أردوغان وبراميل البارود آلية لا تتوقف... تركيا تواصل تأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

السبت 17/أكتوبر/2020 - 12:57 م
طباعة أردوغان وبراميل البارود فاطمة عبدالغني
 
الانتقادات الصريحة تلاحق السياسات التركية، وبلغت مستويات قياسية وصدرت أحدث نسخة من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي أكد أن تركيا ضالعة في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان وتقدم قواتها النيرانية لمكان متوتر يشبه برميل بارود، وقال بومبيو أن الأتراك تدخلوا في صراع ناجورني كاراباخ وقاموا بتزويد باكو بالمعدات العسكرية واعتبر أن هذا التدخل يزيد من حدة القتال في هذا الصراع التاريخي مما يؤجج منسوب الخطر في المنطقة.
وأضاف المسئول الأمريكي أن حل هذا النزاع ينبغي أن يكون عبر المفاوضات والمحادثات وليس من خلال دخول طرف ثالث وهو تركيا.
ومن جانبه وصف الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، تركيا بأنها العقبة الرئيسة أمام فتح الطريق لتسوية سلمية في إقليم كاراباخ مع أذربيجان.
وقال سركيسيان في مقابلة مع شبكة "سي بي إن نيوز" الأمريكية "إذا لم يتم إخراج تركيا من السياق العام، فسيكون من الصعب للغاية التوصل إلى تسوية سلمية من خلال المفاوضات والعودة إلى طاولة المفاوضات في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا". 
وأكد سركيسيان "إذا لم يتم إيقاف تركيا، فسيؤدي ذلك إلى وضع غير مستقر للغاية في القوقاز، وستسيطر أنقرة على خطوط الأنابيب الدولية".
وعلى خلفية التصعيد العسكري في منطقة كاراباخ المتنازع عليها تقدّمت حكومة أرمينيا، أمس الجمعة، بمبادرة حظر استيراد البضائع التركية مؤقتاً، وفق ما ذكر موقع "روسيا اليوم".

وأكدت وزارة الاقتصاد الأرمنية في بيان أصدرته أمس أن المقترح الذي طرحته على النقاش يقضي بفرض حظر على استيراد السلع التركية الصنع لمدة ستة أشهر، اعتباراً من 31 ديسمبر القادم، مشيرة إلى أن الإجراء يأتي على خلفية دعم أنقرة العلني لأذربيجان في "عدوانها وعملياتها الإرهابية"  ضد جمهورية كاراباخ المعلنة ذاتياً والمدعومة من يريفان.
 ولفتت الوزارة إلى أن هذا الإجراء يمنع تركيا من تحقيق الأرباح التي يمكن استخدامها لاحقاً في دعم حملة أذربيجان في كاراباخ.
في المقابل، جدد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، هجوم تركيا على أرمينيا، وقال إن أنقرة سوف تواصل وقوفها بجانب أذربيجان، شاء من شاء وأبى من أبى، مضيفًا أن هجوم أرمينيا على مدينة غنجة لن يبق لفترة طويلة دون رد.
وتأتي تصريحات قالن التي نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تعليقًا على هجوم أرمينيا فجر السبت على مدينة غنجة، مما أسفر عن وفاة 12 مدنيًا وإصابة نحو 40 آخرين.
وزعم المتحدث باسم الرئاسة التركية أن أرمينيا ترتكب جرائم الحرب، رغم وقف إطلاق النار المعلن، وقال إنها بهجومها على مدينة غنجة ترتكب جريمة دون تفرقة بين نساء وأطفال ومسنيين، كما فعلت بمدينة خوجالي قبل 30 عامًا.
وأضاف قالن "هذه الفوضى والمذابح لن تمر دون رد، وتركيا ستواصل وقوفها للنهاية بجانب أذربيجان، شاء من شاء وأبى من أبى".

وبحسب تقارير صحفية لعبت أنقرة دورًا تحريضيًا في النزاع بين البلدين حول الإقليم وأرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب الأذريين وهو ما تنفيه باكو، لكن الدبلوماسية التركية تتحدث عما تصفه بالاحتلال الأرميني وتبرر الحرب على أنها عملية تحرير للأراضي الأذرية، وفي الوقت نفسه تدافع عن احتلالها للأراضي السورية وانتشارها في الأراضي القبرصية وليبيا، وتوغلها في العراق بدعوى ملاحقة حزب العمال الكردستاني.
وتشير التقارير أن سقف الموقف التركي الداعم لأذربيجان يرتفع تمامًا على مستوى الرئاسة ومؤسسات الدولة والأحزاب السياسية بما فيها المعارضة وتشمل التصريحات التركية الاستعداد لتقديم كافة أنواع الدعم لأذربيجان وحتى التدخل العسكري إن طلبت الأخيرة ذلك.    

شارك