قراءة فى دلالات إصدار دواعش سيناء "صناع الملاحم"(2)

الإثنين 19/أبريل/2021 - 01:20 م
طباعة
 
يشكل اصدار تنظيم ولاية سيناء الإرهابي "صناع الملاحم"(2)والذى لم تتجاوز مدته الـ13دقيقة بـ6ثوان خريطة محدثة لمسارات عمل التنظيم الدموي خلال الفترة القادمة بعد أن شهدت حالة من التذبذب ما بين التراجع والنشاط والخفوت خلال أعوام 2018_2019_2020م. 
فبعد 3شهور و7أيام من إصداره السابق "نزيف الحملات" عاد بإصداره الجديد في محاولة لتصدير مشهد مختلف يحاول به إعادة إثبات الوجود في سيناء، والحفاظ على تماسكه وجذب مقاتلين ،وترهيب أهالي سيناء الشرفاء المتعاونين مع قوات إنفاذ القانون ، وإعادة جدلية استهداف الأخوة الاقباط في مصر في محاولة بائسة لتصدير مشهد غير حقيقي لضرب الوحدة الوطنية المصرية المتماسكة عبر التاريخ، بالإضافة الى محاولة توسيع جغرافية تمدده الى قلب  سيناء. 
اولاً: محاولة التنظيم الإرهابي الاستجداء من مقاتليه بأن وعدهم هو الجنة وليس النصر مما يعكس حالة واضحة من الاحباط تعانى منها عناصره الإرهابية بعد فشله فى تعويض وسائل دعمه اللوجستية والمالية والتي قوضتها العملية الشاملة سيناء 2018م على مدار السنوات الثلاث الماضية، ولكن يبدو أن ثمة حرصًا من جانب التنظيم " الأم" على توسيع دواعش سيناء لقاعدتهم القتالية. 
ثانياً: يبدو من الإصدار ومن خلال حديث أحد قيادي التنظيم الإرهابي بسيناء وهو مكشوف الوجه ان هناك حالة من الضغط عليهم من قبل التنظيم الأم  لتنفيذ عمليات جديدة وعدم الاقتصار على سياسية التخفي وزرع العبوات الناسفة وعدم المواجهة التي مارسها دواعش سيناء فى قواطعها الاربعة بعد فشل  عملياتهم الكبيرة  . 
ثالثاً: يحاول التنظيم الإرهابي إعادة جدلية استهداف الأخوة الاقباط فى سيناء خاصة ومصر عامة  باعتبارهم الكتلة المدنية الرخوة القابلة للاستهداف المباشر وهو ما وضح خلال الإصدار بالدعوة الصريحة لقتلهم وهو ما يمثل حالة من العجز الواضح فى المواجهة مع الكتلة العسكرية والأمنية الصلبة التي كبدته خسائر هائلة وأفسدت مشروعه الدموي على مدار 7سنوات. 
وبتتبع دّيموغرافيا توزيع الأخوة الاقباط فى شمال سيناء بعد استشهاد المواطن نبيل حبشي سلامة بعد اختطافه من بئر العبد من  قبل التنظيم الإرهابي منذ مايقارب 4شهور نجد انها فقيرة بالتواجد المسيحي وبالتالي فإن استهداف ما تبقي منهم في أطراف أماكن تواجده يعد عمل دعائي مصطنع هدفه تصدير مشهد غير موجود أصلا لأزمة طائفية ولكن تبقى خطورتها في تقديري كونها ربما بداية لموجة من الاستهداف المباشر للكتلة المدنية. 
رابعاً: يكشف الإصدار عن محاولة جديدة  من قبل التنظيم الدموي للتمديد عبر استراتيجيته للتوسع فى أطراف قواطعه التقليدية الأربعة (رفح_الشيخ زويد_العريش_جبل الحلال) وتحديدا فى مناطق وسط سيناء  فى مناطق جبل الحلال ومنطقة المنجم وقرى جبل حنير ومقعد حماد والمعقف والمراحيد وأن ما يعرقل محاولاته القبائل السيناوية الوطنية وعلى رأسها الترابين والتى دخل معها فى مواجهة مباشرة اسفرت عن قتل 5منهم فى مواجهات معه وأسر أثنين اخرين تم قتلهم  فى محاولة لإرهاب القبائل وتحييدهم عن دورهم الوطني، ولكن مجريات الأحداث تثبت منذ 30يونيو 2013م أن تلك المحاولات بائسة ولم تمنع القائل السيناوية من ممارسة دورها الوطني وتقزيم التنظيم فى سيناء. 
خامساً: المتابع لفلول داعش في سيناء يثبت له الإصدار أنه بات واضحا ان التنظيم تحول الى جسداً هزيلاً يصارع من أجل البقاء بعد أن انحسرت جغرافيته ليتحول الى بؤر صغيرة تحاول بإستماتة البقاء والإستمرار بتصدير مشاهد كاذبة من خلال إصدارات ضعيفة . 
وفى النهاية رحم الله شهداء الوطن

شارك