تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 8 أغسطس 2023.
د ب أ: وفد عسكري عراقي يبحث في أمريكا العلاقة المستقبلية مع التحالف الدولي
وصل وفد عسكري عراقي رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع ثابت محمد العباسي، إلى الولايات المتحدة بدعوة من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون».
وقال اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، في بيان أمس، إن «الوفد يعقد خلال الزيارة، عدة اجتماعات تناقش جملة من المواضيع في مقدمتها العلاقة المستقبلية لتواجد التحالف الدولي، والتعاون الأمني الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، وتبادل الخبرات والمعلومات، خاصة في الجانب الاستخباري في ملاحقة ما تبقى من عناصر عصابات داعش الإرهابية».
وأضاف أن الزيارة تتضمن عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.
وأوضح أن الوفد العراقي يضم رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الأول الركن عبد الوهاب الساعدي، ورئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، والفريق الأول الركن قيس المحمداوي نائب قائد العمليات المشتركة، وعدداً من المستشارين والضباط.
رويترز: أمريكا تعتزم إرسال أسلحة لكييف بقيمة 200 مليون دولار الثلاثاء
قال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن إدارة الرئيس جو بايدن ستعلن عن مساعدات أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار يوم الثلاثاء، إذ تبدأ في توزيع تمويلات بقيمة 6.2 مليارات دولار اكتشفت بعد خطأ محاسبي لوزارة الدفاع (البنتاجون) بالغ في تقدير مساعدات لأوكرانيا بالمليارات.
قالت البنتاغون في مايو إنها خصصت عن طريق الخطأ قيمة أعلى من المطلوب للأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى كييف عندما استخدم الموظفون قيمة غير مناسبة في تصنيف ذخيرة وصواريخ ومعدات أخرى بالمليارات يتم إرسالها إلى أوكرانيا.
تحتاج أوكرانيا إلى أسلحة يمكن إرسالها من المخزونات الأمريكية في غضون أيام أو أسابيع حتى تتمكن من مواصلة معركتها ضد روسيا، وجاء الخطأ المحاسبي في مصلحة كييف لأنه يمكن من إرسال المزيد من المعدات.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنه من الضروري البدء في استخدام هذه التمويلات المكتشفة لأنها تمثل آخر مبلغ من 25.5 مليار دولار سمح بها الكونغرس سابقا في إطار سلطة السحب الرئاسي، والتي يمكن للإدارة استخدامها لإرسال أسلحة من المخزونات الأمريكية في حالة الطوارئ.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن واشنطن تعمل حاليا على طلب ميزانية تكميلية للاستمرار في مساعدة كييف.
وقال المسؤولون إن الإعلان المتوقع يوم الثلاثاء سيمثل الشريحة الأولى من مبلغ 6.2 مليارات دولار المفاجئة التي سبقت الموافقة عليها في إطار سلطة السحب الرئاسي.
تضم هذه الحزمة عناصر مثل معدات إزالة الألغام وأسلحة مضادة للدبابات وبنادق وذخيرة وطائرات اعتراضية للدفاع الجوي من إنتاج لوكهيد مارتن لمنظومة باتريوت وصواريخ ومعدات أخرى.
مسؤولة أمريكية أجرت محادثات صريحة وصعبة مع المجلس العسكري بالنيجر
قالت فيكتوريا نولاند القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي يوم الاثنين إنها سافرت إلى نيامي عاصمة النيجر وأجرت محادثات "صريحة وصعبة" مع كبار مسؤولي المجلس العسكري.
وقالت نولاند في إفادة للصحفيين إنه خلال الاجتماع، لم يهتم مسؤولو المجلس العسكري بمقترحات الولايات المتحدة بشأن السعي لاستعادة النظام الديمقراطي وقوبل طلبها للقاء رئيس النيجر المطاح به محمد بازوم بالرفض.
أمريكا: الدبلوماسية أفضل طريقة للحل في النيجر
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإذاعة آر.إف.آي الفرنسية في مقابلة الثلاثاء، أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لحل الوضع في النيجر، وذلك عقب الانقلاب الذي شهدته الدولة الإفريقية يوم 26 يوليو/ تموز.
وقال بلينكن: «ليس هناك شك في أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لحل هذا الوضع»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدعم مبادرة زعماء غرب إفريقيا لعقد قمة يوم الخميس لبحث الوضع في النيجر.
وأحجم عن التعليق على احتمال انسحاب الجنود الأمريكيين من هناك.
من جهتها، سافرت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند إلى النيجر وأجرت محادثات الاثنين مع كبار مسؤولي المجلس العسكري في البلاد الذي استولى على السلطة الشهر الماضي، لكنها لم تحرز أي تقدم في الاجتماعات التي وصفتها بأنها «صعبة».
وقالت نولاند للصحفيين في إفادة: إنها كانت في نيامي والتقت بموسى سالو بارمو الذي أعلن نفسه وزيراً للدفاع في المجلس العسكري بالنيجر وثلاثة آخرين من حاملي رتبة كولونيل يدعمونه.
وقالت نولاند إن واشنطن عرضت طرقاً لاستعادة النظام الديمقراطي، لكن مسؤولي المجلس العسكري لم يبدوا اهتماماً يذكر.
وأضافت أن الجانب الأمريكي أشار إلى مسائل عرضة للخطر فيما يتعلق بالمساعدة الاقتصادية والمساعدات الأخرى إذا لم يتم عكس الوضع.
وأوضحت «كانت هذه المحادثات صريحة للغاية وفي بعض الأحيان صعبة للغاية، لأننا مرة أخرى ندفع من أجل التوصل إلى حل عبر التفاوض. لم يكن من السهل الحصول على قوة دافعة هناك. هم حازمون تماماً في وجهة نظرهم بشأن الكيفية التي يريدون المضي قدماً بها، وهي لا تتماشى مع دستور النيجر».
تحدثت نولاند لساعتين مع بارمو وفريقه وكانت هناك بعض المحادثات الجانبية، وقوبلت طلباتها للقاء الرئيس المطاح به محمد بازوم أو زعيم المجلس العسكري عبد الرحمن تياني بالرفض.
أ ف ب: مقتل 10 جنود سوريين بهجوم داعشي في الرقة
قُتل عشرة من جنود الجيش السوري، مساء أمس، في هجوم شنه تنظيم داعش الإرهابي استهدف حواجز لهم في محافظة الرقة في شمال سوريا، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء.
واستهدف الهجوم، وفق المرصد، الحواجز العسكرية التابعة لقوات الجيش السوري في بلدة معدان عتيق في ريف الرقة الشرقي،
وأضرم مقاتلو داعش النيران في آليات عسكرية وبيوت مسبقة الصنع قبل أن ينسحبوا من المنطقة.
8 قتلى في بوكروفسك.. وتقدم روسي شرق أوكرانيا
قُتل ثمانية أشخاص على الأقل الاثنين، بإطلاق صاروخين روسيين على مبنى في بوكروفسك شرق أوكرانيا، حيث يؤكد الجيش الروسي أنه يحقق مكاسب ميدانية في الأيام الأخيرة.
وشاهد صحفيون، في وكالة فرانس برس، موجودون في بوكروفسك عمال إنقاذ يعملون في محيط المبنى المكون من خمس طبقات، والذي تضرر بشدة، وكانوا يُجلون جرحى وسط الأنقاض، ويعملون على إنزال سكان عالقين في شققهم باستخدام سلالم كبيرة.
وقال بافلو كيريلينكو رئيس الإدارة العسكرية في دونيتسك في تليغرام إن هذه الضربة خلفت «خمسة قتلى وأربعة عشر جريحاً إضافة إلى ذلك، نحن على علم بمقتل اثنين من موظفي خدمات الإنقاذ الحكومية فضلاً عن عسكري. كذلك، أصيب تسعة من عناصر الشرطة وموظف حكومي محلي وعسكري».
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في وقت سابق إن روسيا ضربت «مبنى سكنياً عادياً»، وأضاف عبر منصة «إكس»: «لقد أُطلِق صاروخان. أصيب مبنى سكني عادي. للأسف ثمة ضحايا. المسعفون في الموقع. إنقاذ الناس مستمر».
ونشر الرئيس الأوكراني مقطعاً مصوراً يُظهر أشخاصاً يُزيلون الأنقاض من مبنى مكون من خمس طبقات، يعود تاريخه إلى الحقبة السوفييتية وقد تهدمت طبقته العلوية جراء الضربة.
وكان عدد سكان بوكروفسك 60 ألفاً قبل الحرب.
وكتبت إدارة بوكروفسك العسكرية على فيسبوك «عملية الإنقاذ مستمرة. اليوم نحن غارقون في الألم والغضب والدموع».
كذلك، أبلغت السلطات العسكرية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا عن مقتل مدنيَّين، هما رجل وامرأة، في غارة روسية مساء الاثنين على قرية كروغلياكيفكا، حيث كان قصف قد أدى إلى مقتل رجلين في اليوم السابق.
تقدم روسي
أكدت روسيا الاثنين، أنها تقدّمت نحو مدينة كوبيانسك في شرق أوكرانيا على بُعد 150 كيلومتراً شمال بوكروفسك، في منطقة استعادتها القوات الأوكرانية في سبتمبر/أيلول الماضي وتواجه هجوماً روسياً منذ أسابيع عدة.
وقالت وزارة الدفاع في نشرتها اليومية «خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أحرز الجنود الروس تقدماً بهذا الاتجاه بعمق أكثر من ثلاثة كيلومترات على جزء من الجبهة يمتد على 11 كيلومتراً».
«اجتياح لإحلال الديمقراطية».. مالي تحذر من «كارثة» بالهجوم على النيجر
حذر وزير خارجية مالي عبد الله ديوب، الاثنين، من «كارثة» في حال تدخل الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) عسكرياً في النيجر، لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم.
وقال ديوب بحضور وزيرة خارجية بوركينا فاسو أوليفيا روامبا، خلال مراسم تهدف إلى ترسيخ العلاقات الثنائية، إن «القوة العسكرية التي استخدمت في بلدان أخرى مجاورة أو في أقطار أخرى، نرى نتائجها. إنها كارثة».
وتابع: «تم اجتياح العراق لإحلال الديمقراطية. بعد عشرين عاماً لا يزال البلد يبحث عن نفسه. ليبيا. يمكننا ذكر المزيد من الدول».
وأكد ديوب: «نحن سواء في بوركينا أو مالي، نعارض أي فكرة تدخل في الشؤون الداخلية، أو أي تدخل عسكري خارجي استجابة لمشكلات سياسية داخلية».
وقال، إنه لا يمكنه أن «يفهم كيف أن بإمكان إكواس إيجاد قوة عسكرية لإعادة سلطات أطيحت في النيجر في حين لم نتلقّ يوماً بندقية كلاشنيكوف لمساعدتنا بوجه هجمات المتطرفين». وأثار الانقلاب، وسبل التعامل معه انقساماً في إفريقيا والعالم. ففي حين دانته دول غربية عدة تتقدمها فرنسا، حذّرت دول مجاورة أبرزها الجزائر من خطورة أي تدخل عسكري.
من جهتها، اعتبرت مالي وبوركينا فاسو اللتان يحكمهما العسكر بنتيجة انقلابات سابقة، أن أي تدخل في النيجر سيكون بمنزلة إعلان حرب عليهما. وتطالب «إيكواس» والدول الغربية بعودة الانتظام الدستوري، وإطلاق سراح الرئيس المحتجز.
وكالات: الانقلابيون في النيجر يطلبون حواراً مع مجموعة إيكواس
أعلن رئيس وزراء النيجر حمودو محمدو، أمس الاثنين، أن الانقلابيين العسكريين طلبوا من وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» العودة إلى نيامي، في مقابلة أجرتها معه شبكة «تي في 5 موند». وكان وفد دول غرب إفريقيا وصل مساء الخميس إلى نيامي سعياً لإيجاد مخرج للأزمة، غير أنه غادر بعد بضع ساعات دون أن يلتقي أياً من قائد المجموعة العسكرية التي نفّذت الانقلاب عبد الرحمن تياني، أو الرئيس المخلوع محمد بازوم. وبعد يوم من انتهاء المهلة التي حددتها «إكواس» للعسكريين حتى الأحد الساعة 23:00 (بتوقيت غرينتش) لتسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة أعلنت المنظمة في بيان أنها ستعقد قمة استثنائية جديدة الخميس في أبوجا. كما أغلق المجلس العسكري المجال الجوي للنيجر حتى إشعار آخر.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الاثنين، إن برامج المساعدات الأمريكية لحكومة النيجر توقف مؤقتاً بسبب الانقلاب العسكري. وقدّر ميلر قيمة المساعدات بأكثر من 100 مليون دولار، وقال إنها تشمل مساعدات إنمائية، وأمنية، ومتعلقة بإنفاذ القانون. وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي أن المساعدات الأمريكية التي تُقدّر قيمتها الإجمالية بنحو مئات الملايين من الدولارات معرّضة للخطر إذا لم يُعد المجلس العسكري الحكومة المنتخبة إلى السلطة.
وأعلن الجيش المالي، أمس، أن باماكو وواغادوغو بصدد إرسال وفد رسمي مشترك إلى نيامي تضامناً مع النيجر في ظل تلويح دول في غرب إفريقيا بتدخل عسكري لمواجهة الانقلاب على الرئيس محمد بازوم. وقال أحد أركان المجلس العسكري المالي الكولونيل عبد الله مايغا: «إن بوركينا فاسو ومالي بصدد إرسال وفد إلى نيامي يرأسه وزير مالي.. الهدف: إظهار تضامن هذين البلدين مع شعب النيجر الشقيق».
وفي محاولة لمنح الدبلوماسية مجالاً إضافياً، أيّدت روما وبرلين تمديد المهلة الإفريقية لانقلابيي النيجر. وأعرب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ستامبا»، أمس، عن أمله تمديد المهلة، مضيفاً: «يجب إيجاد حل.. ما زال يمكننا إيجاد حل غير الحرب».
ومن جهته، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر أن «إيكواس» شدّدت على أنها ستستنفد أولاً جهود الوساطة، وأضاف قائلاً: نعتقد أن جهود الوساطة ما زالت في بدايتها، لأن العقوبات بدأت للتو تؤتي ثمارها. وحذّرت فرنسا رعاياها من السفر إلى النيجر، بينما قالت السفارة الصينية في نيامي إنه يتعين على رعاياها في النيجر المغادرة إلى دولة أخرى أو العودة إلى الصين إن لم يكن لديهم ما يدعو إلى البقاء.
سكاي نيوز: أميركا تعلق على تصاعد اشتباكات السودان.. وهذه رسالتها
علّقت وزارة الخارجية الأميركية، على تصاعد الاشتباكات في السودان خلال الأيام الأخيرة، تزامنا مع استمرار الصراع الممتد منذ منتصف أبريل الماضي، وأدى إلى كارثة إنسانية واسعة وتداعيات سلبية على دول الجوار.
وللأسبوع الثاني على التوالي، اشتدت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيطي قيادة المدرعات في منطقة الشجرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وسلاح المهندسين في مدينة أم درمان، شمال العاصمة.
وفي حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، صامويل وربيرغ، إن ما يجري في السودان يؤثر على المنطقة والقارة الأفريقية بأكملها، والدعوات ما زالت مستمرة لحل الصراع الراهن.
ووجه وربيرغ رسالة إلى طرفي الصراع بالسودان، قائلا: "ما زلنا ندعو أطراف الصراع لوقف القتال فورا والتفاوض بحسن نية من أجل وقف إراقة الدماء، فشعوب المنطقة تريد السلام والعيش بأمن وكرامة، وهذه الصراعات لا طائل منها بل إنها تؤجج النزاع وانعدام الأمن الغذائي وتمكن الجماعات الإرهابية والمتطرفة من زيادة نشاطها".
وبشأن مدى تأثير أزمة النيجر على إيجاد حل للصراع في السودان، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أنه "لا يطغى أي ملف على أي ملف آخر، فكل الأزمات والصراعات لها الأولوية ولا بد من إيجاد السبل لحلها في أقرب وقت ممكن".
كارثة إنسانية
لا تزال عمليات القصف والاشتباكات متواصلة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث وقع قصف باتجاه مواقع الدعم السريع في غرب وجنوب أم درمان وشمال الخرطوم بحري.
أدى الصراع المستمر منذ ما يقرب من أربعة أشهر إلى مقتل أكثر من 3 آلاف شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، وفقا لآخر الأرقام الحكومية الصادرة في يونيو.
بيد أن تقارير غير رسمية تشير إلى سقوط أكثر من 8 آلاف بين قتيل وجريح في مختلف مناطق دارفور خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ما يقرب من 4 ملايين شخص فروا من القتال، وهم يواجهون حرارة شديدة تصل إلى 48 درجة مئوية، وتهديدات بشن هجمات وعنف وموت.
يحتاج 24 مليون شخص إلى مساعدات غذائية وإنسانية أخرى، بما في ذلك 14 مليون طفل.
تحاول الأمم المتحدة إيصال المساعدات إلى 18 مليون سوداني، لكن 93 من شركائها في المجال الإنساني تمكنوا من الوصول إلى 2.5 مليون فقط بين أبريل ويونيو؛ بسبب القتال العنيف والصعوبات في الوصول إلى المحتاجين.
بسبب القصف الجوي والأرضي المتزايد؛ يعيش سكان العاصمة الخرطوم أوضاعا إنسانية معقدة للغاية في ظل تدهور المخزون الغذائي وارتفاع الأسعار ونقص السيولة الناجم عن توقف أنشطة 60 في المئة من سكان العاصمة التي يعتمد 80 في المئة منهم على الأنشطة اليومية التي أصبح من الصعب ممارستها في ظل الأوضاع الأمنية الحالية.
أدى الصراع إلى نزوح أكثر من 3 ملايين شخص داخل السودان، كما أجبر أكثر من 900 ألف شخص على الفرار إلى الدول المجاورة.
"اشتباكات أم درمان" تجبر سودانيين على مغادرة منازلهم
أجبر سودانيون في منطقة أبو روف السكنية بمدينة أم درمان ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، على مغادرة منازلهم، الإثنين، بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأفاد أحد سكان أبو روف بوسط أم درمان لوكالة فرانس برس بوقوع اشتباكات وصفها بأنها "الأعنف" للسيطرة على المنطقة.
وقال: "الجيش يقصف بالمدفعية والطيران باتجاه جسر شمبات (الذي يربط بين أم درمان وبحري شمال الخرطوم) لوقف الإمداد عن قوات الدعم السريع".
وفي هذا الصدد، أفادت لجان مقاومة أبو روف بأن المنطقة شهدت "إخلاء عاما لكل المنازل بأمر من القوات المسلحة من ناحية والدعم السريع من ناحية أخرى وإعلانها منطقة عمليات".
ودعت لجان المقاومة "جميع سكان الأحياء المجاورة إلى مساندة أهالي أبو روف".
وتحدث آخرون عن تواصل "القصف المدفعي والصاروخي" على مناطق وسط مدينة أم درمان وشمال الخرطوم وجنوبها.
وأكد مواطنون بحي الشهداء وسط أم درمان "سقوط قذائف على المنازل".
وأواخر الشهر الماضي أفاد محامو الطوارئ، وهي مجموعة تشكلت خلال احتجاجات ديسمبر 2018 ضد الرئيس السابق عمر البشير، بأنه تم اخلاء مناطق عديدة بالخرطوم وخصوصا في الجنوب والوسط، واستخدام منازل المواطنين "كثكنات عسكرية".
ومنذ 15 أبريل، يستمر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.
وأسفرت هذه الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، كما أجبرت نحو 4 ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى لم تطاولها أعمال العنف أو إلى خارج البلاد.
ويعد السودان من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع النزاع الحالي.
ويستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة من دون جدوى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لطواقم الإغاثة.
لماذا يستعر القتال حول "المهندسين والمدرعات" بالخرطوم؟
للأسبوع الثاني على التوالي، تستعر معارك شرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيطي قيادة المدرعات في منطقة الشجرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وسلاح المهندسين في مدينة أم درمان، شمال العاصمة، مما يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية الكبرى لهما.
سلاح المدرعات
يقع سلاح المدرعات على بعد نحو 12 كيلومترا إلى الجنوب من القيادة العامة للجيش السوداني.
يمتد على مساحة 20 كيلومتر مربع ويضم ألوية مشاة ووحدات لسيارات مدرعة و5 كتائب دبابات من طرز "تي55 و72 و190" ويقدر عددها بنحو 75 دبابة صالحة للقتال.
كما يضم مهبطا بديلا للطائرات.
في جميع الانقلابات الأربع المكتملة التي شهدها السودان منذ استقلاله في عام 1956، لعب سلاح المدرعات الدور الحاسم في إنجاح تلك الانقلابات لما يمتلكه من قوة ضاربة.
أما في المعركة الحالية، فإن أهمية سلاح المدرعات الكبرى تكمن في أنه يعتبر النقطة الأخيرة الحاسمة الفاصلة بين تمركزات وإمدادات قوات الدعم السريع الحالية والقيادة العامة للجيش خصوصا بعد سقوط معسكر اليرموك وقيادة الاحتياطي المركزي في جنوب الخرطوم في يد قوات الدعم.
سلاح المهندسين
الاهتمام بسلاح المهندسين فيأتي من موقعه الجغرافي المتميز، فهو قريب من جسر "الفتيحاب"، أحد الجسور الرابطة بين مدينتي أم درمان والخرطوم.
هذا يسهّل وصول الإمدادات إلى منطقة القيادة العامة في شرق الخرطوم؛ كما تحيط به أحياء ذات أهمية تاريخية كبيرة وأخرى مكتظة بالسكان.
السودان.. حرب بنكهة خارجية
ووفقا لمحمد سليمان وهو ضابط متقاعد، فإن سلاح المهندسين يُعد واحدا من أهم أسلحة الدعم بالنسبة للجيش ويتميز بموقع جغرافي مؤثر جدا من الناحية العملياتية.
ويقول سليمان لموقع "سكاي نيوز عربية" إن سلاح المهندسين ليس من الأسلحة القتالية المباشرة إلا ان سقوطه يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على مدينة أم درمان، خصوصا قاعدة وادي سيدنا الواقعة في شمال المدينة والتي تعتبر واحدة من أهم المواقع العسكرية للجيش.
وإضافة إلى الأهمية الجغرافية، فإن سلاح المهندسين يقدم الدعم الفني واللوجستي للقوات المقاتلة ويساعدها في فتح الطرق والجسور المؤدية إلى مناطق العمليات.
كما يساعد في عمليات عزل العدو من خلال تعطيل الطرق والجسور لمنع وصول قواته والحصول على الإمدادات. ولسلاح المهندسين مهام كبيرة في أوقات السلم مثل إنشاء الطرق والجسور والمشاركة في عمليات الدفاع المدني ونزع الألغام.
خريطة السيطرة
وبعد مرور نحو 4 أشهر من الاشتباكات العنيفة في الخرطوم وعدد من مدن البلاد الأخرى، لم يستطع أي من طرفي القتال إعلان النصر على الآخر.
لكن استنادا إلى حجم انتشار جنود كل طرف على الأرض، فإن قوات الدعم السريع تسيطر على نحو 70 بالمئة من مدينة الخرطوم التي تعتبر العاصمة الإدارية للبلاد وتشكل الضلع الثالث للعاصمة المثلثة التي تضم أيضا مدينتي أم درمان والخرطوم بحري.
وتضم مدينة الخرطوم أكثر من 95 بالمئة من المناطق الحيوية العسكرية والمدنية في البلاد والتي يسيطر الدعم السريع على معظمها بما في ذلك مطار الخرطوم الدولي.
أما الجيش فعلى الرغم من فقدانه السيطرة على معظم المناطق والمقار العسكرية، إلا انه لا يزال يسيطر على سلاح المدرعات ذو الأهمية الاستراتيجية من الناحية العسكرية والذي تدور حوله معارك ضاربة الآن.
ويسيطر الجيش في أم درمان، العاصمة الثقافية للبلاد على قاعدة وادي سيدنا والسلاح الطبي وسلاح المهندسين إضافة إلى نحو 60 بالمئة من مجمل أحياء المدينة، في حين يسيطر الدعم السريع على عدد من منافذ مدينة أم درمان ونحو 40 بالمئة من أحياؤها السكنية وطرقها الرئيسية.
وتحيط الكثير من الضبابية بمنطقة الخرطوم بحري التي تشهد معارك كر وفر متواصلة بين الطرفين، ففي حين تمكن الجيش مؤخرا من استعادة عدد من المواقع التي فقدها وتحديدا المناطق الشرقية والشمالية.
لكن المناطق الحيوية المدنية والخدمية والعسكرية في وسط وجنوب مدينة الخرطوم بحري ظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ويمكن القول إن 60 بالمئة من مناطق لخرطوم بحري وشرق النيل تقع تحت سيطرة الدعم السريع فيما يسيطر الجيش على المناطق المتبقية ومن أهمها معسكر "الكدرو" الذي تدور حوله ايضا معارك طاحنة منذ عدة اسابيع.
ويتقاسم الجيش والدعم السريع السيطرة على الجسور السبع الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة، فيما يتفوق الدعم السريع نسبيا في السيطرة على المنافذ حيث يتحكم في مدخلي العاصمة من ناحيتي ولاية الجزيرة في الجنوب ومنطقة النيل الأبيض، كما يتقاسم مع الجيش السيطرة في مداخل مناطق شرق النيل التي تدور حولها معارك مستمرة ايضا.
ويسيطر الجيش على المنفذ القادم من شندي في الشمال عبر جصر المتمة ويؤدي إلى وادي سيدنا والكلية الحربية وبقية المعسكرات الواقعة في منطقة كرري.
ومن بين ولايات البلاد الثمانية عشر، لا تزال 9 ولايات خارج الصراع، بينما فرض الدعم السريع سيطرته على نحو 70 بالمئة من ولايات دارفور الخمس، بما في ذلك ولاية وسط دارفور الحيوية.