غزة تواجه «الهجوم المتعاظم» وإسرائيل تجهز لحرب «تستغرق أعواماً»/الأزمة السودانية تبحث عن «اتفاق سياسي» في مفاوضات جدة/دعوات ليبية ملحّة لتطوير دور البعثة الأممية

الجمعة 27/أكتوبر/2023 - 10:40 ص
طباعة غزة تواجه «الهجوم إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 27 أكتوبر 2023.

الخليج: غزة تواجه «الهجوم المتعاظم» وإسرائيل تجهز لحرب «تستغرق أعواماً»

عاش قطاع غزة، أمس الخميس، اليوم العشرين تحت نيران القصف الإسرائيلي مسجلاً مئات الضحايا بين قتيل وجريح خلال ساعات، كما دمّر أحياء بكاملها، وقتل أكثر من 7 آلاف فلسطيني، ونفّذ الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية عملية توغل استخدم فيها الدبابات في اتجاه «أهداف محددة» قبل أن ينسحب. وقال وزير الجيش الإسرائيلي يواف غالات إن قواته انتقلت إلى «الهجوم المتعاظم» على قطاع غزة من الجو والبحر والبر، وسط حديث عن الإعداد لحرب «تستغرق أعواماً»، بينما وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في لاهاي، القصف الإسرائيلي على غزة بأنه «حرب انتقامية».

يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المركز على مناطق عدة في قطاع غزة البالغة مساحته 362 كلم مربع والخاضع ل«حصار مطبق»، منذ بدء الحرب، يحرم سكانه ال2,4 مليون نسمة من المياه والطعام والكهرباء. وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة حصيلة جديدة للضحايا مؤكدة 7028 قتيلاً فلسطينياً، بينهم 2913 طفلاً و1709 سيدات و397 مسناً، وأُصيب 18484 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 1950 مفقوداً تحت الأنقاض، وفي اليوم السابق، أمس الأول، كانت الحصيلة الإجمالية للقتلى 6546، أي بزيادة نحو 482 قتيلاً حتى مساء أمس الخميس.


ورداً على تشكيك الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولين إسرائيليين في حصيلة الضحايا، أصدرت وزارة الصحة في غزة، أمس الخميس، وثيقة من 212 صفحة تضم أسماء وأرقام بطاقات هويات 7028 فلسطينياً قتلوا في القصف الإسرائيلي. ويأتي إصدار الوثيقة التي تضم أسماء وأرقام بطاقات الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا خلال القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بعد أن قال بايدن، أمس الأول، إنه «لا يثق في صحة عدد القتلى الذي يعلنه الفلسطينيون» في قطاع غزة.


وذكر بايدن: «ليست لدي أي فكرة أن الفلسطينيين يقولون الحقيقة حول عدد القتلى»، في إشارة إلى وزارة الصحة التي تعمل في قطاع غزة. ولم يوضح الرئيس الأمريكي سبب تشككه في الأرقام التي يعلنها الفلسطينيون.

كما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، إنه «يشك في أرقام الضحايا التي تصدرها وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس».

وفي الأثناء، أعلنت «كتائب القسام»، الذراع المسلحة لحركة «حماس»، ارتفاع عدد قتلى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها إلى نحو 50، إثر القصف المتواصل على قطاع غزة منذ السابغ من أكتوبر الجاري. وقال بيان مقتضب للحركة، «كتائب القسام تقدر أن عدد الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا في قطاع غزة نتيجة القصف والمجازر، بلغ ما يقرب من 50 قتيلاً».

وبموازاة ذلك، دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وضواحيها وبئر السبع ومستوطنات غلاف غزة بعد دقائق من انطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة. وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب ومناطق إسرائيلية عدة، دون أن تشير على الفور إلى سقوط قتلى أو خسائر.

وقال الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني غانتس، أمس، إن جهود إعادة إعمار منطقة غلاف غزة، التي اجتاحها مقاتلو «حماس» في 7 أكتوبر، «ستحتاج إلى أعوام»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «الاقتحام البري للقطاع سيكون مرحلة ضمن عملية طويلة ستستمر أعواماً». وتابع: «الدخول البري سيكون مجرد مرحلة واحدة من عملية طويلة ستشمل عناصر دفاعية ودبلوماسية واجتماعية ستستغرق أعواماً».

يأتي ذلك في وقت صرح فيه مسؤولون إسرائيليون بأن «اجتياح غزة ربما يكون وشيكاً»، غير أن أياً منهم لم يحدد موعده أو ما إذا كان قد تأجل، إذ استدعت إسرائيل 300 ألف جندي احتياط، وهو رقم قياسي.

ودرست تل أبيب تمديد إجلاء أكثر من 125 ألف إسرائيلي من بلدات غلاف قطاع غزة والحدود مع لبنان حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل وقالت هيئة البث الحكومية، أمس الخميس، إن «وزارة الدفاع تقترح تمديد خطط إخلاء سكان غلاف غزة وعسقلان والحدود الشمالية (مع لبنان)، بسبب الحرب حتى 31 ديسمبر المقبل».

الاتحاد: الأزمة السودانية تبحث عن «اتفاق سياسي» في مفاوضات جدة

استأنف طرفا النزاع السوداني المفاوضات، أمس، في مدينة جدة برعاية أميركية - سعودية لوضع حد للأزمة المستمرة منذ 7 أشهر والتي أودت بحياة أكثر من 9 آلاف شخص، حسبما أعلنت وزارة الخارجية السعودية أمس. ورحبت المملكة العربية السعودية باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة، وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة، داعية طرفي الأزمة إلى استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة «الالتزام بحماية المدنيين في السودان» في 11 مايو، وعلى اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقّع من الطرفين في مدينة جدة في 20 مايو 2023. 
وأكدت المملكة حرصها على وحدة الصف وأهمية تغليب الحكمة ووقف الصراع لحقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، وصولاً إلى اتفاق سياسي يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه، وفق بيان الخارجية السعودية. ويشارك في مفاوضات جدة أيضاً ممثل مشترك لكلٍ من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، التكتل المعني بالتنمية في شرق أفريقيا. وأكدت القوات المسلحة السودانية في بيان أنه «استجابة لدعوة كريمة من دولتي الوساطة بمنبر جدة (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية) باستئناف العملية التفاوضية مع قوات الدعم السريع، وإيماناً من القوات المسلحة السودانية بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الأزمة، قبلنا الدعوة بالذهاب إلى جدة».
كما أعلنت قوات الدعم السريع  أنها أرسلت وفداً إلى السعودية للتفاوض بناء على دعوة من المملكة والولايات المتحدة.
وعشية بدء المفاوضات، أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، أن الحكومة طرحت خريطة طريق لإنهاء الأزمة عبر 4 مراحل، وهي الفصل بين القوات، والعملية الإنسانية، ودمج قوات الدعم السريع وإنشاء جيش واحد، تنتهي بعملية سياسية بالاتفاق على دستور يحدد كيفية حكم البلاد.
وأعرب خبراء وسياسيون سودانيون لـ«الاتحاد» عن أملهم أن تسفر الضغوط الدبلوماسية في دفع طرفي الأزمة للتجاوب مع منبر جدة والالتزام بالوقف الفوري والشامل لإطلاق النار لإنهاء الأزمة الحالية وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة للمتضررين.
كما أعربوا عن مخاوفهم من محاولة كلا الطرفين عرقلة المفاوضات، مما يعقد الأزمة ويفاقم المعاناة الإنسانية، مؤكدين أن مستقبل المفاوضات يتوقف إلى حد كبير على مدى جدية المجتمع الدولي في التعامل مع القضية من ناحية، ومدى قدرة المكونات المدنية في طرح نفسها كطرف أساسي في المعادلة، ثم الدعم الذي يمكن أن تقدمه المبادرات المطروحة في الإقليم لمنبر جدة من أجل تعزيزه وتقويته ودفعه قدماً إلى الأمام.
وعلى مدى أكثر من سبعة أشهر من القتال، سقط أكثر من 9000 قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، كما ترك أكثر من 6.5 مليون سوداني منازلهم ونزحوا داخل بلادهم أو لجأوا إلى دول مجاورة.
وقالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» إن عدد الأسر التي تعاني من الجوع تضاعف تقريباً في السودان بعد 6 أشهر من الأزمة التي أدخلت البلاد في حالة من الفوضى.
ووفق الأمم المتحدة، يحتاج أكثر من نصف السكان إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. 
وقالت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، إن «عدد الأسر التي تعاني الجوع تضاعف تقريباً». ونبهتا في بيان صحافي إلى أن «700 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد الشديد، ويحتاج 100 ألف طفل إلى علاج منقذ للحياة بسبب سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية».
وقال متحدث باسم «اليونيسيف» مؤخراً إن أكثر من 20.3 مليون شخص، أو أكثر من 42% من سكّان البلاد، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، خصوصاً في المناطق التي تحتدم فيها الاشتباكات وهي دارفور والخرطوم وجنوب كردفان وغرب كردفان.

توغل بري إسرائيلي «محدود» في غزة

نفذ الجيش الإسرائيلي، أمس، عملية توغل بري «محدود»، هي «الأعمق» على أطراف غزة منذ بدء الحرب في القطاع قبل عشرين يوماً. وتزامن التوغل البري مع تصعيد الهجمات الجوية مع إعلان الجيش أنه هاجم أكثر من 320 هدفاً في مناطق متفرقة من قطاع غزة. 
وقالت مصادر أمنية فلسطينية: إن رتلاً من الدبابات وعربات مصفحة توغلت في أطراف شمال قطاع غزة، وسط إطلاق نار وقذائف مدفعية باتجاه المناطق الفلسطينية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته بقيادة لواء «غفعاتي» نفذت فجر أمس عملية مداهمة مركزة في منطقة شمالي قطاع غزة من خلال الدبابات، كجزء من تهيئة الظروف في المنطقة، تمهيداً للمراحل اللاحقة من القتال. 
وذكر أنه في إطار النشاط، رصدت القوات العديد من «النشطاء» واستهدفتهم، ودمرت «مواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع، ونفذت أعمالاً لترتيب المنطقة»، مشيراً إلى أن القوات «غادرت المنطقة بعد استكمال المهمة». 
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن المسافة التي توغلت إليها القوات هي الأعمق منذ بداية الحرب الحالية في غزة. ويوم الأحد الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين في اشتباك مسلح خلال توغل محدود في جنوب قطاع غزة.

البيان: حرب السودان.. استئناف المفاوضات واشتداد الاشتباكات

مع أول يوم من استئناف «مفاوضات جدة» بشأن حرب السودان، اشتدت حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، ومدن كبرى في إقليم دارفور، وسط تضارب الأنباء حول مصير مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب الإقليم، التي تشهد معارك ضارية بين المتقاتلين.

في الأثناء، رحبت السعودية، أمس، باستئناف المفاوضات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية، وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة.

وتفصيلاً، شهدت الخرطوم قصفاً متبادلاً بين الجيش و«الدعم السريع»، إذ نفذ الطيران الحربي غارات جوية مكثفة على أهداف تابعة لـ «الدعم السريع»، شرق وجنوب العاصمة، بجانب تبادل للقصف في محيط القيادة العامة للجيش، وأرض المعسكرات، والمدينة الرياضية جنوباً.

في وقت أعلنت «الدعم السريع» سيطرتها على قيادة «الفرقة 16»، إلا أن مصادر عسكرية أكدت أن الفرقة تحت سيطرة القوات المسلحة، ولا صحة للأخبار التي تتحدث عن سقوطها في يد الخصوم.

غير أن أعتى المعارك دارت في مديني نيالا والفاشر، أكبر مدن إقليم دارفور، وبحسب شهود عيان، فإن «الدعم السريع» نفذت هجوماً على مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، تصدت له قوات الجيش، غير أن «الدعم السريع»، أعلنت إحكام سيطرتها على كامل المدينة، والمقرات العسكرية، بما فيها مقر «الفرقة 16»، وعدد من الحاميات الأخرى.

وفي مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، أفاد شهود بأن قوات الدعم السريع نفذت هجوماً واسع النطاق على المدينة، ولفتوا إلى أن المدينة شهدت تبادلاً للقصف بين الجيش و«الدعم السريع»، ما أدى إلى تساقط القذائف على عدد من الأحياء السكنية، لا سيما أحياء (النصر، وديم سلك)، والأحياء الشمالية للمدينة، وأكدوا أن مسيرات تابعة لـ «الدعم السريع» قصفت مواقع متعددة تابعة للجيش السوداني.

وذكرت «الدعم السريع» في بيان، أنها تمكنت من تحرير قيادة المنطقة الغربية «الفرقة 16» في نيالا بجنوب دارفور، خلال معركة قادها قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو.

وأكدت أنه، بسقوط «الفرقة 16»، ثاني أكبر المقرات العسكرية في البلاد، تم تحرير كل الوحدات العسكرية التابعة لها داخل وخارج نيالا، وهي: (سلاح المدفعية، والمدرعات، والمهندسين، والإشارة، والمستودع الاستراتيجي المتقدم، والسلاح الطبي، والنقل والتموين، والصيانة والإصلاح، ونادي وفندق الضباط، ورئاسة القوات المشتركة السودانية التشادية.

ومقر كتيبة الاستطلاع، ورئاسة الفوج السابع حرس الحدود، ورئاسة اللواء 110 منواشي، واللواء 61 بمنطقة كاس، واللواء 63 برهيد البردي، وحامية أبوجردل، وحامية أم دخن، وحامية سنقو، ورئاسة القوات المشتركة بأم دافوق، وحامية أم دافوق).

وبيّنت أن قواتها استولت على عدد كبير من الدبابات والمدافع والأسلحة والذخائر والمركبات العسكرية جارٍ حصرها، إضافة إلى الخسائر الفادحة في الأرواح، وذكرت في بيان، أن الحرب الدائرة الآن لم تكن خياراً لها، إنما فرضت عليها، مشددة على سعيها لتكون آخر الحروب، من أجل بناء الدولة السودانية على أسس جديدة، وإعادة بناء جيش قومي مهني موحد، يمثل أطياف الشعب كافة.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان، ترحيب المملكة باستئناف المحادثات، بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، بالشراكة مع ممثل مشترك لكل من الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد».

وحثّت السعودية طرفي الحرب على استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة «الالتزام بحماية المدنيين في السودان»، بتاريخ 11 مايو 2023، وعلى اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقّع من الطرفين في جدة 20 مايو 2023.

وأكدت المملكة حرصها على وحدة الصف، وأهمية تغليب الحكمة ووقف الصراع لحقن الدماء، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، ودعماً لانتهاء هذه الأزمة، وخروج السودان منها، وصولاً إلى اتفاق سياسي، يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه.

دعوات ليبية ملحّة لتطوير دور البعثة الأممية

يستعد المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، لإطلاق جولة جديدة من الحوار السياسي بداية من النصف الثاني من نوفمبر المقبل؛ بهدف تجاوز الأزمة الناجمة عن الخلافات حول القوانين الانتخابية المصدق عليها من قبل مجلس النواب في الثاني من أكتوبر الجاري.

تتزامن الخطوة مع تعرض البعثة الأممية إلى سيل من الانتقادات؛ بسبب فشلها في مهامها بعد مرور 12 عاماً من تكليفها بها، وفي ظل اتساع دائرة الجدل حول مستقبل الأوضاع السياسية في الداخل الليبي، لا سيما أن أغلب الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تزال تراوح مكانها رغم تعدد اللجان والمسارات وكثرة الاجتماعات والمؤتمرات.

ويرى مراقبون أن العلاقة بين الفاعلين السياسيين في ليبيا، والبعثة الأممية، تواجه مأزقاً حقيقياً؛ نتيجة فشل المجتمع الدولي في إخراج البلاد من أزمتها السياسية المتفاقمة منذ 2011، وعجزه عن الإيفاء بتعهداته، خاصة فيما يتعلق بتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتوفير الظروف الملائمة؛ لتوحيد المؤسسة العسكرية، وتحقيق المصالحة المدنية، وإجلاء القوات الأجنبية و«المرتزقة».

وأوضح المحلل السياسي، عبدالقادر الخمسي، أن هناك خلافات حادة بين أغلب الفرقاء السياسيين المحليين، والمبعوث الأممي، خاصة حول موقف الأخير من القوانين الانتخابية، ودعوته إلى تشكيل حكومة جديدة.

وصرح الخمسي لـ«البيان» بأن هناك من يرى أن البعثة الأممية باتت تدور في فلك طرف سياسي بعينه، وهي مطالبة بتعديل موقفها، والتعامل مع التوازنات السياسية والاجتماعية في البلاد بجدية أكثر حتى لا تتورط في الدفع نحو تكريس المزيد من الانقسام، وخاصة بين طرابلس وبنغازي.

وفي السياق، دعت عشرات الأحزاب السياسية الليبية إلى تطوير دور البعثة والمبعوث؛ للرفع من مستوى الأداء، بما يتناسب مع حجم التحديات.

وتضمن خطاب مشترك وقع عليه زعماء 57 حزباً، تم توجيهه إلى أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طلباً عاجلاً وملحاً بزيادة الزخم في المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، شريطة أن تعمل البعثة على ربطها حتى لا تسير بمعزل عن بعضها البعض.

وردت الأحزاب طلبها إلى وجود شبه اتفاق بين الفرقاء الليبيين على أن أداء البعثة فقد زخمه رغم محاولاتها المتواضعة لإيجاد مخرج للانسداد السياسي، مشيرة إلى أن مجلس الأمن أخفق في حماية المدنيين الليبيين لأكثر من عقد كامل من الزمن.

الشرق الأوسط: جبهة مدنية سودانية لوقف الحرب برئاسة حمدوك

اختتمت القوى السياسية والمدنية السودانية، التي اجتمعت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا منذ الاثنين الماضي، أعمالها بالاتفاق على هيكل تنظيمي، يشمل هيئة قيادية لـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (اختصاراً «تقدم»)، برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، تتكون من ممثلين لقوى سياسية ومدنية ولجان مقاومة ونقابات وأجسام مهنية، إلى جانب مكتب تنفيذي تنسيقي من 30 عضواً، مهمته التحضير للاجتماع التأسيسي للتنسيقية. واجتمع في أديس أبابا زهاء مائة شخص يمثلون قوى سياسية ومدنية ونقابية وعسكرية ولجان وشخصيات عامة، بهدف توحيد القوى التي تطالب باستعادة الانتقال المدني الديمقراطي في البلاد، وتوافقوا خلال اجتماعاتهم التي بدأت الاثنين الماضي، على ورقة سياسية، وأخرى اقتصادية، وثالثة إنسانية، ورابعة إعلامية، تهدف جميعها لتعبيد المسار لوقف الحرب؛ في خطوة أولى.

حمدوك يشيد بـ«الروح الوطنية» للمجتمعين
وناشد الدكتور عبد الله حمدوك، في تصريح صحافي أعقب الاجتماع، أطراف النزاع تسهيل وصول العون الإنساني وإجراءات وصول العاملين في الحقل الإنساني إلى المحتاجين، كما طالب القوى المدنية التي تسعى لوقف الحرب بالتوحد، بقوله: «أتوجه بنداء صادق إلى كل القوى المدنية والديمقراطية التي تسعى لوقف الحرب، بضرورة توحيد الجهود للوصول لوحدة مدنية عريضة لوقف الحرب ومعالجة آثارها الإنسانية الملحة، وتحقيق السلام الشامل».

ووصف حمدوك توافق المجتمعين على مسودات ورؤى سياسية وتنظيمية وإنسانية تمهيداً لعرضها على المؤتمر التأسيسي المقبل، بأنه «تحلٍّ بالروح الوطنية»، أدى إلى تأسيس هيئة قيادة ومكتب تنفيذي. وتابع: «الاجتماع التحضيري كان خطوة أولى وبداية لعملية نأمل أن تنسق وتوحد الموقف المدني الديمقراطي المناهض للحرب». وأكد رئيس الوزراء السابق دعمه توصيات الاجتماع وبيانه الختامي، بوصفه خطوة أولى، وأبدى استعداده لرئاسة هيئته القيادية وصولاً إلى المؤتمر التأسيسي، ووجه رسالة شكر لدول الجوار والمجتمعين الإقليمي والدولي لمساندتهم الشعب السوداني في محنته، وناشدهم دعم جهود وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية، وخص بالشكر جهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ومنظمة «إيغاد» والاتحاد الأفريقي من أجل وقف الحرب، بقوله: «أرحب بانطلاق جولة مباحثات جدة، ووصول وفدي الطرفين للمشاركة فيها، وأدعوهما للتحلي بالإرادة السياسية لحل يوقف إطلاق النار، ويعالج الكارثة الإنسانية، وينقذ بلادنا الحبيبة من مخاطر الانقسام».

محاور وورشات عمل
وقالت القوى المدنية في بيانها الختامي، الخميس، إنها نجحت في إجراء مناقشات عميقة بين المشاركين في المحاور السياسية والاقتصادية والعمل الإنساني والمحور الإعلامي، وأقرت تنظيم ورشات عمل مختصة تتقدم بتوصيات من أجل تطوير الموقف التفاوضي المدني، والإصلاح الأمني والعسكري والعدالة الانتقالية، وإعادة البناء المؤسسي لأجهزة الدولة، والسلام ورتق النسيج الاجتماعي ومحاربة خطاب الكراهية، فضلاً عن صناعة دستور دائم، ووضع برنامج اقتصادي لإعادة إعمار البلاد، وبحث قضايا الولايات والحكم المحلي. وأقر الاجتماع ورقة باسم «الموجهات العامة للعملية التفاوضية لوقف الحرب وإعادة تأسيس الدولة السودانية»، بوصفها مسودة تفاوضية تعبر عن وجهة نظر التحالف المدني، إلى جانب أسس ومبادئ إنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية، وعلى رأسها التصورات السياسية التي تسهم في المحافظة على وحدة السودان.

كما شدد المجتمعون على أهمية التصدي للكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب، مشددين على أن «هذا واجب اللحظة الذي لا يحتمل التأجيل؛ إذ يوجد في السودان ما لا يقل عن 20 مليون شخص بحاجة إلى الغوث الإنساني، في ظل فراغ سياسي وإداري واستشراء للفساد، أدى إلى عدم وصول الإغاثة لمستحقيها». ودعا الاجتماع إلى وقف لإطلاق النار يتيح فتح ممرات آمنة للإغاثة ورقابة دولية، واعتماد طرق جديدة لإيصالات المعونات لمستحقيها. وناشد المجتمعون كلاً من الجيش وقوات «الدعم السريع» تسهيل مرور المواد الإغاثية؛ كلاً في مناطق سيطرته.

دعم «منبر جدة» التفاوضي
ودعا المشاركون القوى الرافضة استمرار الحرب والمؤيدة الانتقال المدني الديمقراطي، والتنظيمات المدنية والسياسية وقوى «ثورة ديسمبر»، إلى الإسهام في بناء أوسع جبهة مدنية ممكنة للوقوف ضد الحرب واستعادة الديمقراطية. ورحبت اللجنة التحضيرية باستئناف المفاوضات بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، وقالت: «نرحب باستئناف (منبر جدة) التفاوضي، ونتقدم بالشكر لكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية؛ الدولتين الراعيتين للمنبر، وكل مبادرات إيقاف الحرب الإقليمية كمبادرة الـ(إيغاد) والاتحاد الأفريقي ودول الجوار»، ودعت لتوحيدها في «منبر جدة» التفاوضي، كما دعت طرفي النزاع إلى التحلي بالمسؤولية والجدية لإيقاف الحرب التي «لا منتصر فيها»؛ وفق البيان الختامي.

ووصف البيان الختامي الاجتماع بأنه «توافق تاريخي غير مشهود»، وقال إن المشاركين أجمعوا على المضي قدماً لعقد المؤتمر التأسيسي لـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)»، من أجل وقف الحرب واستعادة الديمقراطية في البلاد، وفقاً لهيكل تنظيمي مرن، للإيفاء بجملة من المهام الضاغطة بسبب الحرب وإفرازاتها، وعلى رأسها الإغاثة الإنسانية العاجلة لضحايا الحرب، «تاركين الباب مشرعاً، لمشاركة كل من يرغب من قوى (ثورة ديسمبر/ كانون الأول) المنتصرة، ومن دعاة السلام المناهضين لـ(حرب الخامس عشر من أبريل/ نيسان)، في التحضير للمؤتمر المزمع وإنجاحه».
من جهته، قال عضو لجنة الاتصال، المقدم المتقاعد الطيب المالكابي، لـ«الشرق الأوسط» عقب الاجتماع، إن أهم نجاحات المؤتمر هو خلق تحالف مختلف عن التحالفات السابقة جميعها. وتابع: «لأول مرة يكون تمثيل القوى المدنية بنسبة أكبر من 70 في المائة، استجابة لمناداة عدد كبير من السودانيين، وذلك لتعزيز الثقة وليس تقليلاً من دور القوى السياسية، وأن الخطوة جاءت بمبادرة من القوى السياسية استناداً إلى إحساسها الوطني». وأوضح أن الطلب من الشخصيات القومية أن تكون جزءاً من الاجتماعات، وعلى رأسها الدكتور عبد الله حمدوك، «يكشف عن حس وطني حقيقي». وتابع: «كل الأوراق التي أجيزت مكتوب عليها مسودات، بمعنى أننا ننتظر أوراقاً وأفكاراً تأتي لتكمل أفكارنا، وحتى الهياكل التي تم تكوينها هي هياكل مؤقتة».
 
ووجهت وزيرة الحكم الاتحادي السابقة، بثينة دينار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، رسائل عدة للشعب السوداني، قالت فيها: «إن كل الذين شاركوا في الاجتماعات قوى مدنية وسياسية ولجان مقاومة وعسكريون متقاعدون وإدارات أهلية ومهنيون وشخصيات وطنية، لا يمثلون كل الشعب السوداني»، وحثت قوى «ثورة ديسمبر» جميعاً على الالتفاف حول مطلب «وقف الحرب وشعارات (ثورة ديسمبر) ورفع شعار: لا للحرب».

نحو جبهة مدنية واسعة
وقال رئيس «حزب البعث» السوداني، كمال بولاد، إن اجتماعات أديس أبابا خطوة مهمة في توحيد القوى المدنية، وتفتح المجال أمام مشاركة غير المشاركين، «ليكون هناك صوت واحد للقوى المدنية مقابل البندقية والحرب اللعينة في بلادنا». وتابع: «هذه بداية جادة لإيقاف الحرب، والانتقال المدني والتداول السلمي للسلطة». وقال الأمين العام لـ«حزب الأمة القومي»، الواثق البرير، إن الاجتماع كان «مثمراً وإيجابياً»، وإنه وضع الأسس لجبهة مدنية واسعة تمثل الشعب بمختلف مكوناته. وتابع: «اتفقنا على تمثيل هذه المكونات جميعها في المؤتمر العامل الذي ينتظر عقده في الأسابيع المقبلة». وقال السفير السابق نور الدين ساتي إنه كان هناك كثير من التخوف من فشل الاجتماع، لكنه أضاف: «أنا راضٍ تماماً عن هذا الاجتماع، وهو خطوة أولى مهمة وإيجابية في طريق توحيد القوى المدنية»، مناشداً الشعب السوداني «الالتفاف حول منظماته وأحزابه للخروج من المأزق الكبير الذي دخلنا فيه» بسبب الحرب.

السويد تطرد عراقياً أحرق مصاحف

قال تلفزيون «تي في4»، اليوم الخميس، إن وكالة الهجرة السويدية طردت عراقياً أحرق مصاحف في احتجاجات خلال الأشهر القليلة الماضية في استوكهولم.

ونقل التلفزيون عن الوكالة قولها: «وكالة الهجرة قررت طرد الشخص من السويد... ونتيجة تعقيدات تنفيذ القرار، منحته تصريح إقامة محدودة للفترة من 25 أكتوبر 2023 إلى 16 أبريل 2024».

ولم يتسن بعد الاتصال بالوكالة للتعليق.

وقالت وكالة الهجرة السويدية في يوليو (تموز) الماضي إنها ستعاود فحص تصريح إقامة الرجل.

وفي أغسطس (آب) الماضي، رفعت السويد حالة التأهب ضد الإرهاب إلى ثاني أعلى مستوى، وحذرت من زيادة التهديدات ضد السويديين في الداخل والخارج بعد أن أثار حرق مصاحف غضب المسلمين وتهديدات من الجماعات المتشددة.

وأحرق أشخاص بضعة مصاحف في السويد والدنمارك، وهما من أكثر الدول ليبرالية في العالم وتسمحان بانتقاد الدين باسم حرية التعبير.

والأسبوع الماضي، قتل مسلح تونسي اثنين من مشجعي كرة القدم السويديين في بروكسل بهجوم قال رئيس الوزراء السويدي إنه يظهر أن أوروبا يتعين عليها تعزيز الأمن لحماية نفسها.

ارتفاع استثنائي في قتلى «حزب الله»

وصل عدد قتلى «حزب الله» الذين سقطوا في الاشتباكات مع إسرائيل إلى نحو 50 مقاتلاً منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول). ويعتبر هذا الرقم مرتفعاً بالنسبة إلى الوضع الأمني عند الحدود الجنوبية، حيث لا تزال الاشتباكات محدودة بين الطرفين.

وتُظهر الصور التي تنشر لمقاتلي الحزب أن معظمهم من جيل المقاتلين الجدد الذين لا تتعدى أعمارهم منتصف العشرينات، وبالتالي هم يخوضون التجربة العسكرية الأولى لهم، وليسوا من جيل المقاتلين الذين شاركوا في المعارك السورية.

وقال رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري»، رياض قهوجي، لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أن الذين يسقطون في المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في عمر صغير السن، وليس لديهم خبرة في القتال»، مشيراً إلى أن «كل الذين يبلغون عمر 23 عاماً وما دون لم يشاركوا في الحرب السورية، إذا اعتبرنا أنهم بدأوا التدريب في عمر 18 عاماً».

ويبدو لافتاً في بيانات النعي التي يصدرها «حزب الله» عدم إعلانه عن أعمار المقاتلين على غير عادته، أو كما كان يفعل في حرب يوليو (تموز) 2006. ويلفت المحلل السياسي علي الأمين إلى أنه من المرجح أن خبرة المقاتلين الذين يسقطون في المعركة ليست كبيرة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عمر المقاتلين يكون عادة في الحروب بين 18 و25 عاماً، أي أنهم يخوضون تجربتهم العسكرية الأولى.

وهذا التفاوت في القدرات العسكرية لمح إليه النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله خلال مشاركته في تشييع أحد المقاتلين، حيث تحدث عن «معركة لا يمكن أن نقيسها بأي مواجهة خضناها في السابق». وأضاف أن عناصر الحزب «يقاتلون من نقطة صفر أحياناً في وجه عدو يمتلك أعتى الأسلحة المعززة أميركياً».

شارك