيعيشونها في الميدان".
ولفت الى أن "تركيا وشعبها مُستعدان لأي سيناريو والنتائج المترتبة عليه".
وأعلن مسؤولون عسكريون أتراك أنهم سيبدؤون الأحد تدريبات عسكرية تستمر خمسة أيام في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
وكان حلف شمال الاطلسي قد أعلن هذا الأسبوع أن القادة الاتراك واليونانيين وافقوا على إجراء محادثات تقنية لتفادي أي حادث بين البلدين.
لكن اليونان قالت في وقت لاحق إنها لم توافق بعد على إجراء محادثات، ما استدعى اتهاما من تركيا بأن الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي تتخلى عن الحوار.
وتقول قبرص واليونان إن أنقرة تنتهك سيادتهما بتنقيبها عن موارد الطاقة في مياههما الإقليمية.
وندد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الجمعة بـ”عدوانية” تركيا ودعا إلى إجراء محادثات لحلّ خلاف بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز، محذرا من أن التوتر المتصاعد في المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
وقال أناستاسيادس إن جزيرته المجزأة تواجه “وضعا خطيرا للغاية” ودان أنقرة لما اعتبره “استفزازات” و”انتهاكات للقانون الدولي” تخرق “المنطقة الاقتصادية الحصرية” لقبرص.
وحذّر من أن أنقرة “تعرّض استقرار وأمن المنطقة برمّتها إلى الخطر”.

شارك