عودة الصراع المسلح فى ليبيا.. الدبيبة يتحصن بالميليشيات لمواجهة باشاآغا

الثلاثاء 12/أبريل/2022 - 03:13 م
طباعة عودة الصراع المسلح أميرة الشريف
 
ما زالت الاتهامات والخلافات مستمرة بين "حكومة الاستقرار" برئاسة فتحي باشاغا و "حكومة الوحدة" برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في ظل تعنت الأخير بعدم تسليم السلطة للحكومة الجديدة، وقد اجتمع الدبيبة مع آمر مليشيا "166" محمد الحصان، و مختار الجحاوي آمر "شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب"، وكذلك مع أحمد هاشم قائد "اللواء 53 مستقل"، وهم أبرز أمراء مليشيات مدينة مصراتة، في خطوة يبدو أنه يستهدف من ورائها استمالة قادة الميليشيات ونسج خيوط حلف لمواجهة منافسه.
فيما عقد فتحي باشاغا اجتماعا عبر الزوم من مقر إقامته بتونس مع مكونات اجتماعية وشبابية من مصراتة تحدث خلاله عن برنامج عمل حكومته، بالوقت الذي يجري فيه مفاوضات مع تشكيلات مسلحة لدعم حكومته وتسهيل دخولها إلى العاصمة طرابلس.
ويري محللون بأن باشاغا يتحرك من أجل توحيد المؤسسات الليبية وتحقيق التوافق السياسي الليبي شرقا وغربا وجنوبا، بينما يعتمد الدبيبة على تعميق واستمرار الإنقسام ، موضحين أن استمرار باشاغا في الإتصالات بكافة الفئات السياسية والإجتماعية والعسكرية غايته دخول حكومته إلى طرابلس بشكل سلمي ومنظم والبدء في العمل من خلال قوة القانون الذي يلزم كافة المؤسسات السيادية والخدمية و الإدارات الحكومية التعامل مع الحكومة التي نالت ثقة البرلمان و تزكية مجلس الدولة.
ويبدو مستقبل ليبيا اليوم غير واضح، حيث يطالب اثنان من رؤساء الوزراء بالسلطة، في حين تمارس الميليشيات المسلّحة المتنافسة والمتنافرة السلطة الفعلية على الأرض، بينما يدفع المجتمع الدولي نحو إعادة الزخم للانتخابات.
وفي وقت سابق، أعلن باشاغا، عن قرب دخول حكومته إلى العاصمة طرابلس لاستلام مقراتها ومباشرة مهامها، دون أن يكشف كيفية دخولها، خاصة في ظل تمسك رئيس الوزراء الحالي عبدالحميد الدبيبة بمنصبه ورفضه تسليم السلطة.
ولم يكشف باشاغا كيفية دخول حكومته إلى العاصمة، إما بطريقة سلمية أو باستخدام القوة، رغم أن الاحتمال الأخير، قد يفجرّ صراعا مسلّحا بين ميليشيات مسلّحة داعمة له وميليشيات أخرى موالية لمنافسه عبد الحميد الدبيبة، وقد كانت هذه الميليشيات مستعدة بالفعل للمواجهة قبل أسبوعين، قبل تدخل قوى محلية ودولية لإيقافها.
ودافع عن شرعية حكومته، التي جاءت بالتوافق والتشارك مع الشرق الليبي عبر رئيس البرلمان عقيلة صالح، وتحدث عن علاقات إيجابية مع الدول الأجنبية، على غرار تركيا ومصر والإمارات وكذلك مع الولايات المتحدة، التي أكد أنها "ستتعزز أكثر"، دون أن يكون للموقف الروسي تأثير في هذا الملف.
وشدّد باشاغا على أن مصر لم تتدخل مطلقا في اختيار الحكومة، مشيرا إلى أن ما يحرك القاهرة هو أمنها القومي، الذي يعد الاستقرار في ليبيا جزءا أساسيا في ذلك.
وتسود ليبيا حالة من التوتر في ظل حشد الدبيبة فصائل مسلحة موالية له بعد أن قرر البرلمان في شرق طبرق عزله وتكليف وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة، وسط مخاوف من عودة الصراع المسلح بين المتخاصمين، لاسيما أن العديد من الميليشيات المسلحة لا تزال ناشطة في البلاد، خاصة في طرابلس.

شارك