تركيا تواصل تأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان... متجاهلة الدعوات الدولية للتهدئة

الأربعاء 30/سبتمبر/2020 - 09:43 ص
طباعة تركيا تواصل تأجيج فاطمة عبدالغني
 
التصعيد العسكري بين أذربيجان وأرمينيا مزال مستمرًا، وفي غضون ذلك تواصل تركيا الدخول على الخط، ففي الوقت الذي توالت فيه الدعوات الدولية للتهدئة، والتحذير من اتساع رقعة المعارك، جاءت أنقرة لتعلن دعمها من جديد للقوات الأذربيجانية، وأعربت الرئاسة التركية في بيان عن تصميمها على مساعدة أذربيجان في استعادة الأراضي المتنازع عليها في إقليم ناغورني كاراباخ، جنوبي القوقاز، بل وتعهدت تركيا بالدفاع عن مصالح باكو في المنطقة.
 وفي السياق ذاته دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إنهاء ما اعتبره احتلال أرميني لناغورني كاراباخ. وقال الرئيس التركي رجب طيب الاثنين: "على أرمينيا مغادرة الأراضي المحتلة على الفور، وهذا من شأنه أن يؤدى إلى السلام". كما جددت الرئاسة التركية الثلاثاء، على دعمها لحليفتها أذربيجان فى القتال ضد أرمينيا، لاستعادة أراضى مرتفعات قره باغ. 
وتأتي هذه التصريحات بعد دعوة الكرملين أنقرة إلى الامتناع عن صب الزيت على النار والعمل من أجل السلام في هذه المنطقة، فقد اتهمت القوات الأرمينية أنقرة بتزويد أذربيجان بالطائرات الحربية والمسيرة.
ووفقًا لوكالة الأنباء الإسبانية "إفى"، قال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف: "ننطلق أولاً من ضرورة وقف فورى لإطلاق النار والمواجهة المسلحة، وأي تصريح عن دعم عسكري محتمل أو عمل عسكري، هو بمثابة صب الزيت على النار.. نعارض ذلك بشكل قاطع ولا نتفق مع هذا النهج".
كما دعا متحدث الرئاسة الروسية، جميع الدول، خاصة تركيا، إلى بذل قصارى جهدهم لإقناع أطراف النزاع بوقف إطلاق النار، و"العودة إلى عملية الحل السلمى لهذا الصراع طويل الأمد".
وشدد بيسكوف على أن موقف روسيا متوازن في هذا النزاع، لافتًا إلى أن بلاده يمكن أن تتصرف "بطريقة فعالة كوسيط في حل هذا الصراع"، باعتبارها رئيساً مشاركاً لـ"مجموعة مينسك" في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى جانب الولايات المتحدة، وفرنسا، لحل النزاع في المنطقة.
ويرى مراقبون أن أنقرة تحاول الضغط على روسيا التي تمتلك تحالفًا دفاعيًا مع أرمينيا من خلال استغلال الصراع بين أذربيجان وأرمينيا لصالحها، وبالتالي فهي تسعى بحسب خبراء إلى نقل معاركها من منطقة الشرق الأوسط وليبيا إلى منطقة القوقاز ذات الأهمية الاستراتيجية.   
من ناحية أخرى طالب مجلس الأمن الدولي في بيان صدر مساء الثلاثاء بإجماع أعضائه، وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، بـ "وقف فوري للمعارك" المتواصلة لليوم الثالث في ناغورني كاراباخ، وقال أعضاء المجلس في البيان إنّهم يعبّرون عن "دعمهم لدعوة الأمين العام الجانبين لوقف القتال على الفور، وتهدئة التوتّرات والعودة بدون تأخير إلى مفاوضات بنّاءة".
وصدر البيان الرئاسي في ختام اجتماع طارئ عقده المجلس تلبية لطلب الدول الأوروبية الأعضاء فيه، وهي بلجيكا وإستونيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
ورغم الدعوات الدولية للتهدئة واصلت تركيا تدخلها في المعارك المستمرة بين أذربيجان وإقليم ناغورني كاراباخ، في أعنف جولات الصراع منذ أكثر من ربع قرن.
واتهمت وزارة الخارجية الأرمنية تركيا الاثنين، بالمشاركة في القتال الذى اندلع في ناغورني كاراباخ الانفصالية منذ يوليو الماضي. كما أكدت الخارجية الأرمينية الثلاثاء أن خبراء عسكريين أتراك يقاتلون جنبًا إلى جنب مع أذربيجان، وحذر البرلمان أرمينيا من أن تدخل تركي يهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية أن مقاتلة "إف 16" تركية أسقطت طائرة "سوخوي 25" فوق الأراضي الأرمينية، الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل قائدها.
وقالت المتحدثة شوشان ستيبانيان في منشور على صفحتها على "فيسبوك" إن الطائرة كانت في مهمة عسكرية عندما أُسقطت.
ونفت تركيا أن تكون أسقطت الطائرة، وقال مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون: "لا صحة إطلاقا للمزاعم القائلة إن تركيا أسقطت مقاتلة أرمينية"، وأضاف: "على أرمينيا أن تنسحب من الأراضي التي تحتلها بدل اللجوء إلى هذه الدعاية السخيفة".
كذلك رفضت وزارة الدفاع في أذربيجان اتهامات أرمينيا، وقال متحدث باسمها للصحفيين إن "هذه المعلومة هي كذبة أخرى للدعاية الأرمينية".
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن مسؤولين عسكريين كبارا من تركيا موجودون في أذربيجان لتوجيه العمليات العسكرية في إقليم ناغورني كراباخ، حسبما نقلت "رويترز" عن وكالات أنباء روسية.
ويرى المراقبون أنه في الوقت الذي يعمل فيه المجتمع الدولي على تهدئة الأوضاع بين أرمينيا وأذربيجان، تعمل تركيا برئاسة أردوغان، على تصعيد التوتر بين البلدين الجارتين، حيث وصلت أول دفعة من المرتزقة السوريين التابعين لأنقرة إلى باكو للمشاركة في حربها ضد يريفان.

شارك