فرق الشيعة بين النشأة والتطور والعمل السياسي

الأحد 28/أبريل/2019 - 12:48 م
طباعة فرق الشيعة بين النشأة
 
اسم الكتاب – فرق الشيعة 
الكاتب- الدكتور محمد فياض 

الكتاب الذى نحن بصدده الآن يناقش اشكالية قديمة حديثة ، ألا وهى التشيع فى طور التفرق حقيقة انه موضوع يحمل من الإشكاليات وعلامات الإستفهام الكثير، إشكاليات واستفهامات تتنافى مع تاريخ دراسته الطويل وإخضاعه لأدوات الباحثين وتحليلات المؤرخين وتأويلات رجال الدين على مدى عشرات السنين ، انه موضوع معقد تتوزع مظانه بين الأيدلوجيا والتاريخ والإثنيات وظروف الزمان والمكان ، تطور على مدى تاريخه أسرع من الأقلام التى رصدته  
نسيج معقد من كل ما سبق أصبح من الصعب على باحث أن يحلحل ألغازه أو أن يسير فى متاهاته ، وبدون الإغراق فى متاهات العقائد والفقه وضبابيات الميثولوجيا لجأ الدكتور محمد فياض للمنظور العمدة ، المنظور التاريخى المتعهد الدائم لأولئك الذين يحاولون الفهم والتفسير ، فهنا نعرف كيف تولدت الأشياء وتطورت وكيف كان التشيع حلما ففكرة فدعوة فدولة ، وكيف كانت رحلة التشيع البانورامية ، وكيف كانت قضية التشيع الواحدة فتفسخت وصارت قضايا وأشخاص وأيدلوجيات ومصالح وإثنيات ومواقف قديمة ، هنا حاول التاريخ أن يحلحل القضية ويرصد رحلة التشيع مع الفرق ، وبدأ الكاتب الرحلة منذ البداية ...منذ ظهور التوابين تلك الحركة التى اتسمت بالمراهقة رغم كون قادتها ورجالها من الشيوخ .
تاريخ التفرق 
وبدأت الحركة تاريخ التفرق الشيعى ، وحاولت الثأر للحسين ولكنها منيت بفشل ذريع ، ثم ظهور أول فرقة شيعية حقيقية على يد المختار بن أبي عبيد الله الثقفي " وهي الفرقة الكيسانية التي اتخذت من ثأر الحسين نقطة انطلاقة لهما، وكذا كانت الفرقة الأولى التي تشيعت لإمام غير فاطمي حيث نادى القائم عليها " المختار الثقفي" بالتشيع لمحمد بن الحنفية ابن الإمام علي من امرأة أخرى غير السيدة فاطمة الزهراء واستطاعت هذه الفرقة أن تدخل التشيع في آفاقاً بعيدة وتطورات جمة ساهمت في تطور حركة التشيع ورسوخها وابتكار فكرة المهدي المنتظر وهي الفكرة التي عولت عليها المعتقدات الشيعية كثيراً بعد ذلك .
الفرق
وفي سياق أخر تمت مناقشة الفرقة الزيدية وهي الفرقة صاحبة الخصوصية في الفكر والمنهج وهي الفرقة الأقرب لعالم السنة ومناقشة كيف أن هذه الفرقة ستخالف الأفكار الشيعية التقليدية لتقدم أجندة معتدلة لم ترضى عنها باقي الفرق الشيعية الأخرى ، وانتقلنا بعد ذلك لمناقشة التشيع الأمامي في مرحلة ما قبل الانشقاق وكيف تشيع أصحاب هذا الفكر إلى الأئمة الرواد الأوائل مأصلين ذلك إلى أيام على بن أبي طالب ثم الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق ، ومن بعد جعفر الصادق حدث الانشقاق الشيعي الأكبر حيث تشيع البعض إلى ابنه موسى الكاظم بين جعفر الصادق وهم الذين عرفوا بالموسوية أو الاثنى عشرية ، وتشيع البعض الآخر إلى ابنه إسماعيل بن جعفر وهم الذين عرفوا بالإسماعيلية ، أما الموسوية فهم الذين تشيعوا للأئمة من قبل موسى الكاظم وصولاً إلى إمامهم الثاني عشر الذين اعتقدو انه اختفى في سامراء في العراق (260هـ / 873م) ومن وقتها والاثنى عشرية ينتظرون ذلك الإمام المختفي ليعرف عندهم بالمهدي المنتظر .
الامام 
وفى  حقيقة الأمر فإننا نستطيع أن نؤمن من خلال قراءة الكتاب بأن دراسة فرق الشيعية تعتبر تجسيداً حقيقياً لنظرية توماس كارليل عن البطولة، فالأحداث كلها تدور حول الإمام وهو المحور والمحرك، وهو الشخص المعصوم الذي لا يقع في الخطأ فالكل يدور فى فلكه ويدور معه التاريخ.
   إن رحلة التشيع مع الفرق هى الرحلة الأصعب والأطول ، هى التى أدخلت التشيع فى متاهات الأيدلوجيا وضبابية الصورة والبعد عن المضمون وزيادة التفرق الشيعى الشيعى وبالتالى زيادة الهوة السنية الشيعية فى رحلة دفعتها رياح الظروف والتطورات والإثنيات والنفسيات ولم تكن مرسوم لها أن تكون كما كانت بأى حال من الأحوال .
    هذا وقد قسم المؤلف الكتاب إلي خمسة فصول كانت علي النحو التالي الفصل الأول التوابون ومحاولة الثأر للحسين ، الفصل الثانى : المختار الثقفى بين الثأر للحسين والتشيع الكيسانى لمحمد بن الحنفية ، الفصل الثالث : الفرقة الزيدية ، الفصل الرابع : التشيع الإمامى فى مرحلة ماقبل الإنشقاق ، الفصل الخامس : الإمامية الإثنى عشرية .
    ويعد والدكتور محمد فياض أحد أبرز المتخصصين في دراسة الفكر الشيعي في العالم العربي ، وله عدة كتب في هذا المجال مثل كتاب نشأة التشيع وإشكالية خلافة الرسول حتي مقتل الحسين ، وكتاب حركة التشيع الإسماعيلي وأثرها علي تطور المشروع الشيعي " قيام الدولة الفاطمية " ، وكتاب التشيع الشعبي في العراق ، بالإضافة لهذا الكتاب الذي نحن بصدده وهو كتاب " فرق الشيعة بين النشأة والتطور والعمل السياسي " .

شارك