عملية "بيريفان أصلان".. النمسا في مواجهة ذئاب أردوغان

الخميس 24/سبتمبر/2020 - 01:31 م
طباعة عملية بيريفان أصلان.. علي رجب
 
عملية بيريفان أصلان..

باتت اوراق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محروقة في أوروبا مع اكتشاف محاولات اغتيال الاستخبارات التركية للمعارضين لنظام حزب العدالة والتنمية، وهو ما يشكل تهديدا لأمن واستقرار الدولة الأوروبية.

موقع "إتكين خبر أجانسي" الاخباري، كشف عن محولة الاستخبارات التركية اغتيال بيريفان أصلان، وهي سياسية كردية نمساوية وعضو في حزب الخضر النمساوي، بما يشكل تطور خطير في العلاقات التركية النمساوية ويهدد بأزمة دبلوماسية بين البدين.

عميل جهاز المخابرات التركية (ميت) التركي الإيطالي فياز أو،  اعترف  للسلطات النمساوية أنه تلقى أوامر في أغسطس بقتل لكردية النمساوية بيريفان أصلان.

فياز أو، الذي يحمل الجنسية الإيطالية، أخبر السلطات أنه كان يراقب أصلان منذ فترة، وأنه حجز غرفة في فندق حيث كان ينتظر السياسية الكردية الأصل، وفقا لما نشرته "أحوال تركية"

ووفقًا لموقع " إتكين خبر أجانسي" فإن فياز كان الشاهد السرّيّ الذي أدلى بشهادته التي أدت إلى اعتقال العامل بالقنصلية الأميركية متين توبوز بتهم تتعلق بالإرهاب.

لتحرك الاستخباراتي التركي في النماس ليس بجديد، حيث استهدفت الجماعات التركية القومية المتطرفة العديد من التجمعات التي نظمها أكراد فيينا. وأصدرت تركيا بيانات تقول إن الجماعات الكردية لها علاقات بمنظمات تصنفها تركيا والاتحاد الأوروبي على أنها إرهابية.

واستدعت وزارة الخارجية النمساوية نهاية  يونيو 2020، السفير التركي لدى فيينا، أوزان جيخون، على خلفية أعمال العنف التي مارسها أنصار الذئاب الرمادية.

كما يمثل الأئمة الأتراك في الغرب وسيلة ناجحة لتوعية المهاجرين الأتراك بأمور دينهم، وربطهم بالوطن الأم، غير أن مضمون الكثير من خطابات الأئمة الأتراك وطبيعة عمل الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب" في الغرب صار سياسيا أكثر منه دعوياً.

أردوغان يستخدم  "ديتيب"  كجزء من شبكات التحكم في الأتراك المغتربين من أجل أهدافه الخاصة. ويقول معهد برلين للسكان والتنمية إن المهاجرين الأتراك هم الأقل اندماجا في المجتمع الألماني، ولا تريد تركيا لمواطنيها الاندماج الكامل في المجتمعات الأوروبية حتى لا تنقطع صلتهم ببلدهم الأصلي، ولذا تعمل بكثافة عبر الأئمة والمساجد التابعة لها للهيمنة على الجاليات التركية في أوروبا.

لجأت النمسا إلى سلسلة من التدابير القانونية والإجرائية، ففي فبراير 2019 فعّلت النمسا قانوناً يحظر التمويل الخارجي لأئمة المساجد، لمنع تمويل الكثير من الاتحادات الإسلامية والمساجد من تركيا. وفي مارس الماضي، أيدت المحكمة العليا في النمسا قرار الحكومة النمساوية طرد الأئمة المسلمين الذين تمولهم تركيا، في إطار مكافحة الإسلام السياسي.

الحركات التركية تشكل حرب باردة بين فيينا وأنقرة، حيث توترت العلاقات بين النمسا وتركيا بسبب مساعي المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس إلى عرقلة محاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والحد من نفوذ أنقرة على الجالية التركية الكبيرة في النمسا.

وتمتلك تركيا شبكة عنقودية من المنظمات والعملاء المنتشرين في كافة دول أوروبا الغربية وهي تعمل بشكل منتظم على مراقبة المعارضين وتوثيق معلوماتهم لإرسالها لاحقاً لأنقرة. وأكدت تقارير استخباراتية ألمانية أن تركيا تمتلك حوالي 8 آلاف عميل للتجسس على المعارضين في ألمانيا لوحدها من خلال التعاون مع جوامع منظمة ديتيب.

البرلماني النمساوي البارز بيتر بيلتس قال في مقابلة صحفية في مارس 2019 إن "النظام السياسي في النمسا مخترق من الجماعات المتطرفة التركية والإخوان".

بيلتس قال في حواره "الأخطار المرتبطة بالإسلام السياسي في النمسا، ازدادت بشكل درامي"، مضيفا: "النظام السياسي في النمسا مخترق من الجماعات التركية والإخوان".

وتابع: "هناك محاولات من الإخوان للتقرب من حزب الشعب الحاكم (يمين وسط)، والحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط/ حزب المعارضة الرئيسي)".

هل يؤدي التحقيق في محاولة اغتيال السياسية النمساوية من أصل كردي بيريفان أصلان، إلى أزمة جديدة بين تركيا وةالنمسا، وتضع العلاقات على أبوابة المواجهة؟

 

 

 

 

 

 

شارك