عام الاغتيالات في مقديشو.. «التصفية» ورقة رجل قطر للسيطرة الصومال

الأحد 27/ديسمبر/2020 - 05:12 م
طباعة عام الاغتيالات في علي رجب
 

يدفع الصومال ثمن سيطرة رجل قطر فهد ياسين، مدير الاستخبارات الصومالية، على مقاليد الأمور في مقديشو، باغتيال قادة العشائر والسياسيين المعارضين لنفوذ التركي القطري في الصومال.

واغتال مسلحون بالمسدسات صباح  السبت 26 ديسمبر الجاري، شيخ عشيرة «بارزا» «معلم عبد سياد غيدي» في سوق لبيع المواشي بحي «دينيلي» شمال العاصمة مقديشو وتمكنوا من الفرار من مسرح الجريمة، كما اغتاله شيخ عشائري اخر يدى «محيي الدين علو»، وفق المصادر نفسها.

 

وأشار شهود عيان إلى أن المسلحين أطلقوا النار على الضحية الذي كان أحد شيوخ العشائر الذين شاركوا في اختيار أعضاء البرلمان الصومالي المنتهية ولايته.

 

من جانبها، أعلنت حركة «شباب المجاهدين» الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي لديها علاقات خفية مع رجل قطر مسؤوليتها عن الهجومين.

 

وشهدت الدولة الصومالية، خاصة العاصمة مقديشو، ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية لحركة الشباب الصومالية، مع تولي فهد ياسين المعروف برجل قطر في الصومال، ومراسل الجزيرة، وأيضًا أحد أعضاء جماعة «إخوان الصومال»، منصب نائب رئيس وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، بما يهدد استقرار وجهود محاربة الإرهاب في القرن الأفريقي.

وفي  نهاية نوفمبر الماضي، اغتال مسلحين مجهولي الهوية « نذير شيخ محمد » أحد شيوخ العشائر البارزين مدينة «غالكعيو» حاضرة إقليم مدغ وسط الصومال.

 

وفي سبتمبر الماضي، اغتال مسلحون نور حاشي ورسمي نائب وزير الأوقاف والشئون الدينية في حكومة ولاية هيرشبيلي والنائب في برلمان الولاية في مدينة جوهر عاصمة الولاية.

كذلك اغتال مسلحون في شهر أغسطس الماضي عبد القادر أبوبكر كراني الذي كان وزيرا للزراعة في حكومة هيرشبيلي وعضوا في برلمانها.

 

وفي اغسطس 2020 اغتال مسلحون بالمسدسات شيخ علي محمد عثمان أحد شيوخ العشائر البارزين في إقليم هيران بولاية هيرشبيلي وتمكنو من الفرار من مسرح الجريمة.

كما اطلق مسلحون  النار على رأس أحمد عمر محمد أحد شيوخ العشائر البارزين بولاية جوبالاند، وزوجته، ما ادى الى مقتله.

 

كذلك تعرض  قائد الجيش الصومالي الجنرال أودوا يوسف راغي، في يوليو2020، لمحاولة اغتيال بعد استهداف موكبه بسيارة مفخخة يقودها اتنحاري في مديرية هدن بالعاصمة مقديشو.

 

وأوضح قائد الجيش في حديث لوسائل الإعلام بعد الحادث إلى أنه كان هو المستهدف لكنه ذكر أن حراسه تصدوا للانتحاري الذي حاول اختراق الموكب، مضيفا أن الهجوم أسفر خسائر لم يحددها بالأرقام.

 

وفي مايو الماضي، قام مسلحون مجهولون باغتيال «أوغاس حسين محمد داود» أحد شيوخ العشائر البارزين وحارسه في منطقة سوق بعاد بمديرية ياقشيد بالعاصمة مقديشو وتمكنو من الفرار من مسرح الجريمة.

«أوغاس داود» أحد المندوبين الذين شاركوا في انتخاب نواب مجلس الشعب الصومالي.

وفي مايو ايضا، أعلنت حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن محاولة اغتيال الجنرال علي حرسي بري، وهو احد قادة الشرطة الصومالية إثر استهداف سيارته بلغم أرضي في مديرية هدن بالعاصمة مقديشو.

كذلك اغتيل الصحفي الصومالي سعيد يوسف الذي كان يعمل لتلفزوين «كلسن»  في مايو في العاصمة مقديشو بواسطة سكين.

عمليت الاغتيال لم تتوقف عند رجال الامن والجيش شيوخ العشائر بل استهدفت ايضا رجال الاعمال، حيث شهدت منطقة «ساي بيانو» في مديرية هدن بالعاصمة مقديشو، اغتيال رجل الأعمال علي ناليي، من قبل مسلحون في مايو الماضي.

وفي أبريل تم اغتال مسلحون بالمسدسات السيدة مريم محمود أحمد التي كانت ناشطة في منظمة نساء في إدارة إقليم بنادر.

وفي مارس اغتال مسلحون بالمسدسات الليلة الماضية «عبد الغني غوهاد» رئيس مخابرات أرض الصومال في مدينة «لاسعانود» مركز محافظة سول.

وفي فبراير 2020، اغتال مسلحون مجهولون الصحفي الصومالي عبد الولي علي حسن الذي في مدينة «إفجوي» الواقعة على بعد 30 كم من العاصمة مقديشو.

وفي يناير  2020 اغتال مسلحين «عبد الرزاق يوسف» أحد شيوخ العشائر الصومالية عقب خروجه من مسجد في مديرية دينيلي بالعاصمة مقديشو، وأعلنت حركة الشباب  مسؤوليتها عن اغتيال شيخ العشيرة.

كذلك اغتيل نائب رئيس جهاز الاستخبارات في إقليم شبيلي السفلي بولاية جنوب غرب الصومال والمسؤول السابق في اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال دايو عثمان آدم ظهر علي يد مسلحين مجهولين في منطقة تليح بمديرية هدن في العاصمة مقديشو.

يرى مراقبون أن رجل قطر فهد  ياسين، ليس بعيدا عن عمليات الاغتيالات التي تشهدها مقديشو والوايات الصومالية، لافتين الى ان هناك علاقات قوية بين حركة الشباب الارهابية ومدير الاستخبارات الصومالية، بهدف انهاء أي وجود رافض ومناوئ لقطر وتركيا وتنظيم الاخوان في الصومال.

وأكثر ما يعكر على الدوحة صفوها فيما يتعلق بأهدافها في الصومال هو وجود حكام أقاليم مناوئين يقطعون الطريق على مطامعها في الهيمنة على منطقة القرن الأفريقي، تكون نهايتهم في الغالب « الاغتيال»، وفقا لتصريحات رئيس الاستخبارات الصومالي السابق عبدالله محمد علي «سنبلوشي».

 

وترتبط تركيا وقطر بعلاقات قوية مع النظام الصومالي والذي يديره من خلف الستار رجل قطر فهد ياسين مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، والذي اتهم من قبل جنرالات ومسؤولين سابقين في وكالة الاستخبارات الصومالية بوجود علاقة تربط «ياسين» بـحركة الشباب الإرهابية.

ويعتبر المراقبون أن فهد ياسين من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية الصومالية في الوقت الحالي، وحيث بات يعرف بمنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.

 

في ظل الحديث عن مخطط قطري بسيطرة التنظيم الإرهابي على العاصمة الصومالية، وفق خطة يقودها رجل قطر «فهد ياسين» نائب مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، حذر النائب السابق لمدير وكالة المخابرات والأمن القومي الصومالية، عبد السلام يوسف جوليد، من سيطرة حركة الشباب الإرهابية على العاصمة مقديشو.

وكشف الضابط لاستخباراتي، في مقابلة مع شبكة «العاصمة» الإخبارية عن معلومات حول تسلل المقاتلين إلى مقديشو، وأعرب عن مخاوفه من إعلان الحركة وقوع الأحياء في أطراف العاصمة مثل ياقشيد وكاران وهلوا ودينيلي تحت إدارتها إذا لم تضع الحكومة الفيدرالية خطة واضحة للتصدي لمخططات الحركة.

كذلك أعرب منتدى الأحزاب الوطنية المعارض في الصومال، في رسالة بعثها  إلى الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو ورئيس مجلس الشعب محمد مرسل شيخ عبد الرحمن ورئيس مجلس الشيوخ عبدي حاشي عبد الله ورئيس الوزراء حسن علي خيري، 19 مايو، عن قلقه من المعلومات الكثيرة في هذه الأيام التي تتحدث عن علاقات وتعاون بين وكالة الاستخبارات والأمن القومي وبين حركة الشباب الإرهابية الأمر الذي أثار الشكوك لدى الشعب الصومالي.

 

وأشار المنتدى إلى أنه رأى أنه لا يمكن الاستخفاف بتلك المعلومات نظرا إلى الخطورة التي يشكلها ذلك على الأمن القومي، ونظرا إلى الأحداث الكبيرة التي شهدتها البلاد بما فيها اغتيال عمدة مقديشو ومحافظ إقليم بنادر السابق المهندس عبد الرحمن عمر عثمان «يريسو» والمسئولين الآخرين وإلى سلوك قيادة الوكالة.

 

وطالب المنتدى – لتعزيز ثقة الشعب بوكالة الاستخبارات والأمن القومي وإزالة قلقه وقلق أنصار الحكومة ومنتدى الأحزاب الوطنية – بإجراء تحقيق عاجل ومستقل في حادث الهجوم على مقر بلدية مقديشو الذي أودى بحياة المحافظ وعمدة العاصمة السابق وغيره من المسئولين.

يرى مراقبون ان الانفلات الأمني وعمليات الاغتيال، مخطط قطري تركي ينفذه رجل قطر فهد ياسين في الصومال للسيطرة علي الدولة الصومالية عبر سياسة « الخوف والترهيب»، في ظل سيطرة الدوحة وأنقرة على وكالة الاستخبارات والامن القومي.

 

وكشف المدير السابق لوكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية، عبدالله محمد علي «سنبلوشي»، عن دعم قطر لأخطر الحركات الإرهابية في القارة الإفريقية وهي حركة الشباب الصومالية ماليا، مشيرا إلى العلاقات القطرية المتينة مع المنظمة الإرهابية أثمرت عن نجاح الحكومة التركية فى اطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانو التي وقعت في قبضة الحركة.

وأشار«سنبلوشي» إلى أنه لا يعرف الدور القطري الحقيقي في الإفراج عن رومانو لكنه أوضح أن الجميع يعلم علاقة قطر مع حركة الشباب وتاريخها في تسهيل وتنظيم المحادثات مع الحركة فيما يتعلق بدفع الفدى المالية إليها مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.

كما وجه «سنبلوشي» في مقابلة مع تلفزوين «دلسن» المحلي انتقادات شديدة إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية وقيادتها، لافتا إلى أن الحكومة الحالية كانت تعمل في السنوات الثلاث الماضية على خلق الفتن وإعادة البلاد إلى الوراء سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وأضاف أن سياساتها أدت إلى انعدام الثقة بينها وبين الشعب الصومالي والولايات الإقليمية والمجتمع الدولي.

ووجه رئيس جهاز المخابرات والأمن القومي السابق اتهامات خاصة إلى الرئيس محمد عبد الله فرماجو ورئيس جهاز المخابرات والأمن القومي الحالي فهد ياسين وحمّلهما مسئولية ما حدث.

 

 

 

 

 

شارك