المخطِّط لعمليات 11 سبتمبر "رمزي بن الشيبة"

الأربعاء 01/مايو/2024 - 09:15 ص
طباعة المخطِّط لعمليات
 
أحداث 11 سبتمبر 2001  مجموعة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001. تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
حسب الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية، يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 نفذ 19 شخصا على صلة بـتنظيم القاعدة هجمات باستعمال طائرات مدنية مختطفة. وأنقسم منفذوا العملية إلى أربعة مجاميع ضمت كل مجموعة شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية. وتم تنفيذ الهجوم عن طريق اختطاف طائرات نقل مدني تجارية، ومن ثم توجيهها لتصطدم بأهداف محددة. وتمت أول هجمة حوالي الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي. وبعدها بربع ساعة في حوالي الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي. وبعد ما يزيد على نصف الساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون. بينما الطائرة الرابعة كان من المفترض بها أن تصطدم بهدف رابع، لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف.
حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب هذه الأحداث، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات لحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين هناك أيضا.
وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث، أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجمة على أي دولة عضو في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول التسع عشرة الأعضاء. وكان لهول العملية أثر على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة ونسي الحزبان الرئيسيان في الكونغرس ومجلس الشيوخ خلافاتهما الداخلية. أما في الدول العربية والإسلامية، فقد كان هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان اما غير مبالي أو على قناعة بأن الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض «بالتدخل الأمريكي في شئون العالم».
بعد ساعات من أحداث 11 سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن. ويذكر أن القوات الأمريكية ادعت أنها عثرت في ما بعد على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001، يظهر فيه أسامة بن لادن وهو يتحدث إلى خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية. وقد قوبل هذا الشريط بموجة من الشكوك بشأن مدى صحته. ولكن بن لادن -في عام 2004 م- وفي تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الأمريكية في 29 أكتوبر 2004، أعلن مسئولية تنظيم القاعدة عن الهجوم. وتبعا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن محمد عطا (واسمه الكامل محمد عطا السيد) هو الشخص المسئول عن ارتطام الطائرة الأولى بمبنى مركز برج التجارة العالمي، كما أعتبر محمد عطا المخطط الرئيسي للعمليات الأخرى التي حدثت ضمن ما أصبح يعرف بأحداث 11 سبتمبر.

رمزي بن الشيبة

رمزي بن الشيبة
أما رمزي بن الشيبة الذي ولد في 1 مايو 1972 فهو يمني محتجز لدى الولايات المتحدة ومعتقل كمقاتل عدو في خليج جوانتانامو في كوبا. وهو متهم بأنه "المسهل الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر" في عام 2001 في الولايات المتحدة. في منتصف التسعينيات.. انتقل بن الشيبة كطالب إلى هامبورغ في ألمانيا، ويزعم أنه شكل حيث خلية هامبورغ مع محمد عطا وزياد جراح ومروان الشحي لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر.
كان بن الشيبة واحد من أربعة فشلوا في الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة، وهو متهم بالعمل كوسيط للخاطفين في الولايات المتحدة، من خلال تقديم المال وتمرير المعلومات إلى الشخصيات الرئيسية لتنظيم القاعدة. بعد الهجمات، كان بن الشيبة أول من كُشف عن هويته علنا من قبل الولايات المتحدة.
تم إلقاء القبض عليه في 11 سبتمبر 2002، في كراتشي، باكستان. واحتجز من قبل وكالة الاستخبارات المركزية في المواقع السوداء في المغرب قبل نقله إلى غوانتانامو في سبتمبر 2006. اتهم أخيرا في عام 2008 أمام لجنة عسكرية.

البدايات

البدايات
أما بداية ابن الشيبة، فكانت في ألمانيا التي وصل إليها في عام 1995م وادعى أنه من أصول سودانية وطلب حق اللجوء السياسي وادعى أن السلطات السودانية سجنته عندما شارك في مظاهرة طلابية في الخرطوم, ولم تنجح تلك الحيلة مع السلطات الألمانية التي قررت إبعاده عن أراضيها في ديسمبر عام 1997م ولكن ابن الشيبة حينها كان قد حصل على تأشيرة للإقامة في ألمانيا ولكن ظروف حصوله على تلك التأشيرة لاتزال غير معروفة, وبعدها بوقت قصير انخرط في خلية هامبورج وكانت علاقته بمحمد عطا, العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر قوية وهي التي أهلته ليكون ضمن المجموعة المنتقاة لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر على الرغم من أنه لم يكن الشخصية المثالية التي يبحث عنها المجند الأساسي محمد حيدر الزمار (مواطن ألماني من أصل سوري), وقد سافر ابن الشيبة إلى أفغانستان وأمضى فترة شهرين وهو يتدرب في المعسكرات التابعة للقاعدة هناك وحصل على ثقة مدربيه الذين وصفوه بأنه “محل للثقة”.
غير أنه فشل في دخول الولايات المتحدة الأمريكية فلم يتمكن ابن الشبية من الحصول على تأشيرة دخول للأراضي الأمريكية على الرغم من تقدمه أربع مرات متتالية وكان قد حضر قبلها لقاء تم في ماليزيا قبل 18 شهراً من أحداث 11 سبتمبر وظهرت صورته أثناء اللقاء في شريط فيديو صورته السلطات الماليزية سراً بناء على طلب من السلطات الأمريكية, وتقرر في هذا اللقاء أن يشارك ابن الشيبة شخصياً في الهجوم كقائد لإحدى الطائرات, ولكن عدم حصوله على التأشيرة أجهض حلمه الذي كان يتمناه. بعد ذلك, شارك ابن الشيبة محمد عطا وغيره في لقاء آخر تم قبل حوالي شهرين من أحداث 11 سبتمبر في إسبانيا لوضع اللمسات الأخيرة للمخطط وإنهاء الصفقة المالية مع زكريا موسوي (فرنسي من أصل مغربي) الذي يعتقد أنه حل محل ابن الشيبة بعد فشله في دخول الأراضي الأمريكية.
وقد وصل ابن الشيبة إلى الأراضي الإسبانية في 9 يوليو عام 2001م واستقبله رفيقه القديم محمد عطا وأخذه بسيارته إلى منطقة مكتظة بالسياح تبعد 300 ميل عن العاصمة مدريد بعد ليلة واحدة من وصول ابن الشيبة إلى مدريد. وقضى ابن الشيبة ليلة في مدريد بصحبة شخص آخر لا يعرف وتشير التقارير الأمريكية أن موظفة أحد الفنادق رفضت تأجير ابن الشيبة غرفة بحجة أنه لا يوجد غرفة شاغرة على الرغم من أنه كان يوجد غرف شاغرة حينها, وعللت الموظفة لاحقاً تصرفها بأنها لم ترتح لشكله وتحججت بعدم وجود مكان شاغر, وعندها ذهب ابن الشيبة ومرافقه إلى فندق آخر وتعاطف معهما الموظف واتصل بنفسه بفندق آخر لعدم وجود غرف لديه وأرسلهما لنفس الفندق الذي قدما منه واستقبلتهما الموظفة نفسها وفسرت موقفها الأول بأنه حصل إلغاء لأحد الحجوزات, ونام ابن الشيبة ومرافقه ليلتهما قبل أن ينطلقا في الصباح الباكر مع محمد عطا إلى مكان الاجتماع الذي استمر حوالي 4 أيام في منزل أمن في منطقة ترجونة حيث اختفوا في هذه المنطقة المكتظة بالسياح ولم يظهر عطا إلا في 13 يوليو عندما اشترى تذكرة إلى ولاية فلوريدا الأمريكية وحجز مقعداً له بتاريخ 19 يوليو 2001.
ويعتقد المسئولون الأمريكيون أنه تم وضع اللمسات النهائية لمخطط 11 سبتمبر في اجتماع إسبانيا الذي حضره ابن الشيبة ومحمد عطا وآخرون لم تحدد هوياتهم, وأن ابن الشيبة قام بتحويل 14 ألف دولار لزكريا موسوي ليحل مكانه, وأن هناك كثيراً من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة لكشف غموض اجتماع إسبانيا وما تم فيه وأن ابن الشيبةً, هو الحلقة المهمة المفقودة التي ستضع النقاط على الحروف لا سيما وأنه حضر اجتماعي كوالالمبور في ماليزيا وإسبانيا اللذين تما قبل أسابيع من هجمات 11 سبتمبر.

القبض عليه

القبض عليه
وجاء القبض على رمزي بن الشيبة  في سبتمبر 2002 بعد عمليات المداهمة التي نفذتها القوات الباكستانية بعد معلومات سربها مكتب التحقيقات الفدرالي إلى الاستخبارات الباكستانية بعد التقاط اتصال بهاتف محمول. وذكرت الشرطة الباكستانية أن ضباطا أمريكيين تعقبوا بن الشيبة إلى مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في منطقة بمدينة كراتشي بفضل المكالمة الهاتفية التي أجراها بالهاتف المحمول عبر الأقمار الصناعية.
ولكن مسئولي الأمن وضباط المخابرات واجهوا مقاومة مسلحة عندما هاجموا المبنى ولم ينجحوا في اعتقال بن الشيبة إلا بعد تبادل لإطلاق النيران استمر ثلاث ساعات قتل خلاله اثنان من أعضاء القاعدة كما أصيب ستة من رجال الشرطة وطفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام.
وجاء اعتقال بن الشيبة بعد أيام قليلة من ظهوره في لقاء أجراه معه يسري فودة مقدم برنامج (سري للغاية) الذي بثته قناة الجزيرة, واعترف فيه بأنه كان مسئولا عن الجوانب اللوجستية والمالية لما سماه غزوتي نيويورك وواشنطن.
ويشتبه البعض في مسألة القبض على بن الشيبة بعد لقائه الأخير مع قناة الجزيرة إضافة إلى استخدامه الهاتف المحمول الذي ساهم في الكشف عن مكانه.
 وكان بن الشيبة قد كتب تقريرا من 112 صفحة قدم فيه المبررات الشرعية لعملية 11 سبتمبر، وكان يقول انه يريد ترجمته للانجليزية والاحتفاظ به في مكتبة الكونجرس الأمريكي.

المحاكمة

المحاكمة
في الأسبوع الأول من مايو 2012 بدأت محاكمة المتورطون في احداث 11 سبتمبر 2001، اي بعد 11 سنة  وفي بداية جلسة المحاكمة، نزع المتهمون الخمسة بالتورط في اعتداءات 11 سبتمبر السماعات ورفضوا الاستماع إلى ترجمة لأسئلة القاضي خلال مثولهم أمام محكمة عسكرية في غوانتامو.
وخيمت الفوضى، إذ رفض خالد شيخ محمد أبرز المتهمين والذي اعترف بأنه العقل المدبر للهجمات التي نفذت بطائرات ركاب مخطوفة الرد على أسئلة القاضي عما إذا كان راض عن محامين عسكريين ومدنيين أمريكيين يدافعون عنه.
وقال محاميه المدني ديفيد نفين "اعتقد أن السيد خالد سيرفض التحدث أمام المحكمة. اعتقد أنه يشعر بقلق بالغ بشأن عدالة الإجراءات".
وبدا محمد شاحبا بلحيته الطويلة وغير المشذبة التي تميل للاحمرار. ويضع عمامة بيضاء ويرتدي سترة قصيرة بيضاء.
ووقف المتهم رمزي بن الشيبة ثم سجد على أرض قاعة المحكمة وأدى الصلاة، فيما وقف مجموعة من الحراس أقوياء البنية يراقبونه عن كثب دون أن يتدخلوا.
وفي حين التزم الـ4 الصمت، قال بن الشيبة مخاطبا القاضي العسكري جيمس بول "قد لا تروننا بعد اليوم، انني أتكلم عن طريقة معاملتنا" قبل أن يضيف "ستقومون بقتلنا لتقولوا بعدها اننا قد انتحرنا"، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وكان المتهم وليد بن عطاش مقيد في مقعد بعد أن رفض الحضور طواعية إلى المحكمة. وأمر القاضي بفك قيوده بعد أن وعد بأن يبقى في قاعة المحكمة.
وبعد أن رفض جميع المتهمين وضع السماعات التي تتيح لهم الاستماع إلى الترجمة باللغة العربية للأسئلة التي كان القاضي يوجهها باللغة الإنجليزية، أوقف القاضي الجلسة لفترة قصيرة ثم استأنفها بعد أن استعان بمترجم يقدم ترجمته بصوت مسموع لجميع الموجودين في قاعة المحكمة.
وأكّدت شيريل بورمان، وهي محامية مدنية تدافع عن بن عطاش للمحكمة، أن المعاملة التي يتعرض لها موكلها في غوانتانامو تتعارض مع قدرته على المشاركة في إجراءات المحاكمة.
وقالت بورمان التي كانت ترتدي حجابا وجلبابا طويلا في المحكمة "هؤلاء الرجال تعرضوا لسوء معاملة."
من جانبه، لفت القاضي إلى أنه لا يحق للمحامين تقديم طلبات تتعلق بأسلوب معاملة المتهمين قبل تسوية مسألة تمثيلهم القانوني. ولكن المتهمين واصلوا رفضهم الإجابة على أسئلة القاضي.
وقرر القاضي بعد أن سجل رفض المتهمين الإجابة على اسئلته، أن يمثل المحامون الذين عينتهم المحكمة المتهمين بالإضافة إلى المحامين العسكريين.
ويمثل كل متهم من المتهمين الـ5 محام مدني له دراية بالقضايا التي من المحتمل أن يصدر فيها حكم بالإعدام.
وقطع بث وقائع المحاكمة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة لـ7 مواقع للمشاهدة في قواعد عسكرية في الولايات المتحدة متاحة للصحفيين وأقارب المتهمين، عندما حاول محامو الدفاع مناقشة طريقة معاملة المتهمين واستخدموا كلمة تعذيب.
وقال المحامي نفين إن سبب رفض خالد شيخ محمد "وضع السماعة له صلة بالتعذيب الذي تعرض له".
وغضب القاضي عندما حاول محامو الدفاع مرارا إثارة قضية التعذيب، وسعى إلى التركيز من جديد على مسألة ما إذا كان المتهمون راضين عن محاميهم.
وفي 25 يوليو 2014، حكم قاض عسكري بوجوب محاكمة واحد من خمسة من المسجونين في قاعدة غوانتانامو البحرية والمتهم في هجمات 11 سبتمبر، بشكل منفصل عن شركائه من المدعى عليهم.
المخطِّط لعمليات
وقال الكولونيل في الجيش جيمس بول: إن الحكم بوجوب محاكمة رمزي بن الشيبة بشكل منفصل في ارتكاب جرائم حرب لوجود قضايا قانونية لا تنطبق إلا عليه تمنع القضية من المضي قدما ضد مدعى عليهم آخرين.  
وتعطلت القضية بسبب التأكد مما إذا كان بن الشيبة يتمتع بقدرات عقلية تؤهله المثول أمام المحكمة، وما إذا كان تحقيق فريق الدفاع أدى إلى إثارة شبهات متعلقة بالتمثيل القضائي.
وفي 16 ديسمبر 2014، أعلنت السلطات الأمريكية، الاثنين، أن مثول الرأس المدبر المفترض لاعتداءات 11 سبتمبر، خالد شيخ محمد، الذي ذكره تقرير صادر عن مجلس الشيوخ حول التعذيب الذي مارسته "سي آي ايه"، قد تأجل إلى فبراير 2015.
وكان من المقرر أن يمثل خالد شيخ محمد، بالإضافة إلى رمزي بن الشيبة واثنين أخرين من المتهمين أمام محكمة عسكرية في غوانتانامو لمدة يومين.             
ولكن الكولونيل ميليس كاغينس المتحدث باسم وزارة الدفاع أعلن عن إلغاء هذين اليومين.
ومن ناحيته، قال المحامي جيمس كونيل وكيل المتهم عمار البلوشي إن المحققين ومحامي الدفاع طالبوا معا بتأجيل الجلسات حتى فبراير.
وأضاف أن "المشاكل قد حلت بين القضاة بدل جلسة علنية لأن إدارة السجن حذرت من أن حراسا من النساء سوف يواكبون ويلمسون السجناء وهذه مشكلة لم تحلها بعد اللجنة العسكرية"، إذ يرفض السجناء أي اتصال مع النساء بدافع ديني.
من جانب آخر، اعترف واحد من كبار مهندسي برامج الاستجواب القاسية التي أجرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) إبان عهد جورج بوش الابن في مقابلة بأنه استخدم أسلوب الإيهام بالغرق مع المشتبه بهم في أنشطة الإرهاب ومنهم خالد شيخ محمد.
وأكد جيمس ميتشل وهو خبير نفسي سابق في القوات الجوية الأمريكية بعض التفاصيل المحددة التي وردت في تقرير إحدى لجان الكونغرس، الذي صدر في الاسبوع الاول من ديسمبر 2014، ودافع عن هذه الممارسات قائلا بإنه تم انتزاع معلومات مخابرات قيمة رغم قول محققين بعكس ذلك.
وفي 10 فبراير 2015، أوقف قاض أمريكي، جلسة استماع لسجناء في معتقل غوانتانامو المتهمين بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، بعدما قال أحد المتهمين إن مترجمه عمل في سجن تابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وقال المتهم اليمني رمزي بن الشيبة (42 عامًا): إن الحكومة الأمريكية تحاول اختراق فريق الدفاع عنه، وأكد أنه تعرف على المترجم ويدعى لؤي الناظر منذ كان يعمل بموقع سري لوكالة المخابرات المركزية.
وأضاف بن الشيبة بالإنجليزية: "المشكلة أني لا أثق به لأنه كان يعمل بموقع سري مع وكالة المخابرات المركزية ونعرفه من هناك".
وأوقف القاضي العسكري الكولونيل جيمس بول جلسة الاستماع في القضية بانتظار مذكرات من المحامين بشأن كيفية التعامل مع هذه المزاعم.
وفي 25 فبراير 2016، أكد اليمني رمزي بن الشيبة، المعتقل في غوانتانامو بتهمة الضلوع في هجمات 11 سبتمبر 2001، على أنه تعرض للتعذيب لسنوات، وذلك خلال استجوابه أمام محكمة عسكرية أمريكية، واستجوب بن الشيبة، البالغ من العمر 43 عاما، على مدى أكثر من ساعتين بشأن الانتهاكات، التي قال إنها بدأت بعد بضعة أسابيع من وصوله إلى معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا عام 2006.
المخطِّط لعمليات
وقال بن الشيبة خلال جلسة تمهيدية أمام محكمة عسكرية "ينتظروني حتى أذهب للنوم وبعد 30 دقيقة أو 40 دقيقة.. يبدأون الاهتزازات"، مضيفا أن الاضطرابات منعته من التركيز والنوم والصلاة.
ويحتجز المتهم في كامب سيفن، وهو الجزء السري من السجن الذي تحتفظ فيه الولايات المتحدة بسجناء سابقين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.آي.إيه".
وأكد محامو الرجل على أن المسئولين بالسجن المثير للجدل والذي تعهد الرئيس الأمريكي بإغلاقه، تجاهلوا أمرا أصدره عام 2013 القاضي جيمس بول، بالتوقف عن أي مضايقات تجاه بن الشيبة.
وعندما سئل عن مصدر الاهتزازات، قال بن الشيبة إنها أجهزة ألكترونية في الجدران والأرضية ينتج عنها هزات وتصدر ضوضاء عالية، مضيفا أن الأجهزة مخبأة في كل مكان بالسجن.
ونفى الحراس في معتقل غوانتانامو مرارا ارتكاب أي مخالفات ضد بن الشيبة، في حين رد المدعي كلاي تريفيت، خلال الجلسة الأخيرة، بالتشكيك في قدرات الرجل المتم بهجمات 11 سبتمبر.
ويواجه اتهامات بتقديم المال ونقل معلومات من قادة تنظيم القاعدة إلى الخاطفين الذين استخدموا طائرات لضرب مركز التجارة العالمي في نيويورك، ووزارة الدفاع الأمريكية.

شارك