هل تتحول القاعدة لـ"جهاز استخباراتي خارجي" لطالبان؟

الثلاثاء 05/أكتوبر/2021 - 02:49 م
طباعة هل تتحول القاعدة علي رجب
 

بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، واعلان تشكيل حكومة تصريف أعمال، تسعى الحركة لتأسيس نظام قوي، والاستفادة من تجربة الحكم  الأول للحركة (1996-2001)  في تنشيط عمليات جمع المعلومات عن خصومها وأعداءها من الجماعات والحكومات في  العالم، وخاصة في منطقة جنوب ووسط أسيا، وهي المنطقة الاستراتيجية الأهم للحركة والتي تأمل لتكون صاحبة اليد العليا فيها.

ويرى مراقبون  أن تنظيم "قاعدة الجهاد" الإرهابي، يشكل أهم مصدر  لحركة طالبان في جمع المعلومات و"التجسس"  لصالح الحركة، في ظل تاريخ التعاون والوثيق بين الحركة والتنظيم الإرهابي.

وأوضح المراقبون أن سيطرة شبكة "حقاني" الارهابية على المؤسسات الأمنية والاستخباراتية في حكومة طالبان، والارتباط الوثيق بين "حقاني" وتنظيم القاعدة، يؤكد على أن سلطة طالبان الجديدة  تسعى لاستثمار التحالف مع التنظيم الإرهابي في "جمع المعلومات" الاستخباري والتجسس لصالح الحركة على خصومها وأعدائها من الجماعات والحكومات وأيضا الاصدقاء الجدد للحركة.

 

أجهزة الأمن في يد حقاني

وقد نال زعيم شبكة "حقاني" الارهابية، سراج الدين حقاني،  وزارة الداخلية في حكومة محمد حسن أخوند ، والذي كان عضوا في "مجلس شورى طالبان" والمدرج في قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي مع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار.

أيضا  تم تعيين نجيب الله حقاني، أحد اعضاء شبكة حقاني، وكان نائبا لوزير المالية في حكومة طالبان الأولى، وزيرا لحقيبة الاتصالات  في حكومة طالبان الجديدة، وهو ما يعني سيطرة شبكة حقاني حليف تنظيم القاعدة الإرهابي على أجهزة الأمن والاتصالات في حكومة أخوند.

وكان جلال الدين حقاني ، مؤسس شبكة حقاني ، على علاقة صداقة شخصية مع أسامة بن لادن ، مؤسس القاعدة، وشبكة حقاني هي حلقة الوصل الرئيسية بين طالبان والقاعدة ، بحسب تقرير لفريق مراقبة العقوبات قدم إلى مجلس الأمن الدولي في يوليو الماضي لعبت القاعدة دوراً فاعلاً في مساعدة حقاني في سيطرة طالبان على أفغانستان.

كذلك إن الوحدة الخاصة ضمن قوتا طالبان " بدري 313" العسكرية، والتي سيطرة على في مطار كابل، هي ظهرت من قلب "اللواء 313 " التابع للقاعدة ، والذي كان يرأسه إلياس كشميري ونظم العديد من الهجمات ضد الهند والقوات الأميريكية في أفغانستان.

فروع القاعدة

ويشير أحدث تقرير صادر عن فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة  في يوليو 2021، إلى أن تنظيم القاعدة  يرتبط بعلاقة وثيقة مع حركة طالبان، ومتواجد في 15  مقاطعة أفغانية من 34 ولاية، كذلك شهد تنظيم القاعدة نموا في عدة مناطق في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل وشرق ووسط إفريقيا ،والشرق الأوسط خاصة سوريا والعراق، و شبه القارة الهندية.

ويشكل تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية (AQIS) ، التابع للتنظيم الارهابي، وفروعه في العراق وسوريا واليمن والجزيرة العربية، مصادر غنية لجمع المعلومات لصالح طالبان.

الجهاز الإعلامي المركزي لتنظيم القاعدة كان دعاما لحركة طالبان بعد سيطرتها على الحكم، اصدرت قيادة القاعدة تهنئة للحركة بسيطرتها على أفغانستان.

فشبكة علاقات التنظيم القاعدة ترتبط بالعديد من المنظمات الجهادية الإقليمية، بما في ذلك الحركة الإسلامية في أوزبكستان ، و"جيش محمد"  و"عسكر طيبة" في كشمير الهندية والقاعدة في جنوب شرق أسيا، وحزب النهضة الاسلامي في طاجسكتان، وغيرها من التنظيمات الإرهابية في المنطقة.

وتشكل اللجنة العسكرية والتمويل وتبادل المعلومات التي يقودها الارهابي سيف العدل المصري- المرشح لخلافة أيمن الظواهري في قيادة التنظيم الإرهابي، اللجنة العسكرية والتي تشكل المنظومة الامنية والاستخباراتية لتنظيم القاعدة

وتتشكل اللجنة العسكرية للقاعدة  من أربعة أقسام: القتال العام ، والعمليات الخاصة ، والأسلحة النووية ، وقسم المكتبات والأبحاث. كما نصت على أن يكون لدى قائد اللجنة العسكرية خبرة عسكرية لا تقل عن خمس سنوات ، وألا يقل عن 30 عامًا، وأن يكون حاصلًا على شهادة جامعية، ومسؤوليتها  تطوير السياسة العسكرية للقاعدة، وفقا لدراسة  معهد هادسون الأميركي بعنوان "كيف تعمل القاعدة: التصميم التنظيمي المتطور للجماعة الجهادية".

أيضا تشكل لجنة العمليات الخارجية في تنظيم "القاعدة" الإرهابي، كان يقودها خالد شيخ محمد العقل المدبر لتفجيرات 11سبتمبر، واحدة من أبرز اللجان داخل كيل تنظيم القاعدة، وحلقة الوصل بين تواصل قادة القاعدة  مع الجماعات التابعة لها من خلال لجان المعلومات الخاصة بهم، وهي ،عبارة عن شبكة عملياتية قوية في جميع المناطق التي تنتشر فيها فروع القاعدة.

جناح استخباراتي خارجي

ويقول الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، محمود جابر، إنه في هذه المرحلة قد تبتعد القاعدة عن توجهها المحلي ليس نحو الهجمات على الغرب، ولكن نحو استراتيجية إقليمية، أي العمل مع طالبان للعب دور بارز في وسط وجنوب آسيا والشرق الأوسط، وتمكين الحركة من تثبيت أقدامها في السلطة بمقع معارضيها في الداخل ومواجهة خصومها من الجماعات  خاصة  تنظيم ولاية خراسان- فرع داعش في أفغانستان ، وجمع المعلومات عن  خصومها في الخارج.

وأضاف "جابر" لموقع "بوابة الحركات الإسلامية" أن طالبان تسعى لبناء نظام جديد، في ظل انشغالها طوال عشرين عاما في صراعها  لاستعادة السلطة واسقاط النظام الافغاني بعد 2001، تستثمر الحركة تحالفها واستضافتها لتنظيم القاعدة، في الاستفادة من هذا التنظيم الذي يمتلك فروع  وخلايا نائمة من إندونيسيا شرقا إلى أوروبا وأفريقيا غربا، في جمع المعلومات عن الجماعات والحكومات بما يخدم الحركة في بناء سلطتها وتحالفاتها الجديدة.

ولفت الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن القاعدة اليوم تشكل "جناح الاستخبارات الخارجي" لحركة طالبان، فسيطرة شبكة حقاني على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وهي المعروف بتحالفها القوي مع القاعدة، يمنح القاعدة لعب دور مهم في صياغة وصناعة نظام طالبان الجديد في أفغانستان، وسكون التنظيم صاحب الدور الرئيسي في هذا المرحلة في "التجسس" لصالح طالبان في المنطقة.

شارك