تمويل حزب الله.. الخزانة السرية لرجال حسن نصرالله تحت القبضة الأمريكية

الأحد 22/نوفمبر/2020 - 01:45 م
طباعة تمويل حزب الله.. علي رجب
 

أصبحت الخزنة السرية لحزب الله اللبناني، تحت انظار الولايات المتحدة الأمريكية ، بهدف وقف تمويل عمليات وناشط رجال حسن نصرالله الرجل القوي في لبنان وذراع إيران الطولي في المنطقة.

 موقع «ميدل إيست آي» رصد التحركات الأمريكية ضد أموال حزب الله، في تقريرًا له بعنوان « حرب الولايات المتحدة المالية الطويلة على حزب الله ولبنان»، والتي استهدفت المصارف والشركات ولبنانيون.

وكأن أبرز من استهدفتهم العقوبات الأمريكية، جبران باسيل رئيس «التيار الوطني الحر» الحليف الأبرز لحزب الله، بتفعيل واشنطن قانون منع التمويل الدولي لحزب الله لعام 2015 HIFPA وقانون تعديل منع التمويل الدولي لحزب الله لعام 2018 HIFPA 2، علماً أنّه تم التقدّم بمشروع قانون في سبتمبر2020 تحت عنوان «قانون منع غسل الأموال لحزب الله لعام 2020».

واوضح التقرير ان الطائفة الشيعية ليس وحدها التي تعمل في عمليات تمويل وغسيل الامول لصالح حزب الله، بل هناك جزء من ابناء الطائفة المسيحية وخاصة الموالية لتيار الوطني الحر، لافته إلى أن  العقوبات الأمريكية التي استهدفت عحزب الله تركت أثرها على أبناء الطائفة الشيعية، فبعد صدور قانون HIFPA1قدمت الحكومة الأمريكية للمصارف اللبنانية أسماء 99 شخصاً طلبت إغلاق حساباتهم، فردت بإغلاق آلاف الحسابات لتظهر التزامها بالإملاءات الأمريكية.

 أمّا بالنسبة إلى HIFPA 2 ، فتسبب بقضايا على مستوى سيادي، حيث لم تكن الحكومة قادرة على دفع رواتب نواب  حزب الله في البرلمان اللبناني بالدولار، وكان الحل الدفع بالليرة اللبنانية، وتابع التقرير قائلاً إنّ المصارف الصغيرة نظرت حتى في التوقف عن أصدرت لجنة الدراسات التابعة للحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي، تقريراً مطولاً حول أنشطة الجهات والشخصيات المتورطة في تمرير أجندة الحرس الثوري الإيراني في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث أوصت اللجنة بإدراج الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في قائمة الجماعات الإرهابية.التعامل بالدولار، إلاّ أنّ مصرف لبنان المركزي عارض خطوات من هذا القبيل.

فرض عقوبات على جبران باسيل وعدد من الشخصيات والمؤسسات اللبنانية، جاء وفقا لتوصيات  لجنة الدراسات التابعة للحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي، والتي اصدرت، تقريراً مطولاً حول أنشطة الجهات والشخصيات المتورطة في تمرير أجندة الحرس الثوري الإيراني في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث أوصت اللجنة بإدراج الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في قائمة الجماعات الإرهابية.

وأوصى تقرير اللجنة بفرض عقوبات على قادة لبنانيين متحالفين مع حزب الله، بالإضافة لقطع المساعدات عن الجيش اللبناني، بسبب نفوذ الحزب المتنامي فيه، وهي خطوة غير مسبوقة على صعيد العلاقات بين واشنطن وبيروت.

تضمن تقرير اللجنة، وبناءً على مقترح من المنظمة غير الربحية المعروفة باسم «الاتحاد ضد إيران النووية (UANI)»، توصيات بمعاقبة جميع البرلمانيين الحاليين أو المستقبليين ووزراء الحكومة الذين هم أعضاء مباشرون في حزب الله، فضلاً عن توصيات بمعاقبة أعضاء مجلس الوزراء المعروفين في لبنان بـ «المستقلين»، لكنهم في الواقع من أنصار حزب الله، بما في ذلك وزير الصحة السابق جميل جبق، والنائب جميل السيد ووزير الخارجية السابق فوزي صلوخ.

تقرير «ميدل إيست آي»  لفت إلى اعتراف حسن نصرالله بتأثّر العقوبات على حزب الله، لافتاً إلى أنّ أحزاباً سياسة أخرى ومصارف حاولت من جهتها استخدام العقوبات ضد الحزب والتركيز على القطاع المصرفي عموماً كسبب لمشاكل لبنان الاقتصادية "تحميل حزب الله مسؤولية الأزمة المالية لا معنى له، فاللاعبون الرئيسيون في الأزمة منذ التسعينات" أي رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وتعد الولايات المتحدة حزب الله المدعوم من إيران حركة إرهابية منذ العام 1997، ومنذ أن قاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدارة البيت الأبيض زادت عقوبات واشنطن على حزب الله ومسانديه على اختلاف طوائفه وانتماءاتهم.

وتشكل المصادر التمويلية الأساسية «حزب الله» والتي من خلالها يقوم الحزب بانتهاج سياسة خاصة به تمتد جغرافيا أبعد من الحدود اللبنانية، فقد استطاع الحزب تأسيس اقتصاد داخلي له في لبنان من خلال أنشطة مالية واقتصادية، بالإضافة إلى توسعه وامتداده إلى الخارج وصولا إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتضمنت أعماله في الخارج على غسيل الأموال وتجارة البناء والاتفاقات والتعاقدات وغيره.

وتبدأ مصادر تمويل حزب الله من مرشد الأعلى الايراني علي خامنئي، و ثم الحكومة الايرانية بالإضافة إلى مصادر الزكاة والخمس التي يتم جمعها من المسلمين الشيعة. والمصادر الداخلية في لبنان من خلال أعماله ومؤسساته وكل شبكاته المالية الموجودة في الدول والقارات الأخرى، وفقا لتقرير مجلة «ناشيونال إنترست»

أما عن حجم ميزانية «حزب الله» فقدرت بحوالي 700 مليون دولار سنويا ويشكل الدعم الإيراني حوالي 80% منها.

وقال المحاضر في الجامعة اللبنانية بسويسرا ومؤلف كتاب «حزب الله: الاقتصاد السياسي لحزب الله»، جوزيف ضاهر: «نظراً إلى انعدام الاستقرار في المنطقة والحرب في سوريا، حمل الناس حزب الله مسؤولية الوضع الاقتصادي، وهذه مشكلة لكنها ليست صحيحة بالمطلق. وثانياً، يعزز هذا الواقع رواية حزب الله أن الجميع ضده».

من جانبه علق بول مرقص، مؤلف كتاب «جاستس بيروت كونسلت لو» على تأثير العقوبات الأمريكية على حزب الله  قائلاً: «لا يمكنك القول إن العقوبات ستترك أثراً على التجارة أو القطاع المصرفي، وعلى الأقل ليس كما سابقاً، لأن الأعمال متراجعة بسبب احتجاجات أكتوبر (2019) وجائحة كوفيد-19 وانفجار بيروت في 4 أغسطس» مضيفاً: «واقتصاد البلاد والقطاع المصرفي انهارا».

كذلك شن رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، هجوما عنيفا على حزب الله، مؤكدا أنه يُقحم لبنان في صراعات إقليمية ودولية لا علاقة له بها، على نحو يؤدي إلى عزل البلاد واستجلاب العقوبات الدولية، وأن سلاح الحزب نقيض سيادة الدولة واستقرارها ويدمر حاضر لبنان ومستقبله.

وقال الجميل- في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ 84 لتأسيس حزب الكتائب اللبنانية والتي تتزامن مع الذكرى الـ 14 لاغتيال شقيقه الوزير والنائب الراحل بيار الجميل- إن حزب الله يمنع التغيير في لبنان ويحمي الفساد من خلال رفضه إجراء الانتخابات النيابية المبكرة.

وأضاف: سلاح حزب الله نقيض التعددية اللبنانية والاقتصاد والاستقرار ويُقسّم البلاد ويبعد اللبنانيين ويجعلهم يتقوقعون، اللبنانيون من جميع الطوائف لن يقبلوا أن يتعايشوا مع سلاحكم التدميري للحاضر والمستقبل، ولن تستطيعوا إخافتنا، ولستم أنتم من يخيفنا ولن ننجر إلى ملعبكم، ملعب العنف والتطرف لأن إرادة الحياة أقوى من سلاحكم.

 


شارك