التيار الصدري والإطار التنسيقي.. تظاهرات تهدد الوضع في بغداد

الجمعة 12/أغسطس/2022 - 04:38 م
طباعة التيار الصدري والإطار أميرة الشريف
 
ما زال الطرفان الشيعيان التيار الصدري والإطار التنسيقي وهو تحالف يضم فصائل شيعية موالية لإيران، يصعدان ضد بعضهما، حيث يتظاهر الطرفان استمرارا للخلافات بين زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وخصومه حول إجراء انتخابات مبكرة في ظل استمرار أزمة سياسية في العراق.
ويطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وتجمع الجمعة آلاف من أنصار التيار الصدري الذي يواصل منذ نحو أسبوعين اعتصاما بجوار مبنى البرلمان، قرب المكان لأداء صلاة الجمعة في المنطقة الخضراء، التي تشهد إجراءات أمنية مشددة وتضم مقار المؤسسات الحكومية وبعثات دبلوماسية أجنبية.
في سياق مواز حشد الإطار التنسيقي لتظاهرات في بغداد وتحديداً الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء، إضافة إلى تظاهرات وصفها بالمركزية للجنوب ويكون منطلقها في البصرة، وأخرى للشمال ومركزها نينوى، وذلك لغرض "دعم القانون والحفاظ على مؤسسات الدولة" على حد وصفه.
وأوضحت اللجنة المنظمة لتظاهرات الإطار، أن هذه التظاهرات ستنطلق في الموعد الخاص بالتظاهرات على أسوار الخضراء، من جهة الجسر المعلق في العاصمة بغداد.
وتدعو الاحتجاجات الجديدة الى "تشكيل حكومة" من أجل "تخفيف معاناة الناس من نار الغلاء وشح الماء وانقطاع الكهرباء" بحسب بيان صادر من اللجنة المنظمة.
هذا وقد دعا الصدر أنصار تحالف الإطار التنسيقي إلى دعم اعتصام أتباعه وتظاهراتهم الداعية لحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة و"مكافحة الفساد.
وقال الصدر في بيان له، إننا وجماهير الإطار لا نختلف على وجود الفساد، واستشرائه في البلاد، وإن اختلفنا مع قياداته في ذلك، فإن فسطاط الإصلاح (أنصار الصدر) في تظاهراته إنما يتظاهر من أجلكم أيضاً يا جماهير الإطار، فالعجب كل العجب من عدم مناصرتكم لنا من أجل إنقاذ الوطن، الذي وقع أسير الاحتلال والإرهاب والفساد"، داعياً إياهم لأن "تكون تظاهراتكم نصرة للإصلاح لا نصرة لهيبة الدولة والحكومات التي توالت على العراق بلا أي فائدة ترتجى".
وأضاف "ألا تريدون كرامتكم وحريتكم وأمنكم ولقمتكم وسلامتكم وصلاحكم، كما نحن نطالب؟"، مذكراً إياهم بعدم مواجهة تظاهراتهم نهاية العام الماضي على ما اعتبروه تزوير الانتخابات بتظاهرات مماثلة.
وطالب الصدر جمهور الإطار التنسيقي، المدعوم من طهران، أن تكون "مظاهراتكم سلمية ولتحافظوا على السّلم الأهلي"، مضيفاً أن "أيدينا ممدودة لكم يا جماهير الإطار دون قياداته، لنحاول إصلاح ما فسد، وإن رفضتم.. فنحن ماضون بالإصلاح طاعة لله وحباً بسيد الإصلاح وحباً بالوطن".
وكان "وزير الصدر"، قد دعا أنصار التيار في عموم المحافظات العراقية إلى الخروج بتظاهرات، كل في محافظته، بتوقيت تظاهرات أنصار "الإطار" نفسه، لـ"إغاظة الفاسدين"، مؤكداً "الاستمرار بالاعتصام".
وقال ممثل الصدر، مهند الموسوي، خلال خطبة الجمعة الموحدة، التي أقيمت في بغداد داخل المنطقة الخضراء بحضور الآلاف من أعضاء التيار الصدري، إن المتظاهرين "خرجوا لرسم ملامح العراق المقبلة"، معتبراً أن "الثورة بمثابة بارقة أمل وفرصة لإنقاذ العراق من الفساد"، ودعا المعتصمين إلى "الاستمرار على اعتصامهم حتى تحقيق المطالب".
ولم تكن تظاهرات أنصار التنسيقي الأولى، التي خرجت الاثنين قبل الماضي، في المستوى المطلوب لقيادة التحالف من ناحية العدد، حيث سارعت إلى إنهائها بعد نحو ساعتين من انطلاقها، فيما بدأت التحشيد لتظاهرات الجمعة التي تريد أن تكون أقوى في إطار استعراض للقوة.
ونهاية يوليو الماضي، أدت تظاهرات أتباع الصدر إلي إلغاء جلستين لمجلس النواب، حيث دخل أنصار زعيم التيار الصدري، إلى المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية للتظاهر، وقد اقتحم عدد منهم مبنى البرلمان العراقي، كما رفع أنصار الصدر شعارات تنديد بالإطار التنسيقي الموالي لإيران، فيما اتهم الأخير، التيار الصدري بالتصعيد ودعا أنصاره إلى مواجهته، مؤكدا أن "مؤسسات الدولة خط أحمر محذرا من تجاوزه" .
وتأتي التظاهرات بعد نحو 5 أيام من تسمية قوى الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني مرشحاً لرئاسة الوزراء، والذي يواجه اعتراضا من قبل الصدر وأنصاره الغاضبين.
ويعيش العراق منذ الانتخابات البرلمانية في أكتوبر 2021، في شلل سياسي تام مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وبدأت الأزمة الحالية، إثر رفض التيار الصدري نهاية يوليو، مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء.

شارك