ماهو مصير العراق إذا سقط نظام الملالي
الأحد 06/يوليو/2025 - 07:04 م
طباعة

قال الدبلوماسي العراقي السابق، غازي فيصل
"إذا نجحت قوى المعارضة الإيرانية في الخارج والداخل بإسقاط نظام، الملالي فمن المؤكد سيذهب الشعب الإيراني نحو النظام الديمقراطي المدني، والفصل بين السلطات، والفصل بين الديني والسياسي، والانفتاح على دول العالم الصناعي والاستثمار في الثروات".
وأوضح أن "سقوط النظام الإيراني سيشكل عاملًا إيجابيًا لتطور الديمقراطية في العراق، بعد إزاحة التيارات السلفية الشيعية والسنية المتطرفة، والتي تطرح اليوم الذهاب إلى الحاكمية الشيعية وغيرها من الطروحات التي لا تنسجم إطلاقًا مع دستور 2005، ولا مع بناء دولة مدنية ديمقراطية".
وأضاف فيصل : "إذا ما سقط النظام الإيراني، فمن المؤكد ستتلاشى الأحزاب الشيعية والسنية العراقية المتحالفة مع إيران، والتي تطبق منهج وثقافة وأيديولوجية واستراتيجية إيران".
وفي سياق متصل
حذّر رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريحات سابقة، من أن "أي تصعيد عسكري في إيران قد يؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة، ويهدد استقرار العراق مباشرة". هذا القلق الصريح من أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، يعكس مدى الترابط بين الوضع الداخلي في طهران والمشهد العراقي، الذي ظلّ لسنوات مرتهنًا لمعادلات النفوذ الإيراني.
التحذير العراقي تزامن مع سلسلة تصريحات نارية أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أعقبت الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وذكر ترامب أن "العملية كانت ناجحة جدًا"، ملوّحًا بمزيد من التحركات ما لم تَقبل إيران باتفاق جديد. هذه اللغة التصعيدية ترافقها تهديدات إسرائيلية متكررة، عبّر عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقوله إن "إسرائيل لن تسمح بامتلاك إيران سلاحًا نوويًا مهما كان الثمن".
في ظل هذه التحولات، يقدّم الدبلوماسي العراقي السابق، غازي فيصل، قراءة تفصيلية لانعكاسات سقوط النظام الإيراني على العراق والمنطقة ويستعرض فيها مسار النفوذ الإيراني وآليات تمدده وانحساره، وصولًا إلى ما يعتبره "فرصة تاريخية" لتصحيح المسار السياسي في بغداد
قال فيصل إن "نظام الملالي في إيران نجح خلال 45 عامًا في نشر نفوذه الاقتصادي والعسكري والسياسي على لبنان من خلال حزب الله، وعلى سوريا من خلال التحالف الاستراتيجي مع حافظ أسد وحزب البعث العربي الاشتراكي، كما استطاع أن يهيمن على اليمن من خلال علاقاته الاستراتيجية الوثيقة مع الحوثي".
وأضاف أن إيران "نجحت كذلك في التمدد والهيمنة على الاقتصاد العراقي والأحزاب السياسية، ونشر نفوذها في المجتمع من خلال الثقافة المذهبية والطائفية، كما استطاعت أن تؤسس لتحالف استراتيجي مع 34 فصيلًا مسلحًا يرتبطون بالحرس الثوري الإيراني وتحت توجيهات وقيادة فيلق القدس".
وأكد أن "طبيعة قوة إيران الأساسية في الشرق الأوسط قبل 7 أكتوبر 2023، انهارت بعد اندلاع الحرب، وانهار معها مشروع الشرق الأوسط الإسلامي الشيعي كما طرحه الرئيس السابق محمد خاتمي عام 1995".
تفكك التحالف الإقليمي
يقول فيصل إن "اليوم، وبعد هزيمة حزب الله في لبنان، وهزيمة النظام السوري الفاشي بعد حرب دموية استمرت لـ14 عامًا، وكانت إيران طرفًا فيها وخُطط لها من قبل الجنرال قاسم سليماني، وهروب بشار الأسد"، تتكشف معالم انهيار المشروع الإيراني.
وأضاف: "هزيمة حماس ودمار غزة وآلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشباب، ثم تعرض الحوثي للهزيمة بعد دخوله في مواجهة مع الولايات المتحدة لمساندة غزة، يعكس تراجع نفوذ طهران". وبيّن أن "الحوثيين يعانون اليوم من دمار في اليمن، خصوصًا في مطار صنعاء والموانئ والمخازن الاستراتيجية ومراكز القيادة والسيطرة".و
أشار فيصل إلى أن "الولايات المتحدة شنت حربًا على المفاعلات النووية الإيرانية، وألحقت بها دمارًا كبيرًا"، مضيفًا أن "الموساد تمكّن من اختراق المؤسسات الأمنية والدفاعية، واغتيال 11 من العلماء النوويين، إضافة إلى العشرات من قادة الحرس الثوري والجيش والأجهزة الأمنية".
ولفت إلى أن "إسرائيل ألحقت دمارًا واسعًا في المنشآت العسكرية والصناعات الصاروخية والطائرات المسيّرة والأسلحة المختلفة"، وهو ما اعتبره ضربًا مباشرًا للبنية الاستراتيجية للنظام.
وقال فيصل إن "إيران تعاني اليوم من وضع أمني هش بعد هذا الاختراق الكبير والهزيمة العسكرية الكبرى"، مشيرًا إلى أن "هناك مجموعة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية يعاني منها الشعب الإيراني، بسبب العقوبات المستمرة منذ أكثر من 40 عامًا".
وبيّن أن "هذا الواقع يشكل دافعًا لعودة الاحتجاجات والاضطرابات"، مضيفًا أن "النظام يواجه الرأي العام والاحتجاجات بالعنف والإعدام والاعتقالات العشوائية".
"إذا نجحت قوى المعارضة الإيرانية في الخارج والداخل بإسقاط نظام، الملالي فمن المؤكد سيذهب الشعب الإيراني نحو النظام الديمقراطي المدني، والفصل بين السلطات، والفصل بين الديني والسياسي، والانفتاح على دول العالم الصناعي والاستثمار في الثروات".
وأوضح أن "سقوط النظام الإيراني سيشكل عاملًا إيجابيًا لتطور الديمقراطية في العراق، بعد إزاحة التيارات السلفية الشيعية والسنية المتطرفة، والتي تطرح اليوم الذهاب إلى الحاكمية الشيعية وغيرها من الطروحات التي لا تنسجم إطلاقًا مع دستور 2005، ولا مع بناء دولة مدنية ديمقراطية".
وأضاف فيصل : "إذا ما سقط النظام الإيراني، فمن المؤكد ستتلاشى الأحزاب الشيعية والسنية العراقية المتحالفة مع إيران، والتي تطبق منهج وثقافة وأيديولوجية واستراتيجية إيران".
وفي سياق متصل
حذّر رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريحات سابقة، من أن "أي تصعيد عسكري في إيران قد يؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة، ويهدد استقرار العراق مباشرة". هذا القلق الصريح من أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، يعكس مدى الترابط بين الوضع الداخلي في طهران والمشهد العراقي، الذي ظلّ لسنوات مرتهنًا لمعادلات النفوذ الإيراني.
التحذير العراقي تزامن مع سلسلة تصريحات نارية أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أعقبت الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وذكر ترامب أن "العملية كانت ناجحة جدًا"، ملوّحًا بمزيد من التحركات ما لم تَقبل إيران باتفاق جديد. هذه اللغة التصعيدية ترافقها تهديدات إسرائيلية متكررة، عبّر عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقوله إن "إسرائيل لن تسمح بامتلاك إيران سلاحًا نوويًا مهما كان الثمن".
في ظل هذه التحولات، يقدّم الدبلوماسي العراقي السابق، غازي فيصل، قراءة تفصيلية لانعكاسات سقوط النظام الإيراني على العراق والمنطقة ويستعرض فيها مسار النفوذ الإيراني وآليات تمدده وانحساره، وصولًا إلى ما يعتبره "فرصة تاريخية" لتصحيح المسار السياسي في بغداد
قال فيصل إن "نظام الملالي في إيران نجح خلال 45 عامًا في نشر نفوذه الاقتصادي والعسكري والسياسي على لبنان من خلال حزب الله، وعلى سوريا من خلال التحالف الاستراتيجي مع حافظ أسد وحزب البعث العربي الاشتراكي، كما استطاع أن يهيمن على اليمن من خلال علاقاته الاستراتيجية الوثيقة مع الحوثي".
وأضاف أن إيران "نجحت كذلك في التمدد والهيمنة على الاقتصاد العراقي والأحزاب السياسية، ونشر نفوذها في المجتمع من خلال الثقافة المذهبية والطائفية، كما استطاعت أن تؤسس لتحالف استراتيجي مع 34 فصيلًا مسلحًا يرتبطون بالحرس الثوري الإيراني وتحت توجيهات وقيادة فيلق القدس".
وأكد أن "طبيعة قوة إيران الأساسية في الشرق الأوسط قبل 7 أكتوبر 2023، انهارت بعد اندلاع الحرب، وانهار معها مشروع الشرق الأوسط الإسلامي الشيعي كما طرحه الرئيس السابق محمد خاتمي عام 1995".
تفكك التحالف الإقليمي
يقول فيصل إن "اليوم، وبعد هزيمة حزب الله في لبنان، وهزيمة النظام السوري الفاشي بعد حرب دموية استمرت لـ14 عامًا، وكانت إيران طرفًا فيها وخُطط لها من قبل الجنرال قاسم سليماني، وهروب بشار الأسد"، تتكشف معالم انهيار المشروع الإيراني.
وأضاف: "هزيمة حماس ودمار غزة وآلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشباب، ثم تعرض الحوثي للهزيمة بعد دخوله في مواجهة مع الولايات المتحدة لمساندة غزة، يعكس تراجع نفوذ طهران". وبيّن أن "الحوثيين يعانون اليوم من دمار في اليمن، خصوصًا في مطار صنعاء والموانئ والمخازن الاستراتيجية ومراكز القيادة والسيطرة".و
أشار فيصل إلى أن "الولايات المتحدة شنت حربًا على المفاعلات النووية الإيرانية، وألحقت بها دمارًا كبيرًا"، مضيفًا أن "الموساد تمكّن من اختراق المؤسسات الأمنية والدفاعية، واغتيال 11 من العلماء النوويين، إضافة إلى العشرات من قادة الحرس الثوري والجيش والأجهزة الأمنية".
ولفت إلى أن "إسرائيل ألحقت دمارًا واسعًا في المنشآت العسكرية والصناعات الصاروخية والطائرات المسيّرة والأسلحة المختلفة"، وهو ما اعتبره ضربًا مباشرًا للبنية الاستراتيجية للنظام.
وقال فيصل إن "إيران تعاني اليوم من وضع أمني هش بعد هذا الاختراق الكبير والهزيمة العسكرية الكبرى"، مشيرًا إلى أن "هناك مجموعة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية يعاني منها الشعب الإيراني، بسبب العقوبات المستمرة منذ أكثر من 40 عامًا".
وبيّن أن "هذا الواقع يشكل دافعًا لعودة الاحتجاجات والاضطرابات"، مضيفًا أن "النظام يواجه الرأي العام والاحتجاجات بالعنف والإعدام والاعتقالات العشوائية".