تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 6 أكتوبر 2025.
الخليج: السيسي في ذكرى أكتوبر: الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا بسلام عادل وشامل
جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الاثنين، تأكيده أن الأمن والاستقرار المستدامين في المنطقة لن يتحققا إلا من خلال سلام عادل وشامل، يقوم على مرجعيات الشرعية الدولية، ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك في منشور له عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمناسبة احتفال مصر بذكرى نصر السادس من أكتوبر عام 1973.
وقال السيسي: «بينما تمر المنطقة اليوم بمرحلة تاريخية دقيقة وتشهد مساعي مكثفة لإحلال السلام، تؤكد مصر موقفها الثابت: إن الأمن والاستقرار المستدامين لن يتحققا إلا من خلال سلام عادل وشامل، يقوم على مرجعيات الشرعية الدولية، ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، ويفتح آفاقاً غير محدودة للتعايش السلمي والتعاون بين جميع شعوب المنطقة».
وتأتي تصريحات السيسي في وقت تحتضن مصر المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، والتي تقتضي وقف حرب غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن ضمن مرحلتها الأولى.
الجيش اللبناني ينسق مع «اليونيفيل» لوقف الاعتداءات الإسرائيلية
قالت مصادر مطلعة في بيروت إن الجيش اللبناني بدأ يكثف تنسيقه مع قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب، في ضوء التطورات الإيجابية باتجاه وقف الحرب في قطاع غزة. وفي وقت عمد فيه الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النار في بلدة الضهيرة باتجاه عدد من المدنيين في البلدة ترهيباً ولم يفد عن وقوع إصابات، أعلن الجيش اللبناني أن المطلوب فضل عبد الرحمن شمندر، المعروف بالمغني «فضل شاكر» سلّم نفسه إلى دورية من مديرية المخابرات عند مدخل مخيم عين الحلوة
وبعد يومين من مطالبة «اليونيفيل» الجيش الإسرائيلي بالتوقف فوراً عن شن أي هجمات ضد عناصرها أو بالقرب منهم، وكذلك ضد المدنيين والجنود اللبنانيين، زار قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، المقر العام ل «اليونيفيل» في الناقورة. وعقد لقاءً موسعاً تناول سبل التعاون والتنسيق بين «اليونيفيل» والجيش وتنفيذ القرار 1701.
وأعرب هيكل عن تقديره ل«قيادة اليونيفيل وعناصرها كافة، على ما يبذلونه من جهود وتضحيات للمساهمة في إرساء السلام»، لافتاً إلى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين الجيش واليونيفيل، ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما. كما زار قائد الجيش ثكنة بنوا بركات في صور، والتقى قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت وعدداً من الضباط والعسكريين.
وفي الأثناء، تعرضت أطراف بلدة كفرشوبا لإطلاق رصاص مصدره الموقع الإسرائيلي في رويسات العلم، فيما نظم تجمع أبناء البلدات الجنوبية الحدودية، وقفة احتجاجية، في ذكرى مرور سنتين على بدء الحرب والتهجير من بلداتهم، وذلك أمام مبنى سراي النبطية الحكومي تحت شعار، (سنتان على الحرب، سنتان على الوجع والمعاناة، سنتان وجرحنا ينزف وأبناؤنا يقتلون، وبيوتنا تُهدَم، ممنوعون من العودة، محرومون من التعويضات والإعمار).
على صعيد آخر، أصدر الجيش اللبناني، أمس الأحد، بياناً قال فيه إن الفنان فضل شاكر سلم نفسه لمخابرات الجيش على خلفية كونه مطلوباً في أحداث عبرا في عام 2013.
وقالت قيادة الجيش بمديرية التوجيه في بيان: بتاريخ 4 أكتوبر 2025، مساءً، نتيجة سلسلة اتصالات بين الجيش والجهات المعنية، سلم المطلوب فضل عبد الرحمن شمندر المعروف باسم فضل شاكر نفسه إلى دورية من مديرية المخابرات عند مدخل مخيم عين الحلوة - صيدا، وذلك على خلفية أحداث عبرا في عام 2013. بُوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان قد أفادت، مساء السبت، بأن الفنان فضل شاكر سلّم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
ونقل شهود عيان لوكالة رويترز أن شاكر توجّه سيراً على الأقدام من مخيم عين الحلوة إلى أحد حواجز الجيش قرب منطقة الحسبة في صيدا، مشيرين إلى أنه بدا مرتاحاً، وغير مضطرب، وكان يتحدث إلى مرافقيه بتفاؤل. وأضاف الشهود أن ثلاثة ضباط من الجيش اللبناني تسلّموه تمهيداً للبدء باستجوابه.
يُذكر أن فضل شاكر تحوّل من نجم غنائي إلى شخصية مثيرة للجدل، بعد اعتزاله الفن وانخراطه في أنشطة مسلحة، قبل أن يحاول لاحقاً العودة إلى الساحة الفنية.
السيسي يشيد بخطة ترامب لوقف النار في غزة ويحذر من فرض السلام بالقوة
أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الساعبة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار، محذراً في الوقت نفسه من فرض السلام بالقوة، ومن أن الأوضاع الإقليمية، لم تعد تحتمل التراخي.
وقال السيسي في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ 52 لحرب أكتوبر المجيدة: «الأوضاع الإقليمية، لم تعد تحتمل التراخي والظروف التي نعيشها، تتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات بل والتقدم إلى الأمام».
أثمان فادحة في حروب مصر وإسرائيل
وأكد السيسي أن مصر وإسرائيل خاضتا حروباً ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثماناً فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر لولا بصيرة الرئيس الراحل أنور السادات، والقيادات الإسرائيلية آنذاك، والوساطة الأمريكية، التي مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع.
وأضاف السيسي: «إن السلام؛ كي يكتب له البقاء لابد، وأن يشيّد على دعائم العدالة والإنصاف لا أن يفرض فرضاً، أو يملى إملاءً. فالتجربة المصرية في السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق، بل كانت تأسيساً لسلام عادل رسخ الاستقرار، وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم، إنها نموذج تاريخي يحتذى به في صناعة السلام الحقيقي».
تحقيق السلام بقيام الدولة الفلسطينية
وتابع الرئيس المصري:«نؤمن إيماناً راسخاً بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها».
وأضاف: «إن السلام الذي يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقاناً، أما السلام الذي يبنى على العدل، فهو الذي يثمر تطبيعاً حقيقياً، وتعايشاً مستداماً بين الشعوب».
إشادة بخطة ترامب في غزة
ووجه السيسي التحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته، التي تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار. وأضاف:«إن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة، وبدء مسار سلمي سياسي، يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، تعني أننا نسير في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ، وهو ما نصبو إليه جميعاً».
الحفاظ على منظومة السلام في المنطقة
وشدد السيسي على أن «المصالحة؛ لا المواجهة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن» مؤكداً أهمية الحفاظ على منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة، منذ سبعينات القرن الماضي، والتي شكلت إطاراً استراتيجياً، للاستقرار الإقليمي».
واعتبر السيسي أن توسيع «نطاق منظومة السلام لن يكون إلا بتعزيز ركائزها على أساس من العدل، وضمان حق شعوب المنطقة في الحياة والتعاون، بما ينهي الصراعات، ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار، في ربوع المنطقة».
السيسي يطمئن المصريين
وفي ختام كلمته، خاطب السيسي المصريين قائلاً: «أطمئنكم أن جيش مصر قائم على رسالته، في حماية بلده والحفاظ على حدودها ولا يهاب التحديات، جيش وطني من صلب هذا الشعب العظيم وأبنائه، يحملون أرواحهم على أكفهم ويقفون كالسد المنيع، أمام كل الصعاب والتهديدات».
البيان: بعد رد «حماس».. هل تتوقف الحرب في غزة؟
تعيش غزة بارقة أمل في انتهاء الحرب بعدما جاء رد حركة «حماس» بالموافقة الجزئية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصفها بـ«الفرصة الأخيرة» لوقف الحرب، والتي تقوم على وقف شامل لإطلاق النار، وإطلاق جميع الأسرى، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية تحت إشراف دولي.
رد إيجابي من «حماس» وترحيب أمريكي:
وتضمن رد الحركة الترحيب بالجهود الدولية والعربية والإسلامية وجهود الرئيس ترامب الداعية لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، ودخول المساعدات فوراً، ورفض احتلال القطاع أو تهجير سكانه، وكذا الموافقة على الإفراج عن جميع أسرى إسرائيل (أحياء وجثامين) وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، مع تأكيد الاستعداد للدخول فوراً في مفاوضات لمناقشة التفاصيل والإجراءات الميدانية اللازمة لعملية التبادل.
تعقيدات
سفير فلسطين السابق في القاهرة الدكتور بركات الفرا قال لـ«البيان»، إن فرص انتهاء الحرب بسرعة تتوقف على موافقة «حماس» غير المشروطة على خطة ترامب.
وأضاف: «قد لا يكون هناك وقف لإطلاق النار إذا لم توافق حماس على كل بنود الخطة.. الوضع غاية في التعقيد، الفلسطينيون يموتون ويجوعون ويعطشون ويشردون، وحماس معنية بحكم قطاع غزة، ولو على جثث أهل غزة»، على حد وصفه.
وتابع: «لعل وعسى أن تكون موافقة حماس بلا قيد ولا شرط، لكن في الحقيقة هناك انقسام بين قيادة الداخل العسكرية، والقيادة السياسية في الخارج.. وبالتالي ما زلت غير متفائل»، مردفاً: «إسرائيل ممكن أن تعطي ضمانات بالانسحاب التام من غزة، وبعد الحصول على أسراها تستأنف الحرب الإجرامية على غزة، فإسرائيل لا تؤتمن».
سيناريوهات
مدير مركز المتوسط للدراسات الإقليمية، الدكتور أحمد رفيق عوض، قدم بدوره قراءة واسعة للوضع المأزوم من خلال سيناريوهات عدة قائلاً: الفرص المتاحة حالياً لوقف الحرب في غزة يمكن النظر إليها عبر ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
السيناريو الأول: «يتمثل في التوصل إلى اتفاق تسوية بين إسرائيل وحماس يفضي إلى وقف الحرب بشروط متفق عليها. لكن حتى اللحظة، وبعد مرور عامين، لم يثبت أن هناك اتفاقاً واحداً بين الطرفين صمد؛ فكل مرة إما أن إسرائيل تنقض الاتفاق أو ترفضه، أو أن «حماس» تضع شروطاً إضافية تحول دون استمراره. ومن ثم فإن فكرة التسوية الثنائية تبدو غير واقعية في المرحلة الحالية».
السيناريو الثاني: نجاح فرض التسوية من خلال القوى العالمية والإقليمية.. وأخيراً السيناريو الثالث هو استسلام «حماس» وقبولها بالشروط المطروحة عليها كاملة، وهذا ما حدث بالفعل ولو جزئياً.
لكن الاستسلام يبقى الأمر برمته مرهوناً بتطورات المستقبل وما قد تفرضه من معادلات جديدة، ومدى التزام الطرفين ببنود الخطة.
وام: "حكماء المسلمين" يدين الاعتداءات على دور العبادة في المملكة المتحدة
أدان مجلس حكماء المسلمين بأشد العبارات، الاعتداءات الإجراميَّة التي شهدتها المملكة المتحدة والتي استهدفت مسجدًا في بيسهافن، بالقرب من مدينة برايتون على الساحل الجنوبي للبلاد بهجوم حارق متعمد، وكنيسًا يهوديًّا في مدينة مانشستر الإنجليزية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات.
وأكد المجلس في بيان أصدره اليوم رفضه القاطع لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تمثل انتهاكا صارخا لحرمة دُورِ العبادة، واعتداءً سافرًا على القيم الإنسانيَّة والمجتمعيَّة وتعاليم الأديان والشَّرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية التي تدعو إلى احترام الأديان وصون مقدساتها، مشيرًا إلى أنَّ استهداف دور العبادة يُعدُّ ضربًا من ضروب الإرهاب والتطرف، ويهدِّد السِّلم والاستقرار في المجتمعات.
وحذر مجلس حكماء المسلمين من تصاعد خطابات الكراهية والعنصريَّة والتطرف والإسلاموفوبيا، داعيًا إلى ضرورة تكاتف الجهود الدوليَّة لنشر قيم الحوار والتسامح والتَّعايش السلمي والأخوَّة الإنسانيَّة، وهو ما دعت إليه "وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة" التَّاريخية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والراحل البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة السابق، في أبوظبي عام 2019، من أجل بناء عالمٍ يسودُه السلام والتفاهم والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان والثقافات كافة.
الشرق الأوسط: بدء التحضيرات لمؤتمر «المصالحة الوطنية» في غرب ليبيا
انطلقت في مدينة الزنتان (غرب ليبيا)، الأحد، أعمال الاجتماع الثامن للجنة التحضيرية للمصالحة الوطنية، في إطار التحضير لـ«المؤتمر الجامع للمصالحة» في البلاد.
ورأى عضو مجلس النواب عبد السلام نصية، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية بحضور ممثلين عن البعثة الأممية، والاتحاد الأفريقي، والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية العاملة في ليبيا، أن الاجتماع يمثّل محطة مهمة في مسيرة البحث عن السلام، مشدداً على أن «المصالحة السياسية تُعد الأساس الحقيقي لترسيخ قيم التوافق الوطني، ومعالجة القضايا الخلافية الكبرى، وعلى رأسها ملف السلاح، ومنصب رئيس الدولة، والحكم المحلي، وتوزيع الدخل، وقضية المواطنة».
وأوضح نصية أن هذه الملفات «لا يمكن معالجتها إلا من خلال بناء الثقة، التي لا تُبنى بدورها إلا عبر حوار جاد وتنازلات حقيقية تفتح الطريق أمام توافق وطني شامل، ضمن مشروع وطني جامع لا يُقصي أحداً، ويمهد لانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة تُقبل نتائجها من الجميع، وتُفضي إلى قيام دولة المؤسسات والقانون، والتنمية، والعدالة، وتكافؤ الفرص، والانتماء».
وأكد نصية أن استضافة الزنتان لهذا الاجتماع، يؤكد قدرة ليبيا على تجاوز خلافاتها، وإمكانية عقد الحوار الليبي داخل الأراضي الليبية.
بدورها، أفادت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» في ليبيا بأن «أي تسوية سياسية أو مصالحة وطنية شاملة لن تكون مستدامة ما لم ترتكز على العدالة وحقوق الإنسان وحقوق الضحايا، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي عدّتها السبب الرئيسي لاستمرار الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين». ودعت المؤسسة إلى «وقف الاعتقالات والاحتجازات التعسفية والقتل خارج نطاق القانون والاختفاء القسري، والتصدي للهجمات الممنهجة على المجتمع المدني والصحافيين والمدافعين عن الحقوق»، مشددة على «ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وضمان وصول الضحايا إلى العدالة الوطنية والدولية».
من جهته، استبق محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة، تصويته المرتقب على تعيين رئيس جديد للمفوضية العليا للانتخابات، بدلاً من رئيسها الحالي عماد السايح، في جزء من التوافق مع مجلس النواب، بالتأكيد على أهمية إنجاز «المناصب السيادية»، وعد ذلك «خطوة أساسية بما يخدم مصلحة الوطن ويحقق التوافق الوطني المنشود». وأدرج تكالة اجتماعه مساء السبت بطرابلس، مع لجنتي مجلس النواب و«الدولة» المعنيتين بهذا الملف، في إطار «حرص ومتابعة رئاسة المجلسين على إنجاز هذا الملف للمضي في خريطة الطريق للحل السياسي في البلاد».
وسعى ممثلو المجلسين خلال اجتماعهم في طرابلس، إلى وضع اللمسات النهائية والاتفاق على الآليات الممكنة لإنهاء هذا الملف، بالإضافة إلى اجتماع سابق في مدينة بنغازي بشرق البلاد، لتسمية شاغلي المناصب السيادية وتوحيدها، في إطار خريطة الطريق للحل السياسي في البلاد.
ويأتي الاجتماع في وقت تشهد فيه البلاد حراكاً سياسياً مكثفاً لاستكمال إعادة تشكيل مجلس مفوضية الانتخابات قبل انقضاء المهلة المحددة، الثلاثاء المقبل، حيث من المقرر أن يصوت المجلس الأعلى للدولة على اختيار رئيس جديد للمفوضية من بين سبعة مرشحين، تمهيداً لإحالته إلى مجلس النواب لاعتماده.
في شأن آخر، قال خالد الدوسري سفير قطر لدى ليبيا، إنه بحث في طرابلس، الأحد، مع أولريكا ريتشاردسون، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، علاقات التعاون في مجالات الدعم الإنساني.
شد وجذب انتخابي في العراق مع ترقب مفاجأة «الحنانة»
في حين نأت وزارة الداخلية العراقية عن التدخُّل في حماية صور المرشحين التي لم تعد تكفيها الساحات والجزرات الوسطية، دخلت الحملة الانتخابية، وبعد انطلاقها رسمياً بثلاثة أيام، أعلى مراحل الشدّ والجذب و«تكسير العظام»، بحسب ما يراه المراقبون والمتابعون للشأن الانتخابي في البلاد.
وطبقاً لتوجيه صادر عن وزير الداخلية العراقي، الفريق عبد الأمير الشمري، فإنه «ليس لرجل الأمن دخل فيها، ولا يُسمح بوضع الصور قرب الدوريات والمراكز الأمنية، بحيث يجب أن تبتعد أقرب صورة مسافة نحو 200 متر عن أي رجل أمن».
ومع تكرار حوادث تمزيق صور المرشحين من قبل القوى المنافسة (التي بلغت ذروتها في اليوم الثالث من الحملة) أكدت الوزارة في بيان لها، أنها وجهت تحذيراً لمن يسيء إلى مبدأ الدعاية الانتخابية، مؤكدة أنها ستتعامل معهم وفق القانون، استناداً إلى ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع مصوّرة لأشخاص مجهولين قاموا بتمزيق صور المرشحين لانتخابات مجلس النواب العراقي أو الإساءة إليهم.
وبينما تبدو الجبهتان السنية والكردية هادئتين على مستوى الشد والجذب الانتخابي، أو حتى فيما يتعلق بالمؤتمرات والمهرجانات، فإن القوى السياسية الشيعية، وعلى مستوى قادة الصف الأول، نزلت بكل قوة إلى المعركة التي أطلق عليها زعيم «منظمة بدر»، هادي العامري، وصف «معركة وجود».
العامري، وفي كلمة له خلال مراسم انطلاق المؤتمر المركزي لقائمة «منظمة بدر» الانتخابية ومرشحي المحافظات، تحت شعار «نحو عراقٍ مقتدر»، اعتبر الانتخابات المقبلة المقررة الشهر المقبل «محطة مفصلية وحاسمة لمستقبل العراق والمنطقة بأسرها».
وفي الوقت نفسه، تنفست الكتل والقوى السياسية الشيعية الصعداء بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأسبوع الماضي، وقبل يوم من بدء الحملة الدعائية، مقاطعة الانتخابات بشكل كامل. لكن، ووفقاً للدعوة المفاجئة التي وجّهها الصدر إلى نواب وقياديي كتلته «التيار الوطني الشيعي»، خلال الدورات البرلمانية السابقة، واجتماعه بهم، أول من أمس (الجمعة)، في مقره بالحنانة في مدينة النجف، بات يتعين على القوى السياسية الشيعية، لا سيما قوى «الإطار التنسيقي»، انتظار ما جرى الإفصاح عنه بشكل غير رسمي، كأحد مخرجات الاجتماع، وهو «مفاجأة» لم يُكشف عنها بعد.
«معركة وجود»
وفي الوقت الذي يترقب فيه الجميع «مفاجأة الصدر»، اندفع قياديو الصف الأول في القوى الشيعية، مثل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم «منظمة بدر» هادي العامري، بقوة منذ اليوم الثاني لانطلاق الحملة الانتخابية لتثبيت مواقفهم والتعبير عن أهدافهم وبرامجهم، فضلاً عن مخاوفهم.
وأكد العامري في كلمته: «نحن اليوم في محطة مفصلية من مسيرة العراق السياسية، بعد سنواتٍ من التحديات»، مضيفاً أن «هذا الاستحقاق الانتخابي فرصة لإعادة تثبيت قوة الدولة وضمان سيادة العراق ووحدته». وعدَّ العامري الانتخابات البرلمانية لهذا العام بأنها «تختلف عن سابقاتها؛ كونها معركة وجودٍ حقيقية»، على حد وصفه.
وفي المقابل، اعتبر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أن عدم المشاركة في الانتخابات يُعد استجابة لما وصفه بـ«الشر»، فيما حذر ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي (والذي قرر عدم المشاركة في الانتخابات) من «تصاعد ظاهرة الدعاية الطائفية واستغلال المال السياسي وموارد الدولة في الحملات الانتخابية»، معتبراً أن هذه الممارسات تمثل «أبرز وأخطر التحديات» التي تواجه نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال المتحدث باسم العبادي، عقيل الرديني، في تصريح صحافي: «إن انطلاق الدعاية الانتخابية كشف عن وجود تفاوت كبير بين المرشحين؛ إذ لا توجد معايير موحدة أو إمكانيات متكافئة للجميع، فبعض الأحزاب تدعم مرشحيها بقوة المال والنفوذ، فيما يفتقر آخرون إلى أبسط وسائل الدعم، حتى بات استخدام المال السياسي والدعاية الطائفية يتم بشكل بشع وواضح في بعض الحملات».
وأضاف الرديني أن «هذه الأساليب الانتخابية لا تنسجم مع مبادئ الديمقراطية وتشكل خطراً على وحدة المجتمع والسلم الأهلي؛ ما يستدعي من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التصدي الحازم لأي خطاب طائفي أو تمييزي يستخدم في الدعاية الانتخابية».
«الشر» الانتخابي
من جهته، أكد زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الذي ينافس حلفاءه في «الإطار التنسيقي» ويعارض طموح رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني في الحصول على ولاية ثانية، خلال حفل انتخابي، أن «عدم المشاركة في الانتخابات يعني الاستجابة للشر».
وأضاف المالكي: «شعارنا أن يكون القانون فوق الجميع، واختيارنا لم يكن مجرد عنوان يُرفع في المناسبات، وإنما عقيدة نؤمن بها. فلا دولة بلا قانون، والعراق لا يمكن أن ينهض إلا على مؤسسات دستورية تحكمها الضوابط دون تمييز أو إقصاء».
ورأى المالكي أن «إجراء الانتخابات في موعدها، رغم الأوضاع والتوترات على الصعيدين العالمي والإقليمي، يبعث برسائل اطمئنان، ويعكس رصانة التجربة الديمقراطية ونجاح العملية السياسية، وتجاوز كثير من الأزمات والمشكلات التي واجهها العراق بعد سقوط النظام البعثي»، على حد قوله.
وبيّن المالكي، مع إقراره بوجود «إخفاقات في مؤسسات الدولة»، أنه يدعو إلى ما سماه «بناء الدولة وحصر السلاح بيدها وتقوية الأجهزة الأمنية».
هل يسعى إردوغان لولاية رئاسية جديدة؟
لا تزال الصور التي التقطت للرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع قادة الأحزاب السياسية، في غياب حزب «الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة، خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة، تثير نقاشات ساخنة في أروقة الأحزاب، وكذلك في الشارع التركي.
وتنشغل الأوساط السياسية والإعلامية بتحليل المغزى وراء لقاء إردوغان بقادة الأحزاب، في حفل أقامه رئيس البرلمان نعمان كورتولموش، الأربعاء الماضي، عقب الجلسة الافتتاحية التي تحدث فيها الرئيس. وشمل اللقاء رفاق إردوغان القدامى الذين انشقوا عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وانضموا إلى صفوف المعارضة، وتحديداً رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، رئيس حزب «المستقبل»، ونائب رئيس الوزراء الأسبق على باباجان، رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم».
كما أثار الحوار غير المسبوق بين إردوغان وقادة ونواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، جدلاً شديداً، وإن كان تم وضعه في إطار عملية السلام الداخلي في تركيا، ومناقشة حلِّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته.
البحث عن طريق للرئاسة
تتمحور التساؤلات حول ما إذا كان الهدف من هذا اللقاء هو زيادة الضغط على حزب «الشعب الجمهوري»، وإظهاره معزولاً، أم هو مقدمة لتشكيل تحالف جديد يضمن لإردوغان تمرير دستور جديد في البرلمان، أو ضمان إقراره حال اضطر للجوء إلى الاستفتاء الشعبي عليه، أو ضمان أغلبية 360 نائباً من أصل 600 للدعوة إلى انتخابات مبكرة، من أجل فتح الطريق أمامه للترشح مجدداً لرئاسة البلاد، دون مشاركة «الشعب الجمهوري».
ولا يسمح الدستور الحالي إلا بفترتين رئاسيتين، تستمر كل منهما 5 سنوات. وبينما يقضي إردوغان بالفعل ولايته الثالثة حالياً، فإنه جادل بأن ولايته الأولى جاءت قبل انتقال تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي. وتطلَّب هذا الانتقال في نظام الحكم إجراء استفتاء دستوري عام 2017، منح إردوغان صلاحيات واسعة، ولكنه ما زال يُقصِر عدد الولايات الرئاسية على فترتين فقط.
ويستند الجدل حول لقاء إردوغان بقادة من المعارضة، الأسبوع الماضي، إلى قضية أهلية ترشحه للرئاسة مرة أخرى، والتي قد تتطلب إما تصويت البرلمان على إجراء انتخابات مبكرة بأغلبية 360 صوتاً على الأقل، وإما أن يتم إجراء تعديل دستوري أو وضع دستور جديد.
وفي ظل حقيقة أن المقاعد البرلمانية لـ«تحالف الشعب» (حزبا «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية») غير كافية، فإن هناك حاجة إلى أصوات أحزاب من المعارضة -على الأقل- للدعوة إلى انتخابات مبكرة أو طرح الدستور للاستفتاء.
ويصف مسؤولون في حزب «العدالة والتنمية» ظهور رئيسه، إردوغان، مع قادة الأحزاب، بأنه «صورة لعصر جديد في السياسة»، وتوجيه رسالة بشأن تعزيز الجبهة الداخلية في تركيا.
وحسب تقييم آخر داخل الحزب، تُشير خطوة إردوغان إلى البحث عن تحالفات جديدة تهدف إلى حل مشكلة انتخاب الرئيس، وقاعدة الفوز بـ«50 في المائة + 1»، وأنه بهذه الطريقة قد يفتح الباب أمام عودة داود أوغلو الذي أُجبر على الاستقالة من رئاسة الحزب كما أكد بنفسه، وباباجان الذي ترك الحزب بطريقة أكثر سلاسة.
انتخابات مبكرة
وذهب الصحافي مراد يتكين إلى أن نشر الرئاسة التركية صور إردوغان وهو يصافح باباجان وداود أوغلو وجلوسهما عن يساره، بينما جلس الرئيسان المشاركان لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تونجر باكيرهان وتولاي حاتم أوغلاري، عن يمينه، يُعيد إلى الأذهان سيناريو آخر، تحدث عنه كبير المستشارين القانونيين لإردوغان، محمد أوتشوم.
وكان أوتشوم قد ذكر -منذ أشهر- أن حزب «العدالة والتنمية» لن يحتاج إلى وضع دستور جديد للبلاد، أو إجراء تعديل للدستور لإعادة ترشيح إردوغان للرئاسة، وهو ما اعتُبر إشارة إلى الدعوة لانتخابات مبكرة بتأييد 360 نائباً بالبرلمان. ويملك حزبا «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» (تحالف الشعب) 319 مقعداً، ويحتاجان إلى دعم من أحزاب أخرى.
وقال يتكين إن إردوغان حاول من خلال هذه الصور إعطاء انطباع بوجود «جبهة موحدة ضد حزب (الشعب الجمهوري)».
مواقف ثابتة للأحزاب
أما الأحزاب التي ظهر قادتها في الصور مع إردوغان، فتباينت مواقفها في تبرير الأمر، ولكنها أجمعت على أن هذه الصور لا تعني أن هناك اتجاهاً للتحالف مع إردوغان أو التخلي عن معارضته، وأن تناول الشاي معه في افتتاح البرلمان، لا يعني بالضرورة ترك معارضته.
وبدوره، انتقد رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، التأويلات التي ذهب إليها بعض كتاب المقالات، وكذلك الحديث المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه الصور، قائلاً إن ما حدث «أمر طبيعي»، وإنه «تواصل مع قادة الأحزاب المشاركين في اللقاء بعد انعقاده»، وأن العلاقة بينهم «لم تتأثر».
وأكد أوزيل، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية ليل السبت- الأحد، أن قرار مقاطعة حزبه افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان كان صائباً، بسبب ما يتعرض له الحزب من حملات، اتهم إردوغان بالوقوف وراءها، وأن مشاركة حزبه في استقبال إردوغان واللقاء به كان سيصبح إهانة للناخبين.
ورداً على الانتقادات الموجهة إليه بشأن قرار مقاطعة افتتاح البرلمان، لجهة أنه تصرف غير ديمقراطي، قال أوزيل إن حزبه «لم يقاطع البرلمان، وإنما قاطع إردوغان».
«الدعم السريع» تشن أوسع هجوم على الأبيّض غرب السودان
شنّت «قوات الدعم السريع» غارات بطائرات مسيَّرة استهدفت مواقع عسكرية وبنى تحتية في الأُبيّض، أكبر مدن إقليم كردفان الاستراتيجي في غرب السودان، فيما تواصلت المعارك بوتيرة أعنف بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في مناطق متفرقة من الإقليم.
وبحسب سكان، فإن «الدعم السريع» شنّت أوسع هجوم على منشآت في المدينة، وصفوه بـ«الأول من نوعه منذ انتقال الحرب إلى إقليم كردفان قبل أشهر».
وأظهرت مقاطع فيديو، نشرها نشطاء محليون على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات الهجمات بالمسيَّرات على ارتفاع منخفض، ومحاولات الدفاعات الأرضية التابعة للجيش اعتراضها. كما أظهرت المقاطع المصورة تصاعد الدخان الكثيف واشتعال الحرائق في المواقع التي طالتها ضربات المسيَّرات داخل المدينة.