مع بدء انسحاب أولى طلائع القوات الأمريكية من العراق.. خطر "داعش" يعود للواجهة مجددًا

الإثنين 23/نوفمبر/2020 - 12:43 م
طباعة مع بدء انسحاب أولى فاطمة عبدالغني
 
الحديث عن خطر تنظيم داعش يعود إلى الواجهة مجددًا، مع بدأ انسحاب أولى طلائع القوات الأمريكية من العراق في إطار خفض عدد القوات، خطر لم يعد مجرد هاجس أمني بل واقع تعيشه بعض المدن العراقية، إذ شن تنظيم داعش هجومًا مباغتًا في محافظة صلاح الدين مساء السبت 21 نوفمبر أوقع عددًا من الأشخاص بين قتيل وجريح،  في كمين نصبه جهاديون قرب سلسلة جبال مكحول الواقعة على بعد مئتي كيلومتر شمال بغداد، بحسب مصادر في الشرطة.
وتتزامن هذه الهجمة مع قيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بخفض عدد قواته التي ساندت العراق في محاربة تنظيم داعش منذ عام 2014.
وكانت واشنطن أعلنت الأسبوع الماضي، بأنها ستسحب قريبا 500 جندي من قواتها في العراق بحلول منتصف يناير، ليبقى بذلك 2500 فقط في هذا البلد.
وستتركز مهمة القوات المتبقية في العراق على تدريب القوات الأمنية وتنفيذ ضربات جوية لدعم عملياتها وتسيير ومراقبة الطائرات المسيرة فوق البلاد.
وقال القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكنزي إن التقدم الذي أحرزته قوات الأمن العراقية في السنوات الأخيرة سمح بانسحاب القوات الأمريكية.
وترى تقارير صحفية أنه منذ انتهاء معارك التحرير لم يتمكن تنظيم داعش من بسط سيطرته على أي منطقة عراقية مما اضطره لتباع أساليب الذئاب المنفردة وهو مؤشر على تراجع قدرات التنظيم،  وبالتزامن مع الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية يحاول تنظيم داعش استغلال ما يعرف بالمناطق الرخوة أمنيًا بعد أن فقد قدرته على السيطرة على أراضي بعينها.
وفي السياق، أفاد مصدر عسكري عراقي الاثنين 22 نوفمبر، بمقتل اثنين من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي إثر هجوم شنه عناصر من التنظيم على قوة للجيش العراقي قرب الحدود مع سورية غربي الموصل. 
وقال النقيب كرار العبادي إن "قوة من الجيش العراقي صدت اليوم هجوماً لعناصر داعش على الشريط الحدودي العراقي السوري باتجاه قضاء البعاج غربي الموصل، حيث تمكنت من قتل داعشيين اثنين، فيما لاذ الآخرون بالفرار"، مشيراً إلى أن هذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وعلى صعيد متصل، أعلنت خلية الإعلام الأمني، الاثنين العثور على 10 أوكار لداعش في جزيرة "أم جريش". 
وقالت الخلية في بيان: إن "قيادة العمليات المشتركة اعتمدت مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب وملاحقة بقايا عصابات داعش، وهي تقويض بيئة العدو وحرمانه مِن الموانع الطبيعية والجغرافية الصعبة، ووفقاً لهذا التكتيك الجديد وبتخطيط وإشراف قيادة العمليات المشتركة، نفذت قيادة عمليات سامراء عملية تطهير وتفتيش جزيرة أم جريش وسط نهر دجلة"، لافتةً إلى أنه "شاركت في العملية القوات الخاصة والشرطة الاتحادية والهندسة العسكرية للجيش وبإسناد طيران الجيش، وبدأت بنصب جسر عسكري لتأمين دخول القوات والجهد الهندسي إلى هذه الجزيرة". وأضافت، أن "العملية استمرت 5 أيام، وتم العثور خلالها على 10 أوكار لعصابات داعش الإرهابية داخل الجزيرة وتم تدميرها بالكامل"، مبينة أنه "كان طول الجسر الذي جرى نصبه 70 مترا على نهر دجلة ومساحة الجزيرة 420 دونماً".
ومن جانبها، أعلنت وكالة الاستخبارات العراقية، أمس في بيان صحفي: "القبض على 5 إرهابيين مطلوبين وفق أحكام المادة 4 إرهاب لانتمائهم لعصابات داعش الإرهابية". وأضافت أن "اثنين منهم عملوا فيما يسمى ديوان الجند، فيما عمل الثلاثة الآخرون فيما يسمى المعسكرات العامة".
ويرى المراقبون أن قضية انسحاب القوات الأمريكية ربما يعطي فرصة لداعش للتحرك  مجددًا وشن هجماتها تجاه القوات الحكومية والمؤسسات العسكرية الأخرى، وبالتالي فوجود القوات الأمريكية ضروري للحفاظ على الواقع الأمني العراقي.

شارك