حجب وسائل التواصل الاجتماعي لم يحجب الغضب ضد الملالي

الأحد 16/أكتوبر/2022 - 09:55 م
طباعة حجب وسائل التواصل روبير الفارس
 
اكدت وسائل اعلام فرنسية نجاح المتظاهرين في ايران في تحدي قمع الملالي وخاصة بعد قطع الانترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي بالاستمرار في التظاهر والحشد ضد الملالي حيث قالت وكالة الانباء الفرنسية انه
على الرغم من حجب السلطات الإيرانية تطبيقات التواصل الاجتماعي الأهم مثل إنستجرام وواتساب، استطاع ناشطون من خلال دعوة عبر الإنترنت تنظيم مظاهرات جديدة  ضد النظام السياسي تحت شعار "بداية النهاية"، تزامنا مع دخول التعبئة الشعبية التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني أسبوعها الخامس. وأثارت الاحتجاجات مظاهرات تضامنية في مختلف دول العالم، وأسفر القمع عن سقوط أكثر من مئة قتيل بحسب منظمات غير حكومية كما أثار موجة تنديد في العالم.
وقالت قناة فرانس ٢٤
لبى متظاهرون إيرانيون دعوة نشطاء للتظاهر بكثافة تحت شعار "بداية النهاية!" للنظام، إذ خرجوا  مجددا في مسيرات احتجاجية بعد مرور شهر على اندلاع حركة الاحتجاج ضد السلطات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني وتقابل بقمع شديد، وفق وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية.

وأثار موت الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني ذات الـ 22 عاما في 16 سبتمبر بعد ثلاثة أيام من اعتقالها، أكبر موجة تظاهرات في إيران منذ احتجاجات 2019 على ارتفاع أسعار الغاز في الدولة الغنية بالنفط.

واعتقلت شرطة الأخلاق أميني في 13 /سبتمبر في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية خصوصا ارتداء الحجاب.

وتؤكد السلطات الإيرانية أن الشابة توفيت بسبب مرض وليس بسبب "الضرب"، حسب تقرير طبي رفضه والدها. وقال ابن عمها إنها ماتت بعد "ضربة عنيفة على الرأس".

وتقود شابات من طالبات وتلميذات منذ 16 /سبتمبر المظاهرات على وقع شعارات معادية للحكومة، فيضرمن النار في حجابهن ويشتبكن مع قوات الأمن في الشوارع.

و في المظاهرات ارتفع صراخ نساء غير محجبات السبت  "على الملالي الرحيل"  و في كلية التقنية والمهنية في طهران، اندلعت مظاهرة وفق ما أظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر الإنترنت على نطاق واسع.

وغرب طهران، ألقى محتجون مقذوفات على قوات الأمن بالقرب من دوار رئيسي في مدينة همدان، وفق صور تحققت منها وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت المعارضة مريم رجوي تعليقا علي ذلك  ان انتفاضة الشعب الايراني المستمرة للاسبوع الخامس على التوالي كشفت اتساع مظاهر تفكك نظام الولي الفقيه خلال الاسابيع الاربعة الماضية، رغم الخطوات التي اتخذها خامنئي مسبقا، باقصائه التيار المنافس، اضفائه اللون الواحد على نظامه، وتنصيبه ابراهيم رئيسي على رأس السلطة التنفيذية.
واضافت مريم قائلة
اندفع النظام خلال الاسابيع الماضية نحو محاولات محمومة للحيلولة دون  تساقط عناصره، من بينها تنظيم العديد من التظاهرات المضادة التي استخدم حيلا مختلفة في التحشيد لها، وتحفيز عناصره للمشاركة فيها، على امل انجاحها.

في هذا السياق استغل ذكرى المولد النبوي الشريف يوم الجمعة الماضي لتوفير الظروف الملائمة للحشد، واستخدم منابر صلاة الجمعة في مختلف المحافظات، حيث اعلن التلفزيون الرسمي عن اكبر احتفال بالوحدة في 900 محطة صلاة منتشرة في انحاء البلاد، لكن ما جرى كان اقرب الى المشهد الكاريكاتوري.

انطوت صلوات الجمعة في طهران على مظاهر غريبة، لا تشبه الصلوات، ظهر على التلفزيون الرسمي احد الملالي وقد جمع بعض الصبية والمراهقين حول طاولة في إحدى الزوايا ليروي لهم قصصا، وفي ركن آخر احاديث جانبية لبعض الكبار حول الطاولات، فيما كان إمام الجمعة يؤدي صلاته المعتادة.

حاول النظام التخفيف من  “الإرهاق والانزعاج” الذي يمر به عن “هؤلاء الأعزاء” من خلال إطلاق عروض العزائم في طهران ومدن مختلفة من البلاد، تحت عنوان الاحتفال بالمولد النبوي.

روج التلفزيون الرسمي منذ ساعات الصباح الأولى للاحتفال الذي اقيم في ساحة ولي العصر في طهران، شارك في الاحتفال مدراء المسرح والممثلون في حفلات الحدائق الفخمة، نظّم “يانصيب” وعمليات سحب على جوائز نقدية وغير نقدية للمشاركين، من أجل  “إضفاء البسمة على وجوه” رجال الحرس والباسيج وعائلاتهم.

كان المقصود من هذه المظاهر الوصول الى هدفين، اولهما التاكيد على نهايات قريبة للاوضاع الراهنة المتمثلة بالانتفاضة، وثانيهما الاشارة الى ضرورات الاعتناء بالابناء لمنعهم من التواصل مع معارضي النظام.

لعل ابرز المحاولات التي جرت في هذا السياق إطلالة خامنئي عدة مرات بعد أسبوعين من الصمت لرفع معنويات عناصره الامنية وقوات الباسيج الذين صفعهتم الانتفاضة، وتنفيس الاحتقانات بين الـ “خواص” وقادة النظام الخائفين المشتتين، المصابين بالذعر، وكانت النقطة الأساسية في حديثه التأكيد على قوة النظام، والايحاء بدور اجنبي في تفجير الانتفاضة.

تعددت مظاهر افتقار نظام الملالي للانسجام، عمق واستمرار الازمات التي يعانيها، والمحاولات العقيمة لمعالجتها، بدء من الاجراءات اليائسة للحد من تأثير الانتفاضة على تماسكه، ومرورا باجترار خامنئي لعباراته، مما يكرس القناعة بان اثر الاحداث التي تشهدها البلاد على حكم الولي الفقيه اكبر من توقعاته.

شارك