«جبهة إسطنبول» تشعل صراعاً جديداً بإعلان محمود حسين قائماً بأعمال «مرشد الإخوان»/هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في سوريا/ليبيا تدخل مرحلة العد التنازلي نحو الانتخابات

الجمعة 18/نوفمبر/2022 - 09:55 ص
طباعة «جبهة إسطنبول» تشعل إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –تحليلات)  اليوم 18 نوفمبر 2022.

الاتحاد: هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في سوريا

قالت قوات التحالف الدولي إن هجوما صاروخيا استهدف قاعدة القرية الخضراء شمال شرق سوريا، الخميس، دون وقوع إصابات أو خسائر مادية.
 
وأضافت قوات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة في بيان، أنها بدأت تحقيقا في الحادث. تأسس التحالف الدولي من أجل مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
 
ورغم القضاء على التنظيم المتشدد، فإن فلوله وخلاياه النائمة ما زالت تنشط وتنفذ عمليات ضد المدنيين وقوات الأمن خاصة في المناطق النائية على الحدود بين سوريا والعراق.

الخليج: السودان.. «التسوية» على نار حامية

في ظل التعقيدات التي أصبح المشهد السوداني يتسم بها في أعقاب الإجراءات التي اتخذها مجلس السيادة الانتقالي في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، والتي نتج عنها المزيد من التشابكات والأزمات التي لم يعد المواطن السوداني يقوى على التعايش معها؛ حيث تجاوزت آثار هذه الإجراءات الحالة المزمنة من الانقسام الذي أصاب شركاء الحكم.

أمام هذا المشهد الذي يُنذر بمزيد من التدهور، باتت التسوية السياسية بين مكوني الحكم (المكون المدني والمكون العسكري) هي الملاذ الأنسب لمنع تفاقم الأزمات التي يواجهها السودان، وعبّرت التحركات التي اتجه إليها شركاء الحكم خلال الأسابيع الأخيرة عن وعي حقيقي لهؤلاء الشركاء بأهمية القضاء على حالة الانقسام، والمضي قدماً في استكمال المرحلة الانتقالية، للوصول إلى الانتخابات، وأن هذا الطريق سيفوز الجميع من خلاله. إلا أن هذه التحركات لم تخل من محاولة لإجهاض التسوية السياسية، والعودة سريعاً إلى حالة الاستقطاب والتشرذم التي لا تفضي إلا إلى مزيد من الفوضى، واستمرار الأزمات.

أبعاد التسوية السياسية

تضمنت الجهود التي تبناها شركاء الحكم في السودان، اجتماعات بين المكونين العسكري والمدني، إضافة إلى خطابين ألقاهما رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان، ليدعم من خلالهما مسار التوافق الوطني، ويحسم الجدل والاتهامات الكثيرة التي وجهت إلى المؤسسة العسكرية ومجلس السيادة الانتقالي. فقد أعلنت الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وهيئة الإيقاد) خلال الأيام الماضية عن توصل شركاء الحكم في السودان إلى تفاهمات تبشر بإمكانية تحقيق التوافق الوطني.

حيث استلمت الآلية وثيقة من القيادة العسكرية تتضمن تعديلات على مسودة الوثيقة الدستورية التي أعدتها اللجنة التيسيرية لنقابة المحامين؛ إذ تعبر هذه التعديلات عن قبول مجلس السيادة للمسودة، بما يشير إلى وجود توافق بين أعضاء مجلس السيادة الانتقالي وقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) حول عدد من القضايا المرتبطة باستكمال المرحلة الانتقالية، والوصول إلى الانتخابات، وخاصة في ظل الاتفاق المبدئي حول التسوية الذي توصل إليه المكونان خلال الأسابيع الأخيرة، والذي جاء برعاية اللجنة الرباعية المعنية بالسودان (الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات) وكان من أبرز ملامح هذا الاتفاق، موافقة المكون العسكري على تعيين رئيس دولة مدني، ورئيس وزراء من اختيار المدنيين، تمهيداً لإجراء انتخابات عامة في غضون عامين.

كما عبر الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلى للقوات المسلحة خلال خطابين عن سعيه الحثيث، وباقي أعضاء مجلس السيادة نحو تحقيق التسوية السياسية المنشودة، كما أكد (وبعبارات حادة) رفضه لمحاولات التيار الإسلامي، العودة إلى المشهد السياسي عبر التقارب مع المؤسسة العسكرية، وعبّر بكلمات صريحة عن ضرورة ابتعاد «حزب المؤتمر الوطني» مع حلفائه من التيار الإسلامي عن المشهد السياسي، كما أكد رفضه للتدخل في شؤون المؤسسة العسكرية التي تعد مؤسسة مستقلة، ودعا إلى تشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن الأحزاب والمحاصصة.

محاولات إجهاض التسوية

على الجانب الآخر، لم تمهل القوى المناهضة للثورة أو ما يُطلق عليهم «فلول» نظام البشير، القوى الوطنية للوصول إلى غايتها، وإنجاز التفاهمات للخروج من حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد منذ ما يقرب من عام؛ حيث خرجت عناصر من التيار الإسلامي وحزب المؤتمر الوطني للتظاهر في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت دعوى رفض التدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، والمطالبة بمغادرة المبعوث الأممي للبلاد، في حين أكد بعض رموز التيار الإسلامي محاولاتهم للمشاركة في المشهد السياسي، خاصة بعد أن صدرت قرارات قضائية وإدارية بحل اللجان التسييرية للنقابات التي تشكلت بعد الثورة، وإعادة نقابات ما قبل سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مما اعتبره أعضاء النظام السابق انتصاراً يدفع بهم مرة أخرى إلى دائرة التفاعلات السياسية.

إلا أن هذه المحاولات كان من الواضح أنها جاءت رداً على مسار التوافق الوطني الذي بدأته القوى السياسية المختلفة، سعياً لإخراج البلاد من أزمتها متعددة الأبعاد، في الوقت الذي لم ينكر بعض أعضاء التيار الإسلامي عداءهم للمكون العسكري وللمؤسسة العسكرية، التي يرونها المسؤولة عن نجاح القوى الثورية في إطاحة نظام البشير، ومحاسبة الموالين لهذا النظام والزج بهم في السجون.

ضرورات التسوية السياسية

يبدو أن المساعي الأخيرة التي يبذلها شركاء الحكم في السودان للوصول إلى توافق وطني، وعلى الرغم من استمرار الانتقادات لمجلس السيادة الانتقالي من بعض القوى المدنية، فإنها تعبر عن حالة من الإدارك الوطني لأهمية استئناف المسار السياسي في البلاد، بعد كل الخسائر التي عاناها الجميع خلال العامين الأخيرين. يضاف إلى ذلك، وجود مخاوف خارجية ( عربية وغربية ) من عودة الإسلاميين إلى المشهد السياسي في السودان عبر استغلالهم للانقسامات بين شركاء الحكم؛ حيث اتهم البعض البرهان بمحاولة الاستعاضة عن قوى الحرية والتغيير بالإسلاميين وفلول النظام السابق.

يجب تأكيد أن التطورات الراهنة في المشهد السوداني، تبعث بمزيد من التفاؤل حول قرب العودة إلى الاستقرار في البلاد، والوصول إلى توافق وطني بين الفرقاء، إلا أن معارضي التسوية السياسية والرافضين للتفاوض مع المكون العسكري، فضلاً عن الانتهازيين من التيار الإسلامي وفلول النظام السابق قد يعملون على تعميق الانقسام بين شركاء الحكم.

لكن يبقى الرهان على وعي القوى السياسية الوطنية بأهمية الحد من التحديات التي تواجهها البلاد، لمنع انزلاق السودان نحو الهاوية؛ سيدفع هذه القوى نحو محاولة تذليل العراقيل، ومنع الصدامات مع المكون العسكري واستثمار الإصرار على التوافق الذي تعّبر عنه تصريحات البرهان في استعادة مسار العملية السياسية للوصول إلى إجراء الانتخابات الديمقراطية وإعادة إدماج السودان في محيطه الإقليمي والدولي، بما يعود بالفوائد الاقتصادية والإنسانية على عموم الشعب السوداني.


البرلمان اللبناني يفشل للمرة السادسة في انتخاب رئيس للجمهورية

فشل البرلمان اللبناني الخميس، للمرة السادسة في انتخاب رئيس للجمهورية، رغم شغور الموقع منذ مطلع الشهر الحالي، في ظل انقسامات سياسية عميقة وانهيار اقتصادي متماد.

ويؤشر فشل البرلمان في انتخاب رئيس حتى الآن، إلى أن العملية الانتخابية قد تستغرق وقتاً طويلاً، في بلد نادراً ما تُحترم المهل الدستورية فيه، ولا يملك أي فريق سياسي أكثرية برلمانية تخوّله فرض مرشحه.

واقترع 46 نائباً بورقة بيضاء، فيما حظي النائب ميشال معوض المدعوم من القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وكتل أخرى بينها كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بـ43 صوتاً، وصوّت سبعة نواب للمؤرخ والأستاذ الجامعي عصام خليفة.

وانعقدت الجلسة بأكثرية الثلثين في الدورة الأولى، قبل أن ينسحب نواب ليطيحوا بالنصاب في الدورة الثانية.

ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتاً للفوز، وفي حال جرت دورة ثانية فالغالبية المطلوبة عندها تصبح 65 صوتاً من 128 هو عدد أعضاء البرلمان.

وعيّن رئيس البرلمان نبيه بري موعداً للجلسة السابعة الخميس المقبل، ولا توجد أي مؤشرات في الأفق توحي بانتخاب رئيس قريباً.

البيان: ليبيا تدخل مرحلة العد التنازلي نحو الانتخابات

دخلت ليبيا مرحلة العد التنازلي للخروج من الانسداد السياسي، بتحقيق التوافق بين مجلسي النواب والدولة، والتأسيس لشرعية دائمة انطلاقاً من انتخابات نزيهة وتعددية يشرف عليها المجتمع الدولي تفضي إلى قيام سلطة واحدة ومؤسسات موحدة ومصالحة وطنية.

وخلال إحاطته أمام مجلس الأمن، قال المبعوث الأممي، عبدالله باتيلي، إنه تواصل مع أعضاء المجلس الرئاسي ومجلس الدولة والجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، مذكراً إياهم بأن مسؤوليتهم الأخلاقية والسياسية هي العمل بفاعلية من أجل إعادة البلاد إلى السلام والاستقرار من خلال حل ليبي - ليبي.

ووفق مراقبين، فإن موقف باتيلي يحظى بدعم كبير من مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وينطلق من حالة توافق إقليمية ودولية على ضرورة الخروج بليبيا من الظروف الاستثنائية التي تمر بها بسبب الفوضى والصراع.

أزمة

ومن خلال لقاءاته مع أطراف إقليمية ودولية سواء داخل ليبيا أم خارجها، تبين للبعثة الأممية وجود اتفاق واسع النطاق بأن مؤسسات ليبيا، تواجه أزمة شديدة تتعلق بالشرعية وبأن استعادة هذه الشرعية أمر بالغ الأهمية.

وهناك توافق أيضاً بشأن ضرورة تنسيق مبادرات دبلوماسية ثنائية ومتعددة الأطراف والتلاحم خلف جهود الأمم المتحدة. وتشير البعثة، إلى أنّ إجماع مجلس الأمن في إبراز هذه الرسائل لدى جميع الأطراف المعنية سيكون محورياً حال أراد الجميع إحراز تقدم إلى الأمام.

وقبل خمسة أسابيع، من الذكرى الأولى لموعد 24 ديسمبر 2021 الذي كان محدداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل إلغائه دون تحديد موعد بديل، تتحرك قوى داخلية وأخرى خارجية لمحاصرة العراقيل التي لا تزال تتهدد أي موعد جدي لتنظيم الاستحقاق الانتخابي، لاسيما إنه بات معروفاً وبشكل متزايد بأن بعض الجهات المؤسسية تعمل بالفعل على عرقلة عجلة التقدم نحو الانتخابات.

والإرادة السياسية الحقيقية لتلك الأطراف ينبغي أن تمتحن على أرض الواقع مع اقتراب الذكرى الأولى لتأجيل الانتخابات والذكرى السابعة لتوقيع الاتفاق السياسي الليبي في منتصف ديسمبر 2015 بالصخيرات المغربية.

وتشير أوساط ليبية مطلعة، إلى أن الفترة المقبلة ستشهد خطوات مهمة برعاية دولية، هدفها تقريب المسافات بين الفرقاء والتوصل إلى تفاهمات عملية بين مجلسي النواب والدولة لإنتاج قاعدة دستورية توافقية، وإقرار التعيينات القيادية في المؤسسات السيادية، وتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على إدارة الانتخابات والإشراف عليها في كامل أرجاء البلاد، وهو ما يعني تجاوز حالة الانقسام الحكومي بين حكومة الوحدة المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي وحكومة دعم الاستقرار المنبثقة عن مجلس النواب.

الشرق الأوسط: أزمة دبلوماسية بين «الوحدة» الليبية واليونان

فجّر قرار نيكوس ديندياس، وزير الخارجية اليوناني، إلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى العاصمة الليبية، أمس، أزمة دبلوماسية بين حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وبلاده، وذلك بعدما رفض النزول من طائرته، ليغادر بعدها مطار معيتيقة الدولي بطرابلس (غرباً) على نحو مفاجئ، متجهاً إلى مدينة بنغازي (شرقاً).

وحطت طائرة ديندياس في مطار معيتيقة صباح أمس، لكنه لم يمكث به سوى 15 دقيقة فقط، ورفض مغادرتها اعتراضاً على وجود نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، في انتظاره، وهو الأمر الذي وصفته الأخيرة بأنه «موقف يدعو للاستياء»، واعتبرته «إجراء غير دبلوماسي». غير أن وسائل إعلام يونانية اعتبرت أن ديندياس تفادى بذلك «خطأ دبلوماسياً» من جانب حكومة الدبيبة.

وفي أول ردّ فعل من حكومة «الوحدة» على تصرف ديندياس، استدعت المنقوش السفير الليبي لدى اليونان للتشاور، كما استدعت السفير اليوناني في ليبيا لتوضيح خلفيات ما حدث.

وكانت وزارة الخارجية اليونانية قد أعلنت أول من أمس عن زيارة ديندياس إلى ليبيا «لتعزيز التعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط». وقد غرّد الوزير اليوناني بعد اندلاع أجواء الغضب السياسي في طرابلس، بعد دقائق من إقلاع طائرته إلى بنغازي: «ألغيت زيارتي إلى طرابلس؛ حيث كان من المقرر أن ألتقي رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، لأن وزارة الخارجية خرقت اتفاقاً بعدم الاجتماع بها». في إشارة إلى حكومة «الوحدة»، التي ترى اليونان أنها باتت «منتهية الولاية».

وقال الدبيبة، الذي التقى المنقوش في مكتبه أمس للتباحث بشأن موقف الوزير اليوناني، إن «الاحترام المتبادل أساس العلاقة الدبلوماسية مع دولة اليونان»، مضيفاً أنه «لن يتم السماح بهذه التصرفات تجاه دولة ليبيا وسيادتها». ومن جهتها، أكدت المنقوش «عدم السماح لأي دولة بالتعامل مع ليبيا، دون احترام لسيادتها وهيبتها، لأن هذه مهمة أساسية في مجال عملها». وقالت عبر حسابها على «تويتر»: «في عالم مليء بالتهديدات المعقدة، يعتمد أمننا وقيادتنا على جميع عناصر قوتنا، بما في ذلك الدبلوماسية القوية والمبدئية».

وقبل أن تصل طائرة ديندياس إلى بنغازي صباح أمس، قالت خارجية الدبيبة إنه «بناء على طلب من اليونان مُنحت للوزير اليوناني الموافقة على زيارة طرابلس، وكانت الوزيرة نجلاء المنقوش في استقباله، وفق الأعراف الدبلوماسية». موضحة أنه «رغم السياسات والمواقف الفجّة التي انتهجها وزير خارجية اليونان خلال الأيام الماضية، تجاه مصالح الدولة الليبية، والتي عكستها تصريحاته غير المتزنة فيما يتعلق بسيادة ليبيا، وحقها في العلاقات التي تحقق تطلعات شعبها، فإنها وافقت على استقباله في طرابلس... لكن في موقف مفاجئ يدعو للاستياء، رفض الوزير اليوناني النزول من طائرته، وعاد من حيث أتى دون أي إيضاحات». كما عبّرت الخارجية الليبية عن «استهجانها» من تصرف الوزير اليوناني، وتوعدت بأنها «سوف تتخذ الإجراءات الدبلوماسية المناسبة، التي تحفظ لدولة ليبيا هيبتها وسيادتها».

وكانت الخارجية اليونانية قد صرحت بأن زيارة ديندياس «تستهدف لقاء المنفي، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وعدد من المسؤولين، لبحث تعزيز التعاون بين البلدين، على أساس احترام القانون الدولي، خاصة قانون البحار، والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وليبيا، وكذلك تطورات منطقة المتوسط، كما يناقش الأساس الدستوري لإجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، هذا بالإضافة إلى تقديم مساعدات تشمل لقاحات (كوفيد 19)».

وبعض ظهر أمس، حطت طائرة الوزير اليوناني في مطار بنينا الدولي بمدينة بنغازي، والتقى قيادات محلية بالبلاد، وسلّمهم مساعدات طبيبة. كما استعرض مساهمة بلاده في إعادة إعمار ميناء بنغازي البحري. وتحدث الوزير اليوناني عن أهمية الميناء لتوصيل المساعدات الغذائية والإنسانية إلى المنطقة الواسعة في شمال أفريقيا ودول الساحل. كما التقى وزير خارجية اليونان عدداً من أعضاء ورؤساء اللجان الدائمة بمجلس النواب، وتناول اللقاء، الذي عُقد بمقر المجلس في بنغازي، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسُبل تعزيزها بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.

في سياق ذلك، أعلن مكتب القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» أن المشير خليفة حفتر التقى في مكتبه ببنغازي وزير الخارجية اليوناني، والوفد المُرافق له، وبحثا سبل تحقيق الاستقرار في ليبيا والمنطقة.

وتشهد العلاقات الثنائية بين طرابلس وأثينا توتراً منذ عام 2020. وذلك عندما وقّعت حكومة «الوفاق» السابقة مع أنقرة اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بينهما، لم تلق قبولاً من اليونان، التي رفضت أيضاً مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها قبل شهرين بين حكومة الدبيبة في طرابلس وأنقرة، وهي المذكرة التي تمنح الإذن ببدء تركيا عمليات الاستكشاف، والتنقيب في المياه الليبية، ضمن الحدود البحرية المرسومة بين الطرفين.

«جبهة إسطنبول» تشعل صراعاً جديداً بإعلان محمود حسين قائماً بأعمال «مرشد الإخوان»

أقدمت جبهة إسطنبول في تنظيم «الإخوان المسلمين» على خطوة جديدة من شأنها تعميق الانقسام الحاصل في جسده بإعلانها أن مجلس الشورى العام قرر تعيين محمود حسين قائماً بأعمال المرشد العام، خلفاً للقائم بالأعمال الراحل إبراهيم منير الذي توفي في لندن في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وذكر بيان صدر عن جبهة محمود حسين في إسطنبول، ليل الأربعاء - الخميس، أن مجلس الشورى العام، الذي تدارس في جلسته هذا الأسبوع تطورات أوضاع الجماعة الداخلية المتسارعة، تفعيل العمل بالمادة الخامسة من اللائحة العامة للجماعة، وتنفيذها وفق نصها الأصلي، وهو أنه في حال حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة المرشد العام مهامه يحل محله نائبه الأول، ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد.
وأضاف البيان، أنه نظراً لأنه لا يوجد حالياً من أعضاء مكتب الإرشاد بعد اعتقال محمود عزت سوى محمود حسين، فقد قرر مجلس الشورى تكليف محمود حسين مهام القائم بأعمال المرشد العام تفعيلاً للمادة الخامسة من اللائحة العامة.
وسبق أن أعلن القيادي محيي الدين الزايط، أنه أصبح قائماً بالأعمال خلفاً لمنير بشكل مؤقت حتى اختيار من سيقوم بعمل القائم بأعمال المرشد.
وكان منير عيّن عدداً من الأسماء نواباً عنه في حال وفاته، وذلك بعد تصاعد الخلافات مع محمود حسين وتبادل كل منهما عزل الآخر، حيث شكل منير مجلس الشورى العام بالخارج، وكان من المفترض أن تعرض هذه الأسماء على مجلس الشورى العالمي، لكن الخطوة لم تتم حتى وفاة منير، وبات التنظيم بمواجهة أزمة جديدة فيما يتعلق بلائحة اختيار القائم بأعمال المرشد خلفاً لمنير.
وفي مقابل إعلان جبهة محمود حسين تعيينه في المنصب، أصدر المتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين أسامة سليمان بياناً أكد فيه، أن القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين هو الدكتور محيي الدين الزايط، لحين استكمال الترتيبات اللازمة بتسمية القائم بالأعمال، خلفاً لإبراهيم منير.
وانتقلت قيادة تنظيم الإخوان المسلمين إلى إبراهيم منير، عقب إلقاء السلطات المصرية القبض على نائب المرشد العام محمود عزت، الذي يوصف بالرجل القوي في الجماعة، في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
ومحمود حسين، الذي كان يشغل منصب الأمين العام للتنظيم، أسلوب منير في الإدارة، وانفجرت الخلافات بينهما وانقسم التنظيم إلى 3 جبهات بسبب الصراع على القيادة، وبات هناك ما يعرف بجبهة إسطنبول برئاسة محمد حسين، وجبهة لندن برئاسة إبراهيم منير، فضلاً عن تيار التغيير، أو ما يعرف بجبهة المكتب العام أو «الكماليون» نسبة إلى القيادي الراحل في التنظيم محمد كمال، الذي قُتل في مواجهة مع الأمن المصري، في 2016، وهو مؤسس تنظيم «حسم» الإرهابي.
وهدأ الصراع لفترة وجيزة بين جبهتي إسطنبول ولندن على خلفية وفاة منير، وبعد أن زعمت كل جبهة أنها تلقت رسالة دعم وتأييد من جانب مرشد الإخوان محمد بديع السجين في مصر. وطفا الانشقاق في صفوف تنظيم الإخوان المسلمين، رسمياً، في ديسمبر (كانون الأول) 2021 مع إعلان جبهة إسطنبول إعفاء إبراهيم منير من مهام القائم بعمل المرشد العام للجماعة، وتكليف مصطفى طلبة القيام بمهامه.
وأعلن حسين، أنه في بداية تولي منير المسؤولية، في 9 سبتمبر (أيلول) 2020، تقدم بنفسه بطلب منه وبتوقيع 10 من قيادات من مجلس الشورى العام، لتعديل المادة 5 من لائحة التنظيم، التي تقضي بتوليه مهمة القائم بالأعمال بعد اعتقال محمود عزت، وضرورة تفعيل العمل المؤسسي بإحالة الأمر إلى مجلس الشورى العام لاتخاذ القرار، وأنه فوجئ بمنير يتجاهل ذلك.
ونص التعديل على أنه في حال غياب المرشد ونوابه، تتم إحالة أمر إدارة الجماعة لمجلس الشورى، وإلغاء النص الذي يقضي بتولي أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سناً عمل المرشد، وهو ما رفضه منير وتجاهله، مؤكداً أن المجلس انعقد وقرر تعديل اللائحة وعزل منير واختيار لجنة لإدارة التنظيم.
وبهذه الخطوة، بات الوضع مهيأً لتولي محمود حسين منصب القائم بأعمال المرشد، بدلاً من منير واحتفاظه بجميع الشركات والمهام والمسؤوليات الخاضعة للتنظيم.
وبدوره، رفض منير القرار وأعلن تشكيل مجلس شورى جديد للرد على حسين وإلغاء قراراته. وأطلق على التشكيل الجديد اسم «مجلس شورى الخارج»، وأيّده كل من محمود الإبياري ومحمد البحيري القياديان في التنظيم الدولي لـ«الإخوان».
وقرر منير تجميد عدد من قيادات الإخوان الموالين لحسين وجبهة إسطنبول بلغ عددهم 73 قيادياً، مع استمرار تجميد الستة الكبار، وهم محمود حسين، مدحت الحداد، محمد عبد الوهاب، همام علي يوسف، رجب البنا وممدوح مبروك.
وقال أحد قيادي تنظيم الإخوان وعضو أيضاً في مجلس الشوري العام الذي أُلغي بقرارات منير، لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه، إن الخطوة التي أقدم عليها محمود حسين باطلة لأنه عملياً لم يعد هناك وجود لمجلس الشورى العام، ولم يتبق منه سوى قليل من الأعضاء، فضلاً عن تجميد محمود حسين ورفاقه، كما أن المجلس ليس من حقه أصلاً وفقاً للوائح التنظيم تكليف من يقوم بمنصب القائم بالأعمال، وبالتالي فليس هناك قائم بالأعمال الآن إلا الدكتور محيي الدين الزايط.
وكتب القيادي الإخواني، المحسوب على تيار الكماليين المقيم في إسطنبول، أشرف عبد الغفار، على صفحته في «فيسبوك»، إن مجموعة محمود حسين استغلت التطورات الجديدة ووفاة إبراهيم منير لاستكمال السيطرة على «العزبة» واستمرار «السبوبة»، أي السيطرة على أموال التنظيم واستثماراته الخاضعة لهم، مضيفاً «الآن من يحب الجماعة ويعرف أهدافها ومراميها التي رسمها وخطها حسن البنا فعليه أن ينفض يديه من كل هذه الأطراف، التي ثبت طيلة 8 سنوات أنهم لا يسعون إلى إخراج الجماعة من كبوتها، لكن لتوسيع الشرخ وتعميق المصيبة». ووصف ما يحدث من جانب محمود حسين بأنه «انقلاب»، حيث وجد فرصته بعد موت إبراهيم منير للانقضاض على التنظيم؛ كونه أكبر الأعضاء سناً بحكم اللائحة المعدلة على الرغم من انتهاء ولايته كأمين عام لـ«الإخوان» منذ العام 2014.

غموض يلفّ وفاة أحد شباب «الإخوان» في تركيا

خيم الغموض خلال الساعات الماضية حول واقعة وفاة أحد شباب تنظيم «الإخوان» المقيمين في تركيا. فيما رجح مصدر مطلع على شؤون «الإخوان» أن تكون الوفاة «نتيجة انتحاره بسبب تخلي قيادات الإخوان في تركيا عنه».
وتداولت حسابات موالية لـ«الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أول من أمس، أنباء حول وفاة الشاب عبد الرحمن هيثم زهران في منطقة شيرين إيفلر بمدينة إسطنبول، بإثر سقوطه من الطابق السابع في العقار الذي كان يقيم فيه مع زملائه، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت الوفاة بسبب «انتحاره نظراً لمروره بضائقة مالية»، أو أنه «سقط بعد أن اختل توازنه».
وقال مراقبون إن «بعض شباب (الإخوان) في الخارج لا يزالون يشتكون من تجاهل (جبهة إسطنبول) و(جبهة لندن)، ويفقدون الثقة في جميع الجبهات المتصارعة على قيادة التنظيم بما فيهم (تيار التغيير)». وفي هذا السياق، رأى الخبير المصري المتخصص في الشأن الأصولي، أحمد بان، أن «هناك حالة انكشاف لشباب الإخوان في تركيا للجبهات المتصارعة على التنظيم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الشباب يرى أن جميع قيادات الخارج لم تحقق لهم أي نجاحات، وانشغلت فقط بخلافاتها وصراعاتها على قيادة التنظيم».
وتداولت حسابات «الإخوان» أن «عدداً قليلاً من زملاء الشاب هم من شيع جثمانه أمس، وسط غياب قيادات الإخوان في إسطنبول»، فيما طالب أحد أصدقائه عبر وسائل التواصل معرفة الديون المستحقة عليه، تمهيداً لجمعها بسرعة عن طريق التبرعات وسدادها. ووفق هذه الحسابات فإن «الشاب موجود في تركيا منذ سنوات، ووالده مسجون في مصر بسبب إدانته مع آخرين من التنظيم في قضايا إرهاب وعنف»، مبرزة أن «أصدقاءه من الإخوان أقنعوه بالسفر لتركيا منذ خمس سنوات، حيث سيلقى دعم قيادات التنظيم في تركيا؛ لكن لم يجد من يساعده منهم، وضاقت الأمور المادية عليه».
وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2019، نشرت منصات تابعة لـ«الإخوان» رسالة، قالت إنها من شباب التنظيم، دعوا فيها إلى «مصالحة أو تسوية شاملة مع السلطات المصرية لإخراجهم من السجون، وحل أزمتهم بعيداً عن صراعات قياداتهم في الخارج». ووقتها رددت «جبهة لندن» على لسان إبراهيم منير، القائم السابق بأعمال مرشد «الإخوان»، بأن «التنظيم لم يطلب من هؤلاء الشباب الانضمام لصفوفه، ومن أراد أن يتبرأ (أي عبر المراجعات) فليفعل». لكن مصادر أمنية مصرية نفت حينها «جميع ما رددته عناصر الإخوان». واتهمت المصادر الأمنية التنظيم بـ«ترويج شائعات».
وقال المصدر المطلع على شؤون «الإخوان» لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حالات سابقة لشباب من الإخوان في تركيا انتحرت، أو أقدمت على الانتحار، بسبب أزمات مالية ومعيشية، وإشكاليات بشأن أوراق الثبوتية»، موضحاً أن مجموعة من شباب التنظيم عقدوا قبل أشهر حلقة نقاشية على (كلوب هاوس)، تحدثوا فيها عن معاناتهم بشكل صريح، وعن أزماتهم بسبب صراع جبهتي (لندن) و(إسطنبول).

شارك