خبراء: «حزب الله» وحلفاؤه يرفعون السلاح في وجه العدالة والدولة اللبناني/ليبيا.. «5+5» تُكثف الجهود لتفكيك الميليشيات قبل الانتخابات/تونس نحو حوار وطني يلفظ «الإخوان»

الجمعة 15/أكتوبر/2021 - 09:40 ص
طباعة خبراء: «حزب الله» إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 15 أكتوبر 2021.

الاتحاد: خبراء: «حزب الله» وحلفاؤه يرفعون السلاح في وجه العدالة والدولة اللبناني

اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن ميليشيات «حزب الله» وحلفاءها يحاولون الانقضاض على العدالة والدولة اللبنانية بمشاهد العنف والسلاح، وأن هذه الممارسات تعود بالبلاد إلى يوميات الحرب الأهلية. وقال المحلل السياسي والصحافي اللبناني محمود فقيه: إن لبنان أمام مشهد قد ينبئ بإنهاء الهدنة المبرمة في اتفاق الطائف وقد نعود إلى يوميات الحرب الأهلية، مشيراً إلى ذلك قد بدا واضحاً من خلال المقاطع المصورة، جهات تجاهر بسلاحها وتطلق النار والقذائف على الأحياء السكنية غير آبهة للمدنيين.
وشدد على أن خطورة محاولة الضغط على قاضي التحقيق العدلي في قضية انفجار المرفأ وحماية شخصيات متهمة، مضيفاً أن «حزب الله» وحلفاءه يحاولون استباحة قصر العدل والحدود والمرافق العامة، ويفرضون على الناس خياراتهم الداخلية والإقليمية بالقوة. 
وأكد فقيه أن المواطن اللبناني يسأل عن هذه العناصر المسلحة ومصادر إطلاق النار، فالآباء لا يريدون أن يعيش أبناؤهم بنفس المعاناة التي عاشوها في الحرب الأهلية، بسبب نفس بارونات الحرب الذي كانوا هم أنفسهم يتقاتلون في الماضي وزمن الميليشيات. ويعيش لبنان ظروفاً اقتصادية صعبة خلال الفترة الأخيرة وأزمة سياسية خانقة، وسط أمل للخروج من الأزمة بعد أن تشكلت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي. 
وأكد المحلل السياسي اللبناني محمد نمر أن ما يجري في لبنان بالغ الخطورة، وقد يتجه أكثر إلى التصعيد، وخصوصاً أن هذه المنطقة تشهد الكثير من الأزمات تاريخياً، وتقع على خط تماس ومعارك بين أطراف عدة، مشيراً إلى أن هناك أكثر من طرف مسؤول عما وصل إليه لبنان حالياً.
وأضاف لـ«الاتحاد»: إن الأجدى كان الذهاب إلى تحقيق دولي في أزمة المرفأ، مؤكداً أن التحقيق المحلي يشهد تدخلات كثيرة ويتم تمييع ملفاته، موضحاً أن ميليشيات «حزب الله» لا تعترف بالقضاء، محلياً أو دولياً.  
وشدد نمر على ضرورة رفع الحصانة عن كل الأطراف ومحاسبة جميع المسؤولين في انفجار مرفأ بيروت.
وأكد ضرورة نبذ ومواجهة منطق الميلشيات والسلاح غير الشرعي وعلى رأسه سلاح «حزب الله»، والتمسك أكثر بمنطق الدولة والجيش اللبناني الذي يحمي البلاد والمواطنين، موضحاً أن هذه الأحداث قد تُهدد الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة. 
وذكر المحلل السياسي أن لبنان غرق في مرحلة خطيرة بات الأمن فيها مهدداً وقد تتجه الأوضاع إلى ما هو أصعب في ظل أزمة اقتصادية خانقة.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز لـ«الاتحاد»: إن المحور الذي حدثت فيه الاشتباكات أمس في ضاحية بيروت الجنوبية بين منطقتي السياح وعين الرمانة هو نفسه الذي اندلعت منه «الحرب الأهلية» اللبنانية في 13 مارس عام 1975 واستمرت 15 عاماً، موضحاً أن ما حصل يسلط الضوء على نفس السيناريو وسط غليان مصطنع للعصبيات الطائفية والحزبية.

مواجهات دامية في لبنان تعيد شبح «الحرب الأهلية»

قتل 6 أشخاص وأصيب ثلاثون بجروح، على الأقل، أمس، جراء إطلاق رصاص أثناء احتجاج مسلح لعناصر «حزب الله» ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، في تصعيد يُنذر بإدخال لبنان في أزمة جديدة.
وتحولت منطقة «الطيونة»، على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل، حيث مكتب بيطار، إلى ساحة حرب شهدت إطلاق رصاص كثيفاً وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح أبنية، رغم تواجد وحدات الجيش وتنفيذها انتشاراً سريعاً في المنطقة، التي تعتبر من خطوط التماس السابقة خلال «الحرب الأهلية»، التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
جاء ذلك إثر رفض محكمة لبنانية، أمس، أحدث دعوى بحق كبير المحققين في التحقيق الخاص بانفجار مرفأ بيروت، وهو ما يسمح له باستئناف العمل.
وتعرض القاضي بيطار، خلال الأيام الأخيرة، لحملة ضغوط قادتها ميليشيات «حزب الله»، اعتراضاً على استدعائه وزراء سابقين وأمنيين لاستجوابهم في إطار التحقيقات التي يتولاها، تخللها مطالبات بتنحيته.
وجرى خلال الأسبوع تعليق التحقيق في الانفجار الكارثي، الذي وقع العام الماضي، الذي خلف ما يربو على 200 قتيل، بعد شكوى قدمها اثنان من السياسيين وقد استدعاهما بيطار لاستجوابهما، وهما من الموالين لـ«حزب الله».
وبدأ إطلاق النار بشكل مفاجئ خلال تجمع عشرات المسلحين من مناصري ميليشيات «حزب الله» و«حركة أمل» أمام قصر العدل.
وأعلن وزير الداخلية بسام مولوي، خلال مؤتمر صحافي، عن معلومات عن مقتل 6 أشخاص، فيما تحدث الصليب الأحمر اللبناني عن سقوط 5 قتلى وإصابة 30 شخصاً آخرين.
وشاهد مصور لـ«فرانس برس» مسلحين ينتمون إلى «حركة أمل» يطلقون النار في الشوارع. فيما شوهد عناصر «حزب الله» يطلقون قذائف «آر بي جيه» وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صور تلاميذ يحتمون داخل قاعة تدريس في مدرسة قريبة. وتحت النيران، عمد مواطنون عدة، بينهم أطفال، إلى مغادرة منازلهم في منطقة الطيونة المكتظة بالأبنية السكنية. وقال سامر، أحد سكان المنطقة: «جلست ساعتين في رواق المنزل، ولا أتحمل هذه الأصوات، خصوصاً القذائف، عاودتني صدمة انفجار مرفأ بيروت».

وأعلن الجيش اللبناني أنه «خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو، وسارع الجيش إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها». ولم يحدد الجيش هوية الأطراف التي بدأت إطلاق الرصاص.
وحذر الجيش أن وحداته «سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار». وناشد المدنيين إخلاء الشوارع.
وكتب المدير التنفيذي لـ«المفكرة القانونية»، المحامي نزار صاغية على «تويتر»: «لا أعرف ماذا يجري الآن.. لكن أعرف أن دم مواطنين في الشارع، وأنّ على كل من يدعي مسؤولية عامة أن يطالب مناصريه بالخروج فوراً من الشوارع.. يوم حزين جداً».
وتقود ميليشيات «حزب الله» وحليفتها «حركة أمل» الموقف الرافض لعمل بيطار. ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين، تقدم أربعة وزراء معنيين بشكاوى أمام محاكم متعددة مطالبين بنقل القضية من يد بيطار، وهو ما اضطره لتعليق التحقيق في القضية مرتين حتى الآن.
وعلق بيطار، يوم الثلاثاء الماضي، التحقيق بانتظار البتّ في دعوى مقدمة أمام محكمة التمييز المدنية من النائبين الحاليين وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق غازي زعيتر، المنتميين لكتلة «حركة أمل».
وأفاد مصدر قضائي، أمس، بأن محكمة التمييز المدنية رفضت الدعوى على اعتبار أن الأمر ليس من صلاحيتها لأن بيطار «ليس من قضاة محكمة التمييز».
وإثر القرار، يستطيع بيطار استئناف تحقيقاته. ومن المفترض أن يحدد مواعيد لاستجواب لكل من زعيتر ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، بعدما اضطر لإلغاء جلستي استجوابهما الأسبوع الحالي، إثر تعليق التحقيق.
وكان مقرراً أن تعقد الحكومة، أمس الأول، جلسة للبحث في مسار التحقيق، غداة توتر شهده مجلس الوزراء بعدما طالب وزراء «حزب الله» و«حركة أمل» بتغيير المحقق العدلي. إلا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرر تأجيل الاجتماع إلى موعد يحدد لاحقاً بانتظار التوصل إلى حل.
وتسبّب انفجار ضخم في الرابع من أغسطس 2020 بمقتل 214 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، عدا عن دمار واسع في العاصمة. وعزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم بلا تدابير وقاية. وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة.
ويتظاهر ذوو الضحايا باستمرار دعماً لبيطار، واستنكاراً لرفض المدعى عليهم المثول أمامه للتحقيق معهم، بينما تندّد منظمات حقوقية بمحاولة القادة السياسيين عرقلة التحقيقات، وتطالب بإنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة.
وبحسب تقرير لـ«ميدل إيست أون لاين»  أثارت تصريحات «حزب الله» ضد بيطار غضباً واسعاً بينَ أقاربِ الضحايا والجماعات الحقوقية، حيث اعتبروا تصريحاته تدخلاً سياسياً ومحاولاتٍ لتعطيلِ التحقيق، فيما وردت  تهديدات للقاضي.


ميقاتي: الأحداث انتكاسة للحكومة
أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أن هذه أحداث أمس هي «انتكاسة للحكومة لكن سنتجاوزها».
وأضاف ميقاتي في مقابلة: «لبنان يمر بمرحلة ليست سهلة بل صعبة، التشبيه كالمريض أمام غرفة الطوارئ، مع تشكيل الحكومة دخلنا غرفة الطوارئ». وتابع: «لا يزال أمامنا مراحل كثيرة للشفاء التام». وشدد ميقاتي على أن عزل قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت ليس بيد السياسيين، قائلاً: إن الحكومة لا تستطيع التدخل في عمل القضاء، لكنه دعا «الجسم القضائي، في حال وجود شائبة، إلى تنقية نفسه». وأوضح أن الجيش اللبناني أثبت قدرته على حفظ الأمن. وقال: «أعتذر من اللبنانيين عما حصل»، منوهاً بأن الاتصالات مع الجيش تفيد بتحسن الوضع الأمني. 
وأعلن رئيس الوزراء اللبناني أن اليوم الجمعة سيكون يوم حداد عام على أرواح ضحايا أحداث العنف التي شهدتها بيروت أمس. وبذلك «تُقفل جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة».

دعوات دولية لضبط النفس
توالت ردود الفعل الدولية، أمس، على الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، وخلفت عدداً من القتلى والجرحى.
وعبرت فرنسا عن قلقها إزاء أعمال العنف الدامية التي جرت في لبنان. وقالت الخارجية الفرنسية، في بيان إنها تشعر: «بقلق بالغ إزاء العرقلة الأخيرة لحسن سير التحقيق، وأعمال العنف التي وقعت»، مضيفة: إن «فرنسا تدعو جميع الأطراف إلى التهدئة». كما قدمت فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، تعازي بلاده في ضحايا الهجوم، ووعدت بتقديم أميركا دعماً إضافياً قدره 67 مليون دولار للجيش اللبناني.
ومن جهتها، دعت مصر كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف تجنباً للفتنة، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان، في إطار الالتزام بمحددات الدستور والقانون. 
ومن جانبه، دعا الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الأطراف اللبنانية كافة، إلى ضرورة ممارسة ضبط النفس، وتجنب الفتنة.

الخليج: ليبيا.. «5+5» تُكثف الجهود لتفكيك الميليشيات قبل الانتخابات

كثفت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، جهودها الرامية إلى الحصول على دعم إقليمي ودولي لتفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فيما أكد رئيس وفد القيادة العامة للجيش الوطني الفريق امراجع العمامي أن اللجنة ستقوم برفقة وفد من البعثة الأممية بزيارة الدول المتدخلة في الأزمة الليبية، لبحث آلية سحب قواتهم من البلاد.
وأكد «العمامي»، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية ليبية أن لجنة «5+5» طالبت البعثة الأممية والسفير الأميركي لدى طرابلس، وبعض ممثلي الدول في اجتماع عبر الدوائر المغلقة الذي استضافته بريطانيا، بمساعدة اللجنة العسكرية في عملية خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا قبل موعد الانتخابات، مشيراً إلى أن نشر المراقبين الأمميين سيتزامن مع الشروع في آلية خروج المرتزقة، وسيكون ذلك في غضون عشرة أيام.
وأعلن الفريق خيري التميمي عضو اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» أن اللجنة ستجتمع خلال الأيام المقبلة في ليبيا لوضع خطة حل الميليشيات المسلحة ونزع أسلحتها ولإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وبشكل تدريجي ومتزامن.
وفي طرابلس، بحث رؤساء قادة جيوش طيران دول مبادرة «5+5» الأمن في منطقة المتوسط، خصوصاً في ليبيا وتنظيم ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وذلك بمشاركة ممثلين عن لجنة «5+5» العسكرية الليبية المشتركة.
وتسعى المجموعة، التي تضمّ من الجهة الأوروبية دول إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا، إلى جانب دول اتحاد المغرب العربي الخمس، إلى تطوير العلاقات الاجتماعية والثقافية والتبادل التجاري بين أعضائها وتعزيز التعاون الإقليمي والحوار السياسي، وتحقيق التوافق بشأن المقاربات الممكنة للقضايا المشتركة.

البيان: تونس نحو حوار وطني يلفظ «الإخوان»

ينتظر التونسيون الإعلان عن موعد بدء حوار وطني سيكون منطلقاً لتحديد مسارات السياسات العامة خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الإصلاحات السياسية، التي تشهدها البلاد. وقال الرئيس قيس سعيّد، إنّه سيعمل على إيجاد إطار لحوار وطني حقيقي، الأمر الذي رأى فيه مراقبون اتجاهاً لتدشين حوار بشكل مبتكر، يتقاطع مع التجارب السابقة، التي تم فيها الاعتماد على إشراك المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية، ومنها حركة النهضة الإخوانية. يعوّل سعيّد حوار مع الشباب ومع كل التونسيين والتونسيات ممن يقبلون بالحوار الثابت والصادق في كل مكان لاستكمال الثورة، واستكمال حركة التصحيح والتحرير.

ويرّجح مراقبون أن ينطلق الحوار الوطني المنتظر 17 ديسمبر المقبل، بالتزامن مع الذكرى 11 للثورة الشعبية.

وجّه سعيّد أكثر من مرة إشارات بأنه يتجه لإطلاق حوار وطني، تشارك فيه تنسيقيات الشباب من مختلف مناطق البلاد، وذلك بهدف التوصل إلى إعداد برنامج شامل للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في البلاد، يتم اعتماده خلال المرحلة المقبلة. وفيما قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، إنّه من السابق لأوانه الحكم الحديث عن الذهاب إلى حوار وطني في أسرع وقت وتحديد موعده وآلياته، لا سيما في ظل غياب مشاورات بين رئاسة الجمهورية والاتحاد والمنظمات الوطنية حتى الآن، توقّع عضو المكتب السياسي لحزب حركة الشعب، أسامة عويدات، أن يشمل الحوار الوطني المرتقب مسارين، الأول مسار حكومي يرتكز على الشأن اليومي، والثاني يتصل بالإصلاحات الكبرى في البلاد، ويهدف لإعادة تونس إلى التونسيين، وتحقيق أهداف الثورة. بدوره، اعتبر المحلل السياسي، عبد الحميد بن مصباح، أن الحوار الوطني الذي وعد به الرئيس سعيد سيكون شاملاً، وسيتم التطرف فيه لمختلف القضايا التي تهم التونسيين، ومنها طبيعة التحولات المنتظرة على أساس حركة الإصلاح، التي بدأت 25 يوليو الماضي. 

وأشار مصباح في تصريحات لـ«البيان» إلى أن عدداً من الملفات ستطرح على التونسيين، لا سيما الشباب ومنها شكل النظام السياسي والإصلاحات الدستورية والقانون الانتخابي والحكم المحلي والوضع المالي والاقتصادي، مؤكداً أن الرئيس سعيد يسعى لإحداث تغييرات جذرية على كل الصعد، ولديه مشروع سياسي يعمل على تكريسه على أرض الواقع، مستفيداً من حالة الدعم الشعبي الكبير.

ويشير محللون إلى أنّ الحوار الوطني الذي سيعرفه تونس سيكون من دون إشراك الإخوان والأحزاب، التي شاركت في الحكم خلال السنوات العشر الماضية.

«إخوان ليبيا» سباق مع الزمن لنسف الانتخابات

قبل أسبوع من مؤتمر استقرار ليبيا المقرّر الخميس المقبل، بمشاركة عربية ودولية واسعة، يسابق تيّار الإخوان الزمن لعرقلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررتين أواخر ديسمبر المقبل، إذ طالب رئيس مجلس الدولة الاستشاري، خالد المشري، الخاضع لسيطرة الإخوان، مجلس إدارة مفوضية الانتخابات بإيقاف العمل بالقوانين الانتخابية التي أقرها مجلس النواب مؤخراً.  

 ورأى مراقبون، أن خطاب المشري للمفوضية حمل تهديداً إخوانياً مبطناً بإعادة البلاد لمربع الفوضى، في تحد سافر لإرادة الشعب الليبي والجهود الأممية والدولية، مشيرين إلى أنّ جماعة الإخوان المتحالفة مع أمراء الحرب وقادة الميليشيات، لا تزال ترفض تنظيم انتخابات تعلم أنها ستكتب نهايتها السياسية. ولتلافي لحظة السقوط المدوي، تصر الجماعة وحلفاؤها على قطع الطريق أمام التدابير التي اتخذها مجلس النواب بتوفير القادة القانونية والدستورية. 

ورجّحت مصادر مطلعة لـ «البيان»، تصعيد الإخوان من نبرة الخطاب خلال الأيام المقبلة، في محاولة يائسة لإقناع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة تأجيل الانتخابات، مشيرة إلى أنّ هدف الإخوان الحالي يتمثّل في إرباك مؤتمر استقرار ليبيا الذي سينعقد 21 أكتوبر الجاري، والذي سيكون على رأس اهتماماته تأكيد المسار الانتخابي، فيما سيتم خلاله أيضاً الإعلان عن إجراءات ومبادرات لتنظيم الانتخابات في موعدها. 

ويرى الباحث الليبي ورئيس مؤسسة سليفيوم للأبحاث والدراسات، جمال شلوف، أنّ محاولة تيار الفوضى والنهب الممنهج، إعادة سيناريو فجر ليبيا واستبدال صناديق الانتخابات بصناديق الذخيرة باتت معالمها شديدة الوضوح من خلال الممثل السياسي لهذا التيار الذي سقط شعبياً في انتخابات 2014، وفرضه المجتمع الدولي شريكاً سياسياً تحت مسمى مجلس الدولة. وأوضح شلوف، أنّ تجريب المجرب لا يخرج عن دائرة العبث، وأنّ على المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليته وإفشال محاولات تأجيل الانتخابات.

وأضاف شلوف: «الجميع يعلم أنّ الخيارات البديلة للحل الانتخابي لن تؤثّر على ليبيا وحدها بل على المحيطين الإقليمي والدولي، ومكاسب تيار الفوضى من سيناريو فجر ليبيا الذي دفع بالبلاد إلى الانقسام بعد انتخابات 2014، لن تتكرر بأي شكل وبأية وسيلة»، داعياً القوى الإقليمية والدولية للحزم في مواجهة محاولة عرقلة الانتخابات.

الشرق الأوسط: أزمة «إخوان الخارج» تتصاعد عقب عزل القائم بأعمال المرشد

تصاعدت أزمة قيادات تنظيم «الإخوان» في الخارج عقب قرار الأمين العام السابق للتنظيم محمود حسين ومجموعته في إسطنبول عزل القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، وسط تبادل «الاتهامات» بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين، وجبهة لندن بقيادة منير الذي سبق أن عزل محمود حسين ومجموعته وإحالتهم للتحقيق. في حين أكد الخبير في الحركات الأصولية بمصر أحمد بان، أنه «ليس هناك (شرعية) لأي من الجبهتين، فالمجموعتان ليس لهما شرعية أو صلاحيات بعزل أحد بموجب لوائح التنظيم القديمة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «ما تفعله كلتا الجبهتين، هي محاولة للادعاء بتمثيل قرارات التنظيم، الذي لم يعد له قرار خصوصاً بعد هذا التشظي الواضح».

وشهد سيناريو الأزمة بين جبهتي إسطنبول ولندن تطورات متلاحقة خلال الأيام الماضية، فبعد أن جمد منير عضوية «مجموعة محمود حسين»، قررت «المجموعة» فصل منير من منصبه كقائم بأعمال المرشد. ويلفت أحمد بان، إلى أن ما «حدث أخيراً هو انشقاق بين القيادات (القطبية) للتنظيم التي ورثت مقدرات التنظيم منذ ولاية محمد بديع (المرشد العام للإخوان... محبوس بمصر على زمة قضايا عنف)، والتي كانت تسيطر فعلياً منذ عام 1990، وهي مجموعة محمود حسين (مجموعة الستة) التي كان من بينها إبراهيم منير»، موضحاً أن «صمت منير على ما اعتبره - فساد (مجموعة حسين) - بسبب عدم التعرض له طوال الفترات الماضية؛ لكن حينما بدأت (مجموعة حسين) تتعرض له بدأ منير في الحديث عن (الفساد)»، لافتاً إلى أن «الصراع بين المجموعتين (صراع على النفوذ)، وصراع على المصالح والأموال، (خناقة داخل معسكر واحد)، بعدما تراجع التنظيم بشكل كبير في العديد من الدول، ورفعت تركيا يدها عن التنظيم، بعدما أدركت أن تنظيم (الإخوان) ليس لديه ما يقدمه وليس لديه أي أوراق سياسية».

وكان إبراهيم منير قد اعتبر أن «قرار إعفائه والعدم سواء»، مشيراً إلى أن البعض «يحاول السيطرة على التنظيم عن طريق التفسير الخاطئ للائحة (الإخوان)». وبرر منير في تصريحات له مساء أول من أمس، قراره بعزل بعض القيادات والتحقيق معها «ليس لأنهم مدانون؛ لكن لتتاح لهم الفرصة كاملة للدفاع عن أنفسهم». إلا أنه اعتبر أن «الرد على قراراته جاء عبر (فبركة اتهامات) له».

تصريحات منير جاء في أعقاب قرار «جبهة محمود حسين» بفصل منير من منصبه. وقرر مجلس الشورى العام للإخوان في بيان له «سحب الثقة من منير». وتضمن البيان «إلغاء الهيئة المشكلة والتي تعمل كبديل مؤقت لمكتب الإرشاد، وإلغاء قرار منير بحق أعضاء الشورى العام». ووفق المجلس فإنه «اتخذ قراراته لاحتواء المخالفات بعدم الالتزام باللوائح وتهميش مؤسسات (الإخوان)».

وعن سيناريوهات الأزمة بين جبهتي إسطنبول ولندن. أوضح أحمد بان أننا «أمام فصيلين لديهما أوراق ضغط بصورة متكافئة... وأتصور أن العامل الحاسم لهذا الصراع (الرعاة الإقليميون) حيث سيظهر هذا الدعم من خلال ما يقدمونه باتجاه قيادة بعينها»، مرجحاً أن «يكون هذا الدعم باتجاه (مجموعة منير)»، مدللاً على ذلك بأن «بعض القنوات الإعلامية أظهرت دعماً مساء أول من أمس لـ(مجموعة منير)».

وحول رأي «شباب الإخوان في الخارج» عما يحدث بين الجبهتين، كشف بان، عن أن «الشباب لهم رأي ثالث، هو أن الأحداث تجاوزت الجبهتين، وهاتان القيادتان (لم تنجحا) في إضافة أي جديد للتنظيم، وأضاعتا كل الأوراق، وعليهما أن تسلما القيادة للشباب، وهو ما يرفضه إبراهيم منير ومحمود حسين».

وعن المتوقع أن يحسم الأزمة بين الجبهتين. توقع بان أن «يكون لقيادات (الإخوان) داخل السجون المصرية لها كلمة، أو تصدر بيانا بشأن الأمر»، لافتاً إلى أن «هذه الأمور تدار سراً، وقد تتم تسمية أسماء جديدة للتنظيم، وقد يلجأ التنظيم إلى عدم الإعلان عن هذه الأسماء، بأن يعلن مثلاً أن التنظيم توافق على قيادة جديدة لإجراء انتخابات مجلس الشورى، ثم مكتب الإرشاد».

وأضاف أحمد بان أن «التنظيم في حالة انكشاف كامل لواقعه السياسي والأخلاقي، والذي بدأ مع تجربة الحكم في مصر حتى خروجهم منه عام 2013»، لافتاً إلى أنه «عقب خسارة قيادات التنظيم لكل المحاضن السياسية حاولوا أن يطيلوا تواجدهم في المشهد المصري عبر المعارضة من الخارج، لكن بدأت حالة من التشظي التنظيمي التي لن يعرفها التنظيم»، موضحاً أن «التنظيم عقب خروجه عن الحكم في مصر تحول إلى (دولاب مصالح) خاصةً مع هجرة قياداته إلى تركيا وبعض الدول».

«النهضة» التونسية ترفض الحكومة الجديدة

أعلنت حركة النهضة الإسلامية، أكبر الأحزاب التونسية، أمس، رفضها للحكومة الجديدة، برئاسة نجلاء بودن بسبب ما اعتبرته «خروقات دستورية» رافقت تكوينها.
وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الألمانية، فقد وصفت الحركة في بيان لها أمس، عقب اجتماع مكتبها التنفيذي، الحكومة بـ«حكومة الأمر الواقع، وحكومة الأمر 117 اللادستوري». في إشارة إلى الأمر الذي أصدره الرئيس قيس سعيد، والذي أوقف بموجبه العمل بمعظم مواد الدستور ليحتكر بذلك السلطتين التنفيذية والتشريعية، بحسب منتقديه. وقال الحزب «إن فقدان الشرعية سيضاعف من التحديات، والعراقيل أمام الحكومة في تعاطيها مع الشأن الوطني، وتعاملها مع الشركاء الدوليين».
وتتهم الحركة وحلفاءها في البرلمان المجمد الرئيس سعيد بتدبير انقلاب على الدستور، واحتكار السلطات. فيما يقول سعيد إنه لجأ إلى المادة 80 من الدستور لإعلان التدابير الاستثنائية، وحماية الدولة من «خطر داهم»، وتلبية إرادة الشعب.
في غضون ذلك، صرح الرئيس سعيد بأنه سيسحب جواز السفر الدبلوماسي من الرئيس السابق، المنصف المرزوقي، بعد مطالبة هذا الأخير فرنسا بوقف مساعدتها للنظام التونسي. وقال سعيد أمس إنه سيسحب جواز السفر الدبلوماسي لمن حرض ضد الدولة في الخارج. في إشارة إلى الرئيس السابق المرزوقي، الذي شارك في وقفة احتجاجية ضد الرئيس سعيد في العاصمة الفرنسية باريس، وطالب الحكومة الفرنسية بعدم التعاون مع حكمه، ردا على إعلانه التدابير الاستثنائية بشأن تجميد البرلمان، وتعليق معظم مواد الدستور.
كما اعترف المرزوقي في حوار مع قناة «فرانس24» بأنه سعى أيضاً إلى إلغاء قمة منظمة الدول الفرنكوفونية، التي كانت مقررة في مدينة جربة التونسية في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم قبل أن تقرر المنظمة تأجيلها إلى العام المقبل. كما أصدر الرئيس سعيد أمس أوامر بإنهاء مهام رئيس ديوان رئيس البرلمان راشد الغنوشي ومستشارين آخرين، في خطوة جديدة تضاف الى قرار تجميد المؤسسة منذ 25 من يوليو الماضي. وصدرت أوامر الإقالة بالجريدة الرسمية لتشمل رئيس الديوان وأربعة مستشارين آخرين.
من جهة ثانية، أعلن المحامي والنائب بالبرلمان المجمد، سيف الدين مخلوف، أمس، دخوله في إضراب عن الطعام من داخل سجنه، احتجاجا على قرارات القضاء العسكري. ويخضع مخلوف، رئيس كتلة «ائتلاف الكرامة»، المحسوبة على اليمين المحافظ،
إلى الإيقاف بقرار من القضاء العسكري في قضيتين، إحداهما ترتبط فيما يعرف بأحداث المطار، والثانية بدعوى التهجم على قاض عسكري.
ورفضت محكمة عسكرية أمس طلب هيئة الدفاع عن مخلوف إبقاءه في حالة سراح. وقال مخلوف في بيان نشره ائتلاف الكرامة: «أعلم عن دخولي في إضراب جوع في سجن اعتقالي، إلى حين إيقاف هذه المهازل القضائية العسكرية».
ويعد مخلوف من أشد منتقدي الرئيس سعيد، وأحد معارضي قراراته بإعلان التدابير الاستثنائية وتجميد البرلمان، وتعليق العمل بمعظم مواد الدستور.
واتهم مخلوف أمس في البيان الرئيس بممارسة ضغوط على السلطة القضائية.
وأوقف القضاء العسكري مخلوف، إبان قرار الرئيس رفع الحصانة البرلمانية عن
جميع النواب في 25 من يوليو (تموز) الماضي، لتورطه في مناوشات حصلت بمطار قرطاج الدولي بين نواب من ائتلاف الكرامة وقوات الأمن، بعد منعها إحدى المسافرات من التوجه إلى تركيا لدواع أمنية ترتبط بالإرهاب.
وبالإضافة إلى هذه القضية، صدر بحق مخلوف أمر آخر بإيداعه السجن في 21 من سبتمبر (أيلول) الماضي بسبب ما اعتبره القضاء العسكري تطاولا من النائب ضد أحد القضاة.
وأضاف مخلوف في بيانه: «أعلم عن عدم اعترافي بالمسارات القضائية العسكرية
المفتوحة ضدي، بإيعاز وتعليمات صريحة من سلطة الانقلاب، وعدم الطعن مستقبلا في القرارات القضائية التي صدرت أو ستصدر ضدي».

الحكومة التونسية تعقد أولى جلساتها لحل «الملفات الحارقة»

تنتظر الساحة السياسية التونسية تفعيل ما تمخض عنه أول مجلس للوزراء، أشرفت عليه أمس رئيسة الحكومة نجلاء بودن، بعد تشكيلها الفريق الحكومي الجديد، من قرارات ميدانية، تروم حل «الملفات الشائكة»، وفي مقدمتها تحسين حياة المواطنين، وتخفيف تأثيرات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، بعد الإطاحة بمنظومة الحكم السابق، التي تزعمتها حركة النهضة، وحملها جل السياسيين مسؤولية الفشل الحكومي، طوال عشر سنوات من تزعم المشهد السياسي.

وتناول المجلس الوزاري عددا من الملفات، وأهمها الملف الاقتصادي، خاصة ما يتعلق بالمالية العمومية على وجه الخصوص، وسبل إيجاد التوازنات الضرورية لتسيير دواليب الحكم للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعرفها تونس.

وخلال اللقاء الحكومي، دعت بودن إلى التصدي للمحتكرين والمتلاعبين بقفة التونسيين، مع تسليط الرقابة الصارمة على مسالك التوزيع وردع المحتكرين، والتأكيد على دور الدولة الاجتماعي في مقاومة الفقر. كما تعهدت رئيسة الحكومة بحماية المؤسسات الاقتصادية الصغرى والمتوسطة، عبر تقديم حلول عملية لدعمها، والوقوف إلى جانب المصدرين وتبسيط الإجراءات الإدارية لفائدتهم.

ومثلما كان متوقعا، لم يشرف رئيس الجمهورية قيس سعيد على أول مجلس وزاري، رغم أن الأمر الرئاسي 117 يخول له ذلك، إضافة إلى مراقبة كل العمل الحكومي، وذلك للتأكيد على استقلالية رئيسة الحكومة عن رئاسة الجمهورية، وممارسة عملها دون تأثير مباشر من رئيس الدولة، وفق عدد من المراقبين.

وسبق هذا المجلس الحكومي عدة لقاءات ذات طابع اقتصادي، عقدتها رئيسة الحكومة مع وزيرة المالية ومحافظ البنك المركزي، ووزيرة التجارة وتنمية الصادرات، ووزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، وذلك لمحاولة التركيز أكثر على الملفات الاقتصادية والاجتماعية.

ومن جانبه، شدد الرئيس سعيد قبل يوم واحد من انعقاد هذا المجلس الوزاري، على ضرورة تماسك العمل الحكومي وتكامله، ودعا خلال لقائه مع نجلاء بودن إلى ضرورة خفض الأسعار ومراقبتها، والتصدي لكل أشكال المضاربة والاحتكار بالوسائل القانونية المتاحة، وقيام السلط المعنية بدورها كاملا في مواجهة التجاوزات ومقاومة الفساد، وهو ما اعتبر من قبل خصومه وضع برنامج لعمل المجلس الوزاري، وتسجيل الحضور الرئاسي.

وتزامن المجلس الوزاري الأول مع إعلان الجمعية البرلمانية الفرنكفونية تعليق عضوية تونس، بسبب الأوضاع السياسية، وما تشهده من توتر سياسي، وهو ما يزيد من الضغوط على رئاستي الحكومة والجمهورية، خاصة أن هذا القرار يأتي بعد يوم واحد من تأجيل الدورة 18 من القمة الفرنكفونية، التي كانت مبرمجة في تونس خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي هذا الشأن، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي التونسي، لـ«الشرق الأوسط» إن رئيسة الحكومة الجديدة «ستواجه عددا مهما من الملفات الحارقة، الموروثة من الحكومات السابقة، وتحديات كبيرة تفرض عليها عدم تضييع الوقت، والانطلاق الفعلي في دراسة الملفات المستعجلة، في انتظار الكشف عن استراتيجية عملها وخطتها للإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي».

وأكد العرفاوي أن المهمة الأولى والرئيسية للحكومة الجديدة خلال المرحلة الحالية «تتمثل في خلق توازنات للمالية العمومية، والمضي في الإصلاحات الاقتصادية الضرورية بهدف تحسين مستوى عيش التونسيين، وتحسين قدرتهم الشرائية، وهي ملفات معقدة وشائكة، تتداخل فيها عوامل محلية وأخرى خارجية».

من ناحية أخرى، نظمت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين أمس وقفة احتجاجية للدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة، وللتنديد بالاعتداءات المتكررة ضد الإعلاميين. وفي هذا السياق، صرح محمد ياسين الجلاصي، رئيس النقابة، أن الإعلام التونسي «لن يكون في خدمة أي طرف سياسي، مهما كان، سواء في السلطة أو في المعارضة، ولن يكون في خدمة الأطراف الرجعية والمناهضة للحرية، والذين لا يؤمنون بحقوق الإنسان».

وانتقد الجلاصي تعرض الإعلاميين التونسيين للمضايقات والتحريض والتجييش، من قبل أشخاص لا يؤمنون بحرية التعبير وبحق الاختلاف وبحرية الصحافة، التي أمنت بكل مهنية جميع المحطات، التي عاشتها تونس على حد تعبيره. محملا مسؤولية الاعتداءات التي طالت بعض الصحافيين إلى بعض الأحزاب والشخصيات السياسية، الداعية والمنظمة للوقفات الاحتجاجية، بسبب فشلها في تأطيرها، وتوالي الخطابات التحريضية الصادرة عن بعضهم، خاصة تجاه وسائل الإعلام العمومية وتحديدا التلفزة التونسية.

شارك