بريطانيا تسعى لمنع عودة الداعشية شميمة بيغوم من سوريا

الإثنين 23/نوفمبر/2020 - 05:37 م
طباعة بريطانيا تسعى لمنع حسام الحداد
 
تسعى الحكومة البريطانية جاهدة لمنع عودة شميمة بيغوم، التلميذة التي سافرت للانضمام إلى تنظيم داعش قبل 6 سنوات، إلى لندن من أجل استعادة جنسيتها.
وقال محامون للمحكمة العليا، إن بيغوم شأنها شأن البريطانيين الآخرين الذين انضموا لداعش ويسعون إلى العودة، ما يشكل ذلك تهديدا للأمن القومي.
ووفقًا لصحيفة ”التايمز“ البريطانية، ستنظر المحكمة فيما إذا كان ينبغي السماح لبيغوم- التي كانت تبلغ من العمر 15 عاما عندما سافرت إلى سوريا من شرق لندن- بالعودة لاستعادة جنسيتها البريطانية.
ويسعى المحامون جاهدين لرفض قرار محكمة الاستئناف، بسحب الجنسية البريطانية من بيغوم التي تبلغ من العمر 21 عامًا الآن.
وحتى الآن لا تزال بيغوم التي أنجبت 3 أطفال من زوجها الداعشي قبل أن يتوفوا جميعا، في أحد مخيمات شمال شرق سوريا.
وسيكون للقرار في قضية بيغوم آثار على ما يقدر بـ 30 امرأة بريطانية و60 طفلا بريطانيا تحتجزهم سلطات الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، بدعم من واشنطن.
وعاشت بيغوم مع داعش لمدة 4 سنوات تقريبا، قبل العثور عليها في مخيم للاجئين السوريين في فبراير من العام الماضي، وقيام وزيرة الداخلية البريطانية ساجد جاويد في ذلك الوقت، بسحب جنسيتها لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وفي محاولة للإبقاء على قرار سحب جنسية بيغوم، استشهد السير جيمس إيدي من وزارة الداخلية، بتقييم صادر عن المخابرات البريطانية، يفيد بأن الأفراد الذين سافروا إلى داعش هم متطرفون ومعرضون لتطرف داعش وارتكاب أعمال العنف.
وأشار إلى تقييمات الأمن القومي التي خلصت إلى أن أعضاء داعش تلقوا تدريبات على كيفية التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية واستخدام الأسلحة النارية، وأن ذلك ينطبق على عرائس داعش، اللائي حملن الأسلحة بانتظام وتلقين قدرا كبيرا من التدريب العسكري.
وقال إن أي شخص عاش تحت سيطرة داعش، من المرجح أن يكون قد طور قدراته على تنفيذ الهجمات بشكل مستقل، ما يشكل خطرا على نشر التطرف في المملكة المتحدة.
من هي بيغوم
كانت بيغوم واحدة من ثلاث طالبات من شرقي لندن سافرن إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في فبراير 2015.
وقد ولدت في بريطانيا من أبوين من أصول بنغلاديشية. وكانت في الخامسة عشرة عند مغادرتها البلاد.
وسافرت إلى سوريا عبر تركيا لتصل إلى معقل تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة، حيث تزوجت هناك مجندا هولنديا في التنظيم.
وقد عاشت في حكم تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من ثلاث سنوات، وقد عُثر عليها وهي حامل في شهرها التاسع في معسكر لللاجئين في سوريا في فبراير 2019. وقد توفي الطفل الذي ولدته لاحقا جراء إصابته بالتهاب رئوي. وتقول بيغوم إنها فقدت سابقا طفلين آخرين.
وبعد العثور عليها، قام وزير الداخلية حينذاك، ساجد جاويد، بسحب الجنسية البريطانية منها لأسباب أمنية.
ويحق للمرء في القانون البريطاني الطعن أمام القضاء في مثل هذا القرار. وهذا ما فعلته بيغوم؛ وقد حكمت محكمة الاستئناف بأنه يجب أن يُسمح لها بالعودة إلى بريطانيا للتقدم بطعنها ومتابعته أمام القضاء.
وأُفيد أن واحدة من الفتاتين اللتين غادرتا معها، واسمها كاديزا سلطانة، قد قتلت في قصف جوي، ومازال مصير الفتاة الثالثة، أميرة عباسي، مجهولا.
ما هي الجنسية
وفي بريطانيا، يتمتع من يحمل الجنسية بالحقوق نفسها التي يتمتع فيها كل المواطنين الآخرين، من أمثال: الحق في التعليم والرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية، ويحق له التصويت في الانتخابات.
ويمكنك أن تكون مواطنا بريطانيا إذا توفر لديك أحد الشروط التالية:
أن تكون ، أو والداك، مولودا في بريطانيا
أن تعيش في بريطانيا لفترة من الزمن، خمس سنوات عادة.
أن تكون متزوجا من مواطنة بريطانية ومضى على وجودك في بريطانيا نحو ثلاث سنوات.
كيف يفقد المرء حق المواطنة وتسحب جنسيته
في بريطانيا، يمكن لوزارة الداخلية أن تجرد شخصا ما من جنسيته للأسباب التالية:
"من أجل الصالح العام"، على أن لا يجعله هذا الإجراء بلا أي جنسية أو بلا وطن.
الشخص الحاصل على الجنسية بعملية احتيال وتزوير
من أضرت تصرفاتهم بالمصالح البريطانية و يُمكنهم طلب الجنسية في أي مكان آخر.
وقد جردت بيغوم من الجنسية البريطانية لأسباب تتعلق بالصالح العام.
وفي القانون الدولي، يعد أمرا قانونيا تجريد شخص ما من جنسيته إذا كان له حق بحمل جنسية دولة أخرى.
وفي فبراير، أقر القضاء البريطاني أن سحب جنسية بيغوم كان قانونيا لأنها كانت "مواطنة بنغلاديشية لانحدارها من أبوين بنغلاديشين".
وفي العديد من الحالات يتعلق سحب الجنسية بوجود أخطار على الأمن القومي؛ كالإرهاب أو نشاطات الجريمة المنظمة الخطيرة.
ويمكن أيضا سحب جواز السفر البريطاني من هؤلاء الأشخاص.
سافر العديد من الأجانب إلى العراق وسوريا ليلتحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية بشكل سري.
وتُظهر بيانات من كلية "كينغز كوليج" في لندن أن عددا يقدر بـ 52,808 من الرجال والنساء والأطفال قد سافروا إلى (أو ولدوا في) مناطق في العراق وسوريا كانت خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية في الفترة بين 2013 و 2018.
وتقول البيانات أن نحو خمس هؤلاء عادوا إلى بلادهم أو يحاولون العودة.
وقد استعاد بعض الدول، أمثال روسيا ودول آسيا الوسطى، المئات من مواطنيها، لكن الدول الغربية استعادت عددا أقل من ذلك من مواطنيها، ومن سُمح لهم بالعودة هم في الغالب من الأطفال.
ويُعتقد أيضا أن بضع مئات من النساء والأطفال من دول الاتحاد الأوروبي قد تمكنوا من أن يجدوا طريقهم للعودة بشكل شخصي إلى بلادهم.
كيف تعاملت الدول الأخرى مع العائدين من تنظيم داعش؟
غير العديد من البلدان قوانين مكافحة الإرهاب أو شرع قوانين جديدة في أعقاب سفر مقاتلين منها إلى سوريا والعراق.
ويُخضع معظم دول الاتحاد الأوروبي الآن المقاتلين العائدين من التنظيم لإجراءات "تحقيقات جنائية ومحاكمات"، حسب تقرير صادر عن البرلمان الأوروبي.
كما تخضع هذه البلدان هؤلاء لبرامج تأهيل تهدف إلى إزالة نزعة التطرف التي لديهم وتغيير وجهات نظرهم.
وقد تُصادر السلطات بطاقات هوياتهم وجوازاتهم، أو تُقيد سفرهم.
ويشرف على الأطفال العائدين بشكل عام متخصصون محترفون في الرعاية الاجتماعية، أو يُوضعون في مراكز إصلاح الأحداث.

شارك