أحداث بيروت.. تبادل الاتهامات بين "أمل وحزب الله" و"القوات اللبنانية"

الجمعة 15/أكتوبر/2021 - 04:25 ص
طباعة أحداث بيروت.. تبادل أميرة الشريف
 
تبادلت حركة أمل وحزب الله من جهة وحزب القوات اللبنانية من جهة أخرى الاتهامات حول التسبب في أعمال العنف التي راح ضحيتها 6 أشخاص وأصيب فيها 32 شخصا على الأقل بمنطقة الطيونة بمحيط قصر العدل في العاصمة بيروت، وحمل حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع، جماعة حزب الله وأمينها العام حسن نصرالله المسؤولية عن أحداث الطيونة، معتبرا أنها نتيجة لعملية الشحن الذي بدأه نصرالله منذ أربعة أشهر ضد المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار، نافيا في الوقت ذاته أي صلة لمسلحيه بما حدث وذلك في أول ردّ على بيان مشترك للثنائي الشيعي (حزب الله وأمل) الذي اتهم قناصة من"القوات" باستهداف المحتجين من أنصارهما.
فيما أصدرت قيادتا حزب الله وحركة أمل بيانا مشتركا اتهم مجموعات من حزب القوات اللبنانية بالإعتداء المسلح على المشاركين في تجمع رمزي للتعبير عن موقف الحركة والحزب في مسار التحقيق بانفجار ميناء بيروت.
واعتبرت قيادتا الحزب والحركة أن مجموعات حزب القوات انتشرت في الأحياء المجاورة لقصر العدل وعلى أسطح البنايات ومارست عمليات القنص المباشر للقتل العمد مما أوقع عدد من القتلى والجرحى.
وبالتزامن مع تظاهرة لمناصري حزب الله وحركة أمل أمام قصر العدل في بيروت، اندلعت اشتباكات عنيفة عند منطقة الطيونة القريبة، أودت بحياة ستة أشخاص وأصابت 30 آخرين بجروح.
ووجد السكان أنفسهم رهائن رصاص أطلقه قناصة ومسلحون ودوي قذائف صاروخية عند مستديرة الطيونة التي تحيط بها أبنية عدّة ما زال بعضها مهجورا منذ سنوات الحرب، ووجه كثر نداءات استغاثة عبر وسائل الإعلام لمساعدتهم على إخلاء منازلهم. وهرع الأهالي إلى مدارس أطفالهم في المنطقة.
وقال حزب القوات اللبنانية إنه يندد بشدة بأحداث العنف في بيروت، مؤكدا أن "ما حصل اليوم من أحداث مؤسفة على الأرض، وهي موضع استنكار شديد من قبلنا، ما هي سوى نتيجة عملية للشحن الذي بدأه السيد حسن نصرالله منذ أربعة أشهر بالتحريض في خطاباته كلّها على المحقّق العدلي" في انفجار مرفأ بيروت.
وتقود جماعة حزب الله الدعوات المطالبة بعزل قاضي التحقيقات طارق بيطار، متهمة إياه بالتحيز.
ومارس حزب الله ضغوطا شديدة على البيطار لعزله أو دفعه للاستقالة، لكن الأخير استمر في مهامه وتمسك بالتحقيق مع شخصيات نافذة بينها وزراء سابقون مقربون من الجماعة الشيعية المدعومة من إيران.
ودفع حزب الله بالعشرات من مقاتليه لشوارع الطيونة مدجججين بأسلحة رشاشة وصواريخ الكاتيوشة في مشهد يعيد للأذهان مشاهد الحرب الأهلية، ففي هذه المنطقة تحديدا اندلعت شرارة الحرب الأهلية (1975-1990) ومنها يمر طريق رئيسي يفصل بين أحياء ذات غالبية مسيحية وأخرى ذات غالبية شيعية، تحول إلى خط تماس خلال سنوات الحرب.
من جانبه قال الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمة متلفزة إن أحداث العنف في بيروت "غير مقبولة"، متعهدا بمحاسبة المسؤولين عنها والمحرضين، مضيفا "لن نسمح لأحد أن يأخذ لبنان رهينة لمصالحه الخاصة... ولن نسمح بأن يتكرر ما حدث اليوم تحت أي ظرف"، مضيفا أن إطلاق النار الذي أوقع ما لا يقل عن ستة قتلى وعشرات المصابين سيكون موضع متابعة أمنية وقضائية.
وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إن أعمال العنف التي شهدتها بيروت اليوم الخميس أعادت إلى الأذهان الحرب الأهلية، مضيفا "ندعو الجيش والشرطة إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال إطلاق النار والقبض على المسلحين وحماية المدنيين".
وأعلن رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى، إغلاق عام فى البلاد، الجمعة، حدادًا على أرواح الضحايا الذين سقطوا نتيحة أحداث اليوم فى العاصمة بيروت.
وأكد مجلس الوزراء اللبنانى غلق جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة.
وأوضح الجيش اللبناني أنه ألقى القبض حتى الآن على تسعة مسلحين بينهم سوري، معلنا كذلك أن قيادته "أجرت اتصالات مع المعنيين من الجانبين لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الفتنة وتجدد القيادة تأكيدها عدم التهاون مع أي مسلح، فيما تستمر وحدات الجيش بالانتشار في المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات".
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش دعا كل المعنيين في لبنان لوقف أعمال العنف على الفور والكف عن الأعمال الاستفزازية والخطابات التحريضية، مضيفا أن غوتيريش أكد مجددا ضرورة إجراء تحقيق مستفيض ومستقل وشفاف في الانفجار الذي وقع عام 2020 في مرفأ بيروت.
ودعا مقتدى الصدر الذي تصدرت كتلته نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، اللبنانيين إلى ضبط النفس.
وتوالت ردود الفعل، على الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، وخلفت عددا من القتلى والجرحى.
وعبرت فرنسا عن قلقها إزاء أعمال العنف الدامية التي جرت في لبنان. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إنها تشعر "بقلق بالغ إزاء العرقلة الأخيرة لحسن سير التحقيق.. وأعمال العنف التي وقعت في هذا السياق. إن فرنسا تدعو جميع الأطراف إلى التهدئة".
كما قدمت فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، تعازي الولايات المتحدة في ضحايا الهجوم، ووعدت بتقديم أميركا دعما إضافيا قدره 67 مليون دولار للجيش اللبناني.
من جهته، دعت مصر كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف تجنباً للفتنة، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان، في إطار الالتزام بمحددات الدستور والقانون بما يصون استقرار البلاد وأمنها ويحفظ مقدرات شعبها ويخرجه من دائرة الأزمات. 
كما دعا الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، كافة الأطراف اللبنانية إلى ضرورة ممارسة ضبط النفس وتجنب الفتنة ولغة التحريض وأفعال التصعيد، ووضع المصلحة العليا للبنان فوق أية اعتبارت حزبية أو طائفية ضيقة.
وحذر أبو الغيط من خطورة استمرار المواجهات الجارية في الشارع اللبناني منذ صباح اليوم والتي تهدد السلم الأهلي والاستقرار بلبنان بشكل مباشر.

شارك