الخرطوم تشهد أعنف أيامها منذ اندلاع الحرب/غارات ليلية للطيران الروسي تستهدف مقراً عسكرياً لـ«النصرة»/الجنوب الليبي... ساحة خلفية لصراعات السلطة والمعارضة التشادية

الإثنين 21/أغسطس/2023 - 10:21 ص
طباعة الخرطوم تشهد أعنف إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 20 أغسطس 2023.

الاتحاد: الإمارات.. جهود حثيثة لدعم ضحايا الإرهاب إقليمياً وعالمياً

لم يتوقف دور وجهود دولة الإمارات لمكافحة الإرهاب عند حد معين، بل تقدم الدعم لضحايا التطرف والإرهاب على مستوى العالم بغض النظر عن معتقداتهم وجنسياتهم وأعراقهم، ضمن استراتيجية الدولة في مكافحة التنظيمات المتطرفة. 
وبمناسبة اليوم الدولي لدعم ضحايا الإرهاب، الذي يوافق 21 أغسطس من كل عام، ثمن خبراء، مساهمات الإمارات في الحد من تبعات العمليات الإرهابية بالوطن العربي والعالم، مطالبين الأمم المتحدة بأن تخصص وسام شرف تقديراً لجهود الدولة في المجال الإنساني، واستنساخ الاستراتيجية والتجربة الإماراتية لاستفادة منها دولياً.
وفي إطار المساهمات، قدمت الإمارات دعماً لفريق التحقيق «يونيتاد» التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي، بحق الإيزِيدِيين، بالتعاون مع هيئات خاصة لتقديم دعم نفسي للضحايا. 
وشمل تقديم الدعم لضحايا الإرهاب، إعادة ترميم وبناء الإرث الثقافي العراقي الذي سعى «داعش» إلى تدميره، حيث طالت جرائمهم مواقع تاريخية ومقدسة مثل كنيستي «الطاهرة» و«الساعة»، وجامع النوري في الموصل، التي أسهمت الإمارات في إعادة بناء المعالم الثلاثة بالتعاون مع اليونسكو، بالإضافة إلى تقديم ملايين الدولارات لإصلاح ما أفسدته التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وأسست الإمارات في عام 2012 مركز «هداية» بالشراكة مع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ومن ضمن أهدافه دعم ضحايا الإرهاب، ومكافحة التطرف. وقال عضو مجلس الشورى اليمني، ورئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العربي علوي الباشا، نستذكر في هذا اليوم باعتزاز الدور المحوري الذي تضطلع به دولة الإمارات الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله»، في مكافحة الإرهاب ومعالجة آثاره على الضحايا المتضررين والمجتمعات المستهدفة من هذا الخطر.
وعبر الباشا في تصريح لـ«الاتحاد» عن الامتنان لما تقوم به الإمارات من مساهمات إنسانية لجبر ضرر ضحايا الارهاب والتطرف خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به الدولة إقليميا ودوليا للحد من مخاطر الإرهاب والعمل على عدم عودة انتشاره في بؤر جديدة.
ومن جانبه، أوضح الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إن دولة الإمارات لديها استراتيجية مهمة في مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، ودمج وتأهيل كل الذين تخلوا عن الأفكار المتشددة والمتطرفة داخل المجتمعات العربية.
وقال أديب في تصريح لـ«الاتحاد» إن الإمارات قامت بدعم المؤسسات المعنية بمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة، وخاصة التعليمية والثقافية والفنون، التي من شأنها أن تقف أمام خطر التطرف، مؤكدا أن الإمارات تعتبر الدولة الأهم والأكبر إقليمياً وعربياً ودولياً في مواجهة تنظيمات العنف والتطرف، حيث نجحت في مواجهتها من جانب، ورعاية ضحاياها من جانب آخر، وتقديم دعم حقيقي على مستوى تفكيك أفكار التنظيمات، والتنسيق الأمني والمعلوماتي.
وفي السياق نفسه، أشار خبير مكافحة الإرهاب الدولي، اللواء رضا يعقوب في تصريح  لـ«الاتحاد» الى أن الإمارات أنشأت عشرات المراكز البحثية التي تقوم بقراءة وتحليل أفكار التنظيمات قراءة دقيقة، منها مركز «هداية» بالشراكة مع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ومركز «صواب» لدعم التحالف الدولي لمكافحة التطرف والإرهاب. ولفت إلى أن دور الإمارات في مكافحة الإرهاب ورعاية ضحاياه والمتضررين منه، اتخذ عدة أوجه منها المواجهة المباشرة، والدعم المالي غير المسبوق على المستوى العالمي، والتعاون مع الدول والمنظمات المعنية. ونوه خبير مكافحة الإرهاب إلى أن الإمارات قدمت دعماً لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي رغم أنه لا يتواجد على أراضيها، ولأنها ترى أنه يؤثر على أمن المنطقة ككلل ولذلك قدمت الدعم لمواجهة خطره، كما قدمت الدعم لمواجهة خطر جماعة «الإخوان» الإرهابية، والتنظيمات المتطرفة الموجودة في دول الساحل والصحراء وغرب أفريقيا.
وأشاد نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي السفير الدكتور صلاح حليمة، بالدور  الإنساني الحيوي للإمارات في مواجهة الأنشطة الإرهابية ومحاربة التطرف، ودعم المتضررين منه.
وأوضح حليمة لـ«الاتحاد» أن الإمارات من الدول المتميزة في دعم ضحايا العمليات الإرهابية، وتقديم كافة الجهود التي تلقى كل الاحترام والتقدير من الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة. 
وأشاد بجهود الدولة في مكافحة التنظيمات الإرهابية في أفريقيا من خلال الدعم والتنمية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها للدول التي تعاني من الإرهاب، ومكافحة الفقر والأمراض، وزيادة فرص التعليم والوعي من خلال برامج تهتم بالجانب البشري.
وتسهم مساعدات الإمارات بشكل كبير في التطوير والتحديث والتنمية، وبالتالي القضاء على الفقر والجوع، ومن هنا فإن لاستضافة الإمارات لقمة المناخ «كوب 28» إسهاماً كبيراً في دفع عملية التنمية، وبالتالي مكافحة مسببات انتشار الإرهاب والتطرف، خاصة أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، وتحقيق الأمن في حد ذاته مكافحة للإرهاب والتطرف.  

النيجر.. المجلس العسكري يعلن عن فترة انتقالية لـ 3 سنوات

قال رئيس المجلس العسكري في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، إنه يريد تشكيل حكومة انتقالية تبقى في السلطة لفترة لا تزيد على 3 سنوات، في الوقت الذي حذر فيه من التدخل الأجنبي. 
وقال تشياني مساء أمس الأول، في خطاب متلفز، إنه يريد قبل ذلك إجراء «حوار وطني شامل» خلال 30 يوماً والتشاور مع جميع النيجريين. 
وقال: «الحوار الوطني سيوفر الأساس لوضع دستور جديد»، مؤكداً أن القرارات سيتم اتخاذها من دون تدخل خارجي.  وتأتي تصريحات تشياني بعد أن قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، إن وزراء الدفاع في المجموعة يعدون خطة للتدخل إذا لم تتم استعادة النظام الدستوري.
إلى ذلك، قال مسؤول حضر المحادثات بين قادة المجلس العكسري ووفد «إيكواس»، إن المحادثات التي جرت أمس الأول، في نيامي لم تسفر عن الكثير.
وأشار المسؤول إلى أن «العسكريين يتعرضون لضغوط من العقوبات الإقليمية لرفضهم إعادة رئيس البلاد محمد بازوم، الذي أطاحوا به قبل نحو شهر، إلى منصبه».
وكانت المحادثات التي استمرت ساعتين تقريباً هي المرة الأولى التي يلتقي فيها قائد المجلس العسكري، الوفد بعد رفض محاولات سابقة.
وفي السياق، أعلن التلفزيون النيجري الرسمي أن مالي وبوركينا فاسو نشرتا طائرات حربية في البلاد استعداداً للتصدي لأي عمل عسكري مرتقب على البلاد من جانب «إيكواس». 
وبث التلفزيون النيجري صوراً للطائرات الحربية التي نشرتها مالي وبوركينا فاسو بأحد مطارات النيجر. 
وقال إن «نشر هذه الطائرات يأتي تنفيذاً لتعهدهما بالوقوف إلى جانب النيجر رداً على أي تدخل عسكري محتمل من قبل الإيكواس».  
وأضاف أن «ضباطاً من قادة أركان مالي وبوركينا فاسو والنيجر عقدوا اجتماعاً في العاصمة نيامي في إطار جهود التصدي للتدخل العسكري المحتمل». 
وفي السياق، قالت الجزائر، إنها على قناعة بأن الحل التفاوضي السياسي لا يزال ممكناً لاستعادة النظام الدستوري والديمقراطي في النيجر.
وقال بيان لوزارة الخارجية أمس الأول: «في الوقت الذي تزداد فيه ملامح التدخل العسكري في النيجر وضوحاً، تأسف الجزائر بشدة لإعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف عوض مسار الحل السياسي والتفاوضي الذي يسمح باستعادة النظام الدستوري والديمقراطي بشكل سلمي في هذا البلد الشقيق والجار».
وأضاف البيان أن «الجزائر تظل فعلياً على قناعة قوية بأن هذا الحل السياسي التفاوضي لا يزال ممكناً، وبأن السبل التي يمكن أن تؤدي إليه لم تُسْلك كلها بعد، وبأن كل فرصه لم تُسْتَنْفَد بعد».

جهود مكثفة للوصول إلى حل سلمي في السودان

أعلنت قوى «الحرية والتغيير» في السودان مواصلة التحركات لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أبريل الماضي، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أحياء عدة بالخرطوم ومدن أخرى.
وقال عضو المجلس السيادي السابق، والقيادي بقوى «الحرية والتغيير  المجلس المركزي»، محمد الفكي، في تصريحات لوسائل إعلام، إن القوى السياسية الموقعة على «الاتفاق الإطاري»، ستكثف من تحركاتها الرامية لإنهاء الأزمة وصولاً إلى حل سلمي يعيد مسار الانتقال والحكم المدني.
وأضاف أن «الاتفاق الإطاري ليس مُقدساً، ولكنه سيظل موجوداً بقضاياه التي قُتلت بحثاً في الورش وهي صالحة كمرجعيات لحل الأزمة».
وذكر الفكي، أن «الجبهة العريضة لإنهاء الأزمة ستشمل كل الرافضين للقتال والمنادين بالتحول الديمقراطي، باستثناء حزب المؤتمر المحلول والداعمين لإشعال الحرب»، معتبراً أن جماعة «الإخوان» هي من أشعل الأزمة ولا يحق لهم المشاركة.
وأجازت القوى المدنية الموقعة على «الاتفاق الإطاري»، الأسبوع الماضي، في أديس أبابا، رؤية سياسية لإنهاء الأزمة وإعادة تأسيس الدولة السودانية.
وفي نهاية يوليو الماضي، دعت قوى «الحرية والتغيير»، عقب اجتماع في القاهرة، إلى تشكيل «جبهة مدنية موحدة» من أجل إيقاف النزاع المستمر في السودان.
أمنياً، شهدت العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، أمس، اشتباكات بأسلحة ثقيلة وخفيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وقال شهود عيان، إن رقعة الاشتباكات توسعت جنوبي الخرطوم مع سماع أصوات مدفعية ثقيلة وانفجارات في محيط المدينة الرياضية وأرض المعسكرات.
كما اندلعت معارك عنيفة بأسلحة ثقيلة في محيط «سلاح المدرعات» جنوبي العاصمة، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
ووفقاً للشهود، تشهد أحياء «الشجرة والرميلة وجبرة والصحافة والسلمة وسوبا» جنوبي العاصمة، تردياً كبيراً في خدمات الكهرباء والمياه إثر الاشتباكات المستمرة في المنطقة.
 وشهدت مدينة أم درمان غربي الخرطوم، اشتباكات عنيفة في محيط «سلاح المهندسين»، كما شهدت مدينة بحري اشتباكات شديدة، ما أدى إلى ازدياد معاناة المدنيين.
كما تواصلت الاشتباكات في مدينتي «نيالا»، مركز ولاية جنوب دارفور، و«الفولة» بولاية غرب كردفان، مع استمرار حركة نزوح للسكان، بحسب شهود عيان.
وأمس الأول، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أنها تحتاج بشكل عاجل إلى 400 مليون دولار لتقديم الدعم إلى 9 ملايين طفل في السودان.
وقالت: «نحتاج بشكل عاجل إلى 400 مليون دولار لتقديم الدعم إلى 9 ملايين من الأطفال الأكثر هشاشة»، مشيرةً إلى «بعد 4 أشهر من الأزمة في ‎السودان، هناك 14 مليون طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة، لكن التمويل المتاح لا يمكنّنا إلا أن نصل إلى 10 % منهم».
وفي يونيو الفائت، أكّدت نائبة ممثل منظمة «اليونيسيف» في السودان ماري لويز إيغلتون، أن منظمات الإغاثة تجد صعوبات جمة في التعامل مع الإشكاليات الإنسانية جراء الأزمة، قائلةً إن «الوضع مروّع وكارثي للأطفال في السودان، وقبل الأزمة كان نحو 9 ملايين طفل بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية تشمل الغذاء والمرافق الصحية وقد ازداد عدد هؤلاء بـ 5 ملايين طفل بعد اندلاع هذه الأزمة، ويعني هذا أن حولي نصف الأطفال في السودان يواجهون خطر الموت بسبب نقص الحاجات الأساسية وغياب الأمن».

البيان: الخرطوم تشهد أعنف أيامها منذ اندلاع الحرب

عاشت العاصمة السودانية الخرطوم بمدنها الثلاث أمس، مواجهات هي الأعنف في منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ دارت معارك ضارية حول عدد من المواقع العسكرية المهمة لا سيما في المنطقة المتاخمة لسلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، واستمرت طوال ساعات النهار. وسمع دوي انفجارات في مناطق متفرقة، في كل من الخرطوم بحري وأم درمان.

وقال شهود لـ «البيان» إن الاشتباكات استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وإن الطيران الحربي شن غارات استهدفت تمركزات لـ«الدعم السريع» بجنوب الخرطوم لا سيما منطقة المدينة الرياضية شرقها، وقصف الطيران الحربي مواقع بحي الرياض، كما نفذ هجمات جوية على تجمعات لـ«الدعم السريع» بمنطقة الفتيحاب أم درمان بالقرب من سلاح المهندسين، كما تم تبادل للقصف المدفعي بين الجيش و«الدعم السريع» في الخرطوم بحري.

وشنت قوات الدعم السريع هجوماً عبر محاور عدة على سلاح المدرعات السلاح الاستراتيجي المهم بالنسبة للجيش، ولكن تصدت قوات الجيش للهجوم، مع وقوع خسائر بشرية من الجانبين.

وعلى الجانب الإنساني فاقم استمرار المعارك معاناة المدنيين الذين ما زالوا متواجدين في الخرطوم، في ظل انعدام الأدوية وتوقف غالبية المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، بجانب نفاد السلع الضرورية للحياة، مع قطاعات في خدمات المياه والكهرباء، ويعيش مئات السودانيين بأحياء أم درمان القديمة أوضاعاً مأساوية، إذ شهدت تلك الأحياء معارك شرسة، فقدوا فيها عشرات القتلى، كما تعيش أحياء السرة واللاماب والصحافة والنزهة المتاخمة لجنوب المدرعات الأوضاع الحرجة ذاتها، مع تعثر وصول المساعدات الإنسانية لهم. 

مصرف ليبيا المركزي يطوي صفحة الانقسام

أعلن محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق عمر الكبير أمس، أن المصرف عاد مؤسسة سيادية موحدة، بعد قرابة عقد من الانقسام إلى فرعين. وجاء إعلان المحافظ الصديق الكبير في مقر المصرف بطرابلس عقب اجتماع مع نائب المحافظ مرعي مفتاح رحيل ومدراء إدارات فرعي البنك في طرابلس وبنغازي.وانقسم مصرف ليبيا المركزي إلى فرعين في غرب وشرق البلاد منذ 2014.

محطة مهمة

وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة عبر منصة «إكس»(تويتر سابقاً) إن «هذه محطة مهمة في سبيل تعزيز أداء هذه المؤسسة السيادية الهامة، مع استمرار التزامنا بالتكامل وتعزيز إجراءات الشفافية والإفصاح التي تبنتها حكومتنا».

وأكدت مصادر لـ «البيان» أن إعلان هذه الخطوة جاء نتيجة توافقات بين الفرقاء الأساسيين في طرابلس وبنغازي وبخاصة القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر والدبيبة اللذين سبق لهما أن اتفقا على عدد من القرارات المهمة ومنها تعيين رئيس للمؤسسة الوطنية للنفط في يوليو 2022، وعلى حل أزمة الحقول والموانئ النفطية، والتوصل إلى حل وسط لموضوع تقاسم إيرادات النفط والغاز.

وجاء إعلان الخطوة بعد ساعات عبر بيان عن اتفاق بين رئيس المجلس الرئاسي الليبي ورئيس مجلس النواب والقائد العام للجيش، على تولي مجلس النواب مسؤولية اتخاذ الإجراءات لاعتماد القوانين الانتخابية المحالة إليه من لجنة 6+6، ودعوة رئيس البعثة الأممية عبدالله باتيلي إلى عدم المبادرة بإصدار أي قرار أحادي.

ترحيب مصري

وثمنت مصر، في بيان صادر عن الخارجية أمس، ما تضمنه البيان من تأكيد على الملكية الوطنية لأي مسار سياسي وحوار وطني ليبي.

البيان: دمشق وأنقرة.. المسافة تكبر والتقارب يبتعد

لطالما كانت العثرة في التقارب بين دمشق وأنقرة، هي اشتراط الحكومة السورية، انسحاب القوات التركية من الشمال السوري، حيث تنتشر القوات التركية في مناطق واسعة بريفي حلب وإدلب، على مقربة من خطوط ما يسمى بـ«خفض التصعيد».

إلا أن المواقف التركية كانت دائماً تشترط الانسحاب للتوصل إلى حل سياسي، وإلى ضمانات أمنية، ألا تكون الأراضي السورية مصدراً لزعزعة الأمن القومي التركي. على الرغم من الاجتماعات التقنية، والأمنية، التي جرت بين الجانبين، التي توجت بلقاء بين وزيري خارجية الدولتين، إلا أن المعضلة الأساسية ما زالت قائمة.

تصريحات الأسد

في الحوار الأخير الذي أجرته قناة «سكاي نيوز عربية» مع الرئيس السوري، بشار الأسد، شدد على ضرورة الانسحاب التركي من أراضي بلاده، رافضاً اللقاء مع الرئيس، رجب طيب أردوغان، دون تحقيق هذا الشرط، معتبراً أن أي لقاء ليست له أهمية قبل تحقيق مطالب سوريا المشروعة.

الرد التركي تأخر على مطالب الرئيس السوري، على غير العادة، ولم يأت على لسان نظيره التركي، إنما على لسان وزير الدفاع، لإضفاء طابع أمني يترجم المخاوف التركية جراء الانسحاب دون ضمانات.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إنه لا يمكن تصور مغادرة سوريا دون ضمان أمني لحدود بلاده، معتبراً أن وطنه لديه «نقاط حساسة» في هذا الصدد، مؤكداً في لقاء متلفز الأسبوع الماضي، أن تركيا ترغب في إحلال السلام في سوريا، مشيراً إلى أن «صياغة دستور جديد لسوريا واعتماده، أهم مرحلة لإحلال السلام هناك».

تقارب مستبعد

وصرح السفير التركي السابق في سوريا، عمر أونهون، في وقت سابق خلال مقابلة مع صحيفة «إندبندنت»، بنسختها التركية، إن الأسد كرر ما كان يقوله منذ أشهر.

وعلى ما يبدو، فإن فرص التقارب بين دمشق وأنقرة، ليست في متناول اليد في الفترة الحالية، نظراً لفشل كل المحاولات الروسية في تقريب وجهات النظر وبناء الثقة بينهما.

ويرى محللون إن أي تقارب سوري تركي ليس مرتبطاً بالمحاور الإقليمية بقدر ما هو مرتبط بالمساعي الدولية الشاملة، لإيجاد حل شامل للأزمة السورية، بما في ذلك أزمة اللاجئين، والحل السياسي، بالإضافة إلى ضمان كل طرف لمطالب الأمن القومي.

الخليج: الجامعة العربية: التحديات متعددة وتستوجب وحدة الصف

أكدت الجامعة العربية أن التحديات التي تواجه المنطقة متعددة ومتنوعة، ومنها ما يمس أمنها واستقرارها، ومنها ما يمس دينها وقيمها المجتمعية، مشددة على أنه لا بديل للتصدي لها سوى العمل الجاد ومضاعفة الجهد، ووحدة الصف وتوحيد الكلمة وتعزيز التعاون والتشبيك، وإيلاء الأهمية القصوى للتدريب وبناء القدرات، فيما أودعت سلطنة عمان وثيقة الانضمام للميثاق العربي لحقوق الانسان.

ولفتت الأمين العام المساعد للجامعة رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة هيفاء أبوغزالة في كلمتها، في افتتاح الدورة العادية العشرين للجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان، التي انطلقت أمس الأحد بالقاهرة، إلى أن الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال محروم من أرضه وإنسانيته وأبسط حقوقه، بينما الكتب السماوية تحرق وتدنس نهاراً جهاراً، بحجة حرية التعبير ومؤسسة الزواج تجابه بمفاهيم دخيلة على المجتمع العربي مهد الديانات وموطن الحضارات، مشيرة إلى أن الأزمات الداخلية في بعض البلاد العربية، وما يرافقها من نزوح يفاقم معضلة بيع الإنسان، والتي وصفتها بالجريمة البشعة المتمثلة في جريمة الاتجار بالبشر، وما تولد عنها من استغلال للمرأة والفتاة.

وأشادت أبوعزالة بإيداع سلطنة عمان وثيقة الانضمام للميثاق العربي لحقوق الإنسان، مثمنة الرؤية الصائبة للقيادة العمانية للإقدام على هذه الخطوة، التي اعتبرتها إضافة قوية لمنظمة حقوق الإنسان القائمة، تحت الجامعة العربية.

وشدد رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان السفير طلال خالد المطيري، على خطورة التهديدات الكبيرة والتحديات الجسيمة التي تواجه الشعوب العربية، مطالباً بتوحيد الكلمة والتحرك على نحو منظم ومنسق باتجاه التعامل معها، فضلاً عن المبادرة دولياً بطرح مشاريع قرارات تخدم الأولويات والمصالح العربية.

وقال إن اجتماع اللجنة، يأتي في ظل استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداءات على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وفى الوقت نفسه تزداد مشاعر الكراهية الدينية على نحو مقلق، ويتعرض الأطفال العرب لما من شأنه المساس بقدسية مؤسسة الأسرة.

ولفت إلى أن جدول أعمال الدورة على مدى ثلاثة أيام، يترجم مختلف شواغل العرب في المرحلة الراهنة من فلسطين، التي كانت ومازالت وستظل أولوية الأولويات في ظل ما تشهده الأراضي المحتلة، من انتهاكات متواصلة على يد القوة القائمة بالاحتلال. وطالب بسرعة إنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية والإفراج فوراً عن جميع المعتقلين الفلسطينيين وجثامين الشهداء، داعياً المجتمع الدولي لضمان المساءلة والحد من الانفلات من العقاب والتحدي الصارخ للشرعية الدولية.

وأضاف المطيري: أنه لا يمكن السكوت أمام تطاول البعض في الغرب على المصحف الشريف، واصفاً ذلك بأنه فعل مشين وتصرف غير مقبول وتطرف مدان ومستنكر، مرحباً في هذا الصدد بقرار مجلس حقوق الإنسان في جنيف في 11 يونيو الماضي الذي أدان صراحة تدنيس القرآن الكريم.

وانتقد الحملة الإعلامية التي تمجد المثلية وتطالب بتقنينها، والتي لم تسلم منها المنطقة العربية، موضحاً أن هذه الحملة تهدد الفطرة السليمة، مشدداً على ضرورة التصدي لها قانونياً وسياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً.


العراق.. تمدد تسجيل قوائم مرشحي انتخابات مجالس المحافظات ليومين

قررت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، الأحد، تمديد موعد تسجيل قوائم مرشحي انتخابات مجالس المحافظات لمدة يومين، فيما أعلن ائتلاف «الوطنية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، عدم المشاركة فيها، لأن الوقت غير مناسب الآن لإحيائها.

وذكرت المفوضية في بيان مقتضب أنه «تقرر تمديد فترة استقبال قوائم المرشحين لمدة يومين لغاية نهاية الدوام الرسمي ليوم الثلاثاء المقبل».

وكانت المفوضية العليا، قد مددت الثلاثاء الماضي، فترة تسجيل المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات، وتسجيل التحالفات والأحزاب السياسية لغاية اليوم الأحد، على أن تنتهي بنهاية الدوام الرسمي.

من جهته، أكد ائتلاف «الوطنية» في بيان، أن «تاريخ الوفاق الوطني العراقي حركة، ثم حزباً، وائتلاف الوطنية كذلك، يحفل بالمآثر والمواقف الوطنية التي أسهم بها ومن خلالها في تقويض عروش الطغاة، وقلاع الدكتاتورية».

وأضاف: «نضال الوفاق وزعيمه إياد علاوي كان خير معبر عن آمال وطموحات الشعب العراقي، وفي مقدمة المدافعين عن حق شعبنا في الحياة الحرة الكريمة، ومن هنا جاء دعمنا لانتفاضة أكتوبر السلمية عام 2019، وصولاً إلى الاستقالة من مجلس النواب، وشبابها الذين قدموا على مذبح الحرية، وفي سبيلها، مئات الضحايا وعشرات آلاف الجرحى والمعاقين معبرين عن إرادة الشعب في محاربة الفساد، والانتفاض على دكتاتورية الأحزاب والاحتلال، ورفع شعارات محددة تتعلق بالبحث عن وطن ودولة المواطنة التي تقوم على العدل والمساواة».

وتابع: «وقد كانت في مقدمة المطالب التي تحققت هي إلغاء مجالس المحافظات وسد باب من أبواب الفساد والمناورات المشبوهة وتحقق هذا المطلب بدماء الضحايا والجرحى».

وأضاف: «نؤمن بأن هذه المجالس هي حلقة زائدة في تركيبة الدولة وهي باب من أبواب الاستحواذ على مقدرات الشعب، لكننا أردنا الاشتراك في الانتخابات كونها مجالس خدمية وعدلنا عن رأينا في الاشتراك بها بعد اتخذنا قراراً نحن وحلفاؤنا بعدم المشاركة ذلك أن حالتي الفساد والنفوذ الأجنبي لا تزالان مخيمتان على أجواء الانتخابات، إضافة إلى المال السياسي الذي لا يزال لاعباً كبيراً وأساسياً في العملية الانتخابية والديمقراطية الزائفة».

ورأى، أن العودة إلى الانتخابات بشكلها القديم ما هو إلا التفاف على مطالب شعبنا الكريم وثوار أكتوبر التي هي مطالب الشعب العراقي، والتي يحاول رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحقيقها، لكن قوى الفساد والأعراف أقوى من إرادته.

وشدد على أنه اعتزازاً من الوفاق وائتلاف الوطنية بأكتوبر والمطالب الخيرة والسامية التي جاء بها المحتجون السلميون، فإننا نعلن لشعبنا الكريم عدم مشاركتنا في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، وأن موقفنا هذا جاء بعد اجتماع قادة حزب الوفاق الوطني وبالتنسيق مع الأحزاب المؤتلفة في ائتلاف الوطنية احتراماً لدماء الضحايا وتضحيات الثوار التي طالما عبرنا عنها، ودعمنا منذ تأسيس حزب الوفاق الوطني دفاعاً عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية منذ أكثر من 40 عاماً قدمنا خلالها أعز رجالنا ضحايا على طريق الحرية ومقارعة الظلم والفساد تحت راية الوفاق وائتلاف الوطنية النيابي.

وأكد أن مجالس المحافظات هي ممارسة ديمقراطية تعبر عن إسهام الشعب في إدارة شؤونه ونحن نؤيدها من هذا الباب، لكن استغلالها من قبل قوى ومافيا الفساد جعلنا على يقين بأن الوقت غير مناسب الآن لإعادة أحيائها بعد أن سحقتها ثورة المحتجين السلميين.

وختم: «نعاهد شعبنا الكريم سنبقى كما كنا بطليعة المعبرين عن آماله وتطلعاته في حياة حرة كريمة، ليحيا المواطن العراقي في وطن متكامل ومواطنة متساوية وعادلة من دون وجود أقليات ومحاصصة وطائفية سياسية».

الشرق الأوسط: غارات ليلية للطيران الروسي تستهدف مقراً عسكرياً لـ«النصرة»

دمَّر الطيران الحربي الروسي مقراً عسكرياً لما يسمى بـ«هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة»، في غارة ليلية شنها قرب منتصف ليل الأحد الاثنين.

وقال مصدر ميداني رفيع المستوى، لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية، «رصدت طائرات الاستطلاع الروسية عدة آليات تابعة لتنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي، قامت ليلاً بنقل معدات عسكرية وصناديق يعتقد أنها تحتوي على طائرات مسيَّرة، من أحد مستودعاتها في مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا، نحو محيط مدينة إدلب من الجهة الغربية».

وتابع المصدر: «حدد طيران الاستطلاع الروسي الإحداثيات بشكل دقيق وتم التعامل معها عبر 3 غارات من الطيران الحربي، مما أدى لتدمير المقر المستهدف بالكامل»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وكشف المصدر أن «المعلومات الأولية تشير إلى مقتل 6 مسلحين على الأقل، وإصابة آخرين معظمهم من جنسيات صينية وشيشانية بالإضافة إلى تدمير 3 سيارات». وأوضح المصدر أن المقر المستهدف حديث الإنشاء، وقد قام مسلحو «النصرة» بتشييده مؤخراً ضمن الأراضي الزراعية غرب مدينة إدلب بالقرب من «تلالرمان» للاستفادة من الكثافة الخضراء والأشجار التي تغطي مزارع المنطقة بهدف الاحتماء من الضربات الجوية، إلا أن المعلومات الاستخباراتية وتكثيف عمليات الاستطلاع الجوي، كانت كافية بكشف المقر والتعامل معه بدقة متناهية. حسب تعبيره.

الجنوب الليبي... ساحة خلفية لصراعات السلطة والمعارضة التشادية

ألقت الأوضاع المتصاعدة في تشاد بظلالها على الجنوب الليبي، وزادت من عمليات «اختراق الحدود» من قبل جماعات متمردة في ظل صراعها المحتدم مع السلطة الانتقالية بإنجامينا، وسط دفع «الجيش الوطني» برئاسة المشير خليفة حفتر بقوات لصد أي تغولات محتملة.

ويأتي التصعيد في البلد المتاخم لليبيا عقب إعلان جبهة «التغيير والوفاق» المتمردة في تشاد إنهاء وقف إطلاق النار - الموقع بين أطراف الأزمة منذ عام 2021 - متهمة السلطات المؤقتة بقصف إحدى قواعدها على الحدود الليبية (الأربعاء) الماضي، وهو ما وصفته بأنه «عمل من أعمال الحرب».

وقالت الجبهة المعروفة باسم «فاكت» في بيان أصدرته مساء (الجمعة) إن الجيش التشادي «يستعد للتوغل داخل الأراضي الليبية لشن عملية برية على قواعدها»، الأمر الذي زاد من القلق الليبي بشأن «الحدود المخترقة»، وكيفية تأمينها.

هذه التطورات الميدانية، أرجعها عمر المهدي بشارة، رئيس «حركة الخلاص الوطني» التشّادية (MSNT) ، إلى «غياب الرؤية الاستراتيجية للحكومة الانتقالية في إنجامينا».

وأوضح بشارة في حديث إلى «الشرق الأوسط» اليوم (الأحد) أن الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي، «يقود بنفسه عملية عسكرية في شمال البلاد منذ يومين ضد قوات المعارضة التشادية المتواجدة على الشريط الحدودي مع ليبيا»، وقال إن التطورات المتصاعدة أجبرت ديبي على النزول إلى الميدان لإدارة العمليات العسكرية «لوقف زحف قوات المعارضة تجاه مدينة (فايا) عاصمة إقليم تبستي».

وأوقع القصف الذي استهدف قاعدة جبهة «فاكت» ثلاثة قتلى، وإصابة أربعة آخرين، ما دفعها للقول إن «المجلس العسكري الحاكم أعلن الحرب علينا؛ لذلك، نعلن إنهاء وقف إطلاق النار من جانب واحد، ونؤكد أن رد الفعل سيكون سريعا وغير مقيّد».

وتُوصف الحدود الليبية المشتركة مع تشاد بأنها ساحة خلفية ونقطة انطلاق للمتمردين الذين يشنّون عمليات في الداخل التشادي. وسبق وقتل الرئيس التشادي، إدريس ديبي، على يد متمردين كانوا يتمركزون على الحدود مع ليبيا في 20 أبريل (نيسان) 2021.

وحركة «الخلاص الوطني» التي يتزعمها بشارة هي إحدى الحركات الموقعة على اتفاقية الدوحة للسلام بين السلطة الانتقالية وجماعات من المعارضة في الثامن من أغسطس (آب) عام 2022، بقصد تمهيد الطريق أمام حوار للمصالحة الوطنية الشاملة.

واعتبر بشارة أن ما يجري في شمال تشاد من توترات «كان متوقعاً وسبق وحذرت جبهته الحكومة الانتقالية منه في الماضي؛ ولكن لم تأخذه بعين الاعتبار»، وقال إنه «في ظل التقاطعات الإقليمية الجيوسياسية في دول المنطقة، والتأخير في تنفيذ بنود اتفاقية الدوحة للسلام، بالإضافة إلى غياب الرؤية الاستراتيجية للحكومة الانتقالية لإقناع الحركات العسكرية السياسية المعارضة لتوقيع سلام معها، كل ذلك كان من مسببات تجدد النزاع المسلح».

وينذر الإعلان الذي أصدرته جبهة «فاكت» عن إنهاء وقف إطلاق النار باحتمالية عودة الأعمال القتالية الشاملة بين الحكومة التي يقودها الجيش والجبهة. وكان القتال قد أودى بحياة الرئيس ديبي في ساحة المعركة عام 2021 قبل أن يستولي نجله محمد إدريس ديبي على السلطة.

ومنذ ذلك الحين، يسعى ديبي، بصفته رئيساً مؤقتاً، إلى دعم الوفاق مع مختلف الجماعات المتمردة في تشاد وأصدر عفوا عن مئات السجناء التابعين لجبهة «التغيير والوفاق» لتشجيعها على المشاركة في محادثات السلام بصورة كاملة.

وتحدث بشارة عن وجود «تحشيد لقوات ليبية ضخمة باتجاه الحدود مع تشاد، وتخضع هذه المنطقة لسيطرة قوات «الجيش الوطني» الليبي.

وانتهى موسى الكوني، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي من زيارة إلى إنجامينا، الأسبوع الماضي، للمشاركة في الاحتفال بالذكرى (63) لاستقلال جمهورية تشاد، ويعتقد بشارة أن يكون الأخير قد بحث خلالها ملف تأمين الحدود في الزيارة التي رافقه فيها وفد أمني. وكان وزير الدولة وزير شؤون الخارجية، محمد النظيف، استقبل الكوني، في مطار حسن جاموس الدولي، في إنجامينا. وقالت مصادر ليبية إن الطرفين بحثا عملية تأمين الحدود.

ويرى مسؤول أمني بغرب ليبيا تحدث إلى «الشرق الأوسط» أن الحدود المترامية للبلاد «رغم الجهود الأمنية المبذولة لا تزال مُخترقة من قبل مسلحين وعصابات تهريب المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول أفريقية، واتخاذ البلاد نقطة انطلاق لعمليات مجرمة»، وقال: «سبق وطالبنا شركاءنا الدوليين بمساعدة ليبيا في حماية حدودها للحد من جعلها مسرحاً للصراعات أو ساحة خلفية للأوضاع المتوترة لدى جيراننا».

وفي فعاليا كثيرة يؤكد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم القائد العام لـ«الجيش الوطني» أن المناطق الحدودية مع السودان وتشاد والنيجر ومصر خاضعة لسيطرة قوات الجيش وحرس الحدود التابعين للقيادة العامة في شرق ليبيا.

إردوغان يواجه ضغوطاً في اختيار مرشح لبلدية إسطنبول

ألقى إعلان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو عن احتمال ترشحه لرئاسة البلدية للمرة الثانية في الانتخابات المحلية التي تجرى في 31 مارس (آذار) المقبل بضغوط على الرئيس رجب طيب إردوغان فيما يتعلق باختيار مرشّح يستطيع منافسة هذا السياسي البارز المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض.

وتحولت الأنظار إلى المرشح الذي سيختاره حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة إردوغان لمواجهة إمام أوغلو، الذي نجح في انتخابات 2019 في هزيمة مرشح الحزب رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، في الجولة الأولى وفي جولة الإعادة التي أجريت في إسطنبول.
أسماء مقترحة

تداولت أروقة حزب العدالة والتنمية أسماء يتوقع أن يختار إردوغان من بينها المرشح لرئاسة بلدية إسطنبول، حيث يرغب في الدفع بمرشح مضمون من أجل استعادة البلدية التي فقدها الحزب للمرة الأولى منذ ظهوره على الساحة عام 2001، والتي سيطرت عليها الأحزاب الإسلامية لنحو نصف قرن.

وتحظى إسطنبول بمكانة خاصة لدى إردوغان، الذي سبق وتولى رئاستها في تسعينيات القرن الماضي من صفوف حزب الرفاه الذي كان يرأسه رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان. وتعهد عقب فوزه برئاسة الجمهورية للمرة الثالثة في مايو (أيار) الماضي باستعادتها من أيدي من وصفهم بـ«عديمي الكفاءة».

وبرزت أسماء وزير الصحة الحالي، فخر الدين كوجا، ووزير البيئة والتغير المناخي السابق، مراد كوروم، إلى جانب كل من شادي يازجي، وتوفيق جوكصو وحلمي تركمان، الذين يرأسون حاليا بلديات تابعة لحزب العدالة والتنمية، في كواليس الحزب.

وتحدّثت مصادر من داخل الحزب عن وجهتي نظر مختلفتين، حيث يرى فريق أنه سيكون من الأنسب ترشيح أحد رؤساء البلديات الحاليين لرئاسة بلدية إسطنبول، بينما يرى الفريق الثاني أن ترشيح كوجا أو كوروم سيوفر حظوظا أعلى للحزب في الفوز بإسطنبول.

وسبق أن تداولت كواليس الحزب أسماء وزير الداخلية السابق سليمان صويلو، أحد نواب الحزب الحاليين في البرلمان عن إسطنبول، ورئيس بلدية عمرانية التابعة لإسطنبول عصمت يلدريم، والمدير التقني في شركة «بايكار» للصناعات الدفاعية المسؤول عن مشروع مسيرات «بيرقدار» صهر الرئيس إردوغان، سلجوق بيرقدار، للدفع بأحدهم كمرشح في الانتخابات المحلية.
استقرار المعارضة

ومن المقرر أن يحدد الرئيس رجب طيب إردوغان ومجلس القرار المركزي التنفيذي الجديد في الحزب اسم المرشح، بعد المؤتمر العام للحزب الذي من المقرر أن يعقد في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والذي سيشهد تغييرات في الهياكل القيادية ومجالس الحزب.
وكان إمام أوغلو لمح إلى استعداده للترشح مجدداً لرئاسة البلدية في الانتخابات المحلية المقبلة، غداة رسالة قوية من إردوغان بشأن استعادة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم البلديات التي فقدها في انتخابات 2019، وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة.

وقال إمام أوغلو، في مؤتمر صحافي في إسطنبول، الثلاثاء: «سأسلك الطريق مرة جديدة من أجل الدفاع عن إسطنبول وخدمتها، التي تعني خدمة تركيا والعالم والبشرية كلها». ووصف التراجع عن هذا الهدف بـ«الخيانة». وأضاف: «اليوم أقول إنني قادم لتأسيس تحالف إسطنبول بأقوى طريقة مع إخواني المواطنين في إسطنبول، الذين ينتمون لأحزاب مختلفة، ومع زملائي من حزب الشعب الجمهوري... أود فقط أن أسجل ملاحظة؛ لم أقل إنني مرشح لرئاسة بلدية إسطنبول... قلت إنني سأسلك الطريق فقط»، في إشارة إلى أن الترشيح الرسمي يأتي من الحزب.

وتعهد إردوغان، في تصريحات الاثنين الماضي، بإلحاق هزيمة ساحقة جديدة بالمعارضة في الانتخابات المحلية، واستعادة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم السيطرة على البلديات الكبرى التي فازت بها المعارضة في الانتخابات السابقة في عام 2019. وقال إن حزبه «سيفضح الوجه الحقيقي لهؤلاء الذين يحاولون إخفاء فشلهم في إدارة البلديات من خلال أجندة زائفة وخطابات تعتمد على المبالغة».
فرص إمام أوغلو

في الأثناء، كشف استطلاع رأي أجرته شركة «أكصوي» للأبحاث واستطلاعات الرأي عن أن إمام أوغلو سيكون قادرا على الفوز على جميع المرشحين المحتملين لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول.

ووفقا لنتائج الاستطلاع، يتفوّق إمام أوغلو بنسبة 62.8 في المائة حال ترشح عصمت يلدريم، الذي سيحصل على نسبة 37.2 في المائة. وفي حال ترشيح وزير الداخلية السابق سليمان صويلو، سيحصل إمام أوغلو على 61.3 في المائة، مقابل حصول صويلو على 38.7 في المائة.

أما في حال ترشح صهر إردوغان، سلجوق بيرقدار، فسيحصل إمام أوغلو على 54.1 في المائة، وبيرقدار على 46 في المائة.

في السياق، تعهد كليتشدار أوغلو، بترشيح عدد أكبر من النساء في الانتخابات المحلية، في الوقت الذي يستعد فيه الحزب لتعزيز مشاركة المرأة داخل تشكيلاته من خلال زيادة حصص النساء في منظمات الحزب. وقال كليتشدار أوغلو، في مقابلة الأحد: «ستشعرون بثقل النساء في الانتخابات المحلية... ستكون فرصهن في الفوز بالانتخاب قوية... هدفنا هو تحقيق التكافؤ داخل الحزب وداخل تركيا... استعداداتنا للانتخابات المحلية تتماشى مع هذا الهدف».

وفي خطوة لتعزيز تمثيل المرأة، يعمل حزب الشعب الجمهوري على تعديل لوائحه الداخلية التي سيتم تحديثها قبل المؤتمر العام في أكتوبر المقبل، وينتظر أن يتم رفع حصة المرأة في تشكيلات الحزب من 33 إلى 50 في المائة.

شارك