بالتزامن مع احتفالات الاستقلال.. الصومال تنفذ أكبر حملة عسكرية ضد "الشباب"

الأربعاء 02/يوليو/2025 - 07:20 م
طباعة بالتزامن مع احتفالات علي رجب
 
أعلنت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية (صونا) صباح الأربعاء 2 يوليو 2025، مقتل القيادي البارز في حركة الشباب محمود أحمد غوري، المعروف باسم "حمزة فرعدة"، والذي كان يشغل منصب قائد المجموعات المسلحة في محافظتي شبيلي الوسطى وهيران. جاء هذا الإعلان في إطار العمليات العسكرية المكثفة التي تشنها القوات الصومالية ضد معاقل حركة الشباب الإرهابية.

نفذت العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل "حمزة فرعدة" في منطقة دار النعمة بمحافظة شبيلي الوسطى، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الصومالية. تأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات العسكرية المخططة التي تنفذها القوات الصومالية بالتعاون مع الشركاء الدوليين لاستهداف قيادات حركة الشباب في مناطق مختلفة من البلاد.

الخلفية الأمنية لـ"حمزة فرعدة"
كان محمود أحمد غوري يتولى سابقا منصب مسؤول عمليات التفجير في محافظتي مدغ وغلغدود، ولعب دورا رئيسيا في تنظيم وتنفيذ "الهجمات الإرهابية" وفقا للبيان الرسمي. يعتبر مقتله ضربة قوية لهيكل القيادة في حركة الشباب، خاصة في المناطق الوسطى من الصومال حيث تنشط الجماعة بكثافة.

وسبق هذا الإعلان مقتل قيادي بارز آخر من حركة الشباب يدعى "بلال" المعروف بـ*"جابر"*، والذي كان مسؤول المتفجرات بمحافظة شبيلي السفلى. قتل "جابر" يوم الثلاثاء في عملية عسكرية مخططة استهدفت قاعدة للجماعة في قرية يومبس، الواقعة على بعد سبعة كيلومترات من منطقة بريري.

تزامنت هذه العمليات العسكرية مع إحياء الصومال للذكرى الخامسة والستين لاستقلاله، مما يعكس رسالة قوية من الحكومة الصومالية بشأن التزامها بالقضاء على الإرهاب. احتفل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بهذه المناسبة في أول عرض عسكري رسمي منذ انهيار الدولة المركزية عام 1991.

تصعيد العمليات العسكرية في يوليو 2025أعلنت وزارة الدفاع الصومالية عن مقتل 19 إرهابيا من حركة الشباب في عملية عسكرية بمنطقة "باقوقها" في محافظة جوبا السفلى، نفذت بالتعاون مع الشركاء الدوليين. كما أعلن عن مقتل أكثر من 37 عنصرا في عملية أخرى بقرية تبعد 13 كيلومترا غرب بلدة "بولو حاجي" في نفس الإقليم.

وشهدت محافظة هيران عمليات عسكرية مكثفة، حيث أعلن جهاز المخابرات الوطنية الصومالية عن مقتل 13 عنصرا مسلحا في عملية مخططة في تقاطع جيعد بمنطقة مباح، استهدفت تجمعا للميليشيات أثناء تخطيطهم لهجمات إرهابية.

وتشير التقارير إلى تضاعف الضربات الأمريكية على الصومال منذ العام الماضي، حيث نفذت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) ما لا يقل عن 43 ضربة جوية بحلول عام 2025. استهدف أكثر من نصف هذه الضربات تنظيم داعش في الصومال، بينما استهدف الباقي حركة الشباب
هجوم مضاد لحركة الشباب
رغم النجاحات العسكرية، تواجه القوات الصومالية تحديات كبيرة، حيث شنت حركة الشباب هجوما مضادا غير مسبوق هذا العام، استطاعت من خلاله قلب معظم المكاسب الإقليمية التي حققتها الحكومة واستولت على عشرات البلدات والقرى في منطقة شبيلي الوسطى.

ويثير القلق أن حركة الشباب تمكنت من التقدم نحو العاصمة مقديشو وأقامت نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية المؤدية إليها، مما يظهر الضعف الهيكلي العميق داخل قوات الأمن الصومالية.

وتعتبر منطقة شبيلي الوسطى من المناطق الاستراتيجية المهمة، حيث تقع على الحدود مع محافظة هيران، وتشكل معبرا مهما للجماعات المسلحة. السيطرة على هذه المنطقة تمنح حركة الشباب قدرة على التحرك بين المحافظات وتنسيق العمليات.

ويواجه الجيش الصومالي تحدي ملء الفراغ الأمني في المناطق المحررة، حيث تحتاج القوات إلى إعادة سيطرة الدولة وملء الفراغ الإداري والخدماتي لضمان عدم عودة الجماعات المسلحة.

شارك