محاكمة أسد الله أسدي.. أوروبا تعاقب شبكة الإرهاب الايرانية

الثلاثاء 10/مايو/2022 - 01:15 م
طباعة محاكمة أسد الله أسدي.. علي رجب
 

أصدرت محكمة استئناف أنتويرب في بلجيكا اليوم الثلاثاء 10 مايو 2022 حكما نهائيا على ثلاثة من مرتزقة مخابرات نظام الملالي، شركاء أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني، بتهمة التآمر لتفجير تجمع لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة لنظام طهران في فيلبينت بباريس، في 30 يونيو 2018.

محاكمة  شبكة أسد الله أسدي

وسبق أن صدر حكم قطعي على أسدي بالسجن 20 عاما، وبحسب حكم اليوم حكمت محكمة الاستئناف على ثلاثة مرتزقة متسللين تحت قيادته (نسيمه نعامي وأمير سعدوني ومهرداد عارفاني) على الأول والثاني 18 عاما وعلى العميل الثالث 17 عاما بالحبس، كما أسقطت عنهم الجنسية البلجيكية وجوازات سفرهم على الإطلاق بالإضافة إلى غرامة قدرها 60 ألف يورو.

وقالت زعيمة المعارضة الايرانية في الخارج مريم رجوي إن حكم المحكمة وسنوات من التحقيق لا يدع مجالا للشك في أن مؤامرة التفجير كان من الممكن أن تكون أكثر الحوادث الإرهابية دموية في أوروبا. محاكمة الجناة ومعاقبتهم ضرورية بالطبع، لكنها ليست كافية. يجب تقديم المسؤولين والقادة الرئيسيين، أي خامنئي ورئيس النظام ووزراء الخارجية والمخابرات في ذلك الوقت وغيرهم من قادة الفاشية الدينية في مجلس الأمن الأعلى للنظام، إلى العدالة دون استثناء وإلا سيصبحون أكثر جرأة وتحفزا.

نفس الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم إرهابية لا حصر لها في العقود الأربعة الماضية، من قتل 1500 شاب في انتفاضة نوفمبر 2019 وارتكاب، 120.000 إعدام سياسي، بما في ذلك مذبحة 30000 سجين ونهب ممتلكات الناس ومواردهم. إنهم يسعون الآن كدأبهم إلى أخذ الفدية والابتزاز والمساومة، لكن يجب أن يتلقوا ردًا حاسمًا: الإحالة إلى مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية، وكذلك محكمة "باسم الشعب" في إيران الحرة.

وكانت رجوي قد أوضحت في شهادتها التي استمرت 7 ساعات في نوفمبر 2019 حول خطة التفجير، كيفية اتخاذ قرار من قبل قادة النظام للقيام بذلك، وأكدت أن مهمة تنفيذ هذا القرار أوكلت إلى وزارة المخابرات بالتعاون مع وزارة الخارجية.

وشددت على أنه بعد إدانة الدبلوماسي الإرهابي وشركائه الثلاثة، فإن المماطلة والتأخير في تبني سياسة حاسمة يشجعان الفاشية الدينية في إيران على استمرار الإرهاب وتصعيده. إن التهاون في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الملالي داخل إيران وخارجها بذريعة المفاوضات النووية خطأ مضاعف ويرسل رسالة ضعف كما يشكل حافزا للنظام لامتلاك قنبلة ذرية.

وطالبت بنشر كافة المعلومات والوثائق الموجودة في الملف والأسماء الموجودة في الكتيبات التي تم الحصول عليها من أسد الله أسدي وكشف النقاب من قبل الوكالات الأوروبية عن الخلايا النائمة الأخرى لمخابرات الملالي وقوة القدس الإرهابية ودعت إلى محاكمة عناصر مخابرات النظام وقوات الحرس ومرتزقتهم  وسحب الجنسية واللجوء منهم في أوروبا وأمريكا وإغلاق أوكار التجسس والإرهاب لنظام الملالي.

أسد الله أسدي

ويعتبر أسد الله أسدي ، الذي تعتبره الشرطة الأوروبية أحد العملاء الرئيسيين لمحطة استخبارات الاحتلال الفارسي في أوروبا، أول دبلوماسي إيراني وربما أعلى مسؤول استخباراتي فارسي يُحاكم بتهمة "عمل إرهابي على الأراضي الأوروبية".

وكان حميد نوري قد اعتقل في 9 نوفمبر 2019 للاشتباه في تواطؤه في تنفيذ عمليات قتل ضد معارضي النظام الايراني  وسجناء سياسيين يساريين في عام 1981 فور وصوله إلى مطار ستوكهولم. وهو متهم بالمشاركة في إعدام سجناء سياسيين في سجن جوهاردشت صيف عام 1988 وبارتكاب جرائم حرب.

تم اتهام أو إدانة قوات الأمن الفارسية مرارًا وتكرارًا بالتخطيط لتفجير أو قتل معارضين في دول مختلفة ، بما في ذلك تفجيرات AMIA في الأرجنتين ، ومذبحة ميكونوس في ألمانيا ، واغتيال شابور بختيار في فرنسا ، واغتيال المعارض الكردي  عبد الرحمن قاسملو في النمسا.

وثائق تكشف شبكات الارهاب الايراني

وأظهرت وثائق أن أسد الله أسدي يهدد الاتحاد الأوروبي بشكل واضح وتقول إنه في حالة إدانته، فإن العراق وسوريا ولبنان سينتقمون منه.

ويحوي وثائق عثرت عليها الاستخبارات الألمانية عقب اعتقال أسد الله أسدي،  عناوين أماكن يبدو أن أسدي زارها في أكثر من 11 دولة أوروبية، ما يظهر مدى تنقلاته في أوروبا، بتوقيت الزيارات التي أجراها كذلك. ونقلت الشرطة الألمانية هذه المعلومات إلى أقسام الشرطة في الدول الأوروبية الـ11 لكي تساعد في التحقيقات، ومن بين هذه الدول فرنسا والنمسا وتشيكيا وهنغاريا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا.

 ويبدو أن جزءاً كبيراً من العناوين التي تعود لمطاعم وفنادق ومحلات وأماكن سياحية، كانت في ألمانياـ فمن بين 289 عنواناً، 144 منها في ألمانيا ما يوحي بأن الجزء الأكبر من نشاطات الاستخبارات الإيرانية في أوروبا مركز داخل الأراضي الألمانية،  وفي المرتبة الثانية حلت فرنسا التي حوى الدفتر 41 عنواناً فيها، وفي إيطاليا 13 عنواناً.

كذلك كشف تقرير استخباراتي عن الخلايا الارهابية الفارسية بعنوان "جديد خلية إيران الإرهابية بأوروبا.. مسؤول مقرب لخامنئي بمهمة استطلاع" في 24 يناير 2021 أن محمد رضا زائري وهو مسئول مقرب من مكتب المرشد علي خامنئي، قد سافر زائري إلى النمسا في شهر يونيو 2017 والتقى هناك بأسد الله أسدي الذي كان يعمل بمنصب السكرتير الثالث بالسفارة الإيرانية في فيينا، أي قبل عام کامل من مخطط تفجير مؤتمر للمعارضة الفارسية في باريس، وأظهرت الوثائق حصلت عليها أن أسدي استأجر سيارة برفقة‌ محمد رضا زائري في فیینا، للذهاب إلى باریس، بهدف جولة استطلاع میداني وتحديد موقع قاعة فیلبنت في‌ ضاحیة باریس الشمالیة‌ بالقرب من مطار شارل دیغول.

و خلص تقريرمركز “ألما” للأبحاث في 11 يونيو2021 إن منظمات قريبة او موالية الى ايران . وأضاف التقرير أن إيران  تهدف إلى إنشاء “بنية تحتية مدنية وعسكرية موحدة” كقاعدة  محتملة في أوروبا. ويبدو أن هذه الأنشطة جميعها تتم تحت مظلة منظمة “أهل البيت”. وتم تأسيس “أهل البيت” على يد الزعيم الإيراني، علي خامنئي، عام 1990. وتنشط المنظمة عن طريق الجمعيات التابعة لها حول العالم بشكل عام، وفي أوروبا على وجه الخصوص.

 

 

 

 

 

 

شارك