مقتل قيادي كبير في "سيد الشهداء".. ميليشيات ايران تعيد تموضعها في سوريا

الإثنين 19/سبتمبر/2022 - 04:29 م
طباعة مقتل قيادي كبير في علي رجب
 

في استنزاف لقوات وميليشيات ايران في سوريا، قُتل قيادي كبير من المليشيات الإيرانية مع مرافقيه جراء استهداف سيارته في ريف دير الزور الشرقي.

وذكر تقارير سورية قتل القيادي في ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" الايرانية المدعو "الحج عسكر" مع اثنين من مرافقيه باستهداف مباشر بعبوة ناسفة على الطريق الواصل بين مدينتي البوكمال - الميادين شرق ديرالزور، في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الاحد 18 سبتمبر 2022.

"الحج عسكر" كان يشغل منصب مسؤول المعسكرات في عموم المليشيات الإيرانية العاملة في دير الزور، وهو من المقربين إلى القيادي في "الحرس الثوري الإيراني" المدعو "حج عباس" الذي كان رشحه لهذا المنصب لثقته به.

وتنتشر ميليشيات إيرانية مدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" في الجزء الخاضع لسيطرة النظام من ديرالزور، وخاصة في المناطق القريبة من الحدود السورية العراقية، حيث تستخدم المنطقة في تهريب المقاتلين والأسلحة من إيران، وبلدان أخرى، عبر العراق إلى سوريا ولبنان.

مقتل القيادي في ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" الايرانية المدعو "الحج عسكر"  هو خسارة رقم مقتل 57 من العسكريين بينهم ضابطين إيرانيين في سوريا.

حيث قتل 56 قيادي عسكري في الميليشيات الايرانية بينهم ضباط من الحرس الثوري الايراني في الاستهدافات الإسرائيلة الـ25 للأراضي السورية منذ مطلع العام 2022.

وتشكلت ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" الشيعية العراقية في مطلع 2013 في العراق، بعد خلافات بين قيادات كتائب حزب الله، انتهت بانشقاق "أبو مصطفى الشيباني" عنه وتشكيله لهذه الكتائب.

يشار إلى أن "أبو مصطفى الشيباني" يحمل الجنسية الإيرانية والعراقية)، ولم يلبث أن توجه إلى سوريا في أواخر منتصف العام 2013.

وركز أن "أبو مصطفى الشيباني" جهوده على العمليات في الحرب الأهليّة السورية كقائد في سلسلة قيادة الحرس الثوري الإيراني.

 وتَقاضى عناصر كتائب سيّد الشهداء في سوريا رواتب من الحرس الثوري الإيراني، وتَزْعم الجماعة أنها عانت من مقتل 88 فرداً في ذلك النزاع.

وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية، أبو مصطفى الشيباني على لائحة "الكيانات الإرهابية العالمية ذات التصنيف الخاص" في يوليو 2008. وفي عام 2014، انتقلت قيادة كتائب سيّد الشهداء إلى أبو آلاء الولائي.

وتحظى كتائب سيّد الشهداء بتمويل جزئي من الحرس الثوري الإيراني، وقدم "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري"، و"حزب الله" اللبناني المساعدة المالية والمساعدة العسكرية وتبادُل المعلومات الاستخبارية لـ "كتائب سيّد الشهداء"، فضلاً عن المساعدة في اختيار قيادتها ودعمها والإشراف عليها.

 وبعد مقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير 2020، حظي ممثلو "كتائب سيّد الشهداء" بمعاملة رفيعة المستوى خلال زيارتهم لطهران، مما أشار إلى بلوغهم مكانة أعلى من كافة الجماعات الأخرى، باستثناء كتائب حزب الله و"حركة حزب الله النجباء".

يأتي ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية  لميليشيات لواء فاطميون الأفغاني، وميليشيا حزب الله العراقي، التابعة لميليشيات الحرس الثوري من دير الزور إلى بادية حمص الشرقية.

وتمركزت الميليشيات الايرانية في منطقة بين قرية آرك وحقل آرك للغاز، على بعد نحو 35 كلم من مدينة تدمر، بالقرب من اتستراد تدمر-دير الزور، وذلك بغية حماية الحقل من هجمات واستهدافات محتملة قد تنفذها خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، وضمت التعزيزات وفقاً لمصادر المرصد السوري آليات ومعدات وجنود ومواد لوجستية وطبية.

وكان المرصد السوري رصد في 11 أيلول، وصول 35 عنصر من ميليشيا حزب الله السوري المدربة والمسلحة من قبل حزب الله اللبناني، مع عتادهم الكامل من أسلحة وآليات إلى مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، قادمين من منطقة السخنة بالبادية السورية، حيث قاموا بالتمركز ضمن المدينة ومحيطها وإنشاء نقاط لهم هناك، عقب وصول معلومات لديهم باستهداف تنظيم”داعش” لأماكن تواجدهم في السخنة.

ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، استياءا شعبيا وغضبا عارما في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في ظل عجز النظام السوري والإيرانيين بالرد على الضربات الإسرائيلية التي تستهدف الأراضي السورية ومواقع حيوية، تزامنا مع استمرار المليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني بعمليات تخزين السلاح، ضمن الأراضي السورية.

وفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن حالة الغضب والاستياء الأكبر من بين المحافظات تسود مناطق الساحل السوري التي ينحدر منها رأس النظام، وتعد الخزان البشري للميليشيات والمسلحين الموالين للنظام، على خلفية تزايد الغارات الإسرائيلية على المنطقة، والتي راح ضحيتها العشرات من أبناءه، دون أن يحرك النظام السوري ساكنا، في ظل استمرار الميليشيات الإيرانية وحزب الله “اللبناني” في استباحة الأراضي السورية واستخدامها لتخزين الأسلحة والصواريخ والعمل على تطويرها، بما يخدم مصالحها، دون أن تستهدف أي موقع عسكري لإسرائيل في الجولان المحتل وغيرها من المناطق.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أشار اليوم في تقرير مفصل، عن الاستهدافات الإسرائيلية في الأراضي السورية، حيث أحصى المرصد السوري خلال العام 2022، 25 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية سواء عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 73 هدفًا ما بين مبانٍ ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

 

 

 

شارك