عملية غولان: ضربة استباقية جديدة في معركة تحرير شبيلي الوسطى

الأحد 06/يوليو/2025 - 08:28 م
طباعة عملية غولان: ضربة علي رجب
 
قضى الجيش الوطني الصومالي على اثنين من كبار قادة حركة الشباب في المناطق الوسطى، في أحدث حملة قمع ضد الجماعة، التي أحدثت دمارا في المناطق الوسطى والجنوبية، وأسفرت عن مقتل العديد من المدنيين الأبرياء.

تقاتل حركة الشباب منذ عقدين لاستعادة البلاد، لكن المقاومة الشديدة من القوات المحلية وقوات بعثة حفظ السلام جعلت من المستحيل عمليا على المسلحين تحقيق تقدم.

ووفقا للتقارير، قتل المسلحون خلال عملية شنتها ميليشيا محلية بمساعدة الجيش الوطني الصومالي في غولان بإقليم شبيلي الوسطى. تعد المنطقة بؤرة لتحدي حركة الشباب على مدى الأشهر السبعة الماضية.

تم تحديد هوية القتيلين وهما علي زباد ومحمد عدو، ويقال إنهما من الشخصيات رفيعة المستوى المتورطة في تنسيق الهجمات وأنشطة المتمردين في المنطقة. كما قتل عدد من المقاتلين الآخرين خلال الهجوم.

يقال إنهما كانا المنظمين الرئيسيين للهجمات ضد القوات الحكومية والقوات الإقليمية والمقاتلين المحليين والشركاء الدوليين والمدنيين الأبرياء. وكانت قوات الأمن تراقبهم قبل القضاء عليهم.

خلال الشهرين الماضيين، حقق المسلحون تقدما ملحوظا على الخطوط الأمامية، مما أجبر الجيش على الانسحاب من خطوط المواجهة الحيوية مثل عدن يابال. ومع ذلك، تصر الحكومة على أنها تسيطر بحزم على المدن الاستراتيجية.

ووفقا للمسؤولين، كانت غولان، الواقعة في ممر استراتيجي في شبيلي الوسطى، مسرحا لاشتباكات متعددة في الأشهر الأخيرة مع تكثيف الصومال للضغط على معاقل حركة الشباب. ويعد تحرير شبيلي الوسطى الشغل الشاغل للحكومة.

في ظل تصاعد أنشطة الجماعة، نشرت الحكومة المزيد من القوات على مختلف الجبهات بمساعدة أعضاء المجتمع الدولي. كما أن القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) مشاركة رئيسية في مهمة تحقيق الاستقرار في الصومال.

قضى الجيش الصومالي على قائدين من حركة الشباب في المناطق الوسطى: تحليل للتطورات الأمنية والعسكرية نجح في قتل شخصيتين محوريتين في التنظيم المسلح
قضت القوات المسلحة الصومالية، بالتعاون مع الميليشيات المحلية، على اثنين من كبار قادة حركة الشباب في عملية عسكرية نفذت في منطقة غولان بإقليم شبيلي الوسطى. تم تحديد هوية القتيلين بعلي زباد ومحمد عدو، وهما من الشخصيات رفيعة المستوى المتورطة في تنسيق الهجمات وأنشطة المتمردين في المنطقة.

تأتي هذه العملية ضمن حملة عسكرية أوسع تشهدها المناطق الوسطى والجنوبية من الصومال، حيث تعمل القوات الحكومية بدعم من الشركاء الدوليين على تقويض البنية التنظيمية لحركة الشباب وحرمانها من معاقلها الاستراتيجية.

موجة العمليات العسكرية الأخيرة
شهدت الأيام القليلة الماضية تكثيفا ملحوظا في العمليات العسكرية ضد حركة الشباب في المناطق الوسطى. ففي نفس اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الصومالية عن مقتل أكثر من 10 مسلحين في منطقة "غماري" بإقليم هيران، إضافة إلى مقتل قائدين بارزين آخرين في منطقة "غولني" بإقليم شبيلي الوسطى.

دور الميليشيات العشائرية "معويسلي"
تلعب الميليشيات العشائرية المعروفة باسم "معويسلي" دورا محوريا في الحرب ضد حركة الشباب. هذه القوات المحلية، التي يقدر عددها بحوالي 3000 مقاتل في إقليم هرشبيلي وحده.

وقد بدأت الحكومة الصومالية عملية دمج هذه الميليشيات رسميا في المؤسسة العسكرية، وذلك لتنظيم جهودها وضمان التنسيق الأمثل مع القوات النظامية.

ورغم الضربات المتتالية، تظهر حركة الشباب قدرة ملحوظة على الصمود والتكيف. فالحركة التي تأسست في 2004 كذراع عسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية، تطورت لتصبح من أخطر فروع تنظيم القاعدة في القارة الأفريقية[11
تمثل عملية القضاء على القائدين علي زباد ومحمد عدو في منطقة غولان بشبيلي الوسطى خطوة مهمة في الحرب المستمرة ضد حركة الشباب. هذه العملية، التي جاءت ضمن سلسلة من النجاحات العسكرية الأخيرة، تعكس تطورا ملحوظا في قدرات القوات الصومالية والتنسيق بين الجيش والميليشيات المحلية والشركاء الدوليين.

ومع ذلك، تظهر الأحداث الأخيرة أن حركة الشباب لا تزال تحتفظ بقدرة كبيرة على المناورة والهجوم المضاد، كما يتضح من سيطرتها على عدة مناطق استراتيجية خلال الأشهر الماضية. هذا الواقع يؤكد أن الحرب ضد الإرهاب في الصومال تتطلب استراتيجية شاملة طويلة المدى تتجاوز العمليات العسكرية لتشمل التنمية الاقتصادية وبناء المؤسسات وتعزيز الحوكمة.

النجاح في قتل قيادات بارزة مثل علي زباد ومحمد عدو يضعف البنية التنظيمية للحركة مؤقتا، لكن الانتصار الحقيقي يتطلب جهودا مستدامة لحرمان الحركة من البيئة الحاضنة وتوفير بدائل حقيقية للشباب الصومالي. في هذا السياق، يعتبر دمج الميليشيات العشائرية في الجيش النظامي خطوة إيجابية نحو بناء قوة أمنية وطنية قادرة على حماية البلاد دون الاعتماد الكامل على القوات الأجنبية.

إن التطورات الأخيرة في الصومال تشير إلى أن المعركة ضد حركة الشباب دخلت مرحلة جديدة تتسم بالتعقيد المتزايد، حيث تتطلب موازنة دقيقة بين الضغط العسكري المستمر والعمل على بناء السلام والاستقرار طويل المدى. والمؤكد أن نجاح هذه الجهود يتوقف على استمرار الدعم الدولي والإقليمي، وقدرة الحكومة الصومالية على تطوير استراتيجية شاملة تعالج جذور المشكلة وليس أعراضها فقط.

شارك