تطور أمريكي مفاجئ.. الكونغرس يطلب من ترامب الاعتراف بدولة فلسطين/رسالة شخصية من حماس لترامب تتضمن مقترحاً لوقف حرب غزة/«الدعم السريع» تقصف الفاشر وتضيّق الخناق على قاعدة الجيش السوداني

الثلاثاء 23/سبتمبر/2025 - 12:56 ص
طباعة تطور أمريكي مفاجئ.. إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 23 سبتمبر 2025.

الاتحاد: دولة فلسطين.. فرصة تاريخية تعزز حل الدولتين

شدد خبراء ومحللون على أهمية الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، واعتبروها فرصة تاريخية تعزز «حل الدولتين»، وتدعم جهود السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أنها تعكس تحولاً لافتاً في مسار القضية الفلسطينية، وتمنحها زخماً سياسياً جديداً، وتفتح آفاقاً واعدة أمام الفلسطينيين لتعزيز حضورهم على الساحة الدولية.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن ما يجري حالياً من حراك سياسي ودبلوماسي يعكس تحولات تدريجية، لكنها عميقة، في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.

تحول مهم
وقال المفكر السياسي المصري، الدكتور مصطفى الفقي، إن هناك تياراً قوياً داخل أوروبا يتبنى خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح على حدود عام 1967، وتتصدر فرنسا هذا التوجه الأوروبي، وهو ما يعكس تحولاً في مواقفها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
وأضاف الفقي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذا المسار يحظى بتأييد كبير على المستوى العالمي، باعتباره خطوة تعكس إرادة المجتمع الدولي ورغبته في إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مما يمنح القضية الفلسطينية زخماً سياسياً جديداً في مواجهة السياسات الإسرائيلية، التي سعت طويلاً إلى عرقلة أي مسار يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية.

تسوية مستدامة
من جانبه، أوضح وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، أن مؤتمر «حل الدولتين» مثل فرصة تاريخية للسلام يجب أن يقبلها كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيداً بالاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة على مدار العامين الماضيين.
وأشار العرابي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية من شأنها أن تُضيف زخماً دبلوماسياً للمسار السياسي، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، موضحاً أن التوقعات تشير إلى احتمال زيادة وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة، غير أن استمرار الجهود الدبلوماسية يظل السبيل الأمثل للوصول إلى صيغة تحقق السلام العادل والشامل.

إنجاز سياسي
بدوره، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلسطين، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن الاعترافات الدولية المتزايدة بالدولة الفلسطينية تمثل إنجازاً سياسياً مهماً للشعب الفلسطيني والأمة العربية، وتعكس تحولاً تدريجياً في الموقف الدولي تجاه عدالة القضية الفلسطينية.
وذكر أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية جاءت نتيجة حراك دبلوماسي عربي ودولي واسع، لعبت فيه دول عربية دوراً محورياً، إلى جانب جهود فرنسا ودول أوروبية أخرى، مما يعكس إدراكاً متنامياً لخطورة السياسات الإسرائيلية.

حراك فاعل
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية تُعد انتصاراً معنوياً ورمزياً قبل أن تكون خطوة عملية، لكنها في جوهرها انتصار لدماء وأطفال غزة.
وأضاف الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذه الاعترافات تمثل استكمالاً للشق الثاني من قرار التقسيم، الذي أقر قيام دولتين، حيث حان الوقت الآن للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات المرتبطة بالسودان

مدد الاتحاد الأوروبي، أمس، العقوبات المفروضة على طرفي النزاع الرئيسيين في السودان، والتي تشمل تجميد الأصول وحظر السفر، لمدة عام حتى العاشر من أكتوبر 2026.
وتشمل العقوبات عشرة أفراد وثمانية كيانات، منها شركات متورطة في تصنيع الأسلحة والمركبات للجيش، وثلاث شركات متورطة في شراء معدات عسكرية لقوات الدعم السريع.
في غضون ذلك، كشف المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عمار عمار، أن نصف سكان السودان يُعانون الجوع، في ظل انتشار المجاعة في العديد من المناطق والولايات السودانية، مشيراً إلى ارتفاع عدد الأطفال المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية بنسبة تزيد على 20% مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح عمار، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الاحتياجات الإنسانية في السودان هائلة، إذ إن الأطفال الذين يكبرون على خطوط النار يموتون جوعاً ومرضاً، في ظل غياب الخدمات الأساسية الكفيلة بإنقاذ حياتهم.
وأشار إلى أن المعارك المستمرة أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الأطفال، فيما شهد آخرون أعمال عنف مروعة لا توصف، منوهاً بأن آلاف الأطفال فقدوا والديهم أو انفصلوا عن أسرهم وسط الفوضى، بينما يواجه من نجا منهم صدمات نفسية عميقة، وحرماناً متواصلاً بلا أفق.
وقال المسؤول الأممي: إن مئات المدارس تضررت منذ بداية النزاع في أبريل 2023، فيما تُستخدم مدارس أخرى كملاجئ للنازحين داخلياً، مما يقيد فرص التعليم، حتى في المناطق التي أُعيد فتح بعض المدارس فيها جزئياً.
وشدد عمار عمار على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية فورية ومستدامة في جميع المناطق المتأثرة بالنزاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون أي عقبات، بما يشمل الأغذية العلاجية، والأدوية، والمياه النظيفة، والمواد الأساسية الأخرى، داعياً إلى حماية المدنيين والبنية التحتية الأساسية، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.

الخليج: المبعوث الأمريكي: وضع لبنان صعب جداً.. وإسرائيل لن تنسحب

قال المبعوث الأمريكي توماس باراك إن إسرائيل ستبقى في المناطق التي تحتلها في جنوب لبنان، وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يهتم بالحدود وبالخطوط الحمراء، مشيراً إلى أن بيروت لا تفعل ما يجب لحصر السلاح، وأن «حزب الله» يعيد بناء قوته.

واعتبر باراك في حديث لقناة «سكاي نيوز عربية»، الاثنين، أن «الوضع في لبنان صعب جداً ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح«حزب الله» هو الكلام ولم يحدث أي عمل فعلي»، وقال «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها»، معتبراً أن «لبنان يخشى نزع سلاح «حزب الله» لوجود اعتقاد أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى حرب أهلية».

وكشف باراك أنّ «حزب الله» يتلقى خلال هذه الفترة ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من جهة ما، لافتاً إلى أنّ اللبنانيين يظنون أنّ الحزب لا يعيد بناء قوته، بينما هو في الواقع يعيدها. مشدداً على أنّ على الحكومة اللبنانية أن تعلن بوضوح أنها ستنزع سلاح «حزب الله» وتتحمل مسؤولياتها.

لكنه شدد على أنّ الولايات المتحدة لن تتدخل لمواجهة الحزب، سواء من خلال قواتها أو عبر القيادة المركزية الأمريكية.

وعند حديثه عن الشرق الأوسط، وصف باراك السلام بأنه مجرد وهم، قائلاً:«لم يكن هناك سلام من قبل، ومن المحتمل ألا يكون هناك سلام أبداً».

في الأثناء، توالت المواقف الرسمية والشعبية المنددة بمجزرة بنت جبيل بعدما سقط 5 فتلى عند أطراف المدينة، نتيجة استهداف مسيرة إسرائيلية لدراجة نارية، أمس الأول قتل سائقها محمد ماجد مروة، وأصيبت سيارة صودف مرورها بالمكان على متنها أب وعائلته قتلوا على الفور وهم شادي صبحي شرارة وأطفاله الثلاثة سيلين وهادي وأسيل، بينما الطفلة الرابعة جريحة وزوجته بحالة خطرة.

وتنديداً بالمجزرة أرجأت لجان الإعلام والاتصالات، المال والموازنة والتربية، جلساتها التي كانت مقررة قبل، ظهر أمس إلى موعد يحدد لاحقًا. وأعلنت روابط التعليم الأساسي والثانوي الحداد وإغلاق كل المؤسسات التربوية حداداً بعدما دعت وزيرة التربية ريما كرامي إلى تعليق الدروس«رفضاً لسياسة قتل الأطفال».

و‏دانت منظمة اليونيسيف بشدّة مقتل ثلاثة أطفال في غارة بنت جبيل، وأكدت أن«استهداف الأطفال أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره. فلا يجوز أبداً أن يدفع أي طفل حياته ثمناً للنزاع»، مشددة على«وجوب أن تتوقف الأعمال العدائية فوراً لضمان حماية كل طفل».

وجاء التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع انعقاد لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار في الناقورة الساحلية الحدودية في حضور الموفدة الأمريكية مورغان اورتاغوس، وذلك بهدف الضغط على لبنان لتحقيق سحب سلاح «حزب الله» بالكامل، وللمضي قدماً في قيام المنطقة العازلة والتي سبق أن روّج الأمريكيون لها تحت عنوان المنطقة الاقتصادية، وتشمل 14 بلدة جنوبية حدودية.


رسالة شخصية من حماس لترامب تتضمن مقترحاً لوقف حرب غزة

أكدت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية، أن حركة حماس كتبت رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعرض عليه حلاً لوقف الحرب، بعد أن وسعت إسرائيل عملياتها العسكرية لاحتلال مدينة غزة.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز»، فإن حماس عرضت في رسالتها لترامب ضمان وقف إطلاق النار لمدة ستين يوماً مقابل الإفراج عن نصف الرهائن المحتجزين لدى الحركة في قطاع غزة.

وأضافت الشبكة أن الرسالة موجودة حالياً لدى الوسطاء القطريين، ومن المتوقع أن يتم تسليمها إلى ترامب خلال الأسبوع الجاري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث يُنتظر أن يعقد الرئيس الأمريكي اجتماعاً بشأن غزة مع عدد من قادة وممثلي الدول العربية والإسلامية.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف قد سلّم عبر الوسطاء إلى حركة حماس مقترحاً جديداً لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الـ48 المتبقين (أحياء وجثثاً) مقابل وقف إطلاق النار وإنهاء العملية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة،

لكن تعطلت المفاوضات بعد هجوم إسرائيلي على وفد حماس أثناء مناقشة المقترح في الدوحة.


البيان: مؤتمر نيويورك.. إعادة الحياة في «حل الدولتين»

تحول تاريخي يؤسس لمرحلة جديدة بعد مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعترافات عالمية تتوالى تباعاً بدولة فلسطين، يقرأ فيها مراقبون دفعة أمل في التقدم نحو السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإعادة الحياة لحل الدولتين، فهل بدأ العالم بالتدخل لإنهاء الصراع بينهما؟ وهل من تغيير في الموقف الأمريكي في سبيل الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة؟

أسئلة ألقت بظلالها في الشارع الفلسطيني والغزي على وجه الخصوص، بينما يتساءل كثير من المراقبين: هل يمكن أن تستخدم واشنطن متوالية الاعترافات بدولة فلسطين لممارسة الضغط على إسرائيل في لحظة ما؟ وخصوصاً بعد أن أقامت إسرائيل الدنيا ولم تقعدها، للرد على هذه الاعترافات بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من نيويورك، مهددة بالمضي قدماً في تنفيذ مخططاتها لتدمير غزة، وفرض السيطرة على الضفة الغربية.

وفق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، فالحراك الجاري على مستوى مؤتمر حل الدولتين، واجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، شكّل رصيداً إضافياً للقضية الفلسطينية، التي تتبوأ اليوم سلم جدول الأعمال الدولي، نتيجة للتظاهرات والفعاليات العالمية، والمستمرة على مدى عامين من المقتلة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وما تخللها من تدمير وتجويع وتعطيش وحصار، منوهاً: «ننتظر المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وتقرير مصيره».

رأي عالمي ضاغط

وأضاف أبويوسف في تصريحات لـ«البيان»: «الفعاليات المستمرة في مدن وعواصم العالم، ومن بينها واشنطن، جعلت الرأي العام يضغط على حكوماته ودوله، لإلزام إسرائيل بوقف الحرب على قطاع غزة، بعد عجز المجتمع الدولي، وعدم وضع آليات رادعة لإسرائيل»، مشدداً: «الأهمية تكمن في وقف حرب الإبادة في قطاع غزة، ورفض التهجير، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني».

وتابع: «نتمنى أن تنصاع الولايات المتحدة الأمريكية للرغبة والإرادة العالمية الواضحة، من خلال الضغط على إسرائيل، لوقف حرب الإبادة، وبعد مؤتمر الدولتين واجتماعات الأمم المتحدة لا بد من عملية سياسية وجهد دبلوماسي متواصل في سبيل ذلك».

من يعلّق الجرس؟

وإذا كانت حمى اجتماعات الأمم المتحدة تحول حتى الآن دون وقف حرب الإبادة والتهجير في قطاع غزة، فمن سيتولى حشد الدعم والتأييد للمواقف الدولية لدفع الجهود السياسية نحو تسوية عادلة ونهائية تنهي الحرب والصراع معاً؟

يجيب عضو تنفيذية المنظمة أبويوسف: «القضية الفلسطينية تحولت إلى قضية دولية، والعالم منشغل ويراقب ما يجري في قطاع غزة، محاولاً البحث عن حل، وهناك من وصف الحرب على غزة بأنها تطهير عرقي وإبادة جماعية، وهناك توافق دولي على أن هذه الحرب الدامية يجب أن تتوقف، لأنها تنتهك كرامة الإنسان، وهناك ضم زاحف وسريع للضفة الغربية، والعالم لم يعد يحتمل هذه الانتهاكات الصارخة، وربما يكون الأمل في أن تشرع دول وحكومات وشعوب العالم، لمساندة روح مبادرات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وما يتمخض عن مؤتمر الدولتين، وإيجاد تسوية سياسية، تحدد الوضع النهائي، وتضع حداً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي».

وتبدو بشائر هذا الأمل في مسارعة دول وازنة مثل بريطانيا، لرفع العلم الفلسطيني في لندن، وتأييد مختلف دول العالم، لجهود سلمية كتلك التي أوقفت الحرب في 19 يناير، قبل أن يتم إزهاق المزيد من أرواح الفلسطينيين، وقبل أن يتلاشى الأمل في وقف الحرب، وإقامة سلام دائم بين الطرفين، لكن، هل تجسر واشنطن على ممارسة الضغط على تل أبيب؟ وهل يتكرر نموذج جنوب أفريقيا بتدخل دولي في فلسطين؟ ردود الأفعال بدأت، لكن من المؤكد أنها ستصطدم بجنون إسرائيلي من تسونامي الاعتراف بدولة فلسطين.

سوريا وإسرائيل.. تفاهمات لم تنضج في غياب رؤية واضحة

تصريح الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في نيويورك، خلال حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن حرصه على التهدئة مع إسرائيل، وأنه يمكن التحدث عن علاقة مستقبلية معها بعد الاتفاق الأمني، جاء متناسقاً مع تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الاتفاق لم ينضج بعد، مما يؤشر إلى غياب رؤية واضحة مشتركة.


ولم ينكر نتانياهو، في جلسة للحكومة، أن هناك تقدماً في المفاوضات مع السوريين، لكن «الاتفاق لا يزال بعيداً»، على حد تعبيره، وهو تصريح يؤشر إلى أن توقيع الاتفاق، ربما يكون على الخطوط العامة، أما التفاصيل فستحتاج إلى جولات من الحوار والمحادثات.

ولم يتغير المشهد الميداني جهة إسرائيل، إذ أنها نفذت توغلاً جديداً في ريف محافظة القنيطرة على الطريق الواصل بين بلدتَي جباتا الخشب وخان أرنبة، كما أن دورية أخرى تابعة لإسرائيل، توغلت على طريق الصمدانية العجرف، وأقامت حاجزاً مؤقتاً على الطريق، قبل انسحابها.

وجاء هذا التحرك، بعد ساعات من عملية توغل مماثلة في ريف درعا الغربي، إذ دخلت قوّة إسرائيلية ليل الجمعة-السبت، إلى قرية معرية في منطقة حوض اليرموك، وأقامت حاجزاً مؤقتاً من الجهة الشرقية للقرية، كذلك تحركت وحدات عسكرية باتجاه قريتَي كويا وعابدين.

هذه التحركات تزامنت مع تسريبات عن توصل الطرفين، السوري والإسرائيلي، إلى اتفاق أمني، ونشرت منصة أمريكية مختصة بالحرب، خريطة، قالت إنها خريطة لجنوبي سوريا وفق الاتفاق، وهي مقسمة إلى ثلاثة قطاعات، منها جزء محظور فيها الطيران السوري، وهي السويداء.

في هذا السياق، لا يمكن عزل هذه التحركات عن التوازنات الدولية والإقليمية المحيطة. فالولايات المتحدة، التي أوقفت عقوباتها ضد دمشق، وفتحت الباب أمام تسويات أوسع، تبدو مهتمة بضمان أن أي اتفاق سوري–إسرائيلي، لن يخلّ بأولوياتها في المنطقة، خصوصاً ملف مكافحة الإرهاب واستقرار الجنوب.

أما روسيا، فرغم تراجع حضورها العسكري والسياسي في الجنوب، بعد سقوط النظام السابق، ما زالت تحاول الحفاظ على أوراق نفوذ، عبر التنسيق الأمني مع دمشق. وفي الإطار العربي، يبرز موقف الأردن المتأثر مباشرة بما يجري على حدوده الشمالية، إلى جانب الدول الخليجية التي ترى في أي استقرار حقيقي في سوريا، مدخلاً لإطلاق مشاريع إعادة الإعمار، وتعزيز الأمن الإقليمي.

وفق المعطيات السورية القريبة من الحكومة، فإن إسرائيل ستحاول عدم الالتزام بالتهدئة، لذلك، فإنها تهدف إلى اتفاق عام، يحتاج إلى متابعات طويلة، عبر فرق قانونية من الجانبين، وربما هذا سيكون ثغرة لمواصلة تدخلاتها في جنوبي سوريا، وبالتالي، إبقاء البلاد في حالة عدم استقرار، بهدف جعل سوريا بيئة طاردة للاستثمارات، وغير ملائمة للتنمية ومشاريع إعادة البناء.

والرؤية الإسرائيلية في هذا الجانب، تتعارض تماماً مع المشروع العربي الداعم لعودة سوريا إلى الصف العربي، وأخذ موقعها الطبيعي والتاريخي، بعد عقود طويلة من الانحراف السياسي، في عهد الأسدين الأب والابن. الرئيس أحمد الشرع، تحدث في مقابلة إعلامية عن العلاقات مع إسرائيل، وكان لافتاً قوله إننا نعرف كيف نحارب، لكننا لا نريد الحرب.

وهي جملة كافية لتكون رسالة إذا أرادت إسرائيل أن تضمن تهدئة على المدى الطويل، وتتخلى عن استغلال الأوضاع الحالية في سوريا، بالشكل الذي قد لا يحتمله السوريون في نهاية الأمر. وعليه، تبدو الاحتمالات مفتوحة على أكثر من مسار. فنجاح الاتفاق، قد يضع الجنوب السوري على سكة تهدئة طويلة، تتيح تدفق الاستثمارات، وعودة سوريا إلى دورها الطبيعي عربياً.

أما إذا تعثرت المفاوضات على التفاصيل الدقيقة، فإن الجنوب سيظل ساحة توتر قابلة للاشتعال في أي لحظة. وفي مواجهة هذه السيناريوهات، تحاول دمشق، عبر خطاب براغماتي، أن تؤكد معادلة مزدوجة: امتلاك القدرة على الردع العسكري من جهة، والاستعداد لخيار التسوية السياسية من جهة أخرى، بما يضمن ألا تتحول التفاهمات الجديدة إلى فخ يكرس الانقسام، بل إلى جسر يفتح الباب أمام استقرار أوسع.

تطور أمريكي مفاجئ.. الكونغرس يطلب من ترامب الاعتراف بدولة فلسطين

وقع أكثر من 12 عضوًا ديمقراطيًا في الكونغرس على رسالة تطالب بالاعتراف بدولة فلسطين، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحماة حياة الفلسطينيين.
وحثت الرسالة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك وفقًا لمسودة تم مشاركتها مع صحيفة الغارديان.
ويقود النائب رو خانا من كاليفورنيا الرسالة الموجهة إلى الرئيس ووزير الخارجية ماركو روبيو، وينضم إليه العديد من التقدميين في مجلس النواب، بمن فيهم غريغ كاسار من تكساس، وبراميلا غايابال من واشنطن، وماكسويل فروست من فلوريدا.
وجاء في رسالة مجلس النواب الأمريكي وفقاً للـ"غارديان": "لقد أبرزت هذه اللحظة المأساوية للعالم الحاجة الملحة للاعتراف بتقرير المصير الفلسطيني. فكما يجب حماية حياة الفلسطينيين فوراً، كذلك يجب الاعتراف بحقوقهم كشعب ودولة والتمسك بها بشكل عاجل".
وتأتي هذه الرسالة في الوقت الذي يطلق فيه خبراء حقوق الإنسان ناقوس الخطر بشأن المجاعة المتفاقمة في غزة، وفي الوقت الذي تعهد فيه بعض حلفاء إسرائيل الغربيين الرئيسيين، بما في ذلك فرنسا وكندا، مؤخرًا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما تعهدت المملكة المتحدة بتعهد مماثل إذا لم تتمكن إسرائيل من الموافقة على وقف إطلاق النار بحلول سبتمبر.
تضيف رسالة الديمقراطيين أن دولة فلسطينية قابلة للحياة "ستحتاج إلى الاعتراف الكامل بإسرائيل وتبني إطار لضمان أمن إسرائيل، بما في ذلك نزع سلاح حماس وتخليها عن السلطة لتكون مقبولة على نطاق واسع من قبل مجتمع الدول". وقد اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إطارًا مشابهًا.
لحظة مناسبة

وقال مكتب خانا إن الرسالة سترسل، بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تمتد هذا العام من 8 إلى 23 سبتمبر.
وصرح خانا للغارديان: "هذه هي اللحظة المناسبة للولايات المتحدة للاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية". وأضاف أنه بدأ التواصل "في الأسبوع الماضي فقط" لكنه وصف الاستجابة بأنها "هائلة".
إلا أن إدارة ترامب أوضحت أنها لا تتفق مع القائمة المتزايدة من الدول التي توافق على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ففي إيجاز للبيت الأبيض الأسبوع الماضي، قالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت إن الرئيس يعتبر قيام الدولة في النهاية "مكافأة لحماس".
وسافر مبعوث الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى غزة الأسبوع الماضي لتقييم أوضاع المساعدات على الأرض، وقال ترامب للصحفيين يوم الأحد إن الولايات المتحدة "تقدم المال لإطعام الناس".
ولكن في الأسابيع الأخيرة، ظهرت عدة تصدعات في الدعم غير المشروط لإسرائيل في الكونغرس، بما في ذلك من الجمهوريين. فقد وصفت مارغوري تايلور غرين من جورجيا، وهي من أشد مؤيدي حركة "ماغا" (اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، الأزمة الإنسانية في غزة بأنها "إبادة جماعية" في منشور على منصة X الأسبوع الماضي، مخالفة بذلك الدعم المتحمس للحملة العسكرية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل الحزب الجمهوري.
وبينما فشل التصويت على حظر مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل في الأسبوع الماضي، فقد صوت عدد قياسي من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لصالح القرارين لوقف بيع الأسلحة الهجومية لإسرائيل.

الشرق الأوسط: بلديات الغرب الليبي ترفض قرار الدبيبة إيقاف عميد الزنتان

في تصعيد جديد يعكس تفاقم الخلاف مع «حكومة الوحدة» الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، طالب اتحاد عمداء عدد من البلديات في غرب البلاد بإبعاد وزير الحكم المحلي عبد الشفيع الجويفي عن منصبه احتجاجاً على قراره توقيف الطاهر أبو جناح، عميد بلدية الزنتان، وإحالته إلى التحقيق عقب لقائه مؤخراً وفداً من حكومة أسامة حماد المكلفة من مجلس النواب.

وفي بيان مشترك أعقب اجتماعاً طارئاً، مساء الأحد، أدرج اتحاد عمداء بلديات الجبل ورشفانة وقصر الخيار وسوف الجين، مطالبته بوقف وزير الحكم المحلي عن العمل، في مسعى لتفادي انحدار الموقف مع حكومة الدبيبة. واعتبر الاتحاد أن قرار توقيف عميد الزنتان اتُّخذ من دون مراعاة الأطر القانونية والإدارية، وعدّه مساساً بمبدأ «استقلالية المجالس البلدية المنتخبة»، مطالباً بالتراجع عنه.

وأكد اتحاد عمداء هذه البلديات تضامنه الكامل مع الزنتان ومجلسها البلدي المنتخب، مبرزاً أن وحدة الصف بين البلديات «ستظل قائمة حفاظاً على المصلحة العامة ودعماً لمبدأ اللامركزية».

كان الجويفي قد أصدر قراراً بوقف أبو جناح عن العمل وإحالته على التحقيق بزعم ارتكابه مخالفات إدارية، وذلك بعد زيارة وفد من حكومة حماد إلى المدينة.

ووصف أهالي وأعيان وشباب بلدية الزنتان القرار بأنه «خطوة تعسفية»، وعَدُّوه «عدواناً سياسياً على سيادة الزنتان واعتداء مباشراً على كرامتها»، ومحاولة لخلق الفتنة بين المدينة وحكومة «الوحدة». وأعلنوا في بيان، مساء السبت، وقف التعامل مع الجويفي وقطع العلاقات معه.

من جانبه دعا «التجمع الوطني للأحزاب الليبية» حكومة «الوحدة» إلى توضيح أسباب إيقاف عميد بلدية الزنتان وطمأنة الأهالي، مطالباً بإعادة النظر في القرار بما يحترم «المسار الديمقراطي» للبلديات، والحفاظ على كرامة المواطنين والمؤسسات المنتخبة، وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى توتر، مع ضرورة التشاور مع «المجالس البلدية» قبل اتخاذ قرارات تمس صلاحياتها.

الخريطة الأممية
وتزامنت هذه التطورات مع تأكيد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع ثلاثي في نيويورك، يوم الاثنين، دعمهم الكامل لـخريطة الطريق الأممية لإحياء العملية السياسية في ليبيا، وتشجيع الحوار الشامل بين الأطراف الليبية لإنهاء المرحلة الانتقالية وتحقيق الاستقرار.

وشدد بيان مشترك، صدر على هامش الدورة الثمانين لـ«الجمعية العامة للأمم المتحدة» ووقّعه رؤساء مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود يوسف، والمجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، والمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على ضرورة احترام «القانون الدولي الإنساني» و«حقوق الإنسان»، والتعامل مع ملف «الهجرة» في ليبيا ضمن تعاون ثلاثي يضمن حماية المهاجرين واللاجئين.

الإدارة المحلية
وفي سياق مختلف، ناقش عدد من أعضاء المجلس الأعلى للدولة عن دائرتي زليتن وبني وليد، بحضور ممثلين عن الإدارة المحلية، مقترح تعديل «قانون الإدارة المحلية» بصيغته الحالية، مؤكدين أنه «لا يلبّي تطلعات المواطنين ولا يحقق العدالة في توزيع الموارد والصلاحيات».

وبعد تأكيدهم ضرورة «حماية حقوق أهالي زليتن وبني وليد، ورفض أي صيغ إدارية من شأنها إضعاف وحدات الإدارة المحلية»، خلص الاجتماع إلى تشكيل «فريق عمل مشترك» لإعداد تصورات بديلة ورفعها إلى الجهات التشريعية والتنفيذية، في خطوة تعكس إرادة شعبية متنامية تدعو إلى العدالة واللامركزية بين المدن الليبية.

من جهة أخرى، التقى رئيس أركان الجيش الوطني الفريق خالد حفتر، مساء الأحد في بنغازي، وفداً من مشايخ وأعيان قبائل الجبل الأخضر، وأشاد بـ«الدور المشرف» لهذه القبائل ودعمها المستمر للجيش في «حربه على الإرهاب»، مثنياً على «تضحيات أبنائها».

لبنان في مواجهة تصعيد سياسي وميداني

على وقع التصعيد الإسرائيلي المستمر في لبنان، أتت مواقف المبعوث الأميركي توم براك العالية السقف، لتزيد القلق من تفاقم الوضع الأمني، وذلك عشية الذكرى الأولى للحرب الموسعة التي شنتّها تل أبيب على لبنان.

وعلى خلاف مواقفه التي أطلقها من بيروت في زيارته الأخيرة والتي اتسمت بالتهدئة، أطلق براك في حديث تلفزيوني مواقف تهديدية، واصفاً الوضع اليوم في لبنان بـ«الصعب»، ومعتبراً أن «هناك مجموعة جيدة في السلطة لكن ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح (حزب الله) هو الكلام، ولم يقم بأي عمل فعلي». وهذا ما يطرح علامة استفهام حول المرحلة المقبلة.

وجزم براك بأن «إسرائيل لن تنسحب من الأراضي التي تحتلها في لبنان»، رامياً في المقابل المسؤولية في ملعب الحكومة اللبنانية، وقال: «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان، ولن تنسحب منها، و(حزب الله) يُعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية». ولفت إلى أنه «خلال هذه الفترة تدفق إلى (حزب الله) ما يصل إلى 60 مليون دولار أميركي شهرياً من مكان ما». وقال: «اللبنانيون يظنون أن (حزب الله) لا يعيد بناء قوته، لكنه يعيدها».

وبينما أكد برّاك: «أننا لن نتدخل لمواجهة (حزب الله) سواء من خلال قواتنا أم من خلال القيادة المركزية الأميركية»، قال إن «الجيش اللبناني منظّمة جيدة، ولكنه ليس مجهزاً بشكل جيّد»، مضيفاً: «(حزب الله) عدوّنا وإيران عدوّتنا، ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي، ومنع تمويلها».

إسرائيل ترفض التفاوض
بينما تُطرح علامات استفهام حول التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان، وكيف ستنعكس تصريحات براك على الأرض، يرى اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي أن «القراءة لما يحصل باتت واضحة وهي أنه ليس هناك من مكان للتفاوض عند إسرائيل، وردّها يأتي عبر التصعيد والقصف وآخره مجزرة بنت جبيل»، التي قُتل فيها أب و4 من أطفاله.

ويقول شحيتلي لـ«الشرق الأوسط» إن «التفاوض الذي كنا نراه قبل ذلك في مرحلة الموفد الأميركي آموس هوكستين لم يعد له مكان. اليوم باتت هناك إملاءات وعلى لبنان أن يختار بين تنفيذها أو الحرب».

ويضيف: «بما أن الحكومة أرادت التفاوض واختارت تنفيذ الإملاءات ضمن الإمكانات اللبنانية، يبدو أن ذلك لم يعجب إسرائيل وجوابها أتى واضحاً، إما أن تقوم الدولة اللبنانية بتنفيذ ما هو مطلوب منها بموجب هذه الإملاءات الإسرائيلية، وإما أن تل أبيب ذاهبة لتنفيذها بقواها الذاتية من خلال الاعتداءات التي بدأت تظهر منذ الأسبوع الماضي ويوم الأحد عبر مجزرة بعد ساعات من عقد لجنة المراقبة (الخماسية) اجتماعها، ومن ثم تصريحات براك الأخيرة».

تصعيد بهدف الضغط
من جهته، يرى مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر أن «الضغط الذي يمارس على لبنان هو لتسريع تنفيذ حصرية السلاح؛ لأن خطة الجيش التي وُضعت تفتقد السقوف الزمنية». ويقول نادر لـ«الشرق الأوسط»: «من جهة، هناك تشجيع للجيش للاستمرار بالمهمة، ومن جهة أخرى هناك عدم رضا عن افتقاد الخطة السقف الزمني، ومن ثم الخوف، خصوصاً أنهم يتعاملون مع إيران التي تُعْرف بهروبها من الاستحقاقات، ومن عدم التنفيذ».

ويلفت نادر إلى أن «هذا التصعيد يأتي في وقت تسمح فيه موازين القوى لإسرائيل بالتنفيذ»، مشدداً على أنه يجب «على الطرف اللبناني أن يدرك قراءة هذا الواقع».

تدخُّل الضامنين الأميركي والفرنسي
بينما تواصلت المواقف الرافضة والمستنكرة من المسؤولين ومختلف القوى اللبنانية لمجزرة بنت جبيل التي سقط نتيجتها 5 قتلى بينهم 3 أطفال مساء الأحد، صوّب «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) مواقفه باتجاه الحكومة التي يشارك فيها عبر وزراء محسوبين عليه.

وأكد النائب أشرف بيضون، عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري، من بنت جبيل، أن «هذه المجزرة تستهدف براءة الطفولة، وتظهر تحدياً صارخاً للمواثيق الدولية»، مؤكداً أنها «ليست فقط بحق الإنسانية والبراءة والطفولة، بل بحق من ألزم لبنان بتطبيق القرار 1701 دون أن يلزم العدو الإسرائيلي بتنفيذ بنود هذا القرار».

وأشار إلى أن «هذا العدوان لا يعد مجرد خرق للقرار 1701، بل هو اعتداء واضح»، لافتاً إلى أن «لبنان والمنطقة يمران بمرحلة خطيرة تتطلب تدخل الضامنين الأميركي والفرنسي بشكل جدي وحازم لوقف هذا التمادي».

ودعا بيضون «الدولة اللبنانية إلى تحمُّل مسؤولياتها في حماية المواطنين، خصوصاً في الجنوب، من هذه الاعتداءات المتكررة، كما على الدولة اللبنانية ألا تترك المواطن اللبناني والجنوبي بشكل خاص بين مطرقة هذا العدو الصهيوني الذي لديه كل الأطماع في لبنان وبين سندان غياب الدولة الكلي».

«حزب الله» يهاجم الحكومة
في المقابل، شنّ «حزب الله» على لسان النائب إبراهيم الموسوي عبر حسابه على منصة «إكس»، هجوماً على الدولة اللبنانية التي وصفها بأنها «عاجزة عن حماية شعبها، لا سيما الأطفال».

وقال الموسوي: «دولة لا تستطيع حماية شعبها وبالأخص أطفالها، لا يُعوّل عليها. دولة تدّعي بدبلوماسيتها أنها قادرة على توفير الدفاع والحماية بالبكاء عند الأميركيين، لا يُعوَّل عليها».

وأضاف أن «مجزرة بنت جبيل بالأمس دليل على العجز الكامل، وإدانة تامة للمجتمع الدولي والدول الضامنة، وللرهانات الخاسرة للسلطة».

«يونيفيل»: القرار 1701 لم ينفَّذ بالكامل
في غضون ذلك، أكّد رئيس بعثة «يونيفيل» وقائدها العام اللواء ديوداتو أبانيارا على الشراكة مع الجيش اللبناني، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القرار 1701 لم ينفَّذ بالكامل.

وأتى كلام أبانيارا خلال احتفال «يونيفيل»، بـ«اليوم العالمي للسلام» في مقرها العام في الناقورة، حيث «الاستقرار هشّ»، بحسب بيان القوة.

وأكد «أن دور (يونيفيل) حيوي اليوم كما كان عند تأسيسها، وكُلفنا بدعوة من الحكومة اللبنانية وبتكليف من مجلس الأمن، بالحفاظ على الهدوء ومنع التصعيد، وتهيئة الظروف المناسبة للحلول السياسية».

وأعلن أن «شراكتنا مع الجيش اللبناني أساسية. كل دورية مشتركة، كل مسؤولية مشتركة، كل خطوة نخطوها معاً، تؤكد أن السلام يُبنى جنباً إلى جنب. أشيد بشجاعتهم واحترافيتهم، كما أن مهمتنا لن تكون ممكنة دون دعم الدول المساهمة».

انقسام شيعي حاد حول «المقاطعة أو المشاركة» في الانتخابات العراقية العامة

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العامة بنسختها السادسة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تواصل فجوة الانقسام الشيعي الاتساع بين الداعين إلى المشاركة فيها بقوة، والراغبين في مقاطعتها.

وخلافاً للهدوء النسبي على الساحتَيْن السنية والكردية بشأن الموقف من الانتخابات، يبدو الانقسام الشيعي آخذاً في التفاقم مع كمّ الانتقادات التي يوجّهها المتحمسون للانتخابات والمقاطعون لها، والتي تصل في أحيان كثيرة إلى «شتائم واتهامات» متبادلة.

وفي هذا السياق، يقول رئيس «منظمة بدر»، القيادي في تحالف «الإطار التنسيقي» هادي العامري، إن «من لا يشارك في الانتخابات كأنه يؤيّد (البعث)». وفي خطبة يوم الجمعة الماضي في بغداد، شنّ خطيبها ياسين الموسوي المقرب من قوى «الإطار التنسيقي»، هجوماً لاذعاً على الداعين إلى المقاطعة وشتمهم ووصفهم بـ«الحمقى».

وغالباً ما تشير معظم الانتقادات التي تمارسها القوى والشخصيات المقربة من «الإطار التنسيقي»، إلى زعيم «التيار الوطني الشيعي» مقتدى الصدر وأتباعه، بسبب إعلانهم عدم المشاركة في الانتخابات، ودعواتهم الصريحة إلى مقاطعتها.

ودعوات المقاطعة لا تقتصر على الصدريين وتشمل قطاعات شيعية أخرى، لكن الثقلَيْن الانتخابي والشعبي لتيار الصدر يجعلانه في مرمى انتقادات «الإطار التنسيقي».

وعلى الرغم من أن «الإطاريين» -حسب كثير من المراقبين- «يحبذّون ضمناً» عدم مشاركة التيار الصدري المؤهل دائماً إلى الفوز بمعظم مقاعد الشيعة البرلمانية، كما حصل في الانتخابات الماضية؛ حيث فاز بـ73 مقعداً، قبل أن ينسحب لاحقاً، فإن لديهم مخاوف ناجمة من الاعتقاد أن «انحسار المشاركة الشعبية في الانتخابات قد يقوّض ويُضعف العملية الانتخابية، وأيضاً قد يُعرّض الشيعة إلى خسارة انتخابية كبيرة في العاصمة بغداد».

في المقابل، يدافع الصدريون عن خيار المقاطعة. وعدّ مقتدى الصدر، في بيان، الأحد، «بديل المقاطعة، هو الإصلاح الشامل وتغيير الوجوه، بل تغيير الصماخات (الرؤوس الكبيرة) لإنقاذ العراق، بطرق سياسية وقانونية بلا تدخلات خارجية».

ورداً على انتقادات المنتقدين للتيار، ردّ الصدر على ذلك بإجابات مطوّلة، ركزت في معظمها على الانتقادات التي يوجهها إليه وإلى تياره، خصومه في «الإطار التنسيقي».

وذكّرهم بانسحاب نوابه ومقاطعتهم للبرلمان، وكيف حرموه من فرصة تشكيل الحكومة، وأنهم «إن قالوا: إنكم لستم شيعة، قلنا: فلمِ تريدون أصواتنا».

وقال: «جربنا الإصلاح من داخل العملية الانتخابية والسياسية، فلم نلقَ أُذناً واعية... بل التخوين كان عدونا، واليوم نجرب الإصلاح من خارج العملية السياسية».

وأضاف الصدر: «نحن جند الدين والمذهب والوطن أينما حللنا: داخل العملية السياسية أم خارجها... وكلنا على أُهبة الاستعداد التام أمام المخاطر الداخلية والخارجية على حدّ سواء».

ثم عاد ليتساءل: «كيف نعطي صوتنا إلى من يقول إننا أصحاب أجندات خارجية، وكيف نعطي أصواتنا إلى من تقول تسريباته إنه يريد قتلنا والهجوم علينا في النجف الأشرف». في إشارة إلى ما ورد على لسان زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي عام 2022 في تسريبات صوتية، من تهديدات ضد الصدريين.

وتساءل الصدر كذلك عن جدوى إعطاء أصوات أتباعه إلى من «فصّخ مصفاة بيجي»؛ في إشارة إلى «عصائب أهل الحق» المتهمة بتفكيك منشآت «مصفاة بيجي» النفطية خلال الحرب مع «داعش» عام 2016.

وأضاف، في معرض رده على المنتقدين لتيار المقاطعة: «إذا كنتم تقصدون من عدم جدوى المقاطعة، هو مقاطعتها بعدم وجود كتلة ونواب، فوجود التيار الشيعي الوطني يعني تعطيل تشكيل الحكومة واستمرار الخلافات وحرق المستشفيات وصناديق الاقتراع وقصـف إخوتنا في أربيل والأنبار»، في إشارة إلى الأعمال التي قام بها «الإطاريون» خلال محاولة الصدر تشكيل الحكومة التي أعقبت الانتخابات الماضية، وإصراره على تشكيل تحالف «وطني» مع الأكراد والسنة بعيداً عن قوى «الإطار» الشيعية.

وتحدّث الصدر عن مطالبات مرجعية النجف بإصلاح العملية السياسية من دون أن تلقى آذانا مصغية من قِبل قوى «الإطار»، وذكر أنه «قد بحّ صوت المرجعية، ولا من مجيب، فسارعوا لإرضائها وسنكون معكم، وإرضاؤها قوة للمذهب، واعتزالكم لها ضعف ووهن للمذهب».

وخلص إلى القول، إن «البديل الحقيقي للمقاطعة، هو تبديل الوجوه الحالية (شلع قلع)، عسى أن تفتح أبواب الإصلاح ويغلق باب التبعية والانبطاح للسفيهة، ويأمن الشعب من السـلاح المنفلت، ومِن قمع الأصوات، ويتخلص الشعب من الماء الملوث، وإرجاع حصة العراق المائية، والكهرباء المفقودة، ومن الحدود المشرعة أمام الإرهاب والتهريب، وفرض الأجندات الخارجية التي أضعفت المذهب والوطن».

«الدعم السريع» تقصف الفاشر وتضيّق الخناق على قاعدة الجيش السوداني

تواصل «قوات الدعم السريع» في الفاشر تضييق الخناق على الجيش السوداني من محاور عدّة، ورغم ذلك، فإن قوات الجيش والفصائل المساندة لها، لا تنوي الانسحاب من المدينة، معلنة أنها صدّت أكثر من هجوم خلال اليومين الماضيين.

وقالت «الفرقة السادسة مشاة في الجيش»، الاثنين، إن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب السودان)، تشهد قصفاً مدفعياً مكثفاً على أحيائها، دون تسجيل أي إصابات.

وأضافت، في بيان على موقع «فيسبوك»، أن «الأوضاع تحت السيطرة، وقواتنا متماسكة أكثر من أي وقت مضى».

وأفادت مصادر محلية بأن اشتباكات عنيفة تجددت بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في المناطق الجنوبية، وشمال شرقي الفاشر، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وسط تحليق مكثف لمسيرات «الدعم السريع» في أجواء المدينة. وقالت لــ«الشرق الأوسط» إن «قوات الدعم» تواصل القصف بمدافع الهاون على الأحياء السكنية و«مخيم أبو شوك» للنازحين.

ونشر عناصر من «الدعم السريع» تسجيلات مصورة على منصة «تلغرام»، قالوا إنها من داخل المساكن المخصصة للجيش، وتقع على بُعد كيلومترات قليلة من مقر «الفرقة السادسة»، حيث القاعدة الرئيسية للجيش في الفاشر.

وقالت «الدعم السريع» إنها لا تزال تؤمّن «خروج العشرات من النساء والشباب من المدينة، عبر ممرات آمنة إلى مناطق تؤوي النازحين في شمال الولاية».

وبحسب «تنسيقية لجان المقاومة المحلية»، وهي إحدى المجموعات المدنية التي توثق فظائع النزاع، شهدت الفاشر قصفاً مدفعياً مكثفاً، وسط أنباء عن وقوع إصابات وسط المدنيين في أحيائها الغربية، مع استمرار تحليق طائرات مسيّرة تابعة لــ«الدعم السريع» لليوم الثاني على التوالي.

ومنذ أيام، تتقدم «قوات الدعم السريع» في الأحياء الشمالية للمدينة، حيث وقعت الهجمات، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والإصابات وسط المدنيين والمقاتلين بين الطرفين المتقاتلين.

وأفادت مصادر محلية أخرى بأن «الدعم السريع» وسّعت من توغلها في الأيام الماضية في الأحياء الشرقية والجنوبية، بالإضافة إلى تقدمها في مناطق من «مخيم أبو شوك» للنازحين.

وأوضحت المصادر نفسها أن قوات الجيش «لا تزال تفرض سيطرتها على القطاع الغربي، وحي الدرجة الأولى، وتنتشر قواتها في مربعات سكنية بالمخيم».

وصمدت حامية الجيش السوداني في الفاشر أمام العشرات من الهجمات التي شنتها «الدعم السريع» بالقصف المدفعي ومحاولات التسلل المستمرة على مدار الأشهر الماضية. وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن الجيش شن في الأيام الماضية ضربات جوية مكثفة عبر المسيّرات لإيقاف الهجوم الواسع على المدينة والمنطقة العسكرية.

وتُعد الفاشر مركزاً استراتيجياً في شمال دارفور، وهي المنطقة الوحيدة في الإقليم التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يخوض معارك متواصلة منذ أكثر من عام لمنع سقوط المدينة الاستراتيجية في يد «قوات الدعم السريع»، التي تمكنت خلال الشهور الماضية من السيطرة على أحياء واسعة منها، وتشديد الحصار على مقر قيادة «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش.

شارك