"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الجمعة 12/أغسطس/2022 - 07:50 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 12 أغسطس 2022.

الخليج: الأمم المتحدة تتهم الحوثيين بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية

أعلنت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها جماعة الحوثي على العاملين في المجال الإنساني وتحركاتهم تسببت بإعاقة وصول أغلب المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها في اليمن خلال الربع الثاني من العام الجاري 2022. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير حديث، بأن من إجمالي 532 حادثة تقييد وصول للمساعدات الإنسانية، أبلغ عنها الشركاء في المجال الإنساني، خلال الفترة (إبريل، مايو، يونيو) من العام الجاري، تم تسجيل نحو 89% منها في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

وأضاف أنه في مناطق سيطرة الحوثيين، «أصبحت العمليات والأنشطة التي تتطلب سفر موظفات صعبة للغاية لجميع الوكالات الإنسانية حيث تطلب السلطات المحلية، وجود محرم (قريب ذكر) لمرافقة عاملة إغاثة يمنية عند السفر في مهام ميدانية، ما أدى إلى إلغاء العمل الميداني». وأشار التقرير إلى أن سلطات الحوثيين فرضت أيضاً قيوداً رئيسية أخرى تتعلق بالحركة داخل اليمن وخارجه، وأثرت في حركة جميع عمال الإغاثة اليمنيين.

من جانب آخر، تصدت القوات اليمنية المشتركة، لعملية هجومية للميليشيات الحوثية باتجاه مواقعها في قطاع الفاخر شمالي الضالع، جنوب البلاد، حسبما أفادت مصادر عسكرية. وقالت المصادر إن الحوثيين حاولوا التقدم وإطلاق قذائف آر بي جي، باتجاه المواقع المتقدمة لتباب عثمان الاستراتيجية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع القوات المشتركة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وحسب المصادر جاءت هذه التطورات بعد استقدام الحوثيين تعزيزات بشرية وتوزيعها في مختلف مواقعها القتالية، منذ أسابيع عدة، بهدف شن عمليات عسكرية رغم استمرار الهدنة السارية برعاية الأمم المتحدة.

وبالتزامن وجهت القوات المشتركة، أكبر ضربة أمنية لميليشيات الحوثي بتفكيك 7 خلايا تجسس وتهريب سلاح. وقالت القوات المشتركة في اليمن، إن خلايا ميليشيات الحوثي تتألف من 37 عنصراً، بعضهم نفذوا مهام تهريب بحري للأسلحة. وقال متحدث المقاومة الوطنية العميد ركن صادق دويد إن ‏«الإعلام العسكري سيزيح الستار خلال الأيام المقبلة عن 7 خلايا تابعة لميليشيات عبدالملك الحوثي، تضم 35 عنصراً، نفذت مهام تهريب بحري للأسلحة».

وأكد المسؤول العسكري، في بيان، أن «الخلايا التي تم تفكيكها نفذت أعمال تجسس وتخابر، وأنشطة إرهابية، تم ضبطها بالساحل الغربي في إنجازات نوعية متتالية للأجهزة الأمنية والاستخباراتية في المقاومة الوطنية». وحققت شعبة الاستخبارات بالمقاومة الوطنية نجاحات أمنية كبيرة ضد الأنشطة الاستخباراتية لميليشيات الحوثي التي تنشط في الساحل الغربي على البحر الأحمر، لا سيما خلايا التجسس وتهريب السلاح.

وفي يوليو/ تموز الماضي، ضبطت المقاومة الوطنية خلية نهب ومتفجرات يديرها ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» لميليشيات الحوثي، من بينها عناصر كانوا أعضاء سابقين في تنظيم القاعدة الإرهابي. ومؤخراً، توجت أجهزة الأمن اليمني جهودها في مكافحة الإرهاب وخلايا الحوثي بتحقيق إنجازات نوعية، وضبط عدة خلايا تابعة لميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي في الساحل الغربي وحضرموت وشبوة وأبين ومأرب.

وفي تعز، لقي طفل حتفه بانفجار لغم من مخلفات ميليشيات الحوثي الانقلابية، في مديرية مقبنة. وقالت مصادر محلية، إن الطفل محمد أحمد همام (14 عاماً) قتل جراء انفجار لغم أرضي لميليشيات الحوثي في قرية «المناخ» التابعة لمنطقة عشملة في مديرية مقبنة. وذكرت المصادر، أن الحادثة وقعت عندما كان الطفل الضحية يقوم برعي الأغنام في أحد وديان القرية، وفارق الحياة فوراً عقب الانفجار.


تمديد الهدنة في اليمن.. خطوة نحو الحل

بعد مخاض عسير أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرج عن تمديد الهدنة في اليمن للمرة الثالثة لمدة شهرين، من أول أغسطس وحتى أول أكتوبر المقبل، وبنفس الشروط السابقة، مع التأكيد على العمل مع الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة موسع في أسرع وقت، وهو ما يمثل خطوة إيجابية لما لها من تداعيات مهمة على المشهد اليمنى خاصة الأوضاع الإنسانية.

ساهمت الهدنة في نسختها الأولى والثانية في تداعيات إيجابية على الشعب اليمنى الذي يعاني تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر وانعدام الخدمات الأساسية من مياه نظيفة وكهرباء خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، وانتشار الأمراض خاصة الكوليرا في ظل ضعف أو غياب للمستشفيات والمراكز الصحية، وقد ساهم وقف الأعمال القتالية في تخفيف المعاناة نسبياً عن الشعب اليمنى، حيث وفقاً لبنود الهدنة، تم تسيير رحلتين أسبوعياً من مطار صنعاء لكل من القاهرة وعمّان وهو ما ساعد في تمكن آلاف اليمنيين خاصة من المرضى وأصحاب الحالات الخاصة من المغادرة وتلقي العلاج في مصر والأردن. كما أن السماح بدخول الشاحنات التجارية إلى ميناء الحديدة ساهم أيضاً في توفير الدعم من الوقود، وبالتالي تخفيف أزمة الطاقة في البلاد، كذلك إدخال ملايين الأطنان من الحبوب والمساعدات الغذائية وهو ما يمثل أهمية كبيرة في ظل اعتماد أكثر من 80% من الشعب اليمنى على المساعدات الخارجية.

كما سمحت الهدنة بإيجاد بيئة من الاستقرار الأمني النسبي، رغم خروق الحوثي المتكررة، خاصة فيما يتعلق بقيام مجلس القيادة الأعلى بقيادة رشاد العليمي بإعادة ترتيب الأولويات والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية والخدماتية في المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها الشرعية.

من الإنساني إلى السياسي:

تمديد الهدنة لفترة ثالثة يمثل إنجازاً في حد ذاته لأنه يعكس رغبة من طرفي النزاع ومن المجتمع الدولي في وقف الحرب وأعمال القتال بعد قناعة الجميع بأن الحل العسكري لا يمكن أن يحقق أية أهداف وأن التسوية السياسية التوافقية هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمنى.

فالهدنة حتى الآن تركز على الجانب الإنساني في فتح المعابر وتسيير التنقل بين المحافظات وتسيير الرحلات من مطار صنعاء وإدخال المساعدات الإنسانية والوقود عبر ميناء الحديدة، وهذا يعد أمراً إيجابياً، لكن تظل القضية الأساسية هي كيفية التحول من الإنساني إلى السياسي وإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق سلام، يساهم في الحفاظ على وحدة واستقرار اليمن وتقوية الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية، فالخطورة هي أن يتحول تمديد الهدنة إلى هدف في حد ذاته وأن تظل الأوضاع في اليمن كما هي عليه.

لقد أصبحت الظروف مواتية في اليمن أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد نجاح تمديد الهدنة لفترة ثالثة والترحيب الإقليمي والدولي الواسع بها، حيث رحبت بها كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول الخليج، كما رحبت مصر والدول العربية الأخرى وكذلك الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي إضافة إلى ترحيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك ترحيب مجلس الأمن الدولي بها، وهذا التأييد الدولي الواسع يمكن توظيفه للتوصل أولاً إلى اتفاق هدنة موسع ودائم وثانياً الانخراط في المفاوضات بين الأطراف اليمنية المختلفة لتحقيق التسوية السياسية التي تنهي الأزمة اليمنية وتطوي أكثر من عقد من الزمان من الحرب والصراع والانقسام والذي دفع ثمنه بالأساس الشعب اليمنى، وأن يرتكز الحل السياسي على المرجعيات الثلاث: قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمنى، وهو السبيل الوحيد لحل الأزمة، خاصة مع استعداد مجلس القيادة للحل السياسي وإعطائه الأولوية وتشكيل وفد للتفاوض مع ميليشيات الحوثي.

تحديات وإشكاليات

لكن رغم الأجواء الإيجابية النسبية التي صاحبت تمديد الهدنة والترحيب الإقليمي والدولي الواسع بها، إلا أن هناك عدداً من الإشكاليات والتحديات التي تواجه الحل السياسي وتتمثل في:

أولاً: استمرار تعنت الحوثي ورفضه لكل مبادرات السلام وآخرها المبادرة التي قدمتها السعودية منذ شهور، حيث تسعى ميليشيات الحوثي لفرض سياسة الأمر الواقع ورفض تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي يطالب بإنهاء كل مظاهر الانقلاب الحوثي في عام 2014 والعودة للأوضاع السابقة، كما أن ميليشيات الحوثي تعمل على تنفيذ أجندات خارجية وفقاً لاعتبارات إيديولوجية وطائفية تتعارض مع المصلحة الوطنية.

ثانياً: تماطل ميليشيات الحوثي وتتعنت في تنفيذ بنود اتفاق الهدنة وأبرزها فتح المعابر ورفع حصارها عن المدن اليمنية، خاصة مدينة تعز، حيث لم يحدث أي تقدم بعد مرور أربعة أشهر على بدء الهدنة رغم عقد اجتماعين في الأردن بين طرفي الأزمة، لكن التعنت الحوثي مستمر وهو ما يفاقم من معاناة اليمنيين سواء داخل تعز أو في المدن الأخرى. كما أن ملف الأسرى والمفقودين ما زال يراوح مكانه رغم تشكيل لجنة لبحث الملف والاتفاق على الإفراج عن 2233 أسيراً إلا أن الحوثي أيضاً ما يزال يتعنت في معالجة هذا الملف.

ثالثاً: قبل الحوثي بالهدنة ليس رغبة منه في الحل السياسي الشامل وإنما في توظيف الهدنة لإعادة ترتيب صفوفه وتعويض خسائره البشرية والعسكرية الكبيرة، وهو ما يلقي بالشكوك حول رغبته وجديّته في الحل السياسي، خاصة مع انتهاكاته المستمرة للهدنة واستهداف المدنيين، كما حدث في هجومه على مأرب بعد أيام قليلة من تمديد الهدنة.

رابعاً: رغم الترحيب الأمريكي والدولي بالهدنة والرغبة في الحل السياسي، إلا أنه لا يوجد تحرك أمريكي حقيقي على الأرض سواء من جانب إدارة بايدن أو من جانب الأمم المتحدة للضغط على الجانب الحوثي ودفعه إلى المفاوضات وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، وهو ما يعني أن المجتمع الدولي أصبح جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل، حيث يركز بالأساس على الجانب الإنساني في الأزمة، كما أنه يساوى بين الشرعية الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي وبين الميليشيات الانقلابية.

وبالتالي يمكن توظيف الهدنة والانتقال من الجانب الإنساني إلى الحل السياسي لكن بشرط أن يتحرك المجتمع الدولي والدول الكبرى بصورة جادة وحقيقية للضغط على الجانب الحوثي لإنهاء الأزمة اليمنية.


البيان: الأمم المتحدة: مأرب اليمنية في حالة طوارئ غذائية حتى يناير

نبهت شبكة الإنذار المبكر للمجاعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن التحسينات الموسمية في الوصول إلى الغذاء والدخل من الحصاد الرئيسي أدت إلى تحسين النتائج على مستوى ثلاث محافظات يمنية، إلا أنه وبسبب الارتفاع في نسبة الأسر النازحة، التي تعتمد على المساعدة، فمن المتوقع أن تظل مأرب في حالة الطوارئ غذائية في المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي حتى يناير المقبل.

ووفق تقرير جديد للشبكة ظلت أسعار السلع الغذائية الأساسية مستقرة بشكل عام خلال الشهرين الأخيرين، على الرغم من أنها كانت أعلى بكثير من الفترة ذاتها من العام الماضي. ومع ذلك، ارتفعت أسعار منتجات الدواجن (الدجاج الحي والبيض) في جميع أنحاء اليمن، حيث يتم إنتاج معظم منتجات الدواجن، وكانت الزيادات في الأسعار مدفوعة بارتفاع تكاليف الإنتاج، والتي ترتبط ببعض الزيادات النموذجية بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وبعض الزيادات غير المعتادة، بسبب ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن، والتي كانت في الغالب مستوردة من روسيا أو أوكرانيا. 

وحسب الشبكة فإنه وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ارتفعت الأسعار بشكل أكبر بسبب زيادة الضرائب أخيراً على الدجاج والبيض عند نقاط التفتيش. ويحد هذا من الوصول إلى مصادر مهمة للبروتين والمواد المغذية لملايين الأسر، إلا أن هطول الأمطار فوق المتوسط يوليو الماضي أدى إلى تجديد مصادر المياه لري الأراضي الزراعية، مما لأسهم بشكل عام بشكل إيجابي في الإنتاج الزراعي. 

وأشار التقرير إلى الفيضانات المفاجئة في شهر يوليو ألحقت أضراراً جسيمة للبنية التحتية العامة والمنازل والممتلكات. وكانت محافظات صنعاء وصعدة وعمران وصنعاء وشبوة وحضرموت والمهرة وحجة هي الأكثر تضرراً. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد تضرر حوالي 86 ألف شخص من الفيضانات بين 15 و 26 يوليو، بما في ذلك ما لا يقل عن 10 آلاف أسرة نازحة في مأرب، و244 أسرة نازحة في الجوف تضررت بشدة. 

 ورصدت الشبكة ارتفاع أسعار الماشية في اليمن أوائل يوليو الماضي، وقالت: إنه ونظراً لارتفاع الأسعار وضعف القوة الشرائية عبر مجموعات الثروة المتوسطة والميسورة، كانت مبيعات الأغنام أقل من المعتاد، ومن المحتمل أن يكون هذا قد حد من وصول أصحاب الماشية إلى الدخل، في وقت كانت فيه مبيعات الماشية مصدراً رئيسياً لدخل الأسرة.

الشرق الأوسط: المبعوث الأميركي يحض اليمنيين على حل الخلاف

دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، اليمنيين، إلى البناء على الهدنة، والتوصل لاتفاق دائم ينهي الصراع المستمر في اليمن منذ ثماني سنوات. وكان ليندركينغ التقى مع السفير اليمني في واشنطن، محمد الخضرمي، مساء أول من أمس (الأربعاء)، لمناقشة كيفية الحفاظ على الهدنة، مع مخاوف من تصاعد الاشتباكات في منطقة شبوة، مما قد يقوّض جهود الحفاظ على الهدنة، ويعرقل جهود السلام. وحث المبعوث الأميركي الأطراف اليمنية على حل الخلافات والانتقال إلى اتفاق قوي وشامل ينهي الصراع.

كانت الهدنة التي تم تمديدها للمرة الثالثة، في 2 أغسطس (آب) الحالي، حتى الثاني من أكتوبر (تشرين الأول)، قد وُصِفت بالهشة، حيث لم تلتزم جماعة الحوثيين بالبنود الواردة فيها، التي تتضمن خفض التصعيد العسكري ودخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء والمعابر للمحافظات اليمنية. وتدعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية فكرة تمديد الهدنة الأممية لمدة ستة أشهر إلى عام، ووقف جميع الهجمات التي دأبت ميليشيات الحوثي على شنها.

العليمي يكاشف اليمنيين حول «أحداث شبوة» ويشدد على احتكار القوة للدولة

شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، على أهمية احتكار القوة لمصلحة سلطات الدولة، في معرض توضيح رئاسي حول المواجهات التي شهدتها خلال الأيام الماضية مدينة عتق في محافظة شبوة بين فصائل عسكرية وأمنية.

جاء ذلك في وقت عبّرت فيه بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن والسفارة الأميركية في بيانين على «تويتر» عن أسفهما لأحداث العنف، مع تأكيد دعم الجهود التي يقودها العليمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي نحو التهدئة.

وكانت الصدامات التي انتهت أول من أمس (الأربعاء)، بعد سيطرة قوات «ألوية العمالقة» و«دفاع شبوة» على المدينة قد أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من العسكريين والمدنيين، حسبما أفادت به مصادر طبية، وسط حالة من تبادل الاتهامات بين الفرقاء المنضوين تحت الشرعية اليمنية، بمن فيهم الموالون للمجلس الانتقالي الجنوبي وحزب التجمع اليمني للإصلاح.

وقال العليمي في بيان بثّته المصادر الرسمية: «إن الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة عتق تعطي درساً إضافياً في أهمية الالتفاف حول سلطة الدولة وحقها في احتكار القوة واتخاذ الوسائل كافة لإنفاذ إرادتها وحماية مواطنيها».

وأكد رئيس مجلس القيادة اليمني أنه مع أعضاء المجلس «في حالة اجتماعات متواصلة للوقوف على تلك الأحداث والعمل على معالجتها بروح التوافق وفقاً لإعلان نقل السلطة».

وأضاف: «إن الأحداث في الميدان للأسف كانت تجرّنا إلى الصراع بعيداً عن روح هذا التوافق الذي جاء بموجب إعلان نقل السلطة بتوفيق من الله ثم بجهود تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة».

وكان العليمي ومعه رئيس الحكومة اليمنية قد أصدرا قرارات بإقالة عدد من القادة الأمنيين والعسكريين في شبوة غير أن هذه القرارات اصطدمت بالتمرد عليها، وهو ما جعل المحافظ عوض العولقي يطلق عملية عسكرية للقضاء على ما وصفه بـ«التمرد».

وأوضح العليمي أن مجلس القيادة بادر «إلى الاستجابة السريعة وقطع دابر الفتنة ومحاسبة المسؤولين عنها ودعم رمز الدولة وهيبتها الممثلة بالسلطة المحلية وقيادتها في سبيل وقف نزيف الدم وإنفاذ إرادة الدولة، حيث اتخذ جملة من الإجراءات، منها إقالة بعض القادة في المحافظة إضافةً إلى تعليمات أخرى لتطبيع الأوضاع بما في ذلك تشكيل لجنة برئاسة وزير الدفاع وعضوية وزير الداخلية وخمسة من أعضاء اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة وفقاً لإعلان نقل السلطة».

وأكد أن اللجنة «ستقوم بتقصي الحقائق ومعرفة الأسباب التي أدت إلى إزهاق الأرواح (...)، وتحديد مسؤولية السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية ودورها في تلك الأحداث ورفع النتائج إلى مجلس القيادة الرئاسي لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة».

وفي حين أبدى العليمي التزام مجلس القيادة الرئاسي «بجبر الضرر ومعالجة آثار هذه الأحداث واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرارها»، أوضح أنه «تحمل مسؤولية قيادة المجلس الرئاسي من منطلق الحرص على وحدة القوى السياسية وجميع وحدات القوات المسلحة والأمن بمختلف تشكيلاتها لمواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران والذي شكّل أساس الدمار والخراب الذي آلت إليه البلاد منذ إسقاط الدولة في سبتمبر (أيلول) 2014».

ودعا العليمي إلى «وحدة القوى والمكونات السياسية الممثَّلة في المجلس والحكومة لتقوم بدورها الوطني في استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب»، مؤكداً «أهمية الدور المحوري والرائد لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتماسك ونجاح مجلس القيادة الرئاسي في تحقيق هدف استعادة الدولة وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، بمشاركة جميع القوى المناهضة للانقلاب».

وشدد رئيس مجلس القيادة اليمني على «تجسيد روح التوافق والشراكة دون إقصاء والعمل على وحدة الصف». وحذر من أن «أي صراع بين رفاق السلاح سيشكّل خدمة للانقلابيين ومشروعهم الإيراني التوسعي في المنطقة». وقال: «لن أقبل أو أسمح بأن توجه أسلحتنا لغير العدو المشترك لليمنيين جميعاً»، في إشارة للحوثيين.

ووعد العليمي بأنه سيكون «عاملاً من عوامل الشراكة والتوافق ورفض الإقصاء أو الانتقام، وعدم القبول بتوجيه السلاح إلى رفقاء معركة استعادة الدولة والنظام الجمهوري».

كما وعد «بالعمل مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة واللجنة العسكرية والأمنية على تحقيق ذلك، وتوحيد جميع الوحدات العسكرية والأمنية وتكاملها تحت مسؤولية وزارتي الدفاع والداخلية، وبدعم ومساندة من قيادة التحالف».

وكان محافظ شبوة عوض العولقي، قد أعلن (الأربعاء)، «تنفيذ عملية عسكرية مضادة، لفرض الأمن والاستقرار في محافظة شبوة، وذلك للحفاظ علي أرواح وممتلكات المقيمين على أراضيها»، حسب تعبيره.

وأضاف أنه «لا مكان لأي فئة أو شخص أو كيان خارج على سلطة القانون، وسوف تتم محاسبة جميع المتسببين في التمرد والانقلاب الفاشل الذي تسبب في قتل عدد من الأبرياء والتسبب في ترويع الآمنين».

واستطاعت القوات الموالية للمحافظ السيطرة على كل مواقع القوات الأمنية والعسكرية المناوئة في مدينة عتق وصولاً إلى إحكام قبضتها على جميع منافذها ومواقعها الحيوية بما فيها المطار.

السيول تقتل 33 يمنياً وتلحق أضراراً بـ380 منزلاً تاريخياً في صنعاء

كشفت مصادر يمنية مطلعة عن مقتل 33 شخصا على الأقل وإصابة آخرين جراء سيول الأمطار التي ضربت خلال الأيام الأخيرة العاصمة المختطفة صنعاء ومدنا أخرى تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، فضلا عن تضرر آلاف الأسر ومواطنين ممن خسروا تباعا منازلهم والبعض من ممتلكاتهم.

وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن سيول الأمطار جراء المنخفض الجوي تسببت أخيرا في هدم عدد من المنازل في مدينة صنعاء القديمة وبمديريات أخرى في نطاق صنعاء العاصمة، إضافة إلى تعرض أسوار مدارس وجامعات حكومية خاضعة للانقلاب بذات العاصمة إما للانهيار الكلي أو الجزئي.

وأرجعت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أسباب ذلك بأنها ناتجة عن استمرار تجاهل الجماعة الحوثية المتعمد لحجم الكارثة، وعدم استجابتها لنداءات الاستغاثة من قبل السكان.

ورغم تحذيرات سابقة أطلقتها الهيئة العامة للآثار الخاضعة للجماعة وإطلاقها نداء استغاثة بعد تهدم أجزاء من سور صنعاء التاريخي ومبان قديمة أخرى، اكتفت سلطات الانقلاب بصنعاء بإقرارها بتهدم نحو 5 منازل وتضرر أكثر من 40 منزلاً في مديرية صنعاء القديمة جراء السيول.

ويأتي الإهمال الحوثي المتعمد لصنعاء القديمة متزامنا مع استمرار تقاعس سلطاتهم الانقلابية ممثلة بالهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية والهيئة العامة للآثار والمتاحف عن القيام بمسؤولياتها على اعتبار أنها جهات معنية بأعمال الترميم والصيانة للمنازل المتهالكة. في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن انهيار وتضرر عشرات المنازل تعود ملكيتها لمواطنين في أحياء: مذبح والسنينة وشملان والثلاثين والرباط وهائل والدائري وبيت بوس والأصبحي، وغيرها في صنعاء جراء الأمطار التي تواصل هطولها منذ مساء الاثنين الفائت.

وكشفت المصادر عن تعرض سور جامعة صنعاء (كُبرى الجامعات اليمنية) للانهيار بفعل تدفق السيول من الأحياء المجاورة، حيث وقع التهدم بسور الجامعة من الجهة الجنوبية الغربية المحاذية لشارع الرباط، في حين تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومشاهد تظهر لحظة انهيار السور.

وبحسب الشهود، تزامن ذلك أيضا مع سقوط سور آخر تابع لمدرسة القميعة الحكومية بمديرية معين في صنعاء العاصمة جراء تدفق السيول.

وأفادت المصادر في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بنزوح مئات الأسر خلال عشرة أيام من أحياء ومناطق عدة في صنعاء إلى أماكن أخرى بعد تعرض منازلها للانهيار، فيما أبدت أسر أخرى تخوفها من سقوط منازلها جراء تدفق مزيد من السيول وعدم قيام سلطات الميليشيات بأي تحرك.

ويتهم السكان في صنعاء الميليشيات بتجاهل معاناتهم وعدم تحريكها أي ساكن لحماية الناس ومصالحهم وممتلكاتهم من قبيل عمليات الإخلاء والتحذيرات المسبقة وتحرك فرق الدفاع المدني.

وكان مغردون يمنيون تداولوا على منصات التواصل الاجتماعي طيلة أسبوعين فائتين صوراً ومشاهد تظهر معظم شوارع وأحياء صنعاء وعدة مدن أخرى تحت سيطرة الجماعة، وهي غارقة بالسيول، بعد أن حاصرت المياه الكثير من السكان في منازلهم، إضافة إلى تعرض بعض السيارات والمحال التجارية لأضرار بالغة.

ورغم توقعات خبراء أرصاد باستمرار المنخفض الجوي خلال الساعات المقبلة على عدة محافظات، يتخوف اليمنيون من استمرار السيول، في ظل التدهور المستمر للبنية التحتية، ما يشكل خطراً على حياتهم ومنازلهم.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من فيضانات جديدة ستضرب مناطق عدة في اليمن خلال الأيام المقبلة، وستؤدي إلى تكاثر الجراد الصحراوي.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، إن التنبؤات الجوية توضح هطول أمطار غزيرة وبكميات تراكمية، تبلغ نحو 40 ملليمتراً على شمال محافظتي إب ومحافظة حضرموت، مدفوعة بالتدفق المستمر للرطوبة من بحر العرب، ومن المتوقع - وفقاً لما جاء في النشرة - أن تتلقى الدولة بأكملها أكثر من 300 ملليمتر بشكل تراكمي.

وأوضحت المنظمة أن السيول سوف تؤثر على 1100 شخص في وادي حرض بمحافظة حجة، و4300 في وادي مور، و4600 في وادي سردود، وكلها في محافظة الحديدة.

كما ستؤثر على 20 ألفاً في وادي الأمانة بمحافظة الجوف، و4400 في وادي ذنة بمحافظة صنعاء، و4000 في وادي سهام الممتد من أطراف محافظة صنعاء، مروراً بالحديدة، ومحافظة ريمة، و1400 في وادي زبيد، و2000 في وادي تبن ووادي بنا في محافظتي لحج والضالع، و600 في وادي حجر بحضرموت.

شارك