ضبط خلية تهريب حوثية يؤكد دور إيران في تقويض جهود التهدئة

الأحد 14/أغسطس/2022 - 01:34 م
طباعة ضبط خلية تهريب حوثية فاطمة عبدالغني
 
في تأكيد جديد على استمرار طهران بتزويد المليشيا بالأسلحة في تحدي سافر وانتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية".
‏قال معمر الارياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) "ان الاعترافات تؤكد الدور الذي تلعبه إيران في تقويض جهود التهدئة، واستخدامها مليشيا الحوثي أداة لقتل اليمنيين وزعزعة أمن واستقرار اليمن ونشر الفوضى والارهاب في المنطقة وتهديد المصالح الدولية، واستغلال المليشيا اتفاق ستوكهولم لاستخدام موانئ الحديدة نافذة لتهريب الأسلحة الإيرانية".
‏وطالب الارياني، المجتمع الدولي والامم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالقيام بمسئولياتهم القانونية بموجب مبادئ ميثاق الامم المتحدة، واصدار ادانة واضحة لسياسات النظام الايراني التخريبية، وممارسة ضغوط حقيقية لإنهاء تدخلاته في الشأن اليمني ووقف تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي الإرهابية.
ومن جانبه، اعتبر رئيس مركز جهود للدراسات، المحلل السياسي عبدالستار الشميري، ضبط خلية تهريب بحري بهذا الحجم من قِبل شعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية، نجاحًا يستحق الإشادة نجاحًا يستحق الإشادة. 
وقال الشميري في تصريح لوكالة "2 ديسمبر"، إن خلية التهريب البحري هذه تأتي ضمن نشاط استخباراتي إيراني مكثف ومحموم منذ سنوات وفي مختلف المحافظات اليمنية، وعلى وجه الخصوص المحافظات المحررة بيد الشرعية.
ونوه بأن نشاط الاستخبارات الإيرانية لتجنيد خلايا في عدن قد يفوق النشاط في الساحل الغربي، مشيرًا إلى أن استهداف قيادات وازنة بحجم اللواء الركن جواس، والقصف الصاروخي على قاعدة العند ومطار عدن مؤشر على مدى ذلك العمل الاستخباراتي.
وأكد أن ضبط خلية بهذا الحجم في الساحل الغربي ينم عن مدى إمكانيات شعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية، مضيفًا أن ذلك يجب أن يكون حافزًا لتنشيط العمل الاستخباراتي لدى الشرعية بشكل عام.
وأوضح أن النشاط الاستخباراتي الإيراني ومليشيا الحوثي تجد في الهُدن البيئة الملائمة لتجنيد الخلايا الإرهابية. 
وعن مضمون اعترافات خلية التهريب البحري، قال الشميري إنها تحمل تأكيدًا جديدًا عن تبعية مليشيا الحوثي لإيران.
ولفت إلى أن الاعترافات تسلط الضوء أيضا على نشاط وحدة الحرس الثوري الإيراني المتمركزة في جزر دهوك الإريترية.
وأوضح كذلك أن وحدة الحرس الثوري الإيراني في جزر دهوك تلعب دورًا كبيرًا في تجهيز خلايا التهريب البحري بكل ما تحتاجه.
من ناحية أخرى، قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله الحضرمي في تصريح لوكالة "2 ديسمبر": إن عملية ضبط خلية التهريب البحري المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني من قِبل الأجهزة الأمنية في الساحل الغربي بمقياسها كبيرة جداً، مشبِّهًا إياها بـ"تلك العمليات الضخمة التي تقوم بها مخابرات الدول العظمى ذات الإمكانيات التقنية العالية من أدوات بحرية وجوية وبرية وعلاقات مع دول ضالعة في التجسس على نشاط البحار والمراكب والتهريب".
وأضاف مثمنًا ما حققته شُعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية من إنجازات: إنها من الناحية الفنية إنجاز يفوق المقاومة الوطنية وقدرتها الطبيعية، فهي في الأخير مقاومة وليست دولة.
ومن الناحية العسكرية، أكد الحضرمي أنها "تشكل ضربة مسددة وموجعة ضد أنشطة الحوثيين وإيران في البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي، وتمنح الموقف اليمني ممثلًا بحكومته الشرعية ومقاومته الوطنية درجة متقدمة في سُلّم القوة والتفوق الاستخباراتي". 
ونوه بما تشكله من دليل مادي على مدى التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني ومد مليشيا الحوثي بالسلاح، قائلًا: "لقد ظل الكثيرون طيلة أعوام مضت يقولون إن إيران تهرّب السلاح للحوثيين لتطيل من عمر الأزمة اليمنية؛ ولكن أحداً لم يكن يستطيع أن يعزز ادعاءه بأدلة دامغة، والآن الوضع أصبح مختلفاً".
وفي السياق ذاته، أشاد الباحث الدكتور ثابت الأحمدي بيقظة الأجهزة الأمنية في الساحل الغربي اليمني، معربًا عن ثقته بها في قطع إمدادات السلاح الإيراني إلى مليشيا الحوثي.
وقال في تصريح لوكالة "2 ديسمبر"، مساء اليوم السبت: "نعوِّل على الأجهزة الأمنية في الساحل الغربي قطع تلك الإمدادات التي تقتل الشعب اليمني من سنوات طويلة"، منوهًا بأن تهريب إيران الأسلحة إلى المليشيا الحوثية التابعة لها ستظل متواصلة "ما لم يتم قطع اليد الإيرانية الخبيثة التي تمتد لليد الأخرى الأخبث وهم الحوثيون".
وأضاف الأحمدي "أن العملية الأخيرة المتمثلة في ضبط خلية تهريب يمنية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني يدل على حس أمني عالٍ وإمكانيات لدى شعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية"، معبِّرًا عن شكره "للعيون الساهرة في الساحل الغربي التي تلعب دورًا وطنيًا رائدًا في مختلف المجالات، ومنها مكافحة القرصنة والتهريب".
وأشار إلى أن شحنات السلاح التي تحدث عنها أعضاء الخلية المضبوطة هي "جزء من الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي التي وصلتها عدة حملات تهريب سابقة، سواء المباشرة من إيران عبر خليج عمان وباب المندب، أم من شرق أفريقيا عبر ميدي وكمران والصليف وغيرها".
وقال: "لا يزال الجميع يتذكر السفينتين جيهان 1 وجيهان 2 في العام 2013م، والتصريح الرسمي لرئيس الجمهورية السابق عبدربه منصور هادي في هذا الصدد".
وأكد أن "الدعم الإيراني للمليشيا الحوثية متعدد الوجوه والمجالات، ومنها السلاح، إضافة إلى الدعم الإعلامي والأمني واللوجستي والدعم المادي، والدعم بالخبراء الاستراتيجيين الذين يديرون الجانب السياسي للمليشيا، إضافة إلى الدعم الخارجي من خلال المنظمات الإيرانية في الخارج".
وكان الإعلام العسكري للقوات المشتركة وزع، يوم السبت، فيديو اعترافات الخلية بعد إزاحة الستار عنها ضمن سبع خلايا سيتم بث اعترافاتها الأيام القادمة.

شارك