سوسيولوجيا الجمهور السياسي الديني في الشرق الأوسط المعاصر

الأربعاء 14/نوفمبر/2018 - 02:20 م
طباعة سوسيولوجيا الجمهور حسام الحداد
 
الكتاب: سوسيولوجيا الجمهور السياسي الديني في الشرق الاوسط المعاصر
المؤلف: خليل أحمد خليل
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
مياه كثيرة جرت في نهر الحياة السياسية والاجتماعية للمواطن العربي بشكل عام خلال العقدين الأخيرين، رغم ذلك يظل كتاب "سوسيولوجيا الجمهور السياسي الديني في الشرق الاوسط المعاصر" دراسة مهمة تعيد قراءة واكتشاف الواقع الاجتماعي العربي وتأثر الجمهور وتأثيره على الحالة السياسية خصوصا بعد ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي، تقريبا لم يتغير الواقع كثيرا عن ما جاء في هذا الكتاب لأن المسببات باقية.
كتاب الدكتور خليل أحمد خليل مشروع بحثي ضخم دون شك وهو يصب في دائرة اهتمامات الباحث والاستاذ الجامعي.. ويهدف الى اثارة اشكالية الجمهور في علاقاته المزدوجة برجالات الدنيا والدين معا ويؤسس لمحاورة معرفية مع هذا الجمهور الذي قد يمنع من قراءته لأسباب جمة. ولكنه مع ذلك محاولة مكاشفة الجمهور بما يحدث له من قهر واستغلال واستبداد تحت يافطات ترفع له.. مثل الدولة الحديثة هي الحل والاصوليات الاسلامية هي الحل فيذهب الى هذه وتلك فلا يجد سوى الفرغ والفشل ويأخذ بالتنبه الى ان الحل عنده هو ولكن... 
"يكتشف الباحث السوسيولوجي ان فوضى الجمهور العربي هي التي انتجت هذا الفراغ المزدوج في الخطاب السياسي-الديني المزدوج ايضا وانجبت فشل رجال السياسة والدين منذ عشرينات القرن العشرين حتى الان." 
في الحديث عن "السياسي ورجل الدين" يسعى خليل الى وضع اليد على صلب بعض اهم المشكلات في هذه المنطقة من العالم. يقول سائلا "من هو السياسي.. من هو رجل الدين.. في المفترضات الاولية يقال ان السياسي هو الرجل العام رجل الدولة وانه المدبر المسؤول عما يفعل امام سائليه/مواطنيه.. 
"هنا نقول امام جمهوره لكن هل هناك تكافؤ في علاقة الحاكم بالمحكوم بين مسؤول لا يسأل عما يفعل وبين سائل يمنع من تحويل سؤاله الى مساءلة.. ويحال في الوقت عينه الى مجهول تارة والى ممنوع من الصرف تارات فيلتجىء الى تكرار اسئلته الاجتماعية بطرق فردية جزئية نفسية او طقسية دون ان يتمكن من صوغها في مسائل سياسية تعيد السياسي الى الاجتماعي وتواجه الديني في صميم الصراع المجتمعي كما هو." 
وقال ان رجل الدين هو "رجل خاص بمعنى انه خبير ديني او عالم ديني وظيفته الاساسية والاخيرة هي ربط الدنيوي بالأخروي. ربط المدنس (الانسان) بالمقدس (الله) وعليه فهو يتقدس بوظيفته بعيدا عن السياسة. هكذا تتسرب الى ذهن الجمهور صورتان مفترضتان متتاليتان لمقدسين مفترضين المقدس السياسي والمقدس الديني." 
الكتاب به الكثير من المعلومات المهمة ال موثقة عن رجال الدين والتنظيمات الدينية عند اليهود العرب والنصارى العرب في مذاهبهم المختلفة وعند المسلمين على اختلاف مذاهبهم. 
وقد نجد الكاتب في الخاتمة يقتصر على لبنان نموذجا موضحا ذلك بقوله في عنوان تال "عود على بدء لبناني.. الجمهور وتطور النخبة" حيث يتحدث عن معني التطور من الناحيتين الفلسفية والاجتماعية. 
وقال "هذا العود العربي على بدء لبنان يمثل جمهور العرب ولا يختصره او يعفي عن دراسته كلا على حدة لماذا؟ لان مفهوم التغير او التطور يندرج في سياق عمليات اجرائية تحتمل في ان التقدم والتراجع الاعلى والادنى الافضل والاسوأ.. فمفهوم التطور اقتضائي بقدر ما تقتضيه أحوال الجمهور من الانطواء حيث يجري استبطان الوعي وتمثل المعرفة بالرمز والاشارة لا بنقد المعاناة ذاتها لاستخراج معناها." 
يتحدث عن "الجمهور والاحزاب" في لبنان فيقول "سوسيولوجيا تواجه أحزاب لبنان مشكلتين متضافرتين.. اولاهما.. الانتقال من السلطات الى الدولة اي من سلطة الطوائف الى سلطة الشعب الموحد وطنا بعلم وبعلمانية. ثانيتهما.. الانتقال من الجمهور الى الجمهورية اي من الفوضى الى النظام السياسي المتماسك ومن التعبير الديمقراطي البدائي الى التعبير الديمقراطي الاجتماعي المتكامل سياسيا وثقافيا واقتصاديا."

شارك