هولندا تدخل المواجة.. صحوة اوروبية لمواجهة ذئاب أردوغان

الثلاثاء 24/نوفمبر/2020 - 11:16 ص
طباعة هولندا تدخل المواجة.. علي رجب
 

 

دخلت هولندا على خط مواجهة  الجماعات والحركات التركية ، في اوروبا، بعد فرنسا وألمانيا والنمسا، بمطالب حزبية بحظر «الذئاب الرمادية» التي تمتلك شبكات غامضة تهدد الامن والاستقرار الاوروبي، وتعيد صراع الاجتماعي الى الواجهة في الدول الاوروبية.

وطالبت أحزاب سياسية في هولندا بحظر تنظيم «الذئاب الرمادية» التركي القومي، على غرار ما يتعرض له التنظيم الإرهابي الموالي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سائر أنحاء الاتحاد الأوروبي.

ونقلت صحيفة «زمان» التركية، أن الائتلاف الحاكم في هولندا، الذي يضم 3 أحزاب، إلى جانب الحزب الاشتراكي المعارض، رفع مشروع قانون للبرلمان الهولندي لحظر تنظيم الذئاب الرمادية التابع لحزب الحركة القومية حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وأن المقترح حصل على تأييد 147 من أصل 150 نائباً في البرلمان.

ومن المقرر التصويت على مشروع القانون في القراءة الثانية بعد مراجعته من قبل الحكومة تمهيداً لاعتماده رسمياً وحظر الحركة التي اتهمها القانون الجديد بتهديد المجتمع الهولندي.

الحكومة الفرنسية حلت رسمياً «الذئاب الرمادية» منذ أكثر من أسبوعين لتورطها في الإرهاب وإثارة التمييز والكراهية والعنف، في حين وافق البرلمان الألماني على دراسة حظر المنظمة التركية اليمينية في البلاد، ويُنتظر أن تقدم النمسا على الأمر نفسه قريباً.

القرارات الأوروبية تكشف خطورة وجود الذئاب الرمادية في الدول الاوروبية، وهو ما بات ظاهرا من اشتباكات القوميون الأتراك مع قوميين مؤيدين للأرمن خارج ليون الفرنسية في في 30 أكتوبر الماضي، وتشوّه نصب تذكاري عن الإبادة الجماعية للأرمن بالأحرف الأولى من اسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذئاب الرمادية، مما دق اجراس الخطر لدى المسؤولين في فرنسا والدول الأوروبية لخطورة التنظيمات التركية وخطاب زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم.

 

الذئاب الرمادية منذ نشأتها كجناح الشباب لحزب الحركة الوطنية بالعنف والإجرام في جميع أنحاء تركيا، وخاصة ضد الجماعات اليسارية، وهناك علاقات غامضة بين الحكومة التركية بقيادة اردوغان، وهذه الجاعة التي تشكل ذراع للعمليات القذرة التركية.

واعتبرت وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء أوروبا الجماعة مدعاة للقلق، لا سيما نظرا إلى وجودها في مسيرات عنيفة شارك فيها متظاهرون مؤيدون لتركيا.

ووفق مذكرة حكومية أرسلت للبرلمان الألماني ردا على طلب إحاطة، فإن هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية» رصدت مرارا وتكرارا اتصالات مفتوحة بشكل متزايد بين نظام أردوغان وحركة «ميللي جوروش» المرتبطة بالإخوان، في ألمانيا.

وذكرت المذكرة أن الاتصالات بين الطرفين تكثفت خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وترصد السلطات الأمنية في النمسا وألمانيا، على سبيل المثال، تنسيقا يصل لحد التحالف بين التنظيمات التركية مثل أتيب وديتيب وميللي جورش، والذئاب الرمادية، والإخوان الإرهابية في القارة الأوروبية، وفق تقارير صحفية.

وأشار عالم الأنثروبولوجيا والسياسة يكتان تركيلماز، المُقيم في برلين، إلى أن الذئاب الرمادية موجودة في أوروبا منذ السبعينيات على الأقل. وأكّد تسليحها ضد أعداء أنقرة في القارة مثل أنصار حزب العمال الكردستاني  أو أتباع الداعية والمعارض التركي المقيم في واشنطن «فتح الله جولن»، الذي يحمله أردوغان مسؤولية محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في يوليو 2016.

وأوضح لموقع أحوال تركية: « هناك محاولة للتجييش ضد الأعداء من أجل تحقيق أهداف سياسية أيضا». وأشار إلى الأحزاب الموالية لتركيا في أوروبا بما في ذلك «دينك» في هولندا و«الاتحاد الإسلامي التركي» في ألمانيا، التي ترتبط بهيئات حكومية تركية مثل رئاسة الشؤون الدينية المعروفة بإسم «ديانت».

وأضاف « تركيلماز»:« ليست هذه الشبكة التركية مخفية عن الحكومات الأوروبية، لكن تركيلماز يعتقد أن الدول تشعر باستعداد أكبر من ذي قبل لمواجهة هذا التحدي. وأشار إلى محاولة المخابرات التركية الأخيرة لاغتيال السياسية الكردية النمساوية بريفان أصلان كدليل إضافي على خطرها على أوروبا».

واعتبر «تركيلماز» ان القرارت الأوروبية ضد الجماعاتالتركية تشكل حماية للقيم الاوروبيةة تشكل، قائلا «هذا مصدر قلق جدي وحقيقي في أوروبا. لا يتخذ القادة الأوروبيون قرارات بشأن هذه الجاليات فحسب، بل يتخذون قرارات حول أنفسهم وأوروبا التي يريدون رؤيتها بشكل عام.»

وخلال الايام الماضية، أعلنت الحكومة النمساوية رسميا، حل تنظيم «الذئاب الرمادية»، كما حظرت فرنسا وألمانيا التنظيم التركي الذي يحمل مشاريع عدائية تهدد الامن الاوروبي.

ويتوقع مراقبون أوروبيون مزيدا من الإجراءات القوية ضد «الذئاب الرمادية» والاخوان واذرع اتركيا في اوروبا، بما يحجم الابتزاز التركي لحكومات اوروبا، ويضع نهاية لزمن اردوغان واحلام الخلافة العثمانية.

 

 

شارك