مخاوف من "أسلمة أوربا" واستعدادات فرنسية وبريطانية للمواجهة

الأربعاء 23/يوليو/2014 - 11:02 م
طباعة مخاوف من أسلمة أوربا
 
مع الخوف المتزايد داخل أوروبا من خطر ما يسمونه " أسلمة أوروبا" أو تسرب الفكر المتشدد، خاصة ًبعد التمزق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط بسبب الجماعات الإرهابية والتي لاقت تعاطفًا من داخل عناصر في أوروبا. 
وصل هذا الخوف الى أن "فيليب دي فيلرز" السياسي الفرنسي وأحد المرشحين للرئاسة عام 2007، الذي جاء في المركز السادس، والمشهور بمعاداته للإسلام - أشار في إحدى اللقاءات التي عُقدت معه إلى سبب اهتمامه بالتصدي للإسلام، وهو أنه في خلال الفترة القادمة ستشهد "فرنسا" تحويل الكنائس إلى مساجد إثر انتشار الإسلام، كما هي الرؤية التي صرح بها نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق،  في لقاء دار بينهما في "قصر الإليزيه"، حيث أشار "ساركوزي" إلى سير أوروبا نحو الإسلام، وهذا لن يكون بين عشية وضحاها، ولكن مع الوقت.

مدارس إسلامية

المجلس الاسلامي الأوروبي
المجلس الاسلامي الأوروبي
وقد توصل تحقيق أجرته الحكومة البريطانية إلى أدلة  تشير إلى وجود محاولات منسقة لأسلمة عدد من المدارس الحكومية في مدينة برمنغهام من قبل الأجهزة الإدارية لتلك المدارس.
وأظهر التحقيق في مزاعم بوجود "مخطط" إسلامي متطرف في المدارس الحكومية، أن أشخاصًا متنفذين دعموا جهودًا لترسيخ الإسلام "المتشدد" في تلك المدارس، أو أنهم لم يقفوا في وجه مثل هذه الجهود.
الا ان التقرير قال ان التحقيق لم يبحث عن ولم يجد ادلة على وجود تشدد عنيف او ارهاب او تطرف في المدارس في برمنغهام التي تعتبر ثاني اكبر مدينة بريطانية.
وقالت وزيرة التعليم البريطانية نيكي مورغان أمام البرلمان، إن التقرير الذي أعده رئيس شرطة مكافحة الإرهاب بيتر كلارك "يثير الانزعاج"، وأعلنت عن إجراءات لتشديد الرقابة على الجهات التي تدير المدارس.
وجاء في تقرير كلارك أن التحقيق أظهر وجود "عمل منسق ومتعمد ومستمر من قبل عدد من الافراد لفرض مبادئ اسلامية غير متسامحة ومتشددة في عدد قليل من مدارس برمنغهام".
ديفيد كاميرون
ديفيد كاميرون
وأضاف أن ذلك تحقق من خلال "اكتساب النفوذ في عدد من الاجهزة الادارية، وتعيين مدراء أو مدرسين متعاطفين مع هذه الجهود، وتعيين أشخاص من نفس العقلية في مناصب بارزة والسعي لطرد المدراء الذين لا يشعر هؤلاء الأفراد أنهم يطيعونهم بالشكل الكافي".
وأضاف التقرير أن الهدف من ذلك كان فرض "المذهب والممارسات المتشددة المسيسة للإسلام السني".
وتم فتح التحقيق بعد رسالة أُرسلت إلى السلطات المحلية في نوفمبر تتحدث عن مؤامرة مزعومة للسيطرة على المدارس.
واثار ذلك الجدل المستمر في بريطانيا حول التعدد الثقافي في البلاد، كما جدد المخاوف من احتمال جذب الشباب الى التطرف الإسلامي، وسط تدفق مئات البريطانيين على سوريا للقتال الى جانب جماعات إسلامية متشددة.
ونفى عدد من وجهاء المجتمع في برمنغهام، التي تعيش فيها اكبر جالية مسلمة في بريطانيا، صحة تلك المزاعم وقالوا ان مصدرها الخوف من الاسلام.
إلا أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون رد بدعوة إلى المدارس لتعليم "القيم البريطانية" وقال إن التسامح مع العديد من الأديان والثقافات في بريطانيا تجاوز حدوده بالسماح للتطرف بالازدهار.
المسلمين في بريطانيا
المسلمين في بريطانيا
وعقب تسرب الرسالة التي أُطلق عليها اسم "حصان طروادة" إلى الإعلام في وقت سابق من هذا العام، أمر الوزراء بإجراء تحقيق طارئ في 21 مدرسة في برمنغهام التي يشكل المسلمون 22% من سكانها.
ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا 2,7 مليون نسمة، اي ما يعادل 4,8% من عدد السكان، وأكدت نتائج هذه التحقيقات والعديد من التحقيقات الاخرى وجود مخطط ديني رغم عدم وجود دليل على التطرف العنيف.
والأسبوع الماضي استقال ثلاثة من أعضاء مجلس أمناء بارك فيو التعليمي الذي يدير ثلاث مدارس في صلب المزاعم، غير أنهم أكدوا عدم ارتكابهم أي خطأ.
وهناك بعض المخاوف المتزايدة التي جعلت البعض يضخم من حجم التغلغل الإسلامي في أوروبا، والذي جعلها تمر بتغيرات اجتماعية على حد وصفهم، قائلين إن هناك فئة من الإسلاميين هي التي حاولت ومازالت تحاول إحداث هذا التغيير، تغيير أوروبا ليصبح الإسلام ليس من الأديان ذات التأثير، ولكن من الأديان الرئيسية في القارة ذات الثقل السياسي والأيديولوجي، و هذا لا يحدث فقط من خلال التزايد العددي و لكنه أيضا من خلال التغلغل إلى المؤسسات المدنية و الاجتماعية الأوروبية .

المخطط الإسلامي لغزو أوروبا:

نيكولا ساىكوزي
نيكولا ساىكوزي
وقد علا صوت أن هناك مخططًا إسلاميًا لغزو أوروبا، وأن هذا المخطط موجود منذ عقود، ويستندون في ذلك على الكتاب الذي نشره المجلس الاسلامي الأوروبي "Islamic Council of Europe" عام 1980 عن المجتمعات المسلمة في الدول الغير اسلامية، و الذي قال فيه إن المسلمون كأقلية يواجهون الكثير من المشاكل الدينية، لتعارض الحياة الإسلامية والشريعة الإسلامية، والتي تفترض الهيمنة الإسلامية على المجتمع، مع المجتمع المدني في الدول الغربية، و لهذا ينصح الكتاب المسلمين بتكوين مجتمعات متركزة لها مراكزها الدينية والفقهية، مع تجنب الذوبان في المجتمعات الأوروبية، ومع الاحتفاظ بقليل من الاختلاط مع غير المسلمين لصالح الدعوة الاسلامية، وينادي الكتاب بوجوب هذا على كل مسلم مؤمن، كل هذا من أجل الهدف الأساسي، وهو تحول المسلمين إلى أغلبية في هذه المجتمعات و فرض الشريعة الاسلامية، والخلاف الوحيد هو كيفية التنفيذ لهذا المخطط بين المنادين بالتدرج البطيء أو التحول السريع، أو حتى استعمال العنف.
و هذا الرأي يرى أن المسلمين في أوروبا يحاولون تنفيذ هذا المخطط عن طريق التركز في تجمعات أشبه بالجيتو، و يرفضون الاختلاط بالمجتمع الأكبر، في الوقت الذي تتدفق فيه أموال السعودية لتنشئ المساجد الفخمة وتملؤها بأئمة الدعوة من الدول الاسلامية، وعلى سبيل المثال في مدينة مالمو "Malmo" ثالث أكبر مدينة في السويد، تنتشر العصابات الإسلامية المسلحة، والكثير من ساكني المدينة من المسلمين لا يعرفون التكلم بالسويدية على الرغم من وجودهم أكثر من 20 عاما في البلاد، أما الدنمارك فشهدت حديثا أول مدرسة كل طلابها من المسلمين، و في بريطانيا يتركز المسلمون في ثلاث مناطق : الشمال الغربي و الوسط و لندن (المسماة حاليا لندنستان)، وفي بعض هذه المناطق يستهدفون المسيحيين، و يهاجمون الكنائس و رعاة الكنائس من أجل تطهير هذه المناطق من الوجود الغير اسلامي، وأن اللحوم الحلال صارت توزع داخل بريطانيا ضمن طعام السجون، والمستشفيات والمدارس، والحجاب الإسلامي مسموح به في المدارس البريطانية، وقد نجح بعض المسلمين في منطقة "Tower Hamlets"  بلندن، في تغيير بعض أسماء الشوارع بما يناسب الذوق الإسلامي.

شارك