استهداف منزل الدبيبة ينذر بعودة شبح الفوضى للغرب الليبي/الجيش السوداني يقصف مدن شمال دارفور بـ«البراميل المتفجرة»/إسرائيل تصفي بدمشق «غرفة عمليات الحرس»

الثلاثاء 02/أبريل/2024 - 03:15 ص
طباعة استهداف منزل الدبيبة إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 2 أبريل 2024.

الاتحاد: إسرائيل تبدي مرونة بشأن عودة سكان شمال غزة إلى منازلهم

منح الكابنيت الإسرائيلي صلاحيات أوسع لرئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، خلال مفاوضات التهدئة التي تجري بشكل غير مباشر مع الفصائل الفلسطينية، بوساطة أميركية ومصرية وقطرية، خاصة فيما يتعلق بالبند الخاص بعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم شمال قطاع غزة.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية عن قيام رئيس «الموساد» بتحديث الاقتراح الإسرائيلي، الذي يتضمن مرونة أكبر فيما يتعلق بعودة سكان غزة إلى شمال القطاع، مشيرة إلى أن الوسيط المصري سينقل الاقتراح الإسرائيلي للفصائل للبت فيه.
والتقطت القاهرة إشارات من الجانب الإسرائيلي بإمكانية موافقة الكابينت على منح صلاحيات أوسع للوفد المفاوضات بخصوص ما يتعلق بعودة النازحين من جنوبي غزة إلى الشمال خلال فترة الهدنة الإنسانية، وهو أحد أبرز المطالب التي تتمسك بها الفصائل خلال العملية التفاوضية.
واقترح الجانب الإسرائيلي خلال الجولات التفاوضية التي تعثرت بسبب اشتراط إسرائيل عودة ألفي نازح بشكل يومي حال الاتفاق على الهدنة الإنسانية المتفق عليها لمدة 6 أسابيع، أي ما يقرب من 84 ألف فلسطيني من سكان الشمال يعودون لمنازلهم شرطة ألا يكونوا في سن التجنيد.
وأبلغ رئيس «الموساد»، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه لن يتسنى إبرام صفقة لتبادل الأسرى دون تنازلات بشأن عودة المدنيين الفلسطينيين لشمال غزة.
وأجرى الوفد الإسرائيلي زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة للتشاور حول سبل تحريك المفاوضات خلال الفترة المقبلة، والاتفاق على هدنة إنسانية تقضي بالإفراج عن عدد من الأسرى وتؤدي لوقف العمليات العسكرية لعدة أيام، مع التفاوض خلال فترة الهدنة على اتفاق وقف إطلاق نار كامل وشامل.
وفي تل أبيب، أكد مسؤول إسرائيلي بإحاطة قدمها لوسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء أمس، إمكانية إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع الفصائل الفلسطينية، في محاولة لإبرام صفقة تبادل أسرى بموجب اتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة، موضحاً أن «الفصائل حال كانت معنية بالتوصل إلى اتفاق يمكننا المضي قدماً، لقد قطعنا شوطاً طويلاً هذه المرة أيضاً، وهناك إمكانية لإحراز تقدم في الأيام المقبلة».
وقدم الوفد الإسرائيلي الموجود في القاهرة موقفاً جديداً ومحدثاً إلى الوسطاء بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على أن تكون أكثر مرونة فيما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى جدية وواقعية من جانب الوفد المفاوض والوسطاء بهدف واحد وهو التوصل إلى اتفاق، مؤكداً أن تل أبيب بحاجة إلى اقتراحاً جدياً من جانب الفصائل في غزة للمضي قدماً.
ورغم تواصل المحاولات الرامية لاستصدار قرار أممي يدعو إلى وقف الحرب في غزة بالتزامن مع تكثيف أطراف إقليمية ودولية جهودها للتوافق على إعلان هدنة هناك، يثير استمرار المعارك مخاوف من عدم وجود أفق لإيجاد تسوية قريبة للأزمة.
واعتبر خبراء ومحليون في مجال الإغاثة وعاملين في منظمات إنسانية غير حكومية، أن «اليوم التالي» لإسدال الستار على الحرب في غزة ربما لن يأتي قريباً، وأن القطاع قد يكون على مشارف الدخول «دائرة مفرغة» وطويلة الأمد من الاضطرابات.
وأشار الخبراء إلى أن الحديث عن سيناريو «اليوم التالي للحرب» في قطاع غزة، بات سريالياً على الأرجح، بالنظر إلى أنه كان يستند في الأساس، على افتراض مفاده بأن الحرب نفسها قد تنتهي قريباً، وهو احتمال يتنافى مع مؤشرات توحي بأن القتال الحالي، ربما سيتواصل لفترة طويلة للغاية.
فوفقاً لتحليل المسار الذي اتخذته المعارك المتواصلة منذ قرابة نصف عام في غزة، يبدو إطلاق أي نقاشات حول حقبة ما بعد الحرب هناك في ظل الظروف الحالية، أمراً مضللاً أو في غير محله، على أفضل التقديرات، خاصة على ضوء التحذيرات المتصاعدة، من أن العنف والأزمة الإنسانية الحادة في القطاع، قد يتواصلان لسنوات لا لشهور، وإن بوتيرة أبطأ ووطأة أقل حدة.

البيان: استهداف منزل الدبيبة ينذر بعودة شبح الفوضى للغرب الليبي

عاد شبح الفوضى إلى الغرب الليبي بعد الحادثة التي وقعت أول أمس الأحد بمنطقة حي الأندلس ، وسط العاصمة طرابلس، وهي استهداف منزل لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة بعدد من القذائف.

وتعرض منزل رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، لهجوم بقذائف صاروخية، ولم يسفر الهجوم عن أي خسائر بشرية.

وأكدت مصادر أمنية، أنّ المنزل كان خالياً عند استهدافه، ما حال دون وقوع خسائر بشرية، فيما وصلت سيارات الإطفاء إلى موقع الهجوم في محاولة للسيطرة على النيران المشتعلة إثر إطلاق القذائف. وشهدت الأحياء المجاورة ومناطق وسط العاصمة، انتشاراً واسعاً لعناصر من جهاز الأمن العام والداخلي.

وقال مواطنان ليبيان، إنهما سمعا انفجارات قوية، قرب البحر في حي الأندلس الراقي بطرابلس، حيث يوجد منزل رئيس الوزراء. وذكر أحد المواطنين الليبيين، أن قوات أمن معزَّزة بآليات انتشرت في المنطقة، بعد سماع دوي الانفجارات القوية.

ورجح مراقبون، أن يكون استهداف منزل الدبيبة كان الهدف منه ايصال رسالة الى مراكز القرار السياسي، بأن الميلشيات المسلحة غير موافقة على مغادرة العاصمة بعد شهر رمضان المبارك وليست مستعدة لذلك.

وكان وزير الداخلية الليبي، عماد الطرابلسي، أعلن فبراير الماضي، التوصل إلى اتفاق لإخلاء العاصمة طرابلس من المجموعات المسلحة، وعودتها إلى مقراتها وثكناتها.

وتعمل معظم هذه المجموعات والتشكيلات الأمنية والعسكريةبشكل مستقل ولا تمتثل لأوامر الداخلية والدفاع، كما تنتشر في معظم مناطق العاصمة عبر مراكز ثابتة وتسيير دوريات متحركة لعناصرها بشكل دوري.

ووفق مراقبين، فإن الهجوم على منزل رئيس الحكومة، كان الهدف منه التأكيد على أن الميلشيات لا تزال قادرة على تنفيذ مخططاتها، بما يخدم مصالحها في ضمان استمرار نفوذها على المواقع الحيوية في طرابلس.

من ناحية أخرى، قالت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة، في بيان، إن الوزارة ستعمل على إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، ولن تسمح بحدوث أي انتهاكات أخرى تجاه رجال الشرطة والأمن.

وأوضحت أن مسؤولين أمنيين سيتوجهون إلى المعبر لتقييم الأضرار ليتم بعد ذلك إعداد تقرير لرئيس الحكومة تمهيداً لإعادة فتح المنفذ.

وكان المجلس الرئاسي الليبي، قال إن نائبين بالمجلس تفقدا معبر رأس جدير تمهيداً لاستئناف العمل به خلال أيام.

وقال المجلس، في بيان، إن النائبين بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، وعبد الله اللافي، عقدا اجتماعاً مع الضباط المكلفين بالوحدات العسكرية في المنفذ، الذين استعرضوا الخطوات المتخذة لتأمين المنفذ تمهيداً لاستئناف العمل به خلال الأيام المقبلة.

رمضان غزة.. صلاة على الأطلال بعد أن هدمت إسرائيل المساجد

غيّرت الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو ستة أشهر، معالم عدة، من بينها مساجد تاريخية، فنالت من طقوس وعادات شهر رمضان المبارك، بعد أن سوّت العديد من المساجد بالأرض، وأضحى لا مجال فيها لإقامة الصلوات والتعبد بالشهر الفضيل كما درجت العادة.

فبعد تدمير إسرائيل قرابة ألف مسجد (كلياً أو جزئياً) من أصل 1200 مسجد في القطاع، منذ بدء الحرب، تم تدمير بعضها بقصفها من الجو بواسطة الطائرات الحربية، أو من خلال النسف بالمتفجرات، وفي أحيان أخرى استهدافها بقذائف الدبابات، لم يتمكن الغزيون من إحياء أيام وليالي شهر رمضان المبارك، من خلال الاعتكاف في المساجد، وإقامة الصلوات وحلقات العلم كما جرت العادة في سنوات سابقة.

أطنان من الألم والحزن، خلفتها الحرب مع حلول الشهر الفضيل، الذي كان أهل غزة ينتظرونه بكل الشوق، إذ لم يعد هناك أماكن للعبادة وإقامة «موائد الرحمن» للصائمين، وهي إحدى العادات التي ورثها الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد.

المسجد العمري

من أبرز المساجد التي طالتها نيران الحرب، المسجد العمري الكبير في غزة القديمة، والذي شيد قبل أكثر من 1400 عام، وحمل اسم «العمري» نسبة للخليفة عمر بن الخطاب، ويعد من أقدم وأعرق المساجد في فلسطين، في حين يحتل المرتبة الثالثة من حيث المساحة، بعد المسجد الأقصى المبارك في القدس ومسجد أحمد باشا الجزار في عكا.

وهنالك علاقة تاريخية وطيدة بين المسجد العمري في غزة وشهر رمضان، حيث إن قدم المكان، والطابع الأثري الذي يميزه عن غيره، وأعمدة الرخام الـ 38 التي تنتصب داخله، وتعكس جمال الفنون المعمارية للعصور القديمة، تجذب المصلين من جميع المناطق والمدن الغزية إليه، وبعضهم يقطع مسافات طويلة، من أجل الصلاة فيه، أو تلاوة آيات من القرآن الكريم في جنباته وبين أروقته.

يقول عوض أبو الكاس (64 عاماً): «كنا نشتم رائحة المسجد الأقصى المبارك، بين جدران المسجد العمري، وفي شهر رمضان كان يرتاده الآلاف من المصلين، بينما كانت مئذنته تصدح بالمدائح والأناشيد الدينية، وتلاوة القرآن، لكننا حرمنا من الاستمتاع بأجوائه الروحانية هذا العام بعد أن دمرته إسرائيل».

ويضيف: «نتيجة لحرمان أهالي القطاع من الوصول إلى القدس، فإن الكثيرين منهم كانوا يستشعرون روحانية المسجد الأقصى في شهر رمضان، من خلال الصلاة والاعتكاف في المسجد العمري.. كان يعوضهم بعض الشيء، ويعد بالنسبة لهم الأقصى الصغير».

مستشفى الشفاء كتلة من الدمار والجثث

انسحب الجيش الإسرائيلي، أمس، من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي طوقه واقتحمه قبل أسبوعين مخلفاً الكثير من الدمار و«عشرات الجثث». ومع دخول الحرب يومها الثامن والسبعين بعد المئة، أعلنت وزارة الصحة بغزة أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل 60 شخصاً على الأقل معظمهم من النساء والأطفال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحتى صباح أمس في القطاع المحاصر والمهدد بالمجاعة.

وأشار مكتب الإعلام الحكومي إلى أن إسرائيل شنّت عشرات الغارات الجوية على أنحاء عدة من القطاع.

وانسحبت القوات الإسرائيلية من مجمع الشفاء الطبي بغزة بعد عملية استمرت أسبوعين، مخلفة وراءها عشرات الجثث ودماراً واسعاً في محيط المستشفى.

وأفادت وزارة الصحة بأن المجمع صار خارج الخدمة. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس: «قوات الاحتلال أعدمت عدداً من الفلسطينيين حيث عثر على جثثهم وهم مكبلو الأيدي».

وأضاف إن الجيش الإسرائيلي قتل حوالي 300 فلسطيني بمجمع الشفاء ومحيطه... وأحرق كافة أقسام المجمع ودمر كل المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية».

وأكد الجيش الإسرائيلي إنهاء عملياته داخل المجمع ومحيطه. وقال في بيان إن قواته «استكملت العملية في منطقة مستشفى الشفاء وخرجت منها». وأضاف إنه قتل واعتقل مئات المسلحين في اشتباكات بمحيط المستشفى وضبط أسلحة ووثائق مخابراتية. وتنفي «حماس» والأطقم الطبية أن يكون للمسلحين الفلسطينيين أي وجود في المستشفيات.

مقبرة جماعية

وقال إسماعيل الثوابتة: «الاحتلال دمر وحرق جميع مباني مجمع الشفاء الطبي، وجرف الساحات وعشرات من جثامين الشهداء تم دفنها تحت الأنقاض، وتحولت الساحات إلى مقبرة جماعية».

وقال متحدث باسم خدمة الطوارئ المدنية في غزة، إن القوات الإسرائيلية أعدمت شخصين عُثر على جثتيهما في المجمع مكبلي الأيدي، واستخدمت الجرافات لتجريف أرضية المجمع واستخراج الجثامين المدفونة.

وتحدث سمير باسل (43 عاماً) لرويترز عبر أحد تطبيقات الدردشة في أثناء قيامه بجولة في مجمع الشفاء قائلاً: «المباني في المستشفى محروقة ومدمرة، يعني المكان كله بده إعادة بناء، خلص ما في مستشفى شفاء».

وقال شاهد عيان لـ «فرانس برس» مشيراً إلى جثث متناثرة على الطريق: «داست عليها الدبابات. دمار، أطفال، أبرياء، مدنيين عزل، داسوا عليهم».

وتوازياً مع العملية في الشفاء، أفادت حماس بأنّ القوات الإسرائيلية موجودة في مجمّع مستشفى ناصر، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات تجري في مستشفى الأمل، وكلاهما في مدينة خان يونس.

كمين وقتلى

وأعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، قتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين في كمين مركب جنوبي القطاع. وقالت، في منشور على منصة «إكس»: إن مقاتليها تمكنوا من إيقاع قوة إسرائيلية في كمين مركب، حيث قاموا باستهداف ناقلة جند بقذيفة «الياسين 105» واستهداف مجموعة مكونة من سبعة جنود في نفس المكان بقذيفة أخرى.

وأضافت أنه فور وصول قوة النجدة لإنقاذهم تم الاشتباك معها بالأسلحة الثقيلة وإيقاعهم جميعاً بين قتيل وجريح في منطقة وسط البلد بمدينة خان يونس.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مقتل الرقيب نداف كوهين (20 عاماً) أثناء القتال جنوب غزة. وأفاد موقع «آي 24» الإلكتروني الإسرائيلي، بأن الجندي مقاتل من الكتيبة 77 في لواء (ساعر الجولان).

لبنان... تمديد إضافي للفراغ السياسي

وسط تفاقم الغموض الذي يحوط خصوصاً بمآل الواقع الميداني المتفجر جنوباً، ومسار الجهود المبذولة مجدداً في شأن وضع حد لأزمة الفراغ الرئاسي الممتد منذ 31 أكتوبر من العام 2022، فإن عقارب المستجدات في لبنان شبه ثابتة، فالاشتعال على جبهة الجنوب مستمر، ضمن ضوابط معينة، ما يجعل الصورة مكررة منذ 8 أكتوبر الماضي، وذلك وسط المراوحة القاتلة على الصعيد الرئاسي، لأن لا شيء يقنع بعض المعنيين بانتخاب رئيس جديد للجمهورية طالما أن الصورة الإقليمية لم تتضح معالمها بعد.

وثمة إجماع على أن لا شيء سيتغير إلا في عقارب الساعة، التي قدمت الزمن 60 دقيقة اعتباراً من ليل السبت الماضي، من دون أن يتقدم البلد ساعة واحدة إلى الأمام. ذلك أن ترحيل الملفات الأساسية إلى ما بعد الأعياد فرض تمديداً إضافياً للفراغ السياسي الذي يحكم البلد، ولكن دون أن يعني ذلك أن الأفق المسدود، سياسياً ورئاسياً، ما قبل الأعياد سيُفتح بعدها، مع ما يعنيه الأمر، وفق تأكيد مصادر سياسية لـ«البيان»، من كون الانفراجات الموعودة ساقطة سلفاً أمام جدار التعقيدات الداخلية الذي يزداد سماكة على مدار الساعة.

أما على المقلب الآخر من الصورة، فحال من الترقب للحراك المنتظر لسفراء «اللجنة الخماسية» العربية والدولية، والذي قيل إنه سينطلق ما بعد 15 أبريل الجاري، مترافقة مع مقاربات متشائمة تقلل من احتمالات نجاح هذا الحراك وتحقيق الانفراجات والاختراقات الموعودة في جدار الأزمة. على أن اللافت للانتباه في هذا السياق، أنّ النقاش الرئاسي بين المستويات السياسية والرسمية لا يتوقع انفراجاً رئاسياً حتى على المدى البعيد.

الخليج: الإمارات تدين استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق

دانت دولة الإمارات العربية المتحدة، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس الاثنين، استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق. وفي أخطر تصعيد عسكري للصراع في المنطقة، قصفت طائرات حربية إسرائيلية، مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن وقوع قتلى بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي الذي يشغل منصب القائد الأعلى لفيلق القدس في سوريا ولبنان، فيما توعدت إيران برد حاسم على الضربة الإسرائيلية، ودعت المجتمع الدولي إلى «رد جدي» بعد القصف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق، في وقت تواصلت المواجهات وعمليات القصف المتبادل بين حزب الله و«إسرائيل» عبر جنوب لبنان، بالتزامن مع مصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على خطط قتالية في قيادة المنطقة الشمالية، وذلك مباشرة عقب اغتيال قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، وأعلن البيت الأبيض أنه على علم بتقارير الهجوم الإسرائيلي في دمشق.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن «الهجوم الإسرائيلي استهدف مبنى في حي المزة في دمشق»، لافتة إلى أن «وسائط الدفاع الجوي تصدت لأهداف إسرائيلية في محيط دمشق». وذكرت وزارة الدفاع السورية أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق أدت إلى تدمير المبنى بالكامل، وأسفرت عن مقتل وإصابة جميع الموجودين داخله. وقالت الوزارة في بيان: «مساء أمس شنت إسرائيل هجوماً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت بعضها. وأدى الهجوم إلى تدمير البناء بكامله، ومقتل وإصابة كل من بداخله، ويجري العمل على انتشال جثامين الضحايا وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض».
وندد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بشدة بالضربة الإسرائيلية، وقال المقداد، في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية: «ندين بقوة هذا الهجوم الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى مقتل عدد من الأبرياء». وتفقد المقداد مكان القصف مع محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي. وقال التلفزيون الإيراني، إن وزير الخارجية السوري أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الإيراني من مقر سفارة طهران بدمشق دان خلالها الغارة الإسرائيلية على قنصلية إيران. ودعا وزير الخارجية الإيراني «المجتمع الدولي» إلى «رد جدّي» على القصف الإسرائيلي لقنصلية بلاده في دمشق، معتبراً أن الضربة الإسرائيلية تشكل «انتهاكاً لكل الموجبات والمواثيق الدولية، وحمّل إسرائيل تداعيات هذا العمل، وشدد على ضرورة أن يردّ المجتمع الدولي في شكل جدي على هذه الأعمال الإجرامية»، بحسب بيان للوزارة.
وفي طهران، أكدت وسيلة إعلام رسمية إيرانية حصول الضربة الإسرائيلية التي أدّت إلى تدمير مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في سوريا.

وقالت وكالة نور الإيرانية للأنباء، إن «حسين أكبري، سفير الجمهورية الإسلامية في إيران في دمشق وعائلته لم يصابوا في الهجوم الإسرائيلي». وأكد الحرس الثوري مقتل محمد رضا زاهدي، ومحمد هادي حاج رحيمي، و5 من مرافقيهما في هجوم دمشق. وكان السفير الإيراني في سوريا قال خلال مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي من أمام المبنى المدمر في دمشق: «قتل خمسة أشخاص على الأقل في الهجوم الذي نفّذته مقاتلات إف-35»، من دون الإفصاح عن مصدر معلوماته المتصلة بالطائرات. وقال السفير الإيراني: «سنعلن عن هويات القتلى قريباً، بين 5 إلى 7 أشخاص قتلوا خلال الهجوم الإسرائيلي. سنتمكن من تحديد عدد الضحايا بدقة بعد رفع الأنقاض من موقع الاعتداء». وأكد أكبري وجود قتلى من المستشارين العسكريين الإيرانيين كانوا في ضيافة السفارة حسب وصفه، مشدداً على أن «هذا الاعتداء لن يكون دون رد، وردنا على الهجوم سيكون حاسماً وقاسياً».

ومن جانبه، أعلن الإعلام الرسمي الإيراني أن قيادياً بارزاً في الحرس الثوري قُتل في القصف الإسرائيلي على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن «محمد رضا زاهدي، أحد القياديين البارزين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قتل في الهجوم الإسرائيلي على مبنى قنصلية جمهورية إيران الإسلامية في دمشق».

إلى ذلك، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أنه عقد، في أعقاب عملية اغتيال قائد فيلق القدس في سورية ولبنان، جلسة في مقر قيادة المنطقة الشمالية بحضور قائد المنطقة الشمالية وأعضاء منتدى هيئة الأركان العامة، صادق خلالها على خطط للمراحل اللاحقة من القتال، وأجرى تقييماً للوضع.

الشرق الأوسط: الجيش السوداني يقصف مدن شمال دارفور بـ«البراميل المتفجرة»

خلف قصف جوي نفذه طيران الجيش السوداني، فجر الاثنين، قتلى وجرحى وسط المدنيين بعد استهدافه مناطق شمال إقليم دارفور (غرب البلاد)، وفق ما أفادت مصادر محلية.

ووفق المصادر ذاتها، يجري حصر أعداد الضحايا والمرافق السكنية والصحية والتعليمية التي تعرضت لأضرار كبيرة جراء الضربات، بينما تتحدث «الدعم السريع» و«تنسيقة تقدم»، عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين.

وأكد قادة محليون أن سلاح الجو السوداني شن ليل الأحد - الاثنين غارات جوية مكثفة استهدفت الأحياء الشرقية لعاصمة الولاية الفاشر ومنطقة كبكابية المأهولة بالسكان.

وخلال الأسابيع الماضية، شن الجيش الكثير من الضربات الجوية على مناطق شمال دارفور، حيث تنتشر «قوات الدعم السريع». ودعا الأسبوع الماضي المواطنين «إلى الابتعاد عن مناطق» تجمعات «ميليشيا الدعم السريع» بمختلف أنحاء البلاد، التي تعد «أهدافاً عسكرية مشروعة لضربات القوات الجوية».

وقال إنه يرصد تعمد «الميليشيا المتمردة» اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية من خلال استخدامها الأعيان المدنية والمنازل مواقع عسكرية في جنوب كردفان، وشمال شرق دارفور وكل مناطق وجودها.

وأكد مقيمون في كبكابية لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش السوداني «قصف المنطقة بالبراميل المتفجرة، واستهدف بشكل مباشر منازل المدنيين العزل والمستشفى العام ومدرسة ابتدائية، وأن ذلك أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من سكان المنطقة ونفوق عدد من الحيوانات».
وعبر زعماء الإدارات الأهلية ببلدة كبكابية عن «استنكارهم ورفضهم لاستمرار تكرار ضرب المواطنين بطيران الجيش السوداني، وتدمير مناطقهم».

بدورها، قالت «قوات الدعم السريع»، في بيان الاثنين، «إن الغارات الجوية المتتالية التي ضربت مدينة كبكابية أوقعت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين العزل، جراء إسقاط البراميل المتفجرة على أحياء ومساكن المواطنين».

وأضافت: «أدت عمليات القصف، إلى جانب فقدان الأرواح البريئة والجرحى، إلى تدمير 15 منزلاً ومدرسة كبكابية، كما شهدت مدن الفاشر وكتم هجمات جوية أسفرت أيضاً عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين».

وذكر البيان «أن الطيران الغادر شن قبل ثلاثة أيام غارات مماثلة على شمال دارفور وقتل 3 من بينهم طفلة عمرها 10 سنوات، كما أصيب 11 آخرون، كما استهدفت الغارات مناطق بوسط البلاد تسببت في سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين الأبرياء».

وأدانت «الدعم»، «تكرار الغارات العشوائية منذ اندلاع الحرب، والسلوك الهمجي في استهداف الأبرياء العزل».

من جانبها، أكدت «تنسيقة القوى الديمقراطية والمدنية» (تقدم)، في بيان، «شن سلاح الطيران التابع للقوات المسلحة عمليات قصف جوي في ولاية شمال دارفور بمدن الفاشر وكبكابية وكتم أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين العزل».

وأضافت: «سبق هذا القصف الجوي طلعات جوية على منطقة الهدرة جنوب كردفان أسفرت أيضاً عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين».

وأعربت «تنسيقية تقدم» عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين بشكل متواصل منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي.
وطالب التحالف، الذي يضم أكبر الأحزاب والقوى المدنية في البلاد، «بالتوقف فوراً عن استهداف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي، ووقف الاستهداف الأمني للقوى الديمقراطية المدنية المنادية بوقف الحرب بمختلف مكوناتها».

وجددت «تقدم» دعوتها للأطراف المتقاتلة، الجيش و«الدعم السريع»، إلى «الاحتكام لصوت العقل والتوجه صوب حلول سلمية لتجنيب البلاد ويلات الحرب التي يدفع ثمنها الملايين من أبناء الشعب السوداني».

وشددت «على الالتفات للمعاناة الإنسانية بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة السودانيين والسودانيات من شبح المجاعة التي تطرق الأبواب بعنف، وهي معطيات تستوجب وقف هذه الحرب العبثية الآن وفوراً».

فصائل العراق «تُهدئ» مع أميركا... و«تُعلن» استهداف إسرائيل

منذ استهداف القيادي في «كتائب حزب الله العراقي» أبو باقر الساعدي ومصرعه بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة قرب منزله في منطقة المشتل ببغداد مطلع فبراير (شباط) الماضي، تُظهر الفصائل العراقية المسلحة التي تعمل ضمن مظلة ما يسمى بـ«محور المقاومة» قدراً من «التهدئة» للهجمات الصاروخية التي تشنها على الأماكن والقواعد التي توجد فيها قوات أميركية، سواء في العراق (وتحديداً بمحافظة أربيل في إقليم كردستان)، أو عبر المناطق السورية.

وفي مقابل ذلك، أخذت بعض الفصائل في إعلان بيانات عن عمليات مماثلة تشنها على إسرائيل، كان آخرها الهجوم الذي أعلنت عنه، أول من أمس، في مدينة إيلات الإسرائيلية.

وكان الجيش الإسرائيلي ذكر، الاثنين، أن هجوماً جوياً استهدف إيلات المطلة على البحر الأحمر دون أن يتسبب في وقوع إصابات، في حين أعلنت جماعة مسلحة مدعومة من إيران بالعراق مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال بيان للجيش إن «جسماً طائراً أُطلق من الاتجاه الشرقي لإسرائيل، وأصاب مبنى في إيلات»، لكن البيان لم يحدد نوعية الجسم الذي أُطلق باتجاه إيلات. وذكر أن الهجوم تسبب في انطلاق صفارات الإنذار، لكن لم تعترضه الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وبثت ما تسمى بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» بياناً قال إنها هاجمت «هدفاً حيوياً» في إسرائيل باستخدام «الأسلحة المناسبة». ولم تقدم المزيد من التفاصيل.
وفي مقابل تأكيدات الفصائل لهجماتها «العابرة للحدود»، يشكك البعض في قدرتها على تنفيذ هجمات من هذا النوع، وأيضاً يتحدثون عن الأسباب التي دفعت جماعات الفصائل لإيقاف عملياتها داخل العراق في «هدنة»، ومدى ارتباط ذلك بالعلاقات مع إيران.

وإلى جانب إيقاف الفصائل لهجماتها ضد القوات الأميركية، يرصد مراقبون أن العجلة الإعلامية للفصائل التزمت الصمت حيال الزيارة المقررة منتصف أبريل (نيسان) الحالي، لرئيس الوزراء العراقي محمد السوداني إلى واشنطن، ما قد يعني أن السوداني نجح في إقناع الإيرانيين للضغط على الفصائل باتجاه «التهدئة الشاملة» خلال هذه المرحلة.
تشكيك

وكان وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، قد شكك نهاية الأسبوع الماضي، في البيانات التي تصدرها «المقاومة الإسلامية في العراق» وتعلن فيها بين الحين والآخر شن هجمات تستهدف مناطق داخل إسرائيل. وقال في مقابلة مع إذاعة «صوت أميركا»: «قرأت البيانات الصادرة، ولكن الجانب الآخر (إسرائيل) لم يقل إنها صحيحة، وأنا لا أعرف هل هذه البيانات للاستهلاك الداخلي أو أنها حقيقية».

وأضاف أن «استخدام السلاح داخل العراق يتطلب قراراً من القائد العام للقوات المسلحة، ولا ينبغي لأي شخص أن يتخذ قراراً من ذاته أن يشن حرباً على هذه الجهة أو تلك».

ويعزو مصدر قريب من الفصائل توقف هجماتها إلى «الخسائر التي تكبدتها الفصائل نتيجة الضربات الأميركية رداً على الهجوم الذي نفذته نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي ضد قاعدة البرج في الأردن وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة أكثر من 30 آخرين».

ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الضربات الأميركية تسببت بخسائر جسيمة بعد قيامها باستهداف نحو 80 موقعاً للفصائل تحتوي على صنوف الأسلحة والمعدات ومعامل تصنيع الطائرات المسيرة».

ويضيف: «كان استمرار تصعيد الفصائل ضد القوات الأميركية، يعني تصعيد الأخيرة لعملياتها التي قد تؤدي إلى تقويض قوتها وفاعليتها بالكامل، خاصة بعد استهدافات أميركية طالت عناصر مهمة وقيادية في الفصائل».
إيراني أم فصائلي؟

ويرى أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد الدكتور إحسان الشمري، أن «قرار التصعيد ضد القوات الأميركية إيراني أكثر من كونه فصائلياً، وطهران تجد أنه لا يصب لصالحها في العراق، باعتبار أن ذلك سيشكل ضغطاً على الرئيس الأميركي جو بايدن أمام منافس عنيد مثل دونالد ترمب».

ويرى الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «طهران تريد أن تعطي مساحة من التأييد لسياسات بايدن في الداخل الأميركي، فبقاؤه في الرئاسة أفضل بكثير من عودة ترمب والحزب الجمهوري بالنسبة لها»، وفق تقديره.

ويضيف سبباً آخر لهدنة الفصائل يتمثل في «خشية إيران على الفصائل العراقية من أن استمرار هجماتها سوف يواجه برد أميركي انتقامي عنيف قد يشمل زعامات من الصف الأول، وهو ما يؤدي إلى إضعافها، وتالياً خسارة طهران لإحدى أضلعها في العراق».

وعلى مستوى الجبهة الإسرائيلية، يقول الشمري إنه «على فرض صحة استهداف الفصائل العراقية لإيلات، فإنها محاولة مفادها أنها لم تتخلَّ عن نهجها في المقاومة، وأيضاً جزء من عملية تدعيم عقيدتهم المناهضة لإسرائيل، وقد يعطي الإعلان عن عمليات الاستهداف مبرراً للاحتفاظ بأسلحتهم، وهو أيضاً جزء من مسعى لإرغام إسرائيل على عدم التمادي في حربها ضد (حزب الله) اللبناني».

ويتفق المحلل والدبلوماسي السابق الدكتور غازي فيصل، بأن «الفصائل تعمل تحت مظلة (الحرس) على صعيد المواجهات ضد الولايات المتحدة في سوريا والعراق باعتبار أن البلدين جزء من مسرح المواجهة الإيراني مع واشنطن».
ويرى فيصل في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «حكومة السوداني ربما نجحت في إقناع طهران بإيقاف هجمات الفصائل بالنظر للمصالح الاستراتيجية العراقية مع واشنطن».

وبشأن هجمات الفصائل ضد إسرائيل، يقول فيصل إن «ثمة مطلباً عراقياً شائعاً كان يتردد على لسان الكثيرين، مفاده أن تذهب الفصائل ومحور المقاومة لمواجهة إسرائيل بدلاً من شن هجماتها في العراق، لذلك انتقل عدد من الفصائل المسلحة إلى سوريا بالقرب من الجولان أو شرقاً بالقرب من القواعد الأميركية، وربما قامت بهجمات محدودة هناك».

الدبيبة يلتزم الصمت بعد قصف صاروخي لمنزل عائلته بطرابلس

التزم عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، الصمت حيال تعرض منزل عائلته في منطقة حي الأندلس بالعاصمة طرابلس، لهجوم مسلح، تضاربت الروايات غير الرسمية بشأنه.

وفي تأكيد على نجاته من الهجوم، وعدم تعرضه للإصابة، التقى الدبيبة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، مع محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي»، وشقيقه سامي المنفي، لتهنئته على سلامته، بعد ساعات فقط على محاولة استهدافه.

ولم يصدر على الفور، تعليق من الحكومة أو أجهزتها الأمنية، وامتنع محمد حمودة الناطق الرسمي باسم الحكومة عن التعقيب، كما لم تعلن النيابة العامة أي تفاصيل تتعلق بالتحقيق في الواقعة. ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير بحكومة «الوحدة»، أن منزل رئيسها الدبيبة، تعرض لهجوم بقذائف صاروخية، لكنه لم يسفر عن أي خسائر بشرية.
وفيما قال الوزير، الذي اشترط عدم تعريفه، إن الهجوم تسبب فقط في بعض الأضرار، لكنه امتنع عن كشف مزيد من التفاصيل، نقلت «بوابة الوسط» الإلكترونية الليبية عمن سمتها مصادر متطابقة، أن «مكتب إبراهيم الدبيبة المستشار السياسي، وابن شقيقة الدبيبة هو الذي استهدف بقذيفتين عقب الإفطار، في وقت لم يكن موجوداً في بيته».

وأضافت أن قذيفتين من نوع «هاون 61» أُسقطتا على الأرجح من مسيرتين «درون» أصابت الأولى سطح المبنى، بينما أصابت الثانية شرفة المكتب مباشرة.

وفي غياب أي رد فعل رسمي، تضاربت الروايات حول حقيقة ما حدث، حيث قالت وسائل إعلام محلية، إن الهجوم تم بواسطة قذيفتين أسقطتا من طائرة «درون»، وأسفر عن أضرار مادية فقط، بينما قال شهود عيان، إنهم سمعوا انفجارات هائلة بالقرب من البحر، في حي الأندلس الفاخر في طرابلس، الذي يضم منزل الدبيبة.

ورصدت وسائل إعلام محلية، وصول دوريات بحرية قبالة شاطئ منزل أسرة الدبيبة، كما انتشرت قوات أمنية ثقيلة مع مركباتها، خصوصاً من عناصر أجهزة الأمن العام ودعم الاستقرار والأمن الداخلي التابعة للحكومة، حول منزل الدبيبة في المنطقة.

كما انتشرت عناصر من «الكتيبة 166 مشاة للحماية والحراسات»، بإمرة محمد الحصان، وتم رصد وجود بعض سيارات الإطفاء، للسيطرة على النيران المشتعلة إثر إطلاق القذائف.

واتهمت وسائل إعلام محلية، مجموعة تابعة لـ«جهاز الردع»، باستهداف منزل الدبيبة بثلاث قذائف، اعتراضاً على إعلان الدبيبة، تكليف محمود حمزة آمر «اللواء 444 قتال»، رئيساً لجهاز الاستخبارات، لكن الناطق باسم «جهاز الردع» المحسوب على الحكومة، لم يرد على محاولات الاتصال به هاتفياً.

وظهر إبراهيم الدبيبة، في صورة نشرها القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا عبر صفحة السفارة على «إكس»، وقال: «لقد كان لي شرف كبير بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة ومستشار رئيس الوزراء إبراهيم الدبيبة والوفد المرافق لهما، في حفل إفطار أقيم بمقر إقامتي. وقد ناقشنا سبل كسر الجمود السياسي في ليبيا، بالإضافة إلى المستجدات في المنطقة».

ومع أن الدبيبة، لم يعلق على هذه التطورات، لكنه هنأ مواطناً من مدينة درنة، بحصوله على الترتيب الأول في جائزة تنزانيا الدولية للقرآن الكريم، وعبّر عن فخره بحصول القرّاء الليبيين على المراكز الأولى في المسابقات الدولية لأكثر من 60 مرة، في إنجاز تعهد بالاستمرار في دعمه على الدوام.

وتعهد الدبيبة، الذي تولى منصبه من خلال عملية دعمها من قبل الأمم المتحدة عام 2021، بعدم التخلي عن السلطة لحكومة جديدة دون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.
في غضون ذلك، نقلت حكومة «الوحدة»، في بيان مقتضب، عن مؤسسة الطاقة الذرية، تأكيدها السيطرة بشكل كامل على الحريق، الذي شبّ مساء الأحد، في إحدى الحظائر القديمة التابعة لمركز البحوث النووية، في تاجوراء شرق العاصمة طرابلس.

وقالت الهيئة إنه تم إخماد الحريق دون وجود أضرار بشرية، بينما قالت مصادر محلية إن النار لم تكن في المفاعل النووي، مشيرة إلى أن الخسائر المادية تمثلت في بعض البضائع المخزنة.
في شأن مختلف، أعلن مجلس النواب، تأجيل المؤتمر الصحافي، الذي كان مقرراً أن تعقده اللجنة المُكلفة بدراسة مدى تأثير فرض رسم على سعر الصرف الأجنبي، من دون تحديد موعد جديد، لافتاً إلى أن اللجنة تواصل عقد اجتماعاتها، بحضور محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.

إسرائيل تصفي بدمشق «غرفة عمليات الحرس»

قصفت طائرات حربية إسرائيلية، أمس (الاثنين)، مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتلت قائد «فيلق القدس» في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي الذي يُعدُّ «اليد اليمنى» لقائد الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» إسماعيل قاآني. كما قُتل في الضربة نائبه العميد محمد هادي حاجي رحيمي، إضافة إلى خمسة من عناصر «فيلق القدس»، أعلنت أسماءهم وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس»، في ما بدا تصفية لغرفة عمليات الجهاز في سوريا ولبنان. والهجوم هو الأول من نوعه من حيث استهداف إسرائيل المباشر لمبنى إيراني رسمي، بعدما كانت تستهدف مواقع وقادة ميليشيات في سوريا.

وأكد التلفزيون الرسمي السوري تعرض مبنى القنصلية الإيرانية للهجوم، فيما قالت «شبكة أنباء الطلبة» الإيرانية إن القصف استهدف مبنى القنصلية ومقر إقامة السفير، وأظهرت الصور أنقاض مبنى سُوّيَ بالأرض وسيارات طوارئ متوقفة بالخارج.

وقال السفير الإيراني حسين أكبري، في تصريحات للصحافيين، مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مكان الحادث، إن إيران «لا تشعر بالقلق من أي إجراء تقوم به إسرائيل ونحن مع المقاومة». وأعلن أن بلاده «سترد بشكل حاسم» على القصف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق.

وتولى العميد زاهدي مناصب عديدة في «الحرس الثوري» الإيراني، أهمها خارجياً قيادة «فيلق القدس» في لبنان وسوريا، لدورتين. ولعب دوراً محورياً في تنامي قدرات «حزب الله» اللبناني، بما في ذلك شحن الأسلحة من إيران، والتنسيق بين الحزب وأجهزة المخابرات السورية.

وأدرجت الولايات المتحدة زاهدي على قائمة العقوبات في أغسطس (آب) 2010 لرعايته «الإرهاب». ووصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه على رأس الأهداف بعد قتل مسؤول إمدادات «الحرس الثوري» في سوريا، رضي موسوي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

شارك