تظاهرات في السويداء تطالب بتحقيق دولي وسحب القوات السورية/الإخوان و«الووكي».. خبير فرنسي يرصد التشابه بالخطط والأساليب/«مسيّرة» تستهدف منزلاً في الزاوية الليبية... و«الوحدة» تلتزم الصمت

السبت 02/أغسطس/2025 - 09:46 ص
طباعة تظاهرات في السويداء إعداد: فاطمة عبدالغني - هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 2 أغسطس 2025.

الاتحاد: ليبيا... اتفاق على تعديل الإطار الدستوري لإجراء الانتخابات

اتفقت لجنتا «6+6» الاستشارية الليبية، على ضرورة تعديل الإطار الدستوري والقانوني في البلاد، بما يسهّل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحظى بقبول واسع.
جاء ذلك، في ختام اجتماع تشاوري بين الجانبين استمر يومين، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وفق بيان صادر عن البعثة.
ولجنة «6+6» المشتركة بين مجلسي النواب والدولة الليبيين، أصدرت في 6 يونيو 2023 عقب مباحثات في مدينة بوزنيقة المغربية، القوانين التي ستجرى عبرها الانتخابات المنتظرة، إلا أن بنوداً فيها لاقت معارضة من عدة أطراف وسط إصرار اللجنة أن «قوانينها نهائية ونافذة».
أما اللجنة الاستشارية الليبية فهي مكونة من 20 من الخبراء الليبيين أعلنت تشكيلها البعثة الأممية في 4 فبراير الماضي، لوضع تصورات ومقترحات لحل الأزمة السياسية الليبية، وذلك في إطار المبادرة الأممية التي قدمتها البعثة لمجلس الأمن في جلسة 16 ديسمبر الماضي.
وأكدت البعثة الأممية أن «اللجنتين 6+6 والاستشارية اتفقتا على ضرورة تعديل الإطار الدستوري والقانوني الليبي لتسهيل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بنتائج مقبولة على نطاق واسع».
وأشاد أعضاء لجنة «6+6» بتوصيات اللجنة الاستشارية الصادرة في مايو، والتزموا بدمجها في الجهود المبذولة لجعل القوانين الانتخابية أكثر قابلية للتنفيذ، وفق ذات المصدر.
وأقرت اللجنتان وفق البيان الأممي بأن التسوية السياسية الشاملة أمر بالغ الأهمية لتمهيد الطريق للانتخابات.

المتحدث باسم «الأونروا»: العدوان الإسرائيلي حوّل غزة إلى «مقبرة جماعية» للأطفال

شدد عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، على خطورة التدهور الحاد للأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكداً أن القطاع تحول فعلياً إلى «مقبرة للأطفال»، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي.
وأوضح أبو حسنة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مئات الآلاف من الأطفال يعانون أمراضاً ناجمة عن سوء التغذية، نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية، في حين وصل عشرات الآلاف منهم إلى المرحلة الخامسة من المجاعة، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل دائم.
وأشار إلى أن هناك تفشياً واسعاً للأمراض بين الأطفال الذين يعانون ضعف المناعة، بسبب سوء التغذية وتلوث المياه، وتشمل هذه الأمراض التهاب السحايا، والتهاب الكبد الوبائي، إضافة إلى الأمراض المعوية والصدرية.
وكشف أبو حسنة عن أن 600 ألف طفل حُرموا من التعليم حالياً، بسبب تدمير نحو 70% من المدارس في غزة، إلى جانب تدمير الجامعات ورياض الأطفال والبنية التحتية، مما يهدد مستقبلهم بالكامل.
وقال المسؤول الأممي، إن «الأونروا» على استعداد فوري لاستئناف توزيع المساعدات والمواد الغذائية في القطاع بمجرد الإعلان عن الهدنة، باعتبارها الجهة الوحيدة المتماسكة على الأرض، حيث يعمل بها 13 ألف موظف، وتشرف على 400 مركز لتوزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة.
وأضاف أن عيادات «الأونروا» تستقبل نحو 18 ألف مريض بشكل يومي، وتوفر خدمات الدعم النفسي لآلاف الأطفال، وتواصل تشغيل آبار المياه وجمع النفايات الصلبة، وتدير نحو 100 مركز إيواء يقيم فيها نحو 120 ألف فلسطيني.
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أمس، إن إيطاليا تعتزم إجلاء أطفال فلسطينيين مرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج، في ظل تفاقم الوضع الإنساني هناك.
وأشار تاياني إلى أن روما بصدد إعداد خطة لنقل نحو 50 شخصاً جواً، من بينهم بالغون سيرافقون الأطفال.

وام: إسرائيل تقتل 22 فلسطينياً في غزة.. وشاحنات طبية ستدخل القطاع اليوم

قتل 22 مواطنا فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون فجر اليوم السبت، في سلسلة غارات وقصف مدفعي إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وذكرت مصادر طبية أن من بين القتلى 12 فلسطينيا على الأقل استهدفوا بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات إنسانية عند محور 'نتساريم' غرب مدينة غزة.

وفي وسط القطاع، قضت عائلة كاملة مكونة من 5 أفراد جراء قصف الطائرات الإسرائيلية لمنزلهم في بلدة الزوايدة. أما في مدينة خان يونس جنوبا، فقد أدى هجوم بطائرة مسيرة وقصف مباشر استهدف خياما للنازحين إلى قتل 5 فلسطينيين، بينهم ثلاث نساء من عائلتي سمور وأبو حمرة.

وفي السياق، أفادت صحة غزة بأن شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية ستدخل القطاع اليوم السبت عبر منظمة الصحة العالمية. ودعت الجهات المعنية والمواطنين لحماية شاحنات المساعدات الطبية وعدم التعرض لها.

الخليج: قائد الجيش اللبناني: الاحتلال يعوق استكمال الانتشار في الجنوب

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أمس الجمعة، أن لا إنقاذ للبنان إلا بالعمل الجاد على حصر السلاح في يد جيشنا، فيما أكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل أن الجيش نفّذ انتشاراً واسعاً ومهماً بجنوب الليطاني، مؤكداً أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعيق استكمال الانتشار.
ويترقب الجميع نتائج جلسة مجلس الوزراء لبحث حصرية السلاح وتطبيق وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء المقبل بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي عنيف طاول منطقة البقاع، أمس الأول الخميس، وأوقع 4 ضحايا، في وقت نشطت الاتصالات للتوافق على صيغة مقبولة لا تفجر الحكومة ولا تجعل وزراء الثنائي الشيعي يقاطعون الجلسة.
ولهذه الغاية عُقِدَ لقاء مساء الخميس، بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، كان عبارة عن جلسة مصارحة في العديد من الملفات، وزار رعد رئيس المجلس نبيه بري للغرض نفسه، فيما التقى رئيس هيئة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا قائد الجيش العماد رودولف هيكل بعيداً عن الأنظار.
وفي هذا السياق تتوقع مصادر مواكبة أن لا يحسم هذا الملف في جلسة واحدة، بل يفتح المجال للانطلاق في حوار وطني بشأن خطة الأمن القومي التي وردت في خطاب القَسَم الرئاسي وتبنّتها الحكومة في بيانها الوزاري. وستعرض الحكومة ما طُبّق من اتفاق وقف إطلاق النار والآلية المقترحة في ورقة الموفد الأمريكي توماس باراك، موضحة أنه سيستدعى إلى الجلسة قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية، لتقديم عرض استكمالي للجلسة الحكومية التي انعقدت قبل أشهر، وقد يكلف مجلس الدفاع الأعلى المضي في الإجراءات التنفيذية لقرار الحكومة بعد خطة يُفتَرض أن تضعها قيادة الجيش.
ولمناسبة العيد ال 80 للجيش في الأول من أغسطس، كتب رئيس الحكومة سلام على منصة «إكس» أمس: «جيش واحد لشعب واحد في وطن واحد. في عيده، تحية إكبار لجيشنا الأبيّ، لتضحيات أفراده ورتبائه، ولشهدائه الأبرار. فهو عنوان سيادتنا ورمز استقلالنا والحصن الحصين لأمننا. ولا إنقاذ للبنان إلا بالعمل الجاد على حصر السلاح في يد جيشنا وحده، ولا استقرار إلا ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وفقاً لما نصّ عليه اتفاق الطائف، والبيان الوزاري لحكومتنا».
وبالمناسبة، أكد قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، أن المؤسسة العسكرية على جهوزية لتقديم العطاء والتضحية، على الرغم من التحديات المتصاعدة وعلى رأسها الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان. وأشارهيكل إلى أن «الجيش يعمل على تأمين الحدود الشمالية والشرقية، وحمايتها من عمليات التهريب ومواجهة التهديدات الخارجية»، موضحاً أن التنسيق مستمر مع السلطات السورية في ما يتعلق بأمن الحدود، لما لهذا الأمر من أهمية بالغة على صعيد استقرار البلدين.
وأكد أن الجيش نفذ انتشاراً واسعاً ومهماً في منطقة جنوب الليطاني، بالتعاون والتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، في وقت لا يزال فيه العدو الإسرائيلي يحتل عدة نقاط داخل الأراضي اللبنانية، عقب عدوانه الأخير على لبنان. ولفت إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لتلك النقاط يشكّل العائق الوحيد أمام استكمال انتشار وحدات الجيش اللبناني في المنطقة، مشدداً على أن أهالي الجنوب أظهروا تعاوناً كاملاً مع الجيش، وأن القيادة العسكرية على تواصل دائم مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية.


تظاهرات في السويداء تطالب بتحقيق دولي وسحب القوات السورية

تظاهر محتجون في مدينة السويداء السورية ذات الأغلبية الدرزية، أمس الجمعة، مرددين هتافات ضد «الإدارة الانتقالية» ومطالبين بخروج جميع القوات التابعة لها من محافظة السويداء وداعين إلى محاسبة دولية للجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها، فيما أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن دمشق لن تسمح بأن تكون سوريا مكاناً لتصفية نزاعات دولية، مشيراً إلى أن لدى سوريا وروسيا رغبة في طي صفحة الماضي وبناء علاقات جديدة.


وطالب المتظاهرون ب«رفع الحصار» عن محافظة السويداء وفتح معبر إنساني مع الأردن لتأمين احتياجات الناس وحرية التنقل، كما رددوا هتافات ضد وسائل الإعلام الحكومية وفق منشورات على منصة «إكس» وصحيفة «الوطن» المحلية.

كما أعرب المتظاهرون عن رفضهم للجنة التحقيق التي أُعلن عنها، أمس الأول الخميس، مؤكدين ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل.

وتنفي السلطات السورية بالمطلق فرض حصار على المحافظة وتلقي باللوم على «مجموعات خارجة عن القانون» وهي تسمية تطلقها على المقاتلين الدروز. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية: إنه لو كان ثمة حصار مفروض على السويداء لما دخلت أساساً قوافل المساعدات الإنسانية إليها. وسأل «كيف تُستأنف الحركة التجارية إذا كانت مجموعات مسلحة خارجة عن القانون تحتل المنطقة؟».

وأعلنت وزارة العدل السورية الخميس تشكيل لجنة كُلِفت بالتحقيق في أعمال العنف الطائفية الدامية التي وقعت في السويداء.

وأوضحت وزارة العدل في قرارها أن الهدف هو «كشف الظروف والملابسات التي أدت إلى الأحداث» و«التحقيق في الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها المواطنون» و«إحالة من تثبت مشاركته إلى القضاء».

تتألف اللجنة من سبعة أعضاء، هم أربعة قضاة ومحاميان وضابط برتبة عميد ونص القرار على وجوب أن ترفع تقريرها النهائي «خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر».

وشهدت محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية بدءاً من 13 يوليو ولمدة أسبوع اشتباكات اندلعت بين مسلحين من البدو ومقاتلين دروز، قبل أن تتوسع مع تدخل القوات الحكومية ومسلحي العشائر إلى جانب البدو.

واستمرت الاشتباكات أسبوعاً وأسفرت عن أكثر من 1400 قتيل بحسب مصادر حقوقية.

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن دمشق لن تسمح بأن تكون سوريا مكاناً لتصفية نزاعات دولية، مشيراً إلى أن لدى سوريا وروسيا رغبة في طي صفحة الماضي وبناء علاقات جديدة. وقال الوزير الشيباني خلال لقائه السفراء العرب في العاصمة الروسية موسكو: «لن نسمح أن تكون سوريا مكاناً لتصفية نزاعات دولية، أو أن تكون مصدراً لأزمات للمنطقة».

كما شدد على أن سوريا الجديدة ترغب في بناء علاقات مع جميع الشركاء الدوليين والمحليين والإقليميين.

وتابع قائلاً: «لدى سوريا وروسيا رغبة في طي صفحة الماضي وبناء علاقات جديدة».

جاء هذا بعدما أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أمس الأول الخميس، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والوفد المرافق له في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو.

كذلك أجرى الوزير الشيباني والوفد المرافق له، لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

في سياق آخر، أكد الشيباني، أمس الجمعة، أهمية دور الجاليات في دعم تعافي بلادهم وتعزيز صورتها في الخارج.

جاء ذلك خلال لقائه أبناء الجالية السورية في العاصمة الروسية موسكو، وفق بيان للخارجية السورية. وقالت الوزارة: «إن الشيباني التقى أبناء الجالية السورية في العاصمة الروسية موسكو».

وأكَّد خلال اللقاء «حرص الدولة السورية على رعاية مواطنيها في الخارج، وتعزيز الروابط التي تجمعهم بالوطن الأم».

كما لفت إلى «دورهم الهام في دعم تعافي سوريا الجديدة وتعزيز صورتها في الخارج».

على صعيد آخر، استأنفت شركة الخطوط الجوية التركية، أمس الجمعة، رحلاتها من مدينة إسطنبول إلى حلب السورية، بعد 13 عاماً من التوقف.

وهبطت، أمس الجمعة، أول طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية التركية في مطار حلب الدولي بعد غياب لسنوات عديدة.

وأُقيمت مراسم قصّ الشريط الأحمر في مطار حلب خلال استقبال أول رحلة للخطوط التركية.

وكانت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية أعلنت استئناف رحلاتها من مطار عمان إلى مطار حلب الدولي، بداية من السادس من مايو/أيار الماضي، بمعدل 3 رحلات أسبوعياً، وذلك بعد توقف استمر 14 عاماً. 

البيان: دولة فلسطين.. اعترافات تعكس تحولات جوهرية

الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، التي بلغت مستويات مروعة، أطلقت شرارة الحديث اللافت والواسع عن ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في إشارة سياسية ذات مغزى إلى جذور الصراع الذي لم يبدأ في غزة ولا في أكتوبر 2023، ما يعني أن الدول الوازنة في العالم باتت تدرك أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لنزع عوامل تفجر الصراع بين الحين والآخر.
موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس جديداً، رغم أنه تفاعل بعد حرب 7 أكتوبر 2023، ثم زاد نشاطاً في العامين التاليين اللذين شهدا حراكاً دبلوماسياً متزايداً في أوروبا والعالم الغربي، فقد أعلنت دول عدة نيتها الاعتراف رسمياً خلال 2024–2025، ما يعكس تحولات مهمة في مواقف الغرب تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
لكن جذور الموضوع تعود إلى العام 1988، حين أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية، في ذروة انتفاضة الحجارة، وثيقة الاستقلال التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية. ومع نهاية 1988، حظيت الدولة الفلسطينية بالاعتراف من 78 دولة، لكن في مارس 2025، باتت 147 دولة من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، تعترف بفلسطين.
دولة مراقبة
ومنذ نوفمبر 2012 تتمتع فلسطين بوضع دولة مراقبة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، علماً بأن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو باستمرار أو هددت به لمنع العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
وفي 22 مارس 2024، أصدرت إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا بياناً مشتركاً أعلنت فيه عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبعد ذلك أعلنت سلوفينيا في 4 يونيو اعترافها رسمياً.
وفي 16 نوفمبر 2023 صوت برلمان النرويج، ثم صدر الاعتراف الرسمي في 28 مايو 2024. وأعلنت مالطا كذلك نيتها الاعتراف مع تأجيل التنفيذ.

وكانت فرنسا أول دولة من مجموعة السبع، التي تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن، تعلن عزمها الاعتراف، وذلك في 24 يوليو 2025.
وفي 30 يوليو، أعلنت كندا نيتها الاعتراف في سبتمبر المقبل، مع شروط تتعلق بالإصلاحات والانتخابات الفلسطينية. ولم تحدد أستراليا موعداً رسمياً، لكنها أعربت عن توجه قوي نحو الاعتراف.
نداء جماعي
الخميس الماضي، وجهت 15 دولة غربية، على رأسها فرنسا، نداء جماعياً باسم إعلان نيويورك، الذي دعا البلدان الأخرى لإعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين. وضم النداء الذي أطلق في ختام مؤتمر وزاري في الأمم المتحدة حول حل الدولتين، إلى جانب فرنسا، كلاً من كندا وأستراليا، العضوين في مجموعة العشرين.
وأندورا وفنلندا وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا. وأعلنت بريطانيا نيتها الاعتراف قبل موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا لم يتوقف إطلاق النار في غزة.

إجمالاً، فإن موجة الاعترافات المعلنة أو المزمعة تعكس تحولاً جوهرياً في الموقف الدولي، خصوصاً مع انضمام دول وازنة مثل فرنسا والمملكة المتحدة وكندا إلى هذا التوجه، وهو ما قد يفتح الباب لتغيرات أوسع في خريطة المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
ويبقى السؤال: هل يتغير واقع الصراع وتنتقل فلسطين من خريطة السياسة إلى دولة على الأرض، أم يتغلب الأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل على الإرادة الدولية؟

العين: إخوان مصر و«السجون».. شائعات بلا مفاتيح و«أكاذيب» لن تسقط الأحكام

لم يكد يمر يوم حتى يطل تنظيم الإخوان الإرهابي برأسه، لينفث سمومه هنا وهناك، مُراهنا على الأكاذيب بوصفها آخر ما تبقى له من ترسانة.

فتنظيم الإخوان الإرهابي، الذي لفظه الشارع المصري بثورة اقتلعته من جذوره قبل أكثر من عقد، ما زال يعيد تدوير خطابه الممجوج، مستعينًا بصفحات إلكترونية مأجورة وأذرع دعائية باتت تُجيد فقط النفخ في الرماد.

فما الجديد؟
في أحدث فصول العبث، روّجت الصفحة الرسمية لتنظيم الإخوان الإرهابي ومنصاته التابعة، إشاعة حول أوضاع مراكز الإصلاح والتأهيل، في مسعى لإخراج قيادييه القابعين داخل أسوار السجون، بعد إدانتهم بارتكاب أعمال عنف وأرهاب.
وحاول التنظيم الإشارة إلى عدم «عدالة» المحاكمات التي أدين على إثرها قادته، متغافلا عن سلسلة من إجراءات التقاضي كفلت للمتهمين حقوق الدفاع، قبل صدور أحكام الإدانة النهائية.

مساعٍ يهدف من خلالها التنظيم الإرهابي إلى التشكيك في المنظومة القضائية والأمنية، لكن ما يغيب عن الإخوان أن وعي المصريين لم يعد هشًا، وأن مؤسسات الدولة باتت تقرأ تكتيكاته قبل أن يُطلقها، وتُجهضها حيث وُلدت.

ففي بيان نشرته الصحفة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية، نفى مصدر أمني جملةً وتفصيلاً صحة ما تم تداوله على إحدى الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمواقع التواصل الاجتماعى من إدعاءات بشأن إضراب بعض النزلاء لوجود انتهاكات داخل أحد مراكز الإصلاح والتأهيل.

وأكد المصدر أن ذلك يأتي في «إطار سلسلة الادعاءات التي دأبت على ترويجها جماعة الإخوان الإرهابية تكريساً لمحاولاتها اليائسة لإثارة البلبلة والنيل من حالة الاستقرار التى تنعم بها البلاد والتى يعيها الشعب المصرى بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام».

وشدد على أن مراكز الإصلاح والتأهيل تتوافر بها كافة الإمكانيات المعيشية والصحية للنزلاء وفقاً لأعلى المعايير الدولية.

سر اللجوء للشائعات
وبحسب مراقبين، فإن «الإخوان» أنشأ لجانا إلكترونية متخصصة في نشر دعاية التنظيم وشائعاتها، أملا في أن يؤدي ذلك إلى تهييج الشارع المصري أو على الأقل إفقاده الثقة بالبيانات التي تصدر عن الجهات الرسمية والإيحاء له بأن هناك ما يُخفى عنه.

بداية تنظيم هذه اللجان في صورتها الحالية، كان في عام 2015، كجزء مما عُرف بخطة الإنهاك والإرباك والحسم، التي وضعتها «لجنة الخطة» التابعة للجنة الإدارية العليا الأولى للجماعة التي أدارت الأمور بدلا من مكتب الإرشاد من فبراير/شباط 2014-مايو/أيار 2015، بحسب مراقبين.

لجان يعمل بها مجموعة من كوادر جماعة الإخوان وتقوم على نشر الشائعات واستهداف أعداء الجماعة في مصر وخارجها بالتشويه ونشر الأخبار المغلوطة والكاذبة عنهم، وترويجها على نطاق واسع،.

ماكينة التضليل
استراتيجية إخوانية تعتمد على نشر المواد الدعائية غير الدقيقة بشكل متكرر وسريع على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شاشات القنوات الإخوانية.

وتلعب اللجان الإلكترونية دورا بارزا في ترويجها، ويعد اختيار أكثر من قناة وموقع ووسيط اتصالي جزءا من المحددات الرئيسية لاستراتيجية التضليل والشائعات الإخوانية، بحسب مصادر لـ«العين الإخبارية».

في هذه الاستراتيجية يتم نشر معلومات مغلوطة بالكامل أو مبتورة من سياقها، وفي بعض الأحيان القيام بتعديلات على الصور والفيديوهات بواسطة (التزييف والتزييف العميق) من أجل نشر فكرة أو انطباع معين لدى الجماهير.

هذه الشائعات تتسم بأنها سريعة ومواكبة مع الأحداث، بهدف إحداث أقصى قدر من التأثير لدى الجماهير، وفي بعض الأحيان تستهدف حصول ما يُعرف بـ«تأثير النائم»، وفي هذا النوع من التأثير يروج متلقو الشائعات المعلومات التي استقوها من وسائل الإعلام الإخوانية متناسين المصدر، ويروجونها باعتبارها حقائق ثابتة، وهذا قد يؤثر في انطباعات الناس والصورة العامة المتكونة لديهم.

سر الانتشار
يقول اللواء الدكتور طارق جمعة، الباحث في الإسلام السياسي، في تصريحات سابقة لـ«العين الإخبارية»، إن هناك أسبابا تكنولوجية أسهمت في انتشار الشائعات وأيضا أسبابا سيكولوجية واجتماعية لا سيما في العصر الحالي الذي يلجأ فيه عدد كبير من الناس لاستقاء المعلومات من الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها موقعا "فيس بوك" وإكس" (تويتر سابقًا).

وأوضح أن ترويج الشائعات عبارة عن استراتيجية وضعتها قيادة الإخوان بهدف إحداث خلخلة في البنية والكيان الاجتماعي في مصر، مشيرًا إلى أن هذه استراتيجية مُتبعة منذ سنوات يتم توجيهها من قيادة الجماعة العليا وتطبيقها من الكوادر القاعدية التي تعمل على تنفيذ هذه الاستراتيجية بدقة.

الإخوان و«الووكي».. خبير فرنسي يرصد التشابه بالخطط والأساليب

في العالم المعاصر، تتشابه الحركات التي تهدف إلى التغلغل الناعم في المجتمعات، في الخطط والأساليب وأنماط الحركة.

في هذا الإطار، يرى أوليفييه فيال، مدير مركز الدراسات والبحوث الجامعية (CERU)، أن هناك قواسم مشتركة أيديولوجية وسلوكية بين حركة الإخوان والتيار "الووكي" الذي نشأ في الغرب وتوسّع في السنوات الأخيرة.

فيال قال خلال مداخلة له على قناة "سي.نيوز" الفرنسية: "الإخوان والووكيون يتقاطعون في رؤيتهم لما يعتبرونه عدواً مشتركاً: الثقافة الغربية التقليدية والرجل الأبيض كرمز لهذه الثقافة".

وأشار إلى أن هذا العداء ليس ناتجًا عن مواقف فردية أو عاطفية، بل هو نتاج منظومة فكرية وأيديولوجية متكاملة تسعى لتقويض مرتكزات المجتمعات الليبرالية الغربية من الداخل، عبر نزع الشرعية عن المؤسسات القائمة وترويج خطاب يربط التاريخ الغربي بالتمييز والاستعمار والعنصرية.

تشابه في الأساليب والأهداف
بحسب فيال، فإن الإخوان كحركة ذات مشروع سياسي إسلاموي عالمي، و"الووكي" كحركة تتبنى غطاء الدفاع عن الأقليات والهويات المهمشة، وإن اختلفت أصولهما الفكرية والثقافية، يشتركان في آليات العمل.

وأشار إلى أنهما يشتركان في استراتيجية ضرب شرعية المؤسسات، وذلك عبر التشكيك المستمر في حياد واستقلالية المؤسسات الأكاديمية، والقضائية، والإعلامية والسياسية، واعتبارها أدوات للهيمنة سواء "البيضاء" أو العلمانية.

وأضاف: "كذلك يشتركان في نشر منطق الضحية، إذ يقوم الخطابان؛ الإسلام السياسي والووكي، بتغذية الشعور بالاضطهاد لدى فئات معينة، سواءً على أساس ديني أو عرقي أو جنسي".

كما رأى أن الإخوان والووكي يشتركان في التغلغل في البنى الثقافية والتعليمية، حيث يعمد الطرفان إلى فرض لغتهما ومفاهيمهما عبر التعليم، والجامعات، والحملات الثقافية، ما يعيد صياغة المفاهيم الاجتماعية والتاريخية وفق رؤيتهما.

السياق السياسي
تصريحات فيال تأتي في ظل جدل مستمر في فرنسا حول العلمانية، والهوية الوطنية، وحرية التعبير. إذ شهدت البلاد خلال السنوات الماضية نقاشات حادة حول: التمدد الأيديولوجي للإسلام السياسي داخل بعض الجامعات والجمعيات، وتنامي خطاب الـ"ووكي" في الأوساط الثقافية والفنية والأكاديمية.

يختم فيال تحليله بتحذير واضح: "حين تتقاطع أيديولوجيتان مختلفتان تمامًا؛ واحدة دينية أصولية وأخرى علمانية تقدمية، على نفس الهدف، وهو تفكيك أسس الحضارة الغربية، فإننا أمام تحالف غير معلن لكنه شديد الخطورة على المجتمعات الديمقراطية."

وأضاف أن "هذا التلاقي لا يعني بالضرورة وجود تنسيق مباشر، لكنه يمثل ظاهرة مشتركة من التمرد الثقافي قد تُفضي إلى هشاشة داخلية في المجتمعات الغربية، وتضعف قدرتها على الدفاع عن نموذجها الديمقراطي والعلماني".

وأثار مصطلح "الووكي" (Woke) جدلا عاما في أوروبا خلال السنوات الماضية، وبينما يراه البعض ضرورة لمعالجة الظلم الاجتماعي وتعزيز المساواة، يعتبره آخرون أيديولوجية متطرفة أو مستوردة من الولايات المتحدة.

الشرق الأوسط: «مسيّرة» تستهدف منزلاً في الزاوية الليبية... و«الوحدة» تلتزم الصمت

قصفت طائرة مسيّرة أحد المنازل في مدينة الزاوية (غرب ليبيا)، وذلك بعد يومين من إعلان حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، شن عملية عسكرية على معاقل «مهربي البشر والمخدرات».

وقال سكان محليون بمدينة الزاوية إن طائرة مسيرّة استهدفت منزل عائلة محمود الفرد، في الساعات الأولى من فجر الجمعة، ونتجت عن ذلك إصابة أحد أفرادها وتضرر المنزل، وانتشار حالة من الخوف والذعر في أوساط المواطنين.

ولزمت حكومة «الوحدة» الصمت حيال ما تردد حول هذا القصف، بينما عدَّ حقوقيون ونشطاء الاعتداء على حي سكني «جريمة حرب»، تستوجب توضيحاً من وزارة الدفاع بغرب ليبيا.

وأظهرت مقاطع فيديو المنزل، الذي قُصف في الزاوية، وسط تصاعد حالة من الغضب بين سكان المدينة. وبينما حمَّلوا الدبيبة مسؤولية هذا الاعتداء، تساءلوا إن كانت الزاوية قد تحوّلت إلى «ساحة تجارب لطيرانكم؟ وهل دم الأبرياء أرخص من حساباتكم السياسية؟».

وسبق أن وجهت قوات حكومة الدبيبة ضربات جوية في مايو (أيار) 2023 لما قالت إنها «مقار لمهربي البشر والمخدرات والنفط» في الزاوية، ومناطق أخرى بغرب ليبيا.

وقال خليل الحاسي، الإعلامي الليبي، إن هذا الهجوم الجوي، الذي وقع بعد 48 ساعة من إعلان الدبيبة إطلاق عمليات عسكرية، ونُفِّذ داخل مناطق سكنية بالزاوية «يثير تساؤلات حول طبيعة الأهداف ودقتها».

وجمع مواطنون بالمدينة قطعاً من الصاروخ الذي قصف المنزل، وقالوا إن «الطائرة المسيّرة أطلقته»، زاعمين أنه «تركي الصنع من نوع (MAM-L)»، بينما عدَّ الناشط الليبي، حسام القماطي، قصف منزل في حي سكني «جريمة حرب».

وأعربت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» في ليبيا، عن «إدانتها واستنكارها الشديدَين» للغارات الجوية المتكررة، التي تستهدف المنشآت والأهداف المدنية في مدينتَي الزاوية وزوارة، وقالت إن «الإخلال بقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني في أثناء العمليات العسكرية لا يُشكِّل فقط انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، لكن قد يرقى إلى مصاف جرائم الحرب».

ونوّهت المؤسسة إلى أنه رغم تذكيرها القائمين على وزارة الدفاع بالأخذ في الاعتبار ضمانات حماية السكان المدنيين، وعدم تعريض حياتهم للخطر في أثناء القيام بالعمليات العسكرية، فإنهم «ينتهجون نهجاً متعمداً في الاستهداف المستمر للأهداف المدنية والأحياء السكنية»، مبرزة أن الهجمات العشوائية ضد المدنيين «لا تُشكِّل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي فحسب، بل ترقى إلى مصاف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية».

وانتهت «المؤسسة الوطنية» إلى دعوة حكومة «الوحدة» - ووزارة دفاعها - إلى «احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، والالتزام بعدم استهداف المنشآت والمرافق العامة والمدنية والأحياء السكنية».

وكانت وزارة الدفاع بحكومة «الوحدة» قد حذَّرت، في بيان مساء الأربعاء، من الوجود قرب أوكار الجماعات الخارجة عن القانون، معلنة عن «تنفيذ ضربات جوية دقيقة في مناطق محددة، تستهدف تمركزات العناصر المتورطة في تهريب البشر والاتجار بالمخدرات».

ودعت الوزارة السكان في المناطق القريبة إلى الابتعاد الفوري عن مواقع الأوكار، و«عدم تقديم أي نوع من الدعم، أو الإيواء لتلك العناصر»، مؤكدة أن «سلامة المواطنين أولوية، والتعاون مع الجهات الأمنية والعسكرية واجب وطني».

وتعاني الزاوية من تفشي جرائم القتل والخطف، وتغوّل التشكيلات المسلحة وازدياد نفوذها في مواجهة القوات الحكومية، كما سبق أن طالب مواطنون السلطات الرسمية بالتدخل لحمايتهم من الميليشيات والعصابات الإجرامية.

في غضون ذلك، قالت رئاسة الأركان العامة بغرب ليبيا، إن «الكتيبة 124 المحمولة جواً»، التابعة لـ«اللواء 444 قتال»، أنهت دورة العمليات الخاصة، التي استمرت 6 أسابيع في «معسكر التكبالي»، بمنطقة عين زارة بطرابلس.

وأوضحت أن أفراد الكتيبة كافة «نفذوا خلال هذه الدورة قفزات إنزال مظلي على أماكن محددة مسبقاً، مستخدمين كامل تجهيزاتهم القتالية، وأتمّوها جميعها بنجاح».

وتأتي هذه التدريبات النوعية في إطار الخطة التدريبية السنوية، التي وضعها آمر اللواء؛ بهدف رفع الكفاءة القتالية لأفراد الجيش بغرب ليبيا، وتعزيز قدراتهم الدفاعية، والرقي بمستوى الجاهزية العسكرية.

وبالتزامن مع ذلك، استقبل مدير الإدارة العامة لأمن السواحل بغرب ليبيا، اللواء البشير البنور، عدداً من المسؤولين بالشرطة المالية الإيطالية، حيث أشرف على عقد اجتماع فني على متن الزورق «وادي غان 301» المتمركز بميناء طرابلس البحري.

وتناول الاجتماع سير أعمال الصيانة، التي ينفذها الفنيون الليبيون بدعم من الجانب الإيطالي، وأكد الحاضرون على أهمية استكمال أعمال الصيانة الجسيمة للزورق البحري «وادي زارت 201»، الموجود حالياً في إيطاليا، تمهيداً لإعادته إلى الخدمة داخل المياه الإقليمية الليبية.

«تحالف صمود» يُطالب بـ«تحرك دولي عاجل» لفك الحصار عن الفاشر

وجه «التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة» (صمود)، برئاسة رئيس وزراء السودان الأسبق، عبد الله حمدوك، «نداء عاجلاً» إلى المجتمع الدولي من أجل وضع حد للحصار المفروض على مدينة الفاشر، ومدن في كردفان، وإيصال الغذاء والدواء للمحاصرين «قبل فوات الأوان».

وقال التحالف في بيان، الجمعة، على موقع «فيسبوك»، إن الآلاف من سكان هذه المدن «يواجهون خطر الجوع وانتشار الأمراض بسبب تناقص المخزونات الغذائية». مضيفاً أن الطرفَين المتحاربَين «يمارسان سياسة التجويع بوصفها سلاحاً لفرض الهيمنة، في تجاهل لكل القوانين والأعراف الدولية، وذلك بمنع مرور المساعدات»، وهو ما أدى إلى انعدام الغذاء والدواء، وتفشي الأمراض مثل الكوليرا، وغيرها من الأوبئة المؤدية إلى فقدان الحياة. ودعا العالم إلى الانتباه للكارثة الإنسانية في السودان «قبل فوات الأوان».

وشدد «صمود»، وهو أوسع تحالف «سياسي مدني» مناهض للحرب في السودان، على أن استمرار تعنت ورفض أطراف الحرب السماح بدخول المنظمات لتقديم المساعدات الإنسانية «ينذر بمجاعة، وواقع مأساوي يهدد حياة آلاف المدنيين في هذه المناطق، الذين يدفعون أرواحهم ثمناً لاستمرار هذه الحرب».

وذكر البيان أن الأمم المتحدة والفاعلين الدوليين ظلوا يؤكدون أن استمرار هذا الحصار سيؤدي إلى كارثة إنسانية «غير مسبوقة»، محذراً من «مجاعة ستفتك بأهل السودان قريباً حال استمرار الحرب». كما دعا «تحالف صمود» إلى الضغط على الأطراف المتحاربة «بشكل عاجل وجاد» من أجل إيقاف الحرب، واحترام حقوق المدنيين المنصوص عليها في القوانين والمواثيق الدولية. وشدد على فك الحصار على هذه المدن «لضمان إيصال المساعدات» من الدواء والغذاء لإنقاذ المدنيين العالقين في مناطق النزاع الدائر في غرب ووسط البلاد.

ومنذ اندلاع القتال في أبريل (نيسان) 2023، دفعت «قوات الدعم السريع» بقوات كبيرة، وطوّقت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان، من الجهات كلها، وبدأت عمليات عسكرية في محاولة منها للسيطرة عليها.

وخلف القتال المستمر لأكثر من عام أزمة إنسانية كبيرة للمدنيين في الفاشر، وأدى إلى حركة نزوح كبيرة خارج المدينة نحو القرى، والمعسكرات المتاخمة لها.

وأمام هذا الوضع المتردي حذّر مكتب الشؤون الإنسانية، التابع لـ«الأمم المتحدة» بالسودان، في أحدث تقرير له نهاية يوليو (تموز) الماضي، من «استخدام التجويع وسيلةً للحرب»، ودعا جميع الأطراف إلى «الالتزام بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق».

ووفق منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) يواجه 18 مليون شخص أزمة، أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان، (هو أسوأ مستوى للجوع سجّله التصنيف المرحلي للأمن الغذائي على الإطلاق).

وفي موازاة ذلك، أعلنت «المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور» عن تفشي وباء الكوليرا في مناطق واسعة بالإقليم بمستويات عالية.

وقال المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، في نشرة صحافية، إن منطقة «طويلة»، التي نزح إليها عشرات الآلاف من الفاشر، تسجل يومياً ارتفاعاً مقلقاً في عدد الحالات. مضيفاً: «لقد بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 2571 حالة، و46 وفاة، ويوجد حالياً 246 مريضاً في مركز العزل، فيما يتراوح معدل الإصابة بين 100 و200 حالة يومياً».

وقال رجال إن الوباء انتشر في مناطق قولو، وجلدو في جبل مرة غرب دارفور، حيث بلغ العدد اليومي للحالات 23 حالة، منها 7 وفيات.

ووفقاً للمتحدث باسم المنسقية، فقد وصل إجمالي الإصابات اليومية في مخيم «كلمة» بولاية جنوب درافور إلى 312 إصابة، بينها 32 وفاة، كما توجد حالات في مخيمات «عطاش» و«ديريج» و«السلام».

وأطلق عدد كبير من النشطاء السودانيين حملة في مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على تفاقم المجاعة في الفاشر، جراء الحصار، وطالبوا الحكومة السودانية والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ آلاف الأبرياء من المدنيين العزل.

تحركات مريبة لخلايا «داعش» داخل مخيم الهول السوري

يشهد مخيم الهول، شرق سوريا، حالةً من التوتر، بعد ورود تقارير أمنية تُفيد بوجود تحركات مريبة داخله تنفذها خلايا نائمة موالية لتنظيم «داعش»، بعد قيام زوجات مسلحي ومقاتلي التنظيم المحتجزات في قسم المهاجرات، بتشكيل ما يُسمى «جهاز الحسبة»، وعمدت إلى حرق مقرات منظمات إنسانية وتخريب مقتنياتها.

وسجّلت إدارة مخيم الهول، الواقع جنوب مدينة الحسكة، تدهوراً في الأوضاع الأمنية داخل القسم الخاص بالمهاجرات الأجانب، إذ شهد سلسلة عمليات تخريب واعتداءات تورطت فيها نساء وعناصر منضوية في خلايا التنظيم النائمة داخل المخيم، حسبما كشفت مديرة المخيم جيهان حنان لـ«الشرق الأوسط».

وقالت إن 3 مراكز تتبع منظمات إنسانية تعرضت للحرق والنهب والتخريب، «علماً بأن هذه المنظمات تُقدم خدماتها لقاطنات قسم المهاجرات، كما تعرضت فرق الإغاثية للهجوم بالحجارة».

وأشارت إلى أن هذه «الأعمال العدائية تسببت في وقف أنشطة تلك المؤسسات نتيجة رفض القاطنات تلقي أي مساعدات».

ويُعد مخيم الهول أكبر المخيمات في سوريا على الإطلاق؛ حيث يضم قرابة 34 ألفاً، موزعين على 13 ألف لاجئ عراقي، ونحو 15 ألف نازح سوري، إلى جانب وجود أكثر من 6 آلاف من نساء وأطفال مسلحي التنظيم الأجانب، فيما غادر قرابة 900 لاجئ عراقي من مخيمات شمال شرقي سوريا، بعد سنوات طويلة قضوها في أماكن مكتظة، بالتنسيق بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية بغية تفريغها وتفكيكها.

وذكرت جيهان حنان أن بعض النساء اللواتي تعرّضن للضرب المتعمد في القسم الذي يضم جنسيات غربية وعربية، مشيرة إلى أن «الخلايا النائمة شكّلت جهاز الحسبة سيئ الصيت».

وأوضحت أن «آخر هذه الحوادث تعرُّض امرأة للضرب المبرح بأداة حادة على رأسها، وبعد أخذ شهادتها ذكرت أن نساء (جهاز الحسبة) عمدن لضربها، إلى جانب كتابة شعارات متشددة للتنظيم وعبارات تحض مواليه على الكرفانات وأسوار القسم، مع زيادة ملحوظة في تلك التحركات. وسادت حالة من التوتر داخل هذا القسم».

وحذّرت مديرة مخيم الهول من مساعي الخلايا النائمة لإعادة تنظيم صفوفها وتجميع مواليها، وأن هذه العمليات تأتي في إطار تحركات منظمة وممنهجة، وتضيف: «هناك أسباب واضحة لهذه التحركات وفق إشارات وتوجيهات متزعمي الخلايا، وعندما يتم الهجوم على مراكز المنظمات نشهد مشاركة أعداد كبيرة من المهاجمات، فهناك خلايا تعمل من الخارج تقوم بتحريك العناصر داخل المخيم»، على حد تعبيرها.

وللحد من هذه التحركات، وتعقب الخلايا النائمة الموالية للتنظيم، نفَّذت «قوات سوريا الديمقراطية» بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي عملية أمنية محكمة داخل مخيم الهول الأربعاء، أسفرت عن إلقاء القبض على كل من قائد العمليات العسكرية للخلايا النائمة، إضافةً إلى المسؤول الأول عن عمليات التجنيد.

وأكد مسؤول عسكري بارز في قوى الأمن الداخلي «توقيف محمود صافي الأول، ويُكنى بأبي البراء، وهو الأمير العسكري للتنظيم، وعبد الرزاق محمود السلامة، الملقب بأبي عبد الرحمن، وهو شرعي ومكلف بتجنيد الأطفال وتنظيم حلقات سرية وتلقينهم الفكر المتطرف».

مغادرة العراقيين
إلى ذلك، غادرت 233 عائلة وعدد أفرادها يفوق 800 لاجئ عراقي، مخيم الهول يوم الخميس، عبر حافلات حديثة، متجهين إلى بلادهم، بعد سنوات طويلة قضوها في هذا المخيم الذي يضم عائلات مرتبطة بالتنظيم، قاصدين مخيم الجدعة في الجانب العراقي الواقع في محافظة نينوى، وهي عبارة عن نقطة عبور لإعادة دمج العائدين قبل انتقالهم إلى مناطقهم الأصلية. وكانت هذه الدفعة الـ11 من نوعها منذ مطلع العام الحالي وسقوط النظام السابق.

كما غادرت 15 عائلة عراقية في اليوم نفسه من مخيم روج الذي يقع في أقصى ريف الحسكة الشمالي الشرقي، تضم 67 شخصاً بالتنسيق بين الإدارة الذاتية ولجنة الهجرة والمهجرين بمجلس النواب العراقي، في إطار عملية أوسع لتسريع عمليات إعادة العراقيين وتفريغ مخيمات شمال شرقي البلاد وتفكيكها.

إفراغ المخيمات
وتعليقاً على تسريع عمليات ترحيل اللاجئين العراقيين، يقول رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين لدى الإدارة الذاتية، شيخموس أحمد لـ«الشرق الأوسط»، إنهم يعملون على إفراغ هذه المخيمات مع نهاية عام 2025، بالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، وأضاف: «يجري الإعداد لقوائم تشمل عدداً آخر من العائلات العراقية في مخيم الهول، من أجل الاستعداد لنقلهم عبر دفعات خلال الأيام المقبلة، لحسم ملف العراقيين داخل هذا المخيم».

وتأتي هذه الجهود في إطار تنسيق عملياتي ثلاثي بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية وقيادة التحالف الدولي لمحاربة «داعش».

يذكر أن «الخارجية الأميركية» أعلنت عن إعادة مواطن أميركي قاصر من مخيم نازحين في شمال شرقي سوريا، بهدف لم شمله مع عائلته، وأضافت في بيان لها: «لا يزال نحو 30 ألف شخص من أكثر من 70 دولة يقيمون في مخيمي نازحين في شمال شرقي سوريا، غالبيتهم أطفال دون سن الثانية عشرة، وهم يستحقون فرصة للحياة خارج المخيمات»، مشددة على أن الحل الدائم الوحيد لأزمة مخيمات النازحين في هذه المناطق: «هو أن تستعيدهم دولهم الأصلية».

شارك