ندوة للتحالف الاسلامي.. الخصائص النفسية والاجتماعية للشخصية الإرهابية

الأربعاء 02/نوفمبر/2022 - 02:19 م
طباعة ندوة للتحالف الاسلامي.. علي رجب
 

نظم التحالف الإسلامي العسكـــري لمحاربة الإرهاب فــي مقره بالريـــاض، محاضرة علمية بعنوان: "الخصائص النفسية والاجتماعية للشخصية الإرهابية"، قدمها أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور يحيى بن مبارك خطاطبة، بحضور الأمين العام للتحالف الإسلامي المكلف اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، وممثلي الدول الأعضاء ومنسوبي التحالف.

أنواع الشخصيات الإرهابية وسماتها النفسية والاجتماعية، حيث أشار "خطاطبة" إلى أن الشخصية الإرهابية تُصنع من حصيلة الأمراض والاضطرابات النفسية والاجتماعية والثقافية؛ نتيجة لبعض الأفكار اللاعقلانية والمعتقدات التي تتبلورَّ لدى الإرهابي؛ كالشعور بالتهميش والقمع والظلم والقهر، وفقا لما نشرته مجلة التحالف في العدد فعاليات التحالف العدد الثاني والأربعون .

 كما تطرق إلى آلية تصنيف الخصائص النفسية والاجتماعية للشخصية الإرهابية وكيفيةً كشفها من خلال بعض التنبؤات والتعاملات التي يلاحظها كشفها والتعامل معها مبكرا المجتمع أو الأسرة أو الأخصائيين النفسيين.

وأوضح الخطاطبة، مفهوم الشخصية الإرهابية قائلا: "قبلٍ الشروع  في تعريــف الشخصيـة الإرهابية كشخصية ينبغي الإشارة إلى عدد من الأسئلة التي تُعد أساسية لمعرفة طبيعة الشخصية ومقوماتها، وهي:

هل الشخصية الإرهابية شخصية سوية أم شخصية غير سوية (مرضية مضطربة)؟ وما العوامل المساهمة في صناعة الشخصية الإرهابية؟ وما هي أهم خصائص الشخصية الإرهابية "السمات النفسية والاجتماعية".

وللإجابة على هـذا السؤال لفهـم طبيعـة الشخصية الإرهابية وسماتهـا النفسيــة والاجتماعية، فيمكن القول أن الشخصية الإرهابية تُصنع من حصيلة الأمراض والاضطرابات النفسية والاجتماعية والثقافية نتيجة لبعض الأفكار اللاعقلانية والمعتقدات التي تتبلور لدى الإرهابي؛ كالشعور بالتهميش والقمع والظلم والقهر. حيث تعتبر الشخصية الإرهابية شخصية مضطربة وغير سوية ومحبطة وغير سعيدة ولديها شعور زائد بضغوط الحياة اليومية، وسوء التوافق، والقلق، والعدوان، وضعف تقدير الذات، وإدراك خاطئ نحو الآخرين والمجتمع الذي يعيشون فيه، وحب السيطرة، المغايرة، ضعف الأنا، مما يدفع إلى ممارسة السلوكيات المتطرفة؛ مثل: التعصب والتصلب والجمود الفكري وغموض الدور.

كما أشار الخبير الاجتماعي أن الشخصية الإرهابية تتحقق من خلال عدة عوامل متشابكة؛ كالجوانب الميتافيزيقية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، والقدرات والخبرات العقلية، والحالة المزاجية.

العوامل المتعلقة بخصائص الفرد نفسه

 إلى جانب عوامل بيئية وثقافية أخرى، ومن تلك العوامل: العوامل المتعلقة بخصائص الفرد نفسه، والتي تتضح هذه العوامل من خلال النظر لتاريخ الشخصية الإرهابية منذ والدته وأساليب تربيته، والخبرات المكتسبة المؤثرة في شخصيته؛ مثل: تعرضه للعنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي تعرض له، ويمكن التطرق كذلك للخصائص النفسية للفرد نفسه والاضطرابات النفسية والاجتماعية والسلوكية التي يعاني منها. وتعرضه للضغوط والاضطرابات النفسية والمعرفية وضعف القدرات المعرفية، وضآلة الاهتمام بالتفكير الناقد والحوار البناء، والحرمان والقسوة وعدم الشعور بالأمن والإحساس بالخوف، وعدم األمان من المحيط الاجتماعي، وزيادة الحذر والحيطة من الناس.

العوامل المتعلقة بالأسرة

تمثل مجموع الاضطرابات الأسرية والاجتماعية التي يتعلمها الفرد؛ مثل: التفكك الأسري والاجتماعي، واضطراب العالقات الأسرية والسلوك العدواني لدى الأطفال؛ مثل: أساليب التربية الخاطئة، والعنف والقسوة، والاضطراب النفسي والنظرة السلبية للذات، والتعرض للعنف الأسري، ونبذ الوالدين والتنشئة الاجتماعية القاسية والاستقلالية المتطرفة وممارسة العدوان لدى الأطفال، وعدم التقبل والتسلط والتفرقة، وضعف مهارات التواصل الاجتماعي، وغياب الرعاية الوالدية.

العوامل المتعلقة بالمجتمع

تمثل مجموع المواقف والعوامل المتعلقة بالمجتمع ككل؛ مثل: المستوى الاقتصادي، ودور وسائل الاتصال والإعلام ، وشبكات الإنترنت والبرامج الخاصة بالجرمية من العوامل المؤثرة في ظهور العمل الإرهابي.

ثم انتقل الدكتور خطاطبة لتوضيح خصائص الشخصية الإرهابية وأنماطها  أن ملامح الشخصية الإرهابية النفسية والاجتماعية تظهر من خلال خطابات الفرد وإجاباته أثناء اللقاءات وتفاعله مع الأسئلة، إضافة إلى تحليل لغته الجسدية، والتحليل الموضوعي للمقابلات التي تجرى معه، وبعض المفردات والإسقاطات التي تظهر أثناء الحوار والمناقشة، وتحديد اتجاهاته المعرفية، إضافة إلى الاختبارات والمقاييس النفسية التي تحدد طبيعة الاضطراب، وشدته، ومدى ظهور الأعراض التي تتعلق بمحاكات التشخيص لديه.

كما يرى الإرهابي من عدد من الاضطرابات النفسية المشتركة والاضطرابات المتعددة وبعض الجوانب النفسية المتعلقة في  بناء وتكوين شخصيته؛ مثل: ضعف الثقة بالنفس، والتردد فى اتخاذ القرار، وضعف المهارات المعرفية، وسرعة التأثر بآراء الآخرين، وعدم الاتزان الانفعالي، وضعف مهارات التواصل الاجتماعي، والانسحاب والانطواء، والإحباط والقلق، وبعض الاضطرابات األخرى؛ مثل: السادية والنرجسية.

وتـطـرق الخطاطبة في هـذا المحور لأنماط الشخصيات الإرهابية باعتبار أن الشخصية الإرهابية شخصية مركبة في خصائصها بين خمس شخصيات مصنفة على أنها مضطربة )غير سوية(، وهي: )الشخصية الزورية، والنرجسية، والوسواسية القهرية، والشخصية من النمط الفصامي، والشخصية المعادية للمجتمع.

اختتم الدكتور محاضرته بالحديث عن آلية تصنيف الخصائص النفسيةمن خلال والاجتماعية للشخصية الإرهابية وكيفية كشفها والتعامل معها مبكرا بعض التنبؤات والتعاملات التي يلاحظها المجتمع أو الأسرة أو الأخصائيين النفسين، ابرزها عقدة الشعور بالظلم.

 

 

شارك