المرتزقة في ليبيا قنبلة موقوتة تنسف مساعي رأب الصدع الليبي

الجمعة 04/ديسمبر/2020 - 12:01 م
طباعة المرتزقة في ليبيا فاطمة عبدالغني
 
كشفت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز في كلمتها الافتتاحية في الاجتماع الافتراضي الثالث للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي الأربعاء 2 ديسمبر أن مخزون الميليشيات على الأراضي الليبية يضم 20 ألف مرتزق، مدفوعين بمصالح خاصة وإقليمية، ويغرقون البلاد بمختلف أنواع السلاح وفي المحصلة هو وجود يمثل  انتهاك مروع للسيادة الوطنية.
وكشفت المسؤولة الدولية أيضًا أنه توجد 10 قواعد عسكرية تنتشر في جميع الانحاء وليس في منطقة بعينها وهذه المنشآت تشغلها بشكل جزئي أو كلي جهات أجنبية.
وأكدت وليامز كذلك أن هناك دولاً مازالت تصدر الأسلحة إلى ليبيا في ظل إفلات تمام من العقاب، وكذلك جهات محلية تنخرط في فساد مستشر واستغلال للمناصب، لتحقيق منافع شخصية، وهناك سوء إدارة في الدولة، فيما يتزايد انعدام المساءلة ومشاكل حقوق الإنسان على أساس يومي.
وأضافت هناك "تقارير عن عمليات اختطاف واحتجاز تعسفي واغتيالات على أيدي التشكيلات المسلحة -المليشيات- في جميع أنحاء البلاد"
وفي هذا الإطار دان الجيش الليبي ومؤسسات دولية منها وزارة الدفاع الأمريكية تركيا بأنها لاعب بارز في تأجيج الصراع من خلال ضخ مجموعات تتألف من آلاف المسلحين القادمين من سوريا ينتمي العديد منهم لمختلف الجنسيات ومطلوب على قوائم مكافحة الإرهاب، وأغلبهم أعضاء في تنظيمات متطرفة، مثل جبهة النصرة وداعش.
يأتي هذا في الوقت الذي واصلت فيه تركيا تحديها للمجتمع الدولي، بإعلانها استمرار التدريبات التي تقدمها لمليشيات الوفاق المسلحة في مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة.
وأعلنت ما تعرف "بركان الغضب" مواصلة وزارة الدفاع التركية تدريبها لقوات حكومة الوفاق على قاذفات الصواريخ المتعددة وذلك ضمن ما سمته "اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية الموقعة بين البلدين" وفق قولها.
ومن جانبه قال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، إن تركيا أعادت مرتزقة سوريين قاتلوا في أذربيجان إلى ليبيا.
وأوضح المحجوب، في تصريحات صحفية له أن الجيش الليبي رصد وصول طائرات تركية ومرتزقة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن المرتزقة السوريين تم إعادتهم من قبل تركيا على رحلات الطيران إلى ليبيا.
وتابع أن "تركيا مستمرة في خرق اتفاق جنيف ومخرجات مؤتمر برلين"، مشيرا إلى الجيش الليبي يثق أنه سيتم ردعها قريبا.
وأكد المحجوب أيضاً أن "العالم والليبيين الشرفاء لن يتركوا ليبيا لقمة سائغة لتنظيم لإخوان والأتراك والقطريين"، مشيرا إلى أن "تركيا ستجني ثمار تدخلها في ليبيا على أسوأ الدرجات".
وشدد على أن الجيش الليبي ماضي قدما في تنفيذ اتفاق (5+5) لإنهاء الأزمة الليبية، وسيدفع بقوة من أجل تنفيذ الاتفاقيات، موضحا أن سيتم إسقاط التدخل التركي سواء برغبة الليبيين أو المجتمع الدولي.
هذا وتشهد ليبيا جهود عسكرية وسياسية مكثفة على مسارات عدة برعاية الأمم المتحدة لاستئصال شأفة المرتزقة والتوصل إلى تسوية ناجعة تنهي الانقسام السياسي والمؤسساتي المستمر منذ عام 2011.    

شارك