هروب سجناء داعش.. هل تعيد تركيا التنظيم الارهابي للواجهة في سوريا؟

السبت 31/أكتوبر/2020 - 11:03 ص
طباعة هروب سجناء داعش.. علي رجب
 

مع تصاعد عمليات داعش في سوريا، وفي ظل العلاقات الخفية  بين التنظيم الارهابي والاستخبارات التركية، كشفت قتارير سروية عن تهريب عددا من عناصر داعش من سجون الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركا.

تمكن سبعة من سجناء تنظيم "داعش" بينهم قياديان من الهروب من سجن الزراعة التابع لفرقة الحمزة، في مدينة الباب بريف حلب. وتعتبر فرقة الحمزة من أهم الفصائل العاملة ضمن الجيش الوطني، الذي شكلته وتدعمه تركيا شمال سوريا.

 

وأشارت مصادر محلية على أطلاع أنّ العملية ليس هروب، وإنّما تهريب لهؤلاء المعتقلين بعد تسوية قد تكون مالية، أو مقابل إرسالهم للقتال بلباس الجيش الوطني في أذربيجان وأماكن أخرى، وأنّ كل الفارين هم من الذين يصنفون ( الخطيرين )، ولم يحدث أن عرضوا على أيّة محكمة، أو تدخل القضاء في ملفاتهم. كما وكشف المصدر أنّ عدد المعتقلين ضمن سجن الزراعة يبلغ 380 شخصا، بينهم نساء، وفقا لمركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.

 

وتخضع مدينة الباب لسيطرة مباشر من القوات المسلحة التركية، حيث أنشأ فيها قاعدة عسكرية وثلاث مقرات لأجهزة الاستخبارات منذ شباط 2017.

وترافقت عملية التهريب مع إطلاق نار عشوائي، من قبل عناصثر الحمزات تسببت في مقتل مدني برصاصة طائشة ( قرب مشفى الحكمة ) خلال مسرحية محاولة اللحاق بسجناء داعش الذين فروا من السجن.

وتكشف مثل هذه العمليات عن النجاحات الكبيرة التي يحققها الجهاز الأمني لتنظيم داعش، الذي بدأ ينشط في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، ويخطط فيها لشن المزيد من الهجمات على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مستفيدا من الحماية التركية، ومن علاقاتها الوثيقة مع فصائلها ضمن الجيش الوطني، لا سيما وأنّ التنظيم يمتلك ميزانية ضخمة، فيما هذه الفصائل تعاني من شح في التمويل الذي باتت تركيا عاجزة عن توفيره.

 

 

 

آخر عملية هروب كانت في 27 أبريل 2020 حيث تمكن ثمانية من سجناء تنظيم داعش بينهم قياديان من الهروب من سجن الزراعة ذاته التابع لفرقة الحمزة، كما فرّ سجين آخر من سجن الصوامع التابع لفرقة السلطان مراد في مدينة الباب بريف حلب. ووتعتبر كل من فرقة السلطان مراد وفرقة الحمزة من أهم الفصائل العاملة ضمن الجيش الوطني، الذي شكلته وتدعمه تركيا شمال سوريا.

وفي مارس الماضي أصدر التنظيم الارهابي فيديو مصور أطلق عليه اسم "ملحمة الاستنزاف 2"، كما شن عدة هجمات ضد عناصر قوات الجيش السوري والميليشيات المساندة له في مناطق البادية السورية قرب مدينة تدمر وسط سوريا.

 

التنظيم الارهابي أكد في فيديو "ملحمة الاستنزاف2"  استمرار عملياته الارهابية ضد الجيش السوري، أو ما أطلق عليهم قوات "النصيريين"، واستكمالاً لـ "ملحمة الاستنزاف" التي أطلقها زعيم التنظيم الارهابي أبو بكر البغدادي في  2019 قبل قتله على يد الجيش الأمريكي في إدلب.

 

وأوضح المرصد السوري ان حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس الفائت من العام 2019، وحتى يومنا هذا، 907 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنين من الروس على الأقل، بالإضافة لـ140 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم “داعش” في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء.

 

كما وثق المرصد السوري استشهاد 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز و11 من الرعاة بالإضافة لمواطنة في هجمات التنظيم، فيما وثق “المرصد” كذلك مقتل 495 من تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال الفترة ذاتها خلال الهجمات والقصف والاستهدافات.

 

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، فإن عدد المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا منذ شهر يونيو 2018 وحتى أكتوبر 2020، ضمن 4 محافظات، هي: حلب ودير الزور والرقة والحسكة، بالإضافة إلى منطقة “منبج” في شمال شرق محافظة حلب والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

 

وحذر مراقبون في حركات التطرف من عودة داعش من جديد في سوريا في ظل غياب الاستقرار الأمني والسياسي، وتصارع عدة قوى محلية واقليمية على الاراضي السورية، بما يعد بيئة خصبة لعودة التنظيم الإرهابي مرة أخرى الى سوريا.

 

وحذر المراقبون من أن مراكز الاعتقال التابعة لقوات قسد في شمال شرقي سوريا تحوي أكبر تجمع بشري لمقاتلي (داعش) في العالم؛ إنه جيش إرهابي في طور الانتظار، وهو ما يتطلب معالجة دولية لهذه الأزمة وتفكيك ألغام عودة التنظيم من جديد عبر مخيمات الاعتقال.

 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة، أن هناك أكثر من 10 آلاف مقاتل لتنظيم داعش في العراق وسوريا، كخلايا نائمة بما يشكل تهديدا لجهود التحالف الدولي والدولة الاقليمية في مواجهة الجماعات الارهابية وعللا رأسها تنظيم البغدادي.

 

وتوقع المراقبون  أن يعود داعش في الفترة المقبلة لتكثيف الهجمات على حقول النفط الممتدة بين دير الزور ومدينة السخنة، كحقل الهيل النفطي، إضافة إلى مهاجمة المحطّة الثالثة المحاذية له، وذلك في إطار عمله على استنزاف الجيش اسوري وقوات سوريا الديمقراطية، في المنطقة الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزورن بما يخدم على استراتيجية تركيا في سوريا.

 

 

شارك