عشم الملالي في " بايدن " مبني على اوهام

الثلاثاء 10/نوفمبر/2020 - 08:56 ص
طباعة عشم الملالي في  بايدن روبير الفارس
 
أثارت الانتخابات الرئاسية الأميركية جدلاً واسعاً ليس فقط في الولايات المتحدة بل ظلت أنظار العالم مترقبة لأيام  قبل إعلان الفائز بكرسي البيت الأبيض الديمقراطي جو بايدن.

ويعتبر الملف الإيراني من أكثر الملفات أهمية في السياسة الأميركية الخارجية بخاصة في عهد الرئيس دونالد ترمب – الذي أعلن في 8 مايو  2018 انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني وأعاد فرض عقوبات على طهران. وكانت إدارة الرئيس السابق الديمقراطي باراك أوباما قد وقعت ضمن مجموعة 1+ 5 الاتفاق النووي مع إيران.

و علّق المرشد الإيراني علي خامنئي على الانتخابات الأميركية في تغريدة على حسابه في موقع تويتر قائلاً إن” الوضع في الولايات المتحدة وما يقولونه بأنفسهم عن انتخاباتهم مسرحية! هذا مثال على الوجه القبيح للديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة، بغض النظر عن النتيجة، هناك أمر واحد شديد الوضوح وهو الانحطاط السياسي والمدني والأخلاقي للنظام الأميركي”.

تغريدة خامنئي واجهها رد قاسٍ من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال في تغريدة بدوره “لقد سرقت شخصياً مئات الملايين من الدولارات من شعبك. انتخاباتكم مجرد مزحة، حيث تم استبعاد مئات المرشحين من المنافسة. اليوم شعبك يتضور جوعاً لأنك تنفق المليارات على حروب بالوكالة لحماية الفاسدين”. وفي سياق متصل 
أكد مراقبون، أن سقوط وتفكك دولة الملالي الإيرانية سيسقط بشكل تلقائي حركات الإسلام السياسي الشيعية والسنية معاً، فقبل الثورة الخمينية كان اساطين الإسلام السياسي قابعين في الصفوف الخلفية في المجتمعات بلا قيمة.
فلما انتصرت ما يسمى بالثورة الإيرانية كانت أهم أحد المحركات الرئيسية لما يسمى بالصحوة الإسلامية التي دفعت بهم الى الأمام، وسقوط التجربة الإيرانية وفشلها سينعكس إيجابياً على منطقة الشرق الأوسط خصوصا في كل المناطق ذات الأغلبية الإسلامية.
من جانبه، يقول الكاتب محمد أل الشيخ، إن إيران دولة كهنوتية، يملك الولي الفقيه السلطة فيها مُلكيّة مطلقة ومدى الحياة. والعقد الاجتماعي الذي يحكم العلاقة بين القمة والقاعدة الشعبية يتحكم فيه كلاشينكوفات الحرس الثوري، أي القوة المسلحة التي تسحق دون تردد كل من تمرد عليها غير آبهة بشرط التراضي بين الحاكم والمحكومين.
بينما يقول الدكتور رشيد الخيون، إن شرعية وكاريزما خامنئي استمدها من شرعية وكاريزما الخميني مؤسس الثورة والدولة؛ لذلك فهو يملك كل مبررات الكاريزما الذي يحتاج إليها ليمسك بمقاليد السلطة. 
ويواصل حديثه: إن موته سيخلق فراغا في القمة لا يستطيع أحد من آيات الله البارزين في إيران أن يملأه؛ فإبراهيم رئيسي الذي من الواضح أن خامنئي يُعده لخلافته لا تتوفر فيه الإمكانيات السياسية والعلمية، ناهيك عن القبول الشعبي ليحل محله؛ وسبق لرئيسي هذا أن نافس على رئاسة الجمهورية لكنه لم يحظ إلا على ثلاثين في المائة.
ويذهب الدكتور الخيون أن جنرالات الحرس الثوري التي تضخمت وتغولت في عهد خامنئي هم من سيتولون السلطة عملياً في إيران، وسيختارون فقيها ليقوم بالوظيفة الدستورية، إلا أنه سيبقى صورياً، وسوف تكون السلطة الحقيقية لدى جنرلات الحرس الثوري.
ويقول "أل الشيخ"، إن تدهور اقتصاديات إيران من الداخل، وتآكل البنية التحتية الخدماتية، بالشكل الذي سوف يسهم مساهمة جوهرية في اتساع رقعة التذمرات الشعبية، ولن يستطيع عسكر الحرس الثوري إذا ما تولوا عمليا السلطة أن يحافظوا على اللحمة الداخلية، خاصة إذا ما وجهوا مقدرات إيران إلى اقتناء السلاح والتوسع وبسط النفوذ، والتدخل في شؤون الدول المجاورة، فسيجد كوادر الحرس الثوري أنفسهم أمام خيارين إما التركيز ماليا على مكتسباتهم في الخارج، أو التضحية بها، وإعادة بناء الدولة من الداخل، التي انهكتها أيما انهاك سنوات الحصار الطويلة.
وأشار إلى أن إيران من حيث تلاحم فئات مكوناتها الشعبية دولة يمكن ان نقول عنها هشة، بل وفي غاية الهشاشة؛ فهي دولة مكونة من قوميات وطوائف واديان وإثنيات مختلفة، بالشكل الذي يجعل قوة الدولة المركزية، إضافة إلى تخليها عن شرعية الولي الفقيه، أو ضعفه، الذي هو بمثابة شرط الضرورة للبقاء، ستتدهور اوضاعها وتلاحم مكوناتها، وإذا أضفنا مشاكلها الاقتصادية ستشكل هذه العوامل مجتمعة دافعاً لتفكك الدولة الإيرانية. وفي كل هذا لن يقدم جو بايدن  دعم لنظام مجرم يصدر الإرهاب الي العالم

شارك