تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 27 يوليو 2025.
وام: «الدولية لإدارة الأزمات»: إسرائيل تمارس سياسة تجويع ممنهجة في غزة
أكدت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات في بروكسل، أن إسرائيل تمارس سياسة تجويع ممنهجة بحق سكان قطاع غزة منذ تراجعها عن اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي، مشيرة إلى أن القطاع بات على شفا مجاعة شاملة وسط قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية.
2.1 مليون فلسطيني محاصرون
وحذرت المجموعة في بيان لها، من أن هذه السياسة تترك آثاراً مدمرة على 2.1 مليون فلسطيني محاصرين، يعانون يومياً انعدام الأمن الغذائي والانهيار الصحي. وشددت المجموعة على أن ما يحدث في غزة لم يكن مفاجئاً، بل تم التحذير منه مسبقاً من قبلها ومن قبل الأمم المتحدة وجهات إنسانية أخرى. وأوضحت أن سياسة «التجويع المتحكم به»، التي تسعى إلى إبقاء السكان على حافة المجاعة من دون السقوط الكامل فيها، لم تأخذ بالحسبان مدى هشاشة سكان غزة الذين أنهكتهم الحرب والحرمان. ودعت المجموعة، مع ارتفاع عدد الوفيات بسبب الجوع يومياً، إلى رفع الحصار فوراً، مؤكدة أن «كل شاحنة إغاثة مهمة، وكل سعرة حرارية تحتسب»، لكن الحل الحقيقي يبدأ بوقف إطلاق النار.
توزيع المساعدات بطرق فوضوية
وفيما يتعلق بتوزيع الغذاء، أفادت المجموعة بأن النظام الجديد الذي فرضته إسرائيل في مايو الماضي، والمتمثل في «مؤسسة غزة الإنسانية» (GHF)، أثبت فشله الذريع، فبدلاً من التعاون مع وكالات الأمم المتحدة التي تمتلك البنية التحتية والخبرة، اختارت إسرائيل توزيع المساعدات عبر متعاقدين أمنيين وبطرق فوضوية تفتقر إلى الشفافية. وبحسب المجموعة، فإن الادعاء بتوزيع 87 مليون وجبة يفتقر إلى التوثيق والتعريف الدقيق، ولا يرقى إلى تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان. والأسوأ، بحسب البيان، أن هذه الطريقة تحرم الأكثر ضعفاً من الحصول على الغذاء، وتفتح المجال أمام العنف والاستغلال، ما حول عملية التوزيع إلى معركة يومية من أجل البقاء. وأكدت أن تداعيات هذه السياسة أصبحت قاتلة، حيث قُتل أكثر من 1000 فلسطيني منذ مايو أثناء محاولاتهم الوصول إلى مواقع التوزيع التي غالباً ما تكون بعيدة وخاضعة لحراسة مشددة، وسط إطلاق نار من القوات الإسرائيلية. وفي تقييم خطر للوضع الصحي، كشفت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات في بروكسل أن غزة تُظهر مؤشرات واضحة على مجاعة وشيكة.
نقطة الانهيار في غزة باتت قريبة
ورغم أن الوضع لم يتجاوز بعد العتبة الفنية المحددة في تصنيف الأمن الغذائي العالمي(IPC)، فإن التقارير الميدانية من الأطباء والمنظمات الإنسانية تشير إلى أن نقطة الانهيار باتت قريبة جداً. وأكدت منظمة أطباء بلا حدود، بحسب البيان، أنها عالجت خلال الأسبوعين الأولين من يوليو الجاري، ثلاثة أضعاف حالات سوء التغذية الحاد مقارنة بما عالجته خلال شهر مايو كله، في حين سجلت مستشفيات غزة ما بين 10 و15 حالة وفاة يومياً نتيجة الجوع، وهو رقم يفوق متوسط الوفيات طوال شهور الحرب. وأشارت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات في بروكسل إلى أن المجاعة، إن بدأت، ستتبع نمطاً كارثياً ذاتي التعزيز، حيث يؤدّي الضعف العام إلى تسارع حالات الوفاة، خاصة بين الأطفال.
16 % من الأطفال في غزة يعانون سوء تغذية حاداً
وأوضحت أن نتائج المسح الغذائي للأمم المتحدة في غزة في يوليو كشفت أن أكثر من 16% من الأطفال في غزة يعانون سوء تغذية حاداً، وهو رقم يتجاوز عتبة إعلان المجاعة، ويعادل أربعة أضعاف النسبة المسجلة في فبراير الماضي. وأكدت المجموعة، أن عدم وجود وقف لإطلاق النار لا يبرر مطلقاً سياسة التجويع، ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يستمر في منحه إسرائيل غطاءً دبلوماسياً في ظل تعثر المفاوضات. وقالت: إن السياسة الوحيدة القادرة على وقف الموت الجماعي في غزة هي فتح المعابر فوراً مع التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل، مشددة على أن «آلة الموت يجب أن تتوقف، لا أن تُبطئ فقط».
الخليج: الرئيس اللبناني: اتفاق أمني سياسي على هدف واحد
يشهد لبنان الرسمي حركة سياسية مكثفة بهدف استيعاب التطورات المتسارعة وملاقاة المستجدات الإقليمية التي تنذر باحتمال تفجر الوضع على الجبهة الجنوبية، خاصة بعد انتشار معطيات تشير إلى دخول محاولات التسوية مع اسرائيل في نفق مسدود، وسط استمرار التأزم الأمني، فيما أطلع رئيس الوزراء نواف سلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري على نتائج زيارته الى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في حين استهدفت غارة إسرائيلية، أمس السبت سيارة على طريق الطويري - صريفا في قضاء صور، ما أدّى الى سقوط قتيل.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قال إنه قام شخصيا بإجراء اتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، موضحا أن المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وأن هناك تجاوبا حول الأفكار المطروحة في هذا المجال. واضاف خلال لقائه في قصر بعبدا وفداً من «نادي الصحافة»، إن «الجيش والقوى الأمنية يعملون على توقيف شبكات إرهابية، ويقومون بعملهم على أكمل وجه». وأضاف: «عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقين على هدف واحد، فلا خوف على لبنان».
من جهته، زار سلام، ظهر أمس السبت، رئيس مجلس النواب بري، حيث عقد لقاء تناول البحث في الشؤون البرلمانية، لا سيّما مشاريع القوانين الإصلاحية التي أحالتها الحكومة إلى المجلس النيابي، وفي مقدّمها مشروع قانون استقلالية القضاء، ومشروع قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي. كما أطلع سلام بري على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس، ولقائه مع الرئيس الفرنسي، حيث شدّد الجانب الفرنسي على استمرار دعم لبنان في مختلف المجالات، لا سيّما في ما يخص مسار الإصلاحات. وجرى التأكيد على أهمية العمل لتجديد ولاية قوات «اليونيفيل» في الجنوب، في إطار الحفاظ على الاستقرار القائم على طول الخط الأزرق.
في الجانب الأمني، استهدفت غارة إسرائيلية، أمس السبت سيارة على طريق الطويري - صريفا في قضاء صور، ما أدّى الى سقوط قتيل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أنه ينتمي الى «حزب الله».
ثم أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا يؤكد ان القتيل هو قائد قطاع بنت جبيل في الحزب.
كما حلقت مسيرات إسرائيلية فوق اجواء عربصاليم، حبوش، الوادي الأخضر، انصار، الزرارية، عبا، جبشيت، الخرايب، وبلدات في قضاء صور، وصولاً إلى ضفتي الليطاني في منطقة القاسمية.
إلى ذلك، أوقفت وحدات من الجيش اللبناني 90 سوريّاً لتجوّلهم داخل الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية.
وقالت قيادة الجيش اللبناني، في بيان صحفي أمس السبت «إن وحدات من الجيش تؤازر كلّاً منها دورية من مديرية المخابرات أوقفت في مناطق القرعون وخربة قنافار– البقاع الغربي وراشيا الوادي– راشيا وبريح– الشوف، 90 سوريّاً لتجوّلهم داخل الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية».
«10 ساعات يومياً».. إسرائيل تعلق عملياتها العسكرية في «غزة ودير البلح والمواصي"
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية في ثلاث مناطق محددة بغزة، وذلك بعد وقت قصير من قوله إنه اتخذ عدة خطوات لتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن وقف العمليات سيكون يومياً في المواصي ودير البلح ومدينة غزة، من الساعة العاشرة صباحا (0700 بتوقيت جرينتش) حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (1700 بتوقيت جرينتش) حتى إشعار آخر.
وأضاف أن المسارات الآمنة المُحددة ستُطبق بشكل دائم من الساعة السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة مساء. ونوه الجيش الإسرائيلي بأن القتال سيستمر خارج المناطق الإنسانية المقرر تطبيق هدنة فيها بغزة.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه سيتم تطبيق هدنة إنسانية، صباح الأحد، بالمراكز المدنية، والممرات الإنسانية لتسهيل توزيع المساعدات. وأضافت الوزارة، أنها تتوقع أن تقوم الأمم المتحدة بجمع وتوزيع كميات كبيرة من المساعدات دون أي تأخير أو أعذار.
وقال موقع (واي نت) الإسرائيلي، إن تطبيق الهدن الإنسانية ستبدأ في غزة اعتباراً من العاشرة صباح الأحد، مشيراً إلى أن ذلك سيشمل عدة مواقع بينها شمال قطاع غزة.
البيان: صفقة غزة.. ماذا استجد فجأة؟
هل انقلبت أمريكا وإسرائيل على مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة، وتهربت من التزاماتها؟.. وما هو مصير الصفقة في ظل المجازر اليومية ومشاهد الدماء والدمار في قطاع غزة؟.. أسئلة فرضت نفسها في الشارع في غزة، بينما كان يترقب هدنة ثانية، تضع حداً لشلال الدم.
في تل أبيب، وخوفاً من المحاكمة، وتفادياً لانهيار الائتلاف الحكومي، يهرب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، نحو الحرب.. سحبت أمريكا وفدها، واستدعت إسرائيل فريقها، ليبدو السيناريو الأصعب والأخطر، في عجز الأطراف الراعية لاتفاق التهدئة، عن وقف نزيف الدم.
وفيما تعم حرب الإبادة الجماعية قطاع غزة الخارج عن الحياة، تحوم الشكوك في الأوساط السياسية حول عدم رغبة نتانياهو في إكمال الاتفاق، ورفض التوصل إلى هدنة ثانية، مفضلاً استمرار الحرب، ومضحياً كما يبدو بمن تبقى من محتجزين إسرائيليين، كما يقول مراقبون.
كل الحلول تبدو عاجزة عن تسوية سياسية توقف شلال الدم، وكل المؤشرات تدلل على خروج مباحثات التهدئة عن السيطرة، وتنذر بالوصول إلى حافة الهاوية، وتهدد بإشعال المنطقة من جديد، يعلق الكاتب والمحلل السياسي محمـد دراغمة، مبيناً أن تصريحات المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، صدمت حتى الوسطاء في الدوحة، إذ بدت وكأنها تنعى التفاوض.
ويوضح دراغمة، أن مبعث الصدمة هو أن الوسطاء المصريين والقطريين، وجدوا مرونة كبيرة في رد حركة حماس وانسجاماً مع اقتراحهم، واعتبروا أنه يمهد الطريق نحو التوصل إلى صفقة، بحسبانه حمل بعض الخلاصات من المباحثات التي جرت في الأيام الأخيرة، والتي حققت تقدماً مهماً في مختلف الملفات، لدرجة اعتقد الوسطاء بأن الصفقة أضحت على الأبواب، وكانوا متفائلين إلى حد كبير، قبل تصريحات ويتكوف، التي أحالت السؤال الدائر بينهم: هل هذا تكتيك تفاوضي بغرض الحصول على تنازلات اللحظة الأخيرة؟
وفي الدوحة، تبدو الخرائط نقطة الخلاف المركزية في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، بل إن الخلافات التي تعيق الاتفاق تنحصر في بضع مئات من الأمتار في كل موقع، لكن هذه المساحات تبدو من الأهمية بمكان، لكونها تقع في قلب الأحياء السكنية، كما هو الحال في رفح وخان يونس وحيي الشجاعية والتفاح في غزة، وفق دراغمة.
وفيما تصر حركة حماس على العودة إلى اتفاق 19 يناير الماضي، خشية تنفيذ مخططات جديدة في المناطق السكنية مثل مدينة التهجير، وهو ما يرفضه نتانياهو حتى الساعة، ثمة أسئلة تتطاير من بين ركام المنازل في غزة المنكوبة: ما هو مستقبل الصفقة؟.. وما الذي استجد فجأة على المفاوضات في الدوحة؟.. وألا يستوجب ما يجري في قطاع غزة منذ 22 شهراً، الانصياع إلى صوت الدبلوماسية، ومواصلة المسار التفاوضي، وصولاً إلى الحل الشامل، بعيداً عن الاتفاقيات الأشبه بمسكنات؟
انفراط عقد
في الأروقة السياسية، يرى كثير من المراقبين والمحللين، أن مخاوف نتانياهو من انفراط عقد ائتلافه، وإصرار أركان حكومته على أن الحرب لم تحقق أهدافها حتى وهي تقترب من عامها الثاني، ربما تفضي إلى فشل المساعي السياسية، ومواصلة الحرب، خصوصاً في ظل الرغبة الإسرائيلية والأمريكية في إنهاء قدرات حركة حماس، وعليه، فربما تعود الجهود السياسية، إلى حالة التجميد.
ويفسر الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري، التحول الأمريكي المفاجئ، بأنه استجابة لرغبة نتانياهو، وجاء بعد لقاء ويتكوف مع رئيس الوفد الإسرائيلي، رون دريمر، المعروف بقربه من نتانياهو، لكنه لم يستبعد أن يكون هذا الموقف جزءاً من تكتيك تفاوضي، بهدف انتزاع تنازلات إضافية في اللحظات الأخيرة التي تسبق الاتفاق.
بدوره، يرجح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن ثمة مقايضة إقليمية، اقتضت تعقيد ملف غزة، أو تأجيله، مضيفاً: «كانت الأجواء إيجابية، والصفقة قريبة، وفجأة صعدت واشنطن من لهجتها، ونسفت ما بثته بنفسها من تفاؤل بقرب الاتفاق.. ربما يكون ضغطاً تفاوضياً، أو تغييراً لتمرير أمر ما».
الشرق الأوسط: تركيا تُعلن رصد تحركات لتقسيم سوريا بعد اشتباكات السويداء
كشفت تركيا عن أن تحذيرها للأطراف الانفصالية الساعية إلى تقسيم سوريا جاء عقب رصد تحرّكات في هذا الاتجاه في شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، بعد الاشتباكات بين البدو والدروز في السويداء.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: «إن تركيا حذّرت من أنها ستتدخل لمنع تقسيم سوريا، بعد رصدها استغلال مجموعات ما جرى في السويداء، ونحن (تركيا)، توّجب علينا إطلاق تحذير وقمنا بذلك، لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها».
وأضاف أن تركيا ودولاً عدة أكدت، مراراً، ضرورة احترام حكومة دمشق هوية جميع أطياف الشعب ومراعاة حقوقهم، وأنه يجب ألا تحمل أي جهة السلاح خارج سلطة الدولة.
محاولات إسرائيلية
ولفت إلى أن تركيا بعثت بالرسائل نفسها إلى إسرائيل عبر قنوات استخبارية ومحادثات مع محاورين آخرين، مضيفاً: «فيما يتعلّق بسوريا، نقول إنه لا يجوز لأحد المساس بسلامة أراضيها، وينبغي ألا تُشكل تهديداً لأي دولة في منطقتها، وينبغي ألا تُشكل أي دولة تهديداً لها».
واتهم فيدان، في مقابلة تلفزيونية السبت، إسرائيل بعرقلة جهود الحكومة السورية للتدخل بشكل محايد في الصراع بين البدو والدروز، لافتاً إلى أن تركيا سجّلت اعتراضاً على ذلك على وجه الخصوص.
وقال إن الأطراف اجتمعت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، وتوصّلت إلى تفاهم، لكن فرعاً واحداً فقط من الدروز بدأ استخدام لغة معادية تماماً للاتفاق والوفاق، وأن ذلك الطرف استخدم لغة مفادها أنهم «سيقاتلون بالسلاح لتحقيق درجة معينة من الاستقلال».
وأضاف أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، طبَّق سياسة شاملة تتجاوز التوقعات، وأكد ضرورة عدم انحياز الحكومة لأي طرف في النزاعات المحتملة بين الجماعات، بل عليها التدخل ومعاقبة المسؤولين عند ثبوت تورطهم، وأن الرئيس الشرع تدخّل في هذه القضايا بالموارد المتاحة له.
وأكد فيدان أهمية سوريا بالنسبة للأمن القومي التركي، وأن هدف تركيا الأساسي هو ضمان السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، مشيراً إلى أن سوريا تشهد انطلاق عملية بدعم من تركيا ودول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ولفت إلى أن هناك أطرافاً كانت تسعى دائماً لعدم الاستقرار في سوريا، وعندما لم تخرج الصورة كما يتوقعون، لجأوا إلى اتباع سيناريو مختلف تماماً، وأن إسرائيل لديها مثل هذا الهدف، وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه ليس لديه رأي إيجابي للغاية بشأن استقرار سوريا.
اتفاق «قسد» ودمشق
من ناحية أخرى، قال فيدان إن تركيا تنتظر تنفيذ الاتفاق الموقع بين الشرع وقائد «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، في دمشق في 10 مارس (آذار) الماضي، بشأن دمجها في الدولة السورية، ونريد أن يسير الأمر في أجواء إيجابية.
وأضاف أن تركيا تجري مباحثات مع الولايات المتحدة ودول المنطقة حول دمج «قسد» في المنظومة المركزية السورية، ومباحثات أخرى حول مكافحة تنظيم «داعش».
وتابع: «من الضروري أن تتوصل (قسد) فوراً وبمحض إرادتها إلى اتفاق مع الحكومة المركزية، وأن تتخذ خطوات حقيقية، دائمة وثابتة، لتنفيذه. وإذا كانت تسعى إلى الحصول على ضمانات، فمن المهم أن تكون دول مثل تركيا شاهدة على حماية الحقوق والحريات الأساسية، وسلامة الأرواح والممتلكات».
ونوه فيدان بتصريح المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم برّاك، بأن الولايات المتحدة لم تتعهد لـ«الوحدات الكردية - (قسد)» بإنشاء دولة خاصة بهم، وأن واشنطن وجّهت التنظيم نحو الاندماج مع الدولة السورية.
وأوضح أن المتوقع أن تكون الحكومة السورية أول مَن يتدخل إذا نشأت مشكلة محتملة في سوريا، وأن تركيا ستُقدم أيضاً بعض الدعم عند الضرورة، مضيفاً: «في النهاية، علينا أن نكون مستعدين لأي سيناريو، لأننا لا ننوي تكرار سيناريو (تنظيم حزب «العمال الكردستاني» الإرهابي) في العراق وسوريا، ثم نجعل شعبنا يمر بالتجربة نفسها مرة أخرى على مدى الـ40 سنة المقبلة، كما مروا بها في الـ40 سنة الماضية».
التعاون الدفاعي مع سوريا
وعن التعاون الدفاعي المحتمل بين تركيا وسوريا، قال فيدان إنه «لا يوجد شيء أكثر طبيعية من التعاون بين البلدين في مجال الدفاع، خصوصاً في مكافحة الإرهاب، سوريا تحتاج إلى دعم ومساعدة فنية جدية في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة الأساسية، خاصة القوات المسلحة».
وقالت مصادر بوزارة الدفاع التركية، الأربعاء، إن الإدارة السورية طلبت، رسمياً، دعماً لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، وإن تركيا تواصل جهودها من أجل تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية لسوريا استجابة لطلب حكومة دمشق.
وقال فيدان إنه من غير الممكن تحقيق الأمن والنظام وتوفير الخدمات من دون إعادة هيكلة مؤسسات الدولة في سوريا، مشيراً إلى وجود مشكلات كبيرة في قطاعات الصحة والتعليم والنقل والطاقة. وشدّد على أن «تركيا تسعى، بالتعاون مع دول المنطقة، إلى معالجة هذه القضايا تدريجياً وبخطوات متواصلة».
تحالف «تأسيس» السوداني يشكل مجلساً رئاسياً برئاسة «حميدتي»
أعلن «تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)» تشكيل «مجلس رئاسي» من 15 عضواً، برئاسة قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، عبد العزيز آدم الحلو، نائباً للرئيس، وكلف عضو مجلس السيادة السابق، محمد الحسن التعايشي، رئاسة الحكومة التي أطلق عليها اسم «حكومة السلام الانتقالية»، والتي ستدير شؤون البلاد (حسب مقررات المجلس الرئاسي) والمناطق التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في ولايات دارفور خصوصاً. وقسم المجلس السودان إلى 8 أقاليم، هي: الشمالي والشرقي والوسط ودارفور وكردفان وجنوب كردفان/ جبال النوبة، والفونج والخرطوم.
وقال المتحدث باسم تحالف «تأسيس»، علاء الدين نقد، في مؤتمر صحافي عُقِد بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، السبت، إن الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي، شكلت «مجلساً رئاسياً» (شبيهاً بمجلس السيادة) من 15 عضواً، بينهم حُكّام الأقاليم الثمانية.
والمجلس الرئاسي هو مجلس سيادي، على غرار مجلس السيادة الانتقالي، الذي تم التوافق عليه بُعَيد الثورة الشعبية التي أطاحت حكومة عمر البشير، ويتكوَّن، وفقاً للمتحدث باسم تحالف «تأسيس» الذي يمثل المرجعية السياسية للحكومة، من كل من: الطاهر أبو بكر حجر، ومحمد يوسف أحمد المصطفى، وحامد حمدين النويري، وعبد الله إبراهيم عباس، والسيدة خُلدي فتحي سالم، وحاكم إقليم دارفور الهادي إدريس، وحاكم إقليم جنوب كردفان (جبال النوبة) جقود مكوار مرادة، وحاكم إقليم الفونج الجديد جوزيف تكة، وحاكم الإقليم الأوسط صالح عيسى عبد الله، وحاكم الإقليم الشرقي مبروك مبارك سليم، وحاكم الإقليم الشمالي أبو القاسم الرشيد أحمد، وحاكم الخرطوم فارس النور، وحاكم إقليم كردفان حمد محمد حامد.
وأوضح نقد أن المجلس الرئاسي اختار عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق، محمد حسن التعايشي، ليكون رئيساً لحكومة «حكومة السلام الانتقالية»، وقال إن الهيئة القيادية للتحالف التي يترأسها «حميدتي» ستواصل مناقشة بقية القضايا في أجندة جدول أعمالها.
ووصف تسمية المجلس الرئاسي بأنها «إنجاز تاريخي»، وقال إن هيئة التحالف هنَّأت «الشعوب السودانية التي ظلت وما زالت تكتوي بنير الحروب الطاحنة لعقود طويلة»، مجدداً التأكيد على بناء وطن «يسع الجميع، علماني ديمقراطي لا مركزي، وموحَّد طوعياً، قائم على أسس الحرية والسلام والعدالة والمساواة».
وتأسس تحالف «تأسيس» في العاصمة الكينية، نيروبي، يوم 22 فبراير (شباط) الماضي، من «قوات الدعم السريع»، وحركات مسلحة وأحزاب سياسية وقوى مدنية، أبرزها: «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، بقيادة عبد العزيز الحلو، الذي تسيطر قواته على مناطق في جنوب كردفان وجبال النوبة، و«الجبهة الثورية» التي تضم عدداً من الحركات المسلحة في دارفور، وأجنحة من حزبي «الأمة» و«الاتحادي الديمقراطي»، بالإضافة إلى شخصيات مستقلة.
وتوافق أعضاء التحالف على إعلان سياسي ودستور انتقالي نص على دولة كونفدرالية علمانية ديمقراطية، وقسَّم السودان إلى ثمانية أقاليم إدارية، بالإضافة إلى تشكيل حكومة لكل السودان، وليس لمناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» وحدها. وذكرت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف من تشكيل الحكومة إقناع دول الإقليم قبل المجتمع الدولي بالاعتراف بها، ومن أجل الحصول على التأييد الشعبي الداخلي.
ليبيا: «النواب» و«الدولة» يتسابقان لإنهاء سلطة الدبيبة
احتضنتِ العاصمة الليبية، مقرُّ حكومة «الوحدة» المؤقتة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، اجتماعاً ضمَّ خالد المشري، أحدَ المتنازعين على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، وعدداً من المرشحين لرئاسة «حكومة جديدة»، تنهي سلطة الدبيبة.
واعتبر المرشح لرئاسة الحكومة سلامة الغويل أنَّ تشكيل «الحكومة الجديدة» اقترب من مرحلة الحسم الفعلي، في ظلّ «تصاعد الرفض الشعبي لحكومة الدبيبة».
وقال الغويل لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «المؤشرات الحالية تدلّ على دعم ضمني للمشروع الوطني لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بتشكيل حكومة جديدة، ينتهي عبرها الانقسام الحكومي الراهن، ويتم التمهيد لإجراء الانتخابات».
في المقابل، وصف عضو مجلس النواب، سليمان سويكر، مسار تشكيل «الحكومة الجديدة» بأنَّه «لا يزال محفوفاً بالتعقيدات، رغم بعض المؤشرات الإيجابية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنَّ «هذه المؤشرات تبقى شكلية، ما لم تتحول إلى اتفاق سياسي واضح يحدد مَن يحكم، ومَن يموّل، ومَن يضمن التنفيذ».
وشدَّد على أنَّ غياب التوافقات العميقة سيجعل أي محاولة لتشكيل حكومة جديدة مجرد ترتيبات مؤقتة.