دراسة تونسية: جماعة الإخوان خطر داهم على الدول العربية والإسلامية

الأربعاء 20/نوفمبر/2019 - 02:39 م
طباعة دراسة تونسية: جماعة معاذ محمد
 
قالت دراسة بحثية تونسية إن جماعة الإخوان تسعى إلى التمكن من العملية السياسية المدنية مستخدمة كل الأساليب المتاحة لها، مشيرة إلى أنها باتت مصدر خطر كبير على الدول العربية والإسلامية، خاصة أن جميع التنظيمات المتطرفة خرجت من رحمها.
وأوضحت الباحثة الدكتورة "بدرا جعلول"، فى دراستها الصادرة عن المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية في تونس، الإثنين 18 نوفمبر تحت عنوان: «البيعة عند تنظيم الإخوان المسلمين»، على أن التنظيم له مناهجه وبرامجه ولوائحه القانونية وهياكله التنظيمية ومستوياته الإدارية، ما يلزم أعضاءه بعدم الخروج عنه.
أشارت الدراسة، إلى أن تجربة حكم الإخوان في عدد من البلدان العربية أظهرت أن الجماعة لم تخرج للساحة السياسية كادرًا يمتاز بالمواصفات التي يجب توافرها في عضو الحزب المدني الحديث، ومن بينها ميزة النقد واحتمال الاختلاف وتنوع الآراء، مؤكدة أنها على العكس من ذلك أخرجت جنودًا مقاتلين مطيعين.
وأوضحت، أنه ما دامت المنظومة الفكرية للجماعة تبنى على مفاهيم تتعارض مع مبادئ العمل الديمقراطي بالكامل، فإنه يصبح من الصعب أن تلتزم بالعملية السياسية التعددية وقواعدها التي تسمح بالتنافس الحر والتداول.
وتطرقت الباحثة، إلى «البيعة عند التنظيم»، موضحة أن الجماعة تعرفها بأنها «شرط أساس للحصول على العضوية، والحفاظ على وحدتها، وضمان استمرارها متآلفة قوية، وصونها من التفلت أمام مغريات الواقع، ووساوس الشيطان باستثقال الحمل»، مضيفة أن البيعة في محيط العمل الإسلامي تنقسم إلى: «خاصة للجماعة سعيًا لإقامة الدولة، وعامة للخليفة بعد قيامها».
ونوهت "جعلول"، إلى أن حسن البنا مؤسس الجماعة (1928) هو من ابتدع مصطلح «البيعة»، حينما كان عمره لا يتجاوز 23 عامًا، موضحة أن المبايعة أصبحت تقليدًا راسخًا داخل الجماعة منذ ذلك الحين. 
وأشارت إلى أن طريقة المبايعة تختلف من مكان لآخر في إطار التنظيم الدولي، بالرغم من تطابق صيغتها، مؤكدة أنه بالرغم من ذلك يبقى الأساس أو المضمون واحد، ألا وهو أنها تتم على مرحلتين: الأولى عند قبول الانتساب للجماعة، والأخرى عند الترقية إلى مراتب قيادية.
وأضافت الدراسة أن «الإخوان» يعتبرون أن الانضمام إليهم يجب أن يمر بثلاث مراحل، الأولى، يشبهونها ببيعة الأنصار للنبي (صلى الله عليه وسلم) قبل الهجرة، ونصها «بايعنا رسول الله صلى الله عليه على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله وأن نقول الحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم».
أما المرحلة الثانية، فيشبهونها ببيعة المسلمين لأول الخلفاء الراشدين "أبو بكر الصديق"، بعد وفاة النبي، أما الثالثة، فيعطيها كل عضو في الجماعة لأميره فردًا كان في هيئة عامة أو عضو هيئة إدارية أو مجلس شورى أو مكتبًا تنفيذيًّا.
بحسب دراسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية، فإن البيعة الأساسي للعضو في التنظيم، هو «أعاهد الله العظيم على التمسك بأحكام الإسلام الحنيف والجهاد في سبيله، وأعاهدكم على القيام بشرائط عضوية جماعة الإخوان المسلمين والسمع والطاعة لقيادتهم في المنشط والمكره في غير معصية، والله على ما أقول وكيل»، كما أن هناك نصًا آخر يقسم به العضو المرتقي للقيادة، ويقول فيه: «أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديًّا مخلصًا في جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله، وعلى ألا أنازع الأمر أهله، وعلى أن أبذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، والله على ما أقول وكيل، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرًا عظيمًا».
وأشارت الدراسة، إلى أن البيعة تكرس الشخص لتنفيذ جميع الأوامر والتعليمات، فهي علاقة تابع بمتبوع لا مجال فيها للاختلاف والتباين في الآراء، موضحة أن كلمة «وعلى ألا أنازع الأمر أهله»، تفسر قيام الأعضاء بتنفيذ مهام قد لا يدركون عنها شيئًا بسبب تنازلهم عن حقهم في المعرفة، متابعة: «هذه المهام قد تكون على قدر عالٍ من الخطورة بما في ذلك الاغتيال».
وأوضحت مديرة المركز الدولي للدراسات، أن التنظيم يشرع العمليات الإرهابية والاغتيالات وينزع عن المنفذ صبغة التفكير أو حتى الجدال، مشيرة إلى ما ذكره المؤرخ المصري الدكتور عبدالعظيم رمضان في كتاب «الإخوان المسلمون والتنظيم السري»، أن عبدالمجيد حسن، المتورط في اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا، قال ضمن التحقيق معه: «إن أشد وسائل التأثير وقعًا عليه لتنفيذ جريمته من دون تفكير هي الدراسات الروحية والبيعة والاعتقاد بمشروعية الأعمال».
وأوضحت، أن العديد من المتابعين للحركات الإسلامية، يقارنون بين نص البيعة الإخوانية ومثيلتها لدى تنظيمات أخرى، مشيرة إلى أن نصها عند تنظيم "داعش" الإرهابي كان: «أبايع خليفة المسلمين أمير المؤمنين أبوبكر البغدادي الحسيني القرشي الفاطمي على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر ولا أخالف السمع والطاعة إلا أن أرى كفرًا بواحًا عندي فيه من الله برهان والله على ما أقول شهيد».
واختتمت الدراسة، بأن الغرض من وراء البيعة هو إحكام السيطرة على العضو المنتمي إليهم والمبايع لهم وسلب إرادته في مقابل إرادة المرشد، وبالتالي تحويله إلى أداة قابلة لتنفيذ الأوامر دون تفكير أو تردد، بما في ذلك ما يتعلق بالقتل والعمليات العسكرية والتفجيرات، وخصوصًا الانتحار الذي يسمونه «الاستشهاد».

شارك