من هنا نبدأ التجديد

الخميس 13/أغسطس/2015 - 06:38 م
طباعة
 
الكثير من الناس لا يفهم المعنى المقصود بمقولة «تجديد الخطاب الدينى» فهل هى عنوان بلا مضمون؟ و لو كان له مضمون فما هو ومن أين يبدأ التجديد؟
لأن البدايات الصحيحة تنتهى نهايات صحيحة والبدايات الخاطئة تنتهى نهايات خاطئة، وقد نشرت جريدة «البوابة» فى عددها ٢٢٢ تحت عنوان أساتذة الأزهر يقولون إن نسبة ٢٨٪ نسبة نجاح كبيرة على طلبة الأزهر وأرجعوا نسبة النجاح هذا العام إلى عدة أمور أهمها منع الغش صدق أولا أو لا تصدق.. طلبة الأزهر غشاشون! هنا كارثة الكوارث فما هو عمل خريج الأزهر بعد التخرج إما إمام مسجد وداعية، وإما مدرس فهل يتولى هذه الوظائف المهمة والتى تشكل فكر الأجيال الصاعدة وتتعامل مع عقول بريئة خاوية من الثقافة والمعرفة، هؤلاء الغشاشون وأى قيمة خلقية أو دينية يحملها الطلبة الغشاشون، إذا كان ذلك لا يثير الاستنكار فى التعليم المدنى، فلا بد أن يثير الاستنكار فى التعليم الأزهرى وعلى حد قول الدكتور كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر طلبة الأزهر «يحملون الخراب الدينى لمصر» ويكمل قائلًا: لا يوجد جيل قادم لحمل الخطاب الدينى ولو مات العلماء الحاليون، فإن الأزهر حيروح فى داهية ويزيد الطين بلة ويقول أنا شخصيًا اشتغلت فى معاهد أزهرية، وكانت بعض النتائج لم ينجح أحد لماذا؟ لأن الطلبة يدخلون هذه المعاهد على غير رغباتهم الحقيقية، فكثير من الآباء المتطرفين الذين يرون أن التعليم المدنى حرام يدخلون أطفالهم هذه المعاهد من الصغر، ومن أسباب هذا الانهيار هذا التوسع المهول فى إنشاء المعاهد الأزهرية بكل مراحل التعليم ابتدائى ـ إعدادى ـ ثانوى ـ جامعى.
هذا التوسع الأفقى أدي إلى انتشار المعاهد الأزهرية فى كل بقعة فى مصر لم يقابله توسع رأسى فى أعداد الكوادر الإدارية والتعليمية التى تستطيع أن تستوعب هذه الأعداد وأى مشروع ليس له إدارة قديرة وواعية ومدركة للعمل الذى نقوم به، فإنها سوف تنهار مهما كانت الإمكانيات المادية المتاحة لها، لأن الإدارة السيئة سوف تهدر هذه الإمكانيات والإدارة الناجحة تنجح بأقل الإمكانيات، وكان الأزهر فى أقوى فترات زمانه ولم يكن له ميزانية تذكر وبنى مجده بأيدى مشايخ عظام جعلوا الأزهر قبلة المسلمين التعليمية فى جميع أنحاء العالم بدون أى إمكانيات تذكر إذا قورنت بميزانية الأزهر، من الذى أنتج عبد الحليم محمود ومحمد عبده والشعراوى وآلافًا من قادة الفكر الدينى العظام من كان ينفق على هؤلاء؟ اقرأوا السيرة الذاتية لكى تروا كيف كان يعانى طالب الأزهر ومع ذلك أخرج لنا علماء أفذاذا من المشايخ والعلماء رحمهم الله، هذا الانتشار فى المعاهد الأزهرية بدون ضابط و لا رابط و لا أى معيار يدخل على أساسه طالب الأزهر دفع أعدادا كبيرة من المتطرفين دينيًا الذين يرون أن التعليم المدنى حرام وهو نفس فكر جماعات داعش والقاعدة والقطبيين «وبوكو حرام» النيجيرية وهى تعنى «التعليم الحرام» دفعوا هؤلاء إلى إدخال أبنائهم المدارس الأزهرية ونقل الفكر المتطرف والتكفيرى إلى مؤسسة الأزهر وهم يرون أن الغش حلال لأن الدولة كافرة ويجب السيطرة على مؤسسات الدولة بأى وسيلة ويكفى أن أنقل للقارئ شهادة خلف الزناتى نقيب المحامين العرب ونقيب المعلمين المصريين أن الإخوان نهبوا ٢٠٪ مما تبقى من صندوق النقابة الذى يصرف منه المعاشات بعد نهب من قبلهم وهو محمد كمال سليمان الـ٨٠٪ ويجرى التحقيق فى النيابة مع نجله والإخوان يغطون ٢٠٪ من مصاريف العلاج للمدرسين بينما المدرس الإخوانى تتم تغطية علاجه بنسبة ١٠٠٪ وقال إن الإخوان استأجروا شقة فى شارع طلعت حرب واستماتوا للاستيلاء على صندوق النقابة لأن به ٢ مليار و٧٠٠ مليون جنيه وتكلم عن غزو الإخوان للمؤسسة التعليمية وانتشار المدرسين الإخوان فى جميع المجالات جاء ذلك فى حوار له مع جريدة «الموجز» العدد ٤٦٦ ونحن فقط نشير إلى بعض النماذج من اختراق المؤسسات من عناصر لا دين لها ولا وطن لها وتتعبد حسب زعمهم الضال بالعمل على انهيار الدولة الكافرة بأى وسيلة، ولا يردعهم رادع عن ذلك فمن أراد الإصلاح، فعليه أن يبدأ بإصلاح المؤسسات التى تقود عملية الإصلاح هذا هو الطريق الصحيح، ولا يغرنك من يخرج علينا ليقول إنها نسبة ضعيفة غير مؤثرة فهذا كلام يتعامى عن الحقيقة التى نراها بأم أعيننا والتى سقنا لها الأدلة من الشهود العاملين كما يقال «وشهد شاهد من أهلها» والأدلة كثيرة لا يستوعبها مقال بسيط مثل هذا ونحن الآن نحصد نتائجها من مساوئ هذا التعليم هو الحشو الرهيب لطلبة الابتدائية، هؤلاء الأطفال الصغار الذين خلقوا للعب واللهو فى هذه السن ولم يكلفهم الشارع الحكيم بأى تكاليف شرعية، فنرى الأطفال يكرهون المدارس الدينية لعدم قدرتهم على الحفظ المطلوب منهم وغباء المعلمين الذين يحلون المشكلة بضرب الطفل، اسألوا أولياء الأمور وربما يكون هناك عدد قليل فلتة، فلا معول على القلة ولكن الأكثرية من الأطفال تكره التعليم الدينى بهذه الطريقة الغبية ومعظمهم عندما يكبر يكون بينه وبين الدين كراهية، وبعض الأطفال يحبون المدرسة التى بها ألعاب وملاهٍ، لأن هذا ما يناسب فطرتهم فى هذه المرحلة العمرية وبعض المدرسين يطرحون على هؤلاء الأطفال قضايا لا يجوز أن تطرح عليهم عندما تقف المدرسة وتقول للأطفال اللى بيعمل حاجة غلط ربنا بيشوفه ويزعل منه ويروح النار...إلخ. وقد سألنى بعض الأطفال هو ربنا بيشوفنا إزاى وقضايا كثيرة يطرحها هؤلاء الجهلة على عقول بريئة لا يكلفها الله شيئا من الشرع، فلا بد من وضع برامج علمية لهذه المدارس تتناسب مع هذه العقول البريئة ولا بد من تأهيل المعلمين فى جميع مراحل التعليم ولا بد من التقليل من هذا الانتشار المضر للتعليم الدينى الذى يخرج لنا جهلة يضرون بالدين أكثر مما ينفعون، ومتطرفين يستغلون هذه المعاهد للوصول إلى غايتهم فى التغلغل من خلال مؤسسات الدولة إلى عقول الناس ونشر أفكارهم المضللة التكفيرية، والتى نعانى منها الآن وقد أخبرنى الكثيرون من العاملين بالأزهر بأن بعض الطلبة يلجأ لتمزيق المصحف للحصول على السور المطلوبة، وربما يدخلون الحمام للاطلاع عليها خلسة ولو راجعنا عدد المقبوض عليهم فى قضايا الإرهاب والشغب لوجدنا أن الأزهر له باع كبير فى ذلك، فلا بد أن نبدأ عملية الإصلاح من هذه المؤسسات الدينية. كما يجب تطهير الفساد فى وزارة الأوقاف هذا المرتع العام وأنا أطالب المناضل «محمد مختار جمعة» وزير الأوقاف بأن يعلن على الملأ عدد الموظفين بوزارة الأوقاف الذين يقضون عقوبة السجن الآن بسبب الفساد وسرقة أراضى الأوقاف وبعض الآثار من المساجد الأثرية، وعليه بمحاربة هذا الفساد وطرد الخطباء الذين ينتمون للجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، ويعمل فضيلته على تأهيل الأئمة والخطباء الوطنيين، الذين يخشون ربهم بالغيب ولا يعملون لحساب جماعات عميلة خائنة لله وللوطن تأهيلا عمليا وفكريا راقيا ويسعى جاهدا وفقه الله على تحسين الحالة المادية لهم، إن التجديد هو مشروع قومى عميق وضخم وشاق ولكنه ليس مستحيلًا ولكن علينا أن نبدأ بإصلاح المؤسسات التى سوف تقود عملية الإصلاح والتجديد لتكون البدايات صحيحة.

 

شارك