نظام سياسي اقتصادي اجتماعي، جوهره المناداة بالملكية العامة لمصادر الثروة ووسائل الإنتاج، وطموحه النظري الأسمى أن يعمل الفرد بقدر طاقته، وينال بحسب احتياجاته.
على الرغم من قدم الفكرة الشيوعية وظهورها في عصور مختلفة، فإن الصياغة العصرية المتماسكة لها تقترن بجهود كارل ماركس وفردريك إنجلز، اللذين يريان التاريخ صراعًا مستمرًا بين الطبقات الاجتماعية، ويذهبان إلى أن العنصر الفاعل فيه هو استغلال من يملكون لقوة عمل من لا يملكون. بالوصول إلى محطة الرأسمالية في التاريخ البشري، فإن المرحلة التالية عندهما هي بناء المجتمع الاشتراكي، الذي يمهد بدوره لقيام الشيوعية، بعد القضاء على الطبقات والتخلص من فكرة الاستغلال.
بظهور الزعيم الروسي فلاديمير لينين، قائد الثورة الشيوعية الروسية، انتقلت الأفكار النظرية إلى حيز التنفيذ، وانتشرت الأحزاب الشيوعية التي تنتهج مبادئ الماركسية اللينينية، حيث المزج بين التنظير الماركسي والتنظيم اللينيني.
في إطار الانتساب العام إلى الشيوعية، تتنوع الاجتهادات وتتباين الرؤى، فالاختلاف ملموس بين اللينينية والستالينية والتروتسكية والماوية والتيتوية، نسبة إلى لينين وستالين وتروتسكي وماوتسي تونج وتيتو، على الترتيب.
وقد حققت الحركة الشيوعية نجاحًا ملموسًا أفضى إلى سيطرة الأحزاب الشيوعية على كثير من الدول في أوربا الشرقية والصين وكوبا وكوريا وفيتنام، لكن بانهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991، بدأ انهيار النظرية وتطبيقاتها، والدول القليلة التي تحكمها الأحزاب الشيوعية الآن، وفي طليعتها الصين، تتبنى في أرض الواقع سياسة رأسمالية على الصعيد الاقتصادي، ولا تحتفظ من الشيوعية إلا بجانب من إطارها السياسي الذي يرفض التعددية.