مع تشديد القيود عليهن.. أفغانيات يتظاهرن فى كابول ضد قمع طالبان لحقوقهن

السبت 13/أغسطس/2022 - 05:54 م
طباعة مع تشديد القيود عليهن.. أميرة الشريف
 
نظمت بعض النساء تظاهرة في كابول للمطالبة بالحق في العمل والتعليم بعد نحو عام من وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، حيث أطلق مسلحون من طالبان النار في الهواء لتفريق التظاهرة.
وقامت نحو أربعين امرأة بالهتاف بحقهم في الـ "خبز وعمل وحرية" أمام وزارة التعليم قبل أن تقوم مجموعة من مقاتلي طالبان بتفريقهن بإطلاق رشقات رصاص في الهواء بعد حوالي خمس دقائق من بدء التظاهرة، على ما ذكرت وكالة فرانس برس.
ورفعت المتظاهرات لافتة كتب عليها "15 أغسطس يوم أسود"، في إشارة إلى ذكرى سيطرة الحركة على السلطة في البلاد العام الماضي، في إطار مطالبتهن بحقوقهن في العمل والمشاركة السياسية.
وهتفت المتظاهرات قبل تفريقهن "العدل العدل. سئمنا الجهل".
وأغلق مسلحون من حركة طالبان يرتدون بزات عسكرية بسد مفترق طرق أمام المتظاهرات وبدأوا إطلاق النار في الهواء لثوانٍ.
ولجأت متظاهرات إلى متاجر قريبة وطاردهن مسلحو طالبان وقاموا بضربهن بأعقاب البنادق. كما صادروا الهواتف المحمولة من المتظاهرات.
وذكرت تقارير إعلامية بتعرض عدد من الصحفيين للضرب على أيدي طالبان.
وقالت زوليا بارسي إحدى منظمات الاحتجاج "لسوء الحظ جاءت طالبان التي كانت جزءا من أجهزة المخابرات وأطلقت النار في الهواء".
وأضافت "قاموا بتفريق الفتيات ومزقوا لافتاتنا وصادروا العديد من الهواتف المحمولة الخاصة بالفتيات".
وكانت تظاهرات النساء للمطالبة بمزيد من الحقوق، تصبح نادرة أكثر فأكثر في العاصمة لا سيما بعد اعتقال منظمات هذه التجمعات في بداية العام الجاري وبعضهن بقين موقوفات لأسابيع.
ومنذ سيطرتهم على السلطة في أغسطس الماضي، عملت طالبان على الحد من الحريات التي اكتسبتها النساء تدريجياً على مدى السنوات العشرين الماضية منذ سقوط نظامهم السابق (1996-2001).
وفرضوا سلسلة من القيود على المجتمع المدني يهدف الكثير منها إلى إخضاع المرأة لمفهومهم المتطرف للإسلام.
واستبعدوا النساء بشكل كبير من الوظائف الحكومية وقيّدوا حقهن في السفر ومنعوا الفتيات من الالتحاق بالمدارس الإعدادية والثانوية.
مع القيود التي تفرضها حركة طالبان منذ سيطرتها على الحكم في أفغانستان وبالأخص على المرأة الأفغانية،  أمر القائد الأعلى لأفغانستان وحركة طالبان، هبة الله أخوند زاده، في مايو الماضي ، النساء بارتداء البرقع في الأماكن العامة في أحد أكثر القيود صرامة التي تفرض على النساء منذ سيطرة الحركة على الحكم في أفغانستان مجدداً العام الماضي.
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت في مايو في كابول إن كل هذه الإجراءات تشكل "نموذجا لفصل جنسي كامل وتهدف إلى جعل المرأة غير مرئية في المجتمع".
وطوال العقدين الماضيين اكتسبت المرأة الأفغانية حريات جديدة وعادت إلى المدرسة أو تقدمت لوظائف في جميع القطاعات وإن ظلت البلاد محافظة اجتماعيا.
وفي وقت سابق، أعلنت حركة طالبان التي تتولى السلطة في أفغانستان أنه لن يُسمح للنساء الراغبات بالسفر لمسافات طويلة الصعود على متن وسائل النقل، إلا إذا كن برفقة أحد أقربائهن الذكور.
كما حضت الإرشادات الجديدة الصادرة عن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جميع أصحاب المركبات على نقل النساء اللاتي يرتدين الحجاب.
كما دعت الوزارة الصحفيات اللواتي يعملن على التلفزيونات إلى ارتداء الحجاب على الشاشة.
وقال مهاجر إن ارتداء الحجاب سيكون شرطا للنساء اللواتي يسعين للصعود على متن وسائل النقل. كما أمرت توجيهات الوزارة الناس بالتوقف عن تشغيل الموسيقى في مركباتهم.
ونالت المرأة الأفغانية حقوقا كبيرة، خلال العقدين الماضيين، مثل قانون تجريم العنف ضد المرأة والزواج القسري، وصار منع النساء من العمل والدراسة أمرا غير قانوني.
وسيطرت طالبان على الحكم في أفغانستان في أغسطس الماضي ووعدت بنظام أكثر مرونة مما كان عليه أثناء فترة حكمها السابقة بين 1996 و2001، والتي تميزت بانتهاكات حقوق الإنسان، لكنها قيدت بشكل متزايد حقوق الأفغان، لاسيما النساء اللواتي مُنعن من العودة إلى المدارس الثانوية وشغل العديد من الوظائف الحكومية.

شارك